أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ييلماز جاويد - العُنفُ ... أم النضال السّلمي ؟














المزيد.....

العُنفُ ... أم النضال السّلمي ؟


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 3077 - 2010 / 7 / 28 - 22:16
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مرّت عملية العمل السياسي عبر القرون بمراحل كان إمتلاك القوة الضاربة والإمكانات العسكرية هو العامل الحاسم سواء في السيطرة على قمة نظام الحكم في البلد المعني وإدامة الحفاظ على السلطة أو في توسيع رقعة الأرض المشمولة تحت سلطة النظام بإحتلال أراضي بلدان أخرى . وقد تمّ إستخدام هذا الأسلوب لقرون عديدة ، وكان من نتائجه قيام الإمبراطوريات الإستعمارية ، حيث وصلت مساحة بعضها أن لا تغيب الشمس عن ممتلكاتها ، أو قيام دكتاتوريات تفرض نفسها بالقوة .

كان للتقدم التقني وإتساع المجتمع الحضري والتكاثف السكاني في المدن الكبيرة الأثر الكبير في تعميق الوعي بين طبقات الشعب بالظلم الذي يُمارَس ضدها ويحرمها من أبسط حقوقها لصالح حفنة إستعمارية أو حكومة دكتاتورية . وبذلك بدأت الحركات التحررية بين طبقات الشعب وظهر تشكيل المنظمات المهنية والسياسية لغرض النضال من أجل إسترداد حقوق الشعب المستلبة . وقد إتسم أسلوب النضال الذي مارسته حركات التحرر بالعنف ، وقامت ثورات كثيرة دموية وإنقلابات أستخدمت فيها القوة العسكرية ضد بعضها البعض ، مما كان يؤدي إلى خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات مما يضعف النظام – أيّ نظام حكم - تجاه تلبية وتطمين حاجات الشعب . لقد أدى أسلوب ممارسة العنف في تداول السلطة أو في التحرر من الإستعمار إلى جعل الشعوب هي الخاسر الأكبر في أي صدام .

بعد قرون من ممارسة سياسة العنف ، وبسبب تعمّق الوعي والتقدم العلمي الذي أدى إلى الثورة الثقافية في القرن المنصرم و ما أضافت الثورة المعلوماتية إلى الفكر الإنساني فقد أصبح النضال السلمي يفرض نفسه كبديل عن العنف في تحقيق النتائج ، فمثال ثورة غاندي في تحرير الهند من الإستعمار البريطاني أصبح نموذجاً يقتدى ، فنرى ثورة مانديللا ضد الإستعمار البريطاني ومن نصّبهم من المستوطنين العنصريين لتحرير جنوب أفريقيا دلائل مقنعة على أن النضال السلمي وتعميق الوعي لدى أوسع جماهير الشعب إنما يمثل الأسلوب الأنجح في النضال . لقد أصبح شائعاً تعريف العمل السياسي ب ( العمل بين الجماهير ) .

أصبح العمل الجماهيري ، من كسب الأعضاء والمؤيدين وتثقيفهم وتعميق وعيهم بحقوقهم ، الواجب الأول لدى كل منظمة ، مهنية كانت كالنقابات والجمعيات المهنية أو لدى الأحزاب السياسية . فكلما توسعت قاعدة المنظمة المهنية أو الحزب ، وتراصت صفوفها ، بالإيمان بأهدافها وتمسك أعضائها ومؤيديها بتلك الأهداف تكون تلك المنظمة ذات بأس وذلك الحزب ذا مكانة في المجتمع وفي التأثير على القرارات التي تخص حاله ومستقبله . و لا يخفى فشل المنظمات والأحزاب التي لا زالت تمارس العنف أو حتى الإرهاب في تحقيق أي من أهدافها سواءٌ كانت تلك الأهداف مشروعة أو لا .

لقد تحوّل الرأي العام في العالم المتمدن عن العنف كأسلوب في النضال إلى الممارسة السلمية وتحقيق الثورة الإجتماعية عبر صناديق الإقتراع . ولذلك فإنّ العمل السياسي السلمي يتطلّب عملاً دؤوباً مستمراً من التحفيز والتثقيف والتخطيط العلمي لبلوغ الغايات التي تحقق أفضل النتائج لصالح أوسع طبقات الشعب . وبهذا يمكن تشبيه العمل الدؤوب هذا بأسلوب التلميذ الذي يحضر دروسه يومياً ليكون جاهزاً للإمتحان في أي وقت لا كالتلميذ الذي يكثف دراسته فقط في الفترة القريبة للإمتحانات . يجب أن تكون قيادات المنظمات والأحزاب متمكنة من تحسّس حاجات الجماهير والتنبؤ بما يستجد منها لكي تطرح الشعارات المعبّرة فعلاً عن تلك الحاجات فتكون بذلك قد كسبت الكثير من المؤيدين الذين يطمحون إلى تحقيق تلك المصالح . وكذا يجب أن تكون تلك القيادات قادرة على وضع البرامج التثقيفية التي تؤهل المؤيدين الجدد كي يكونوا أكثر إلتصاقاً بأهداف المنظمة أو الحزب . إن تقوية المنظمة أو الحزب تعتمد على الأساليب المتبعة بشدّ أعضائها ليكون كل فرد في التنظيم معلّماً لكسب المؤيدين . إن عمل الكوادر في كل منظمة أو حزب مسألة جوهرية في النجاح لما تتصف به تلك الكوادر من خبرة وثقافة ومعرفة ومصداقية يكون لها التأثير الكبير على المتلقي لتعاليمهم . لذلك فإن تكثيف تثقيف الكوادر والإهتمام بهم يعتبر رأس المال الذي يجب إستثماره بعناية ، فتكون المسيرة متجهة في المسار الصحيح المؤدي إلى الأهداف .

" قووا تنظيم حزبكم ، قووا تنظيم الحركة الوطنية "



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصحيحُ المسار
- النظرية والواقع
- التمنّي .. وَلِمَن ؟
- الثورُ ... والسّكاكين
- وحدةُ الشعب تدحرُ المتآمرين على مستقبله
- ما هو كسبُنا في الإنتخابات
- من وحيِ الإنتخابات
- أين الخطأ ؟
- مَلامِحُ النّجاح
- حِزبُ البعث والحركة الصدّامية
- مستقبل نظام الحكم في العراق
- الإجتثاثُ والبعثيون
- عَودة إلى درس المعلّم الأوّل
- عَودَةُ البعثِ . . وعيدُ الجيش
- الأمنُ !! أكاذيبُ مسؤول
- رد على إنقلاب في بغداد!
- تآمُر بلا حَياء
- خانةُ الصّفر
- الكتل السياسية والإنتخابات
- الحقوقُ القومية


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ييلماز جاويد - العُنفُ ... أم النضال السّلمي ؟