وهل يفسد الملح ؟

ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)

الحوار المتمدن-العدد: 3676 - 2012 / 3 / 23 - 02:20
المحور: كتابات ساخرة
    

لا تختلف المبادئ الإدارية لبناء أي حزب سياسي ، بأي حال ، عن المبادئ المتبعة في إنشاء أي مشروع ، إقتصادي أو إجتماعي ، سواء كان الغرض من إنشائه وإدامته وتوسيعه ربحياً أو غير ربحي .

تختلف الأحزاب في طريقة بناء هياكلها التنظيمية ، ولكنها تسلك نفس الأساليب في توحيد مبادئها وفلسفاتها وسياساتها وخططها بعيدة المدى والقريبة ، لكي تتميّز عن غيرها ، مما يؤهلها لإعلان برامجها على الجمهور ، على أمل كسب تأييده ، وجذب أكبر عدد منه للإنضواء تحت لوائها .

الكوادر الحزبية ، بثقافتها ، وإخلاصها ، وإنضباطها ، وإندفاعها الذاتي والتفاني لتحقيق أهداف الحزب هي الأدوات الفاعلة في تقدم الحزب وتأهله لقيادة الجماهير . ولذلك فإن من أولويات العمل الإداري في أي حزب ، كما في أي مشروع ، هو إيلاء الإهتمام الجاد بالكوادر ، وتسليحهم بالمستلزمات التي تؤهلهم للترويج لمبادئه . وكذلك على الحزب أن تكون لديه برامج منظمة لتربية كوادر جديدة لتساهم في توسيع قاعدة الحزب ، وتتحمل مسؤوليات الكوادر القديمة عند شغور مواقعهم بسبب تقدم السن أو أية أسباب أخرى في مجرى النضال . و لا شك أن تقييم الكوادر القديمة وتكريمهم يُعتبر عنصراً مهماً ليس للكوادر القديمة وحدها بل وسيلة تربوية في الوقت ذاته للكوادر الجديدة ، بالإضافة إلى كونه مرآة تعكس للجمهور مدى إهتمام الحزب بكوادره ورفعة مبادئه وتمسكه بها . ولكن هل نحن سائرون بالأسلوب العلمي الصحيح ؟

بتاريخ 9/6/2010 بادرتُ بكتابة رسالة خاصة إلى السكرتير الأول للحزب جاء فيها " أتطلع إلى مبادرة منكم أن يقام حفلٌ بإسم الحزب لتكريم أمثال هؤلاء ( المقصود أعضاء الحزب من الرعيل الأول ) وتُعلق على صدورهم نياشين العزّ والفخر.". وفي 6/7/2010 تلقيت رسالة جوابية تضمنت " من جانبنا فقد قررت قيادة الحزب الإحتفال بذكرى ميلاد الرفاق الذين يبلغون ( 80 ) سنة ، وكلفنا منظماتنا بتكريم المناضلين المعنيين . ) .

أكثر من عام ونصف مضى ومعظم المعنيين قد وصلوا التسعين ، ورحل منهم داود وسالم وبالتأكيد كثير من مَن لا أعرفهم دون أن يحصلوا على التكريم المشار إليه .

الأطعمة عامة تفسد ما لم يُضف إليها الملح .
ولكن ...
هل يفسد الملح ؟

#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل