أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - جبالُ كردستان ... سندانٌ














المزيد.....

جبالُ كردستان ... سندانٌ


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 3979 - 2013 / 1 / 21 - 09:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خطأٌ ، أريد له ، وبإصرار، أن يُزرع فينا ، ودأبت على تأكيده جميع الحكومات التي توالت على الحكم فيما سُمّيَ إبتداءً بدولة العراق ثم تغيّرت التسمية إلى جمهورية العراق . خطأٌ ، إرتبطت أفكارُ أجيال به بفعل المناهج التي إتبعتها الحكومات ، سواء في مجالات المناهج الدراسية أو الإعلامية أو الإدارية والتطبيقية . الخطأ هو أن " بلادُ ما بين النهرين هي العراق " .

أجمعت الدراسات التاريخية على أن بلاد ما بين النهرين هي المساحة الواقعة بين منابع نهري دجلة والفرات شمالاً حتى مصبهما بعد إلتقائما مكونين شط العرب جنوباً . أما العراق ، والذي إختلف على تحديد موقعه وأسباب تسميته المؤرخون ، إلاّ أنهم إتفقوا على : أن كان هناك ما يُسمّى بعراق العرب وآخر يُسمى عراق العجم ، وأن عراق العرب لم يكن يمتد إلاّ لحدّ خطٍّ جنوب سلسلة جبال حمرين ، حيث تتميّز منطقة عراق العرب كونها أرضٌ مستوية لا جبال فيها ، ومناخها حارٌ جاف ومغبرٌ صيفاً ومتوسط الحرارة شتاءً ويسكنها ، على العموم ، قومٌ من العرب على مستويات مختلفة من التحضر فيها البدو الرُحّل والفلاحون وسكان المدن والقصبات يمارسون التجارة البسيطة والصناعات اليدوية ، وصولاً إلى العاصمة بغداد المزدانة بمعالم الحضارة الحديثة ووجود بعض الصناعات التحويلية المتوسطة . أما القسم الشمالي من بلاد ما بين النهرين ( بصورة عامة شمال سلسلة جبال حمرين ) فينقسم إلى الجانب الغربي المسمى بشمال الفرات ، وهي بادية كان يعيش فيها عشائر من البدو الرُحّل العربية وبعض المدن والقصبات أهمها مدينة الموصل التي كانت عبر التأريخ مركزاً تجارياً يربط شرق البلاد بغربها . أما الجانب الشرقي فيتميّز كونه ، على العموم ، منطقة جبلية ومناخ باردٌ في الشتاء ومعتدلٌ في الصيف مما يساعد على زراعة الكثير من الفواكه والخضرالتي يصعب نموها في الجنوب . سكن هذه المنطقة عبر التاريخ أقوام عديدون هم الأكراد والتركمان والكلدان ، ولهذه الأقوام خصائص تميزهم عن بعضهم وعن العرب من ناحية اللغة والتراث الحضاري والتقاليد والتركيبة النفسية . فالمعروف ، بصورة عامة ، أن أي فرد من أحد القوميات المذكورة لم يكن يعرف غير لغة قومه ولم يكن يعرف لغة الأقوام الأخرى قبل تأسيس المدارس الحديثة والتي بدأت بتدريس بعض هذه اللغات . وما زالت هذه الحالة موجودة في قرى وأرياف المنطقة .

تُسمّى المنطقة الشرقية من بلاد ما بين النهرين ( شمال سلسلة جبال حمرين ) بكردستان ، نسبة إلى الأكراد الذين يمثلون الشريحة الأكبر بين الأقوام الموجودة فيها . وبهذا المعنى تمثل ( كوردستان كامل المساحة من منابع نهري دجلة والفرات شمالاً وحتى سلسلة جبال حمرين ) . وكانت كردستان جزءاً من الدولة العثمانية المترامية الأطراف . وإثر سقوط الدولة العثمانية بإنتهاء الحرب العالمية الأولى وإنتصار الدول المستعمرة ، التي كانت تتصارع لإقتسام ممتلكاتها ، إتفقت إرادة الدول الإستعمارية المنتصرة على رسم بعض الحدود الإعتباطية ، وخلق دول جديدة ، بالشكل الذي يؤمّن لها مصالحها . إتفاقية سايكس بيكو ( وزيرا خارجية بريطانيا وفرنسا ) التي عُقدت في عام 1916 سمّت دولاً ومحميات ومناطق دولية حسب مشيئة ممثلي المستعمرين ، وتم تحديد دولٍ مثل تركية والعراق والجزيرة وشرق الأردن وسورية ولبنان والكويت ... إلخ جُزافاً بينما تم توزيع أرض كردستان بين تركيا والعراق وإيران وسورية ، دون أن يُعترف لقوم يمثلون ثلاثين مليوناً من البشر أن تكون لهم دولة .

العراقُ الموحّد " الحالي " ، أو ما يرد في الشعارات السياسية ( وحدة العراق ) ، وما تتبناه دائماً الحكومات وتعتبره من أولويات نضالها ، يتألّف في الحقيقة ، وكما هو ظاهرٌ من تسميته ، من " شيئين أراد ممثلا الإستعمارين البريطاني والفرنسي أن يوحدّاهما لغرض إستعماري " . شعوب المنطقة كلها ، لا بل شعوب العالم كله تتعايش مع بعضها بسلام وأمان وليس ثمة مصلحة لأيّ شعب أن يُظلَم شعبٌ آخربإسمه ، ولكن عندما يتسلط على مركز السلطة أناس يطمحون في توسيع منافعهم ، يدفعون بإتجاه الحروب والسيطرة على الأقوام الأخرى لإستنزاف مواردها ، مما يخلق أسباب الظلم الذي يقع على بعضها بإسم الأخر.

الأكرادُ ، في العصر الحديث ، لم يستكينوا عن المطالبة بحقوقهم ، منذ ما إتفق عليه سايكس بيكو قبل ما يقارب المائة عام . فقد خاضوا نضالاً مريراً ، سلمياً أحياناً ومسلحاً أحياناً أخرى ، حتى أصبحت سمة العصر أن تنشغل حكومات هذه المنطقة بإستخدام قواتها المسلحة وإستعمال أبشع الأسلحة المحرمة دولياً لإخماد هذا النضال .

لقد كان نضال الأكراد ، في " العراق " متمماً دائماً ومكملاً لنضال الشعب من أجل نيل حقوقه ، سواء في العهد الملكي المباد أو العهد الجمهوري الأول ( عهد عبد الكريم قاسم ) و ما تبعه من عهد القوميين والبعثيين وصولاً إلى الإحتلال في 2003 و حكم من نصّبهم المستعمر الجديد ( الولايات المتحدة ) من بيادق تنفذ خطة مرسومة تحقق مصالحه . كان نضال الكرد وإصرارهم على إسترجاع حقوقهم المهضومة ، وإصرار الحكومات كلها بدون إستثناء التنكر لتلك الحقوق ومجابهة الأكراد بالقوة العسكرية ، وإشعال الحروب ضدهم وتسخير كل موارد الدولة لتقوية القوات المسلحة ، السبب الرئيسي ، بل الحاسم أحياناً ، في التغييرات الدراماتيكية التي حصلت في العراق منذ نشوء الدولة العراقية.

يعتبر الأكراد ، نضالهم من أجل حقوقهم ، جزءاً من النضال العام ضد الإستعمار ، إبتداءً من إتفاقية سايكس بيكو . ويعتبرون الدفاع عن تلك الإتفاقية و ما أفرزتها دفاعاً عن مصالح المستعمرين .

لقد كانت جبال كردستان السندان الذي طُرقت عليه جماجم الحكام الطغاة ناكري حقوق الشعب الكردي ، فهل يتعلّم الدرس مَن يلوّح بالسلاح اليوم ؟

إنها نصيحة و " بَس " .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصّراعُ مِن أجلِ البقاء ... بأيّ ثمَن
- الجوّ السياسيّ العَكر !!
- إبشِر يا المالكي
- نَحنُ ... إذاعة
- إلى ( المثقفين ) !!
- مَجلِسُ النُوّاب !!!
- ديمقراطية أم أوليغاركية ؟
- حذاري من الفخ
- قانون النشيد الوطني العراقي
- بلاءٌ إسمُهُ التوافق
- أ ... ب
- السياسة والدين
- نواقيسٌ خطرةٌ .. تُقرَعُ
- متى تُدركُ الحقائق؟
- شي ما يشبه شي !!
- وهل يفسد الملح ؟
- وراء الأكمة ما وراءها
- الحادي عشر من آذار علامة بارزة
- خطواتٌ علينا أن نخطوها أوّلاً
- مِنَ الذاكرة


المزيد.....




- -نساء الزرافات- في تايلاند..هكذا وثق مغامر إماراتي واحدة من ...
- كيف تحوّلت ألعاب الفيديو إلى ساحة لتجنيد المتطرفين؟
- فاديفول في زيارة رسمية لأوكرانيا تأكيدا لمواصلة الدعم الألما ...
- حرب السودان.. عندما يصبح الصحفي سائقا والمهندس مزارعا
- هل تحتوي الإيصالات الورقية على مادة سامة؟
- هل تنجح ضغوط واشنطن في التوصل إلى صفقة تنهي حرب غزة؟
- سلاح حزب الله بين الضغوط والجدل اللبناني وترقب الرد
- أوسع هجوم روسي منذ بدء الحرب.. رسالة حادة للغرب
- غروسي ينسف رواية ترامب.. مشروع إيران النووي لم يُقبر بعد
- ضربات ترامب على إيران تعزز تمسّك كوريا الشمالية بترسانتها ال ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - جبالُ كردستان ... سندانٌ