أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - وعندَ ويكيليكس الخبرُ اليقينُ














المزيد.....

وعندَ ويكيليكس الخبرُ اليقينُ


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 3164 - 2010 / 10 / 24 - 08:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقولُ الروس " السياسة عاهرة " . فالسياسيون بإسم الديبلوماسية يتقلبون في آرائهم ومواقفهم حسب ما تتطلبه أهواؤهم وما تمليه عليهم مصالحهم . فالمادة أوّلاً وأخيراً . المصالحُ الشخصية ، وحسَب تجاربنا في تاريخنا القريب والبعيد ، هي الأساس . ما رأينا حاكماً جاء إلى السلطة ليخدم الشعب ويعمل على رقي سمعة الوطن وعند فشله إعترف بقصوره وتخلّى عن موقعه لغيره من المؤهلين للقيام بالواجب. الكلّ يتمسّك بالكرسيّ حتى يُزاح عنوة بثورة أو إغتيال أو إحتلال . ما بالهم لا يدركون أن مقاييس التاريخ لا تستثني أحداً من قاعدتها أن البقاءَ للأصلح ؟

سبعة شهور مضت وقاربنا لإنهاء الشهر الثامن على الإنتخابات ، ومجموعة الفائزين لا زالوا مختلفين ، بل أن الخلاف بينهم يتعمّق بسبب " السياسة القذرة " Dirty Politics التي يمارسونها وينشرون الغسيل القذر لبعضهم البعض . إنّ توقيت نشر تقرير مؤسسة ويكيليكس ووكالات الأنباء التي تبنتها وتوسعت في تفاصيلها لم يأتِ من الفراغ . إن الصراع بين الكتل السياسية قد إنحدر إلى مستويات متدنية ولن تكون هذه سوى بداية لفضائح تنال جميع الأطراف بدون إستثناء . إن الخوض في هذا المستنقع لا تستفيد منه جهة إلاّ وتدفع الثمن المقابل . فالشعب كله يعرف أن ليس بينهم معصومٌ أو بعيدٌ عن الإتهام .

ظاهرُ الحالة توجيه إصبع الإتهام إلى الحكومة . و تؤكد وسائلُ الإعلام المعروفة بتوجهاتها أن التقرير المتكوّن من أربعة آلاف صفحة ، كدليل حسّي على أهميته ، يتضمن إتهامات بتورّط أجهزة حكومية وشخص رئيس الوزراء وكذلك سلطات الإحتلال في إرتكاب جرائم قتل وتعذيب ضد الأبرياء من الشعب . وكذلك أن التقرير ذكر اسماء مَن تعاونوا مع سلطات الإحتلال في إرتكاب الجرائم مما قد يؤدي نشرها إلى تعرّض أولئك إلى مخاطر في حياتهم .

لم تنفِ البيانات الرسمية ، سواءً التي صدرت عن الحكومة العراقية أو وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين صحة ما ورد في التقرير ، بل إستنكرت جميع الجهات نشره . وقد نُسِب إلى السيد نوري المالكي قوله أن المقصود بنشر التقرير في هذا الوقت بالذات هو لمنع عودته إلى رئاسة الوزارة للدورة الثانية !! ولكن الظاهر أنّ اللجنة الخاصة بمؤسسة ويكيليكس لديها الأدلة الثبوتية على صحة مانشرته ولها القدرة على توسيع دائرة نشر أسماء المتورطين ، ولذلك نرى أن كافة الجهات تعمل على لملمة الموضوع وحصره في حدود ضيقة مخافة فضائح لا تُحمدُ عقباها ، فالمثلُ يقول " إللي جوة أبطه عنز يبغّج " .

فما حدث أو يحدث في المستقبل لا يتعدى أن يكون أسلوبا ، ولو قذراً ، للضغوط المتبادلة لتقريب وجهات النظر بين الكتل ، وما أن تستنفذ أغراضها حتى يتوافقون ( أو بالأحرى يتواطأون ) أو يختلفون ثانية ، ويبدأ كلّ طرف في البحث عن أسلوب قذر آخر يستخدمه لإجبار خصمه على قبول شروطه . لقد تعودنا خلال السبعة شهور الماضية على الأساليب التي إتبعتها كل جهة لتقوية موقفها التفاوضي في الحوار الخاص بتشكيل الحكومة ، إبتداءً من تشكيل التحالف الوطني بعد الإنتخابات والحصول على " فتوى " من المحكمة العليا في تفسير عبارة ( الكتلة الأكبر ) ، وإنتهاءٍ بالزيارات الإستجدائية لدول الجوار لكسب رضاهم . إن حفنة من أشخاص فرضوا أنفسهم ممثلين لكتل من أعضاء مجلس النواب المنتخبين يتخذون القرارات بأسماء كتلهم دون الرجوع إلى قطيع الأغنام الذي يمثله كل واحد منهم . فالقطيع لا رأيَ له حين لا يسأل عن رأيٍ . يختلفون ، يتآمرون على بعضهم ثم يتوافقون وسيطوون صفحة تقرير ويكيليكس كما طويَت صفحاتٌ قبلها . حقاً أن " السياسة عاهرة " كما يقول الروس .

كم من المعاناة يراد لهذا الشعب حتى يعي أن هؤلاءِ إنما يعملون لمصالحهم الشخصية لا غير ، وليس لهذا الشعب سوى الندم على إنتخابه لهم ، وأن يتحوّل هذا الندم إلى التصميم على عدم إرتكاب نفس الخطأ مستقبلاً.



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البُعبُع . . . البعث !!
- الإستعمار .. شكلاً وجوهراً
- الخُلودُ للطيبين
- عِبَرٌ لَمِن إعتَبَرَ
- لِنكافِح الفرقة والإنعزالية
- لِعبُهُم .. ورَدُّنا
- العُنفُ ... أم النضال السّلمي ؟
- تصحيحُ المسار
- النظرية والواقع
- التمنّي .. وَلِمَن ؟
- الثورُ ... والسّكاكين
- وحدةُ الشعب تدحرُ المتآمرين على مستقبله
- ما هو كسبُنا في الإنتخابات
- من وحيِ الإنتخابات
- أين الخطأ ؟
- مَلامِحُ النّجاح
- حِزبُ البعث والحركة الصدّامية
- مستقبل نظام الحكم في العراق
- الإجتثاثُ والبعثيون
- عَودة إلى درس المعلّم الأوّل


المزيد.....




- قوات روسية تخترق دفاعات أوكرانية في دونيتسك قبل أيام من قمة ...
- الانتقال إلى إيطاليا قد يكون خطة جيمي كيميل البديلة
- إسرائيل: حرب ردود بين وزير الدفاع ورئيس الأركان.. و-التعيينا ...
- - فلسطين حرّة-.. رسالة من مراقب جوي فرنسي إلى طياري شركة -إل ...
- شركة -البحري- السعودية تنفي نقلها أسلحة لإسرائيل على متن سفي ...
- رونالدو وجورجينا.. خطوبة وقصة حب وقيراطات ألماس ثمنها ملايين ...
- -قبة حرارية فوق أوروبا!-.. جفاف وحر وحرائق وجو يحبس الأنفاس ...
- لماذا اغتالت إسرائيل أنس الشريف؟
- سرايا القدس تبث مشاهد لقصف مستوطنتين إسرائيليتين بغلاف غزة
- نشطاء يشيدون بنباهة طفل يمني أنقذ شقيقته من محاولة اختطاف


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - وعندَ ويكيليكس الخبرُ اليقينُ