أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - جاسم محمد كاظم - تكتيك الحزب الشيوعي في المجتمع الخدمي















المزيد.....

تكتيك الحزب الشيوعي في المجتمع الخدمي


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 3701 - 2012 / 4 / 18 - 22:45
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تكتيك الحزب الشيوعي في المجتمع الخدمي
تعرف الخدمة من قبل علماء الاقتصاد بتعاريف مختلفة : أنها مجموعة من الأنشطة الاقتصادية التي توفر الوقت والمكان والشكل والمنافع النفسية والعاطفية . أو هي المزيج من الحاجات الملموسة وغير الملموسة التي تؤدي إلى إشباع حاجات الزبائن أو أي نشاط أو منفعة يقدمها أي طرف لأي طرف أخر وتكون غير ملموسة وسلسلة عمليات ذات بعد زماني ومكاني محدد تكملها عوامل إنسانية أو مادية تنجز لإرضاء الزبون وفق نظام إنتاجي محدد أوهي عمل أو إجراء يمكن لطرف إن يبدله بطرف أخر يكون أساسا غير ملموس ولينتج تملك لأي شي وقد يرتبط تقديمه بسلع مادية.
وساعدت عوامل عديدة على تطوير الخدمات وظهورها نجملها في نقاط منها :
1- الخصخصة لمختلف المنظمات العامة والمنظمات غير الربحية .
2- زيادة نمو المنظمات وزيادة سلسلة الخدمات المقدمة .
3- الإبداعات التكنولوجية وخصوصا ثورة الحاسوب والاتصالات والانترنت
4- توسع حركات تأجير الإعمال .
5- الضغط على المنظمات الحكومية وغير الربحية .
6- أوجدت الشركات الصناعية أقساما خاصة لتقديم الخدمات مع السلع.
7 - رغبة المنظمات الصناعية الكبرى بتمييز نفسها وتحقق ميزة تنافسية في أسواقها عن طريق تقديم خدمات مميزة مع سلعها .
8 - نشوء حركات ونظريات العولمة .
9 –الحركة الحديثة تجاه جودة الخدمات .
وأصبحت مردود قطاع الخدمات يمثل 60% من المخرجات الإنتاجية لبعض الدول . وظهر الاهتمام واضحا وجليا بهذا القطاع في عقد الستينات من القرن الماضي في الدول الصناعية أميركا واليابان وأجزاء من أوربا .
وتقسم الخدمة من حيث التقديم من قبل القطاعات إلى عدة أنواع كما يلي :
1- القطاع الحكومي: بما يحتويه من محاكم وخدمات التوظيف المختلفة والمستشفيات وكالات القروض. الخدمات العسكرية . أقسام الشرطة .الدفاع المدني . خدمات مكاتب البريد .المدارس الحكومية . والإعمال الخدمية الأخرى .
2- القطاع الخاص غير الربحي: كالمؤسسات الدينية .الجمعيات الخيرية . الكليات التعليمية . المستشفيات . والإعمال الخدمية الأخرى .
3- قطاع الإعمال :مثل الخطوط الجوية و البنوك . الفنادق . شركات الخدمات . شركات الاستشارات الإدارية . الشركات والمؤسسات العلاجية . شركات إعادة الإصلاح والترميم . وغيرها من المنظمات الأخرى القائمة بتقديم الخدمات .
وفي ظل الاقتصاد العراقي المتنامي المعتمد على نسبة ما نحوه 99.9% على إيرادات النفط تحظى الخدمات بغياب الصناعة التي دمرت بنيتها التحتية بسبب الحروب وعدم استقرار الوضع السياسي الملي بالانقلابات العسكرية أولا وارتفاع تكلفة صناعة البضاعة اليوم لتخلف القوى الإنتاجية مقارنة بالبضاعة المستوردة قليلة التكلفة من قبل دور الجوار ثانيا وتنامي "لوبي" مهيمن على عمليات الاستيراد لتحقيق الإرباح ثالثا أدى إلى تسيد وهيمنة المؤسسات الخدمية عل عالم الصناعة كان من نتائجه أفول دور العمل الصناعي وعدم وجود طبقة عاملة إلا في قطاعات قليلة هامشية .
وفي ظل هذا الاقتصاد ألريعي فقط تتسيد الدولة كسلطة قابضة على النقد و كل مفاصل الحياة وتصبح الطبقة السياسية وحليفتها العسكرية هي المهيمنة على كل شي في الحياة بوزارات سيادية عسكرتاريه تتنفس من انف السلطة العليا .
وباستثناء الطبقة السياسية العليا يصبح التسلسل الهرمي للطبقات التي تأخذ نسغ حياتها من دفق النفط عبر تسلل هرمي يتدرج شيئا فشيئا كلما تضائل مردود النقد كما يأتي :
1- الطبقة العليا من كبار الموظفين : التي تتكون من . وكلاء الوزارات . كبار ضباط الجيش . قادة الفيالق والفرق العسكرية . المحافظون . رؤساء المؤسسات الأمنية كبار الحقوقيين والقضاة . المحافظون. الدرجات الخاصة . المدراء العامون وتعتبر هذه الطبقات من اشد الطبقات في المحافظة ويكون شعارها في الحياة كما يقول التقدميون " ليس هناك أجمل من هذا العالم " .
2- طبقة صغار الموظفين : التي تتكون من باقي صغار الضباط والجنود . الشرطة .الموظفين الدائمين في نظام الدولة الإداري في مختلف الوزارات وهي فئة متوسطة الدخل تخضع لقانون الراتب والتقاعد وتحصل على امتيازات منظمة بقوانين ثابتة كالحصول على قطعة ارض لمن لدية خدمة فعلية ربما تصل إلى أكثر 25 سنة وقروض مصرفية قد تصل إلى 30 مليون دينار عراقي.
تنخفض رواتب هذه الفئة إلى مادون النص في حالة التقاعد وهذه الطبقة هي الفئة السائدة وتعتبر اكبر الطبقات التي قد تتجاوز عددها إلى أكثر من 5 ملايين شخص من كلا الجنسين .يمارس أفراد هذه الطبقة الإعمال الخدمية في كل مؤسسات الخدمة لقطاع الدولة العام إضافة إلى أعمال القطاع الخاص في وزارات مثل الصحة والتعليم النقل وممارسة الإعمال الحرة في محلات التجزئة .
تنتشر أيدلوجيا الدين بين أفراد هذه الطبقة ويرفض أكثر أفرادها بالانضمام إلى الأحزاب إلا بحكم الحصول على فرص العمل .
3- طبقة المتقاعدين . كبار السن وغير الحاصلين على عمل في دوائر الدولة : يتكون غالبيتها من كبار السن من كلا الجنسين ممن تتجاوز أعمارهم عقد الستين ممن لا يمتلكون رواتب تقاعدية .المتقاعدين من الخدمة . الفئات العمرية التي لم تكمل مسيراتها الدراسية ولم تحظى بفرصة عمل في دوائر الدولة ضمن الفئة العمرية 18-30 سنة إضافة إلى خريجو الكليات والمعاهد ممن ينتظرون فرصة العمل في دوائر الدولة . العاملون في محلات التجزئة سائقي السيارات ويكون بعضهم من الموظفين .
لا يميل أكثر هذه الطبقة إلى الانضمام إلى الأحزاب بسب عدم وجود الوعي المعرفي وتنتشر أيدلوجيا الدين بين هذه الطبقة بحكم الموروث والتنظيم الاجتماعي .
لذلك فان فرصة الأحزاب اليسارية في هذه المجتمعات الريعية المفتقرة إلى طبقة العمال والصناعة المتقدمة والمعتمدة على المؤسسات الخدمية فقط تكون ضئيلة جدا إن لم تكن معدمة بسبب عدم وجود الطبقة التي تتفهم سياسة هذه الأحزاب وطريقة عملها من اجل حياة أفضل بسبب سكون الحياة وانتفاء صراعها الطبقي الذي ينفي الثورة الاجتماعية .
لذلك تجد الأحزاب الشيوعية نفسها تعاني الغربة في مجتمع الشتات فتخلت عن الثورية مرغمة بحكم الضرورة ولم يكن لها من تكتيك واضح بعد إن فقدت بريقها اللامع لذلك فان تكتيك الحزب الشيوعي في هذا المجتمع الخدمي لا يمكن له الديمومة بالتعامل بشعارات براقة أو عرض ايدولوجيا عقيمة لا يمكن لها إن تبني شيئا كما يقول الرفيق النمري في "جديد الاقتصاد السياسي "(لو إن الايدولوجيا هي التي تبني المجتمعات لبنى الإغريق جمهورية أفلاطون قبل خمسة وعشرين قرنا ولبنى المسيحيون والمازدكيون مجتمع الشيوعية قبل عشرين قرنا ولبنى المسلمون مجتمع العدل والمساواة قبل خمسة عشر قرنا ) .
لكن التقدم العلمي الهائل والتغير الهائل في تقنيات البث الفضائي وظهور والانترنت والاطلاع على كل العالم الحديث قد يغير في أفكار البعض ممن يتطلعون نحو الأحسن ضمن فترة زمنية قصيرة من بعض المثقفين المنادين بالسير وإتباع خط المجتمعات المتقدمة وظهور بعض الصرعات الاجتماعية الوقتية المقلدة لعالم الغرب الصناعي قد يجد أذنا صاغية لصوت الحزب الشيوعي ولو قليلا جدا قد لا يكون كافيا لإيصال أي فرد من قيادات تلك الأحزاب نحو قبة البرلمان في أية انتخابات قادمة لذلك فعلى قيادات تلك الأحزاب تغيير تكتيكها القديم والسير في درب التقدم العلمي عبر الخطاب الفضائي المرئي والمسموع عبر الندوات والبرامج العلمية الهادفة لإظهار أوجه القصور في مجتمعاتها الساكنة المفتقرة للصناعة الحديثة والبدء بدراسات واقعية يكون الهدف منها اللحاق بركب الصناعة الحديثة .مكننة البلد لإنتاج بضاعة محلية بسيطة في طابعها وعرض المقارنات مع الدول المتقدمة وكيف تسير فيها ايجابيات الحياة بدئا بالضمان الاجتماعي . الضمان الصحي . تقليص الوقت للحصول على الخدمات . التمدن الاجتماعي تلاشي هيمنة العسكر على الحياة لكن هذا العمل قد تطول بة المدة ويجد منافسة من قبل الأحزاب الليبرالية التي تعزف على نفس الوتر وتغني على نفس الإيقاع والنغمة .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جاسم محمد كاظم



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحزاب الشيوعية العراقية بعد عشر سنوات : قراءة ماركس مقلوبا
- أيدلوجيا البعث : كنا وقودها المجاني
- شلنا بالقمة العربية ودوخة الراس
- ماذا كتبت -روز اليوسف -عن البارازاني وجلال طالاباني قبل خمسي ...
- من يتجاسر ليقول لصدام حسين _إنهم العبيد _؟
- مانع- احترق يا مولانا العراف
- الديالكتيك المادي والمادية الديالكتيكية وبراءة إنجلز والنمري
- أميركا والتكفير عن تحرير العراق
- لذكرى الفقيد الشيوعي :-الرجل الذي هو أنا-
- اشهدوا لي عند الأمير بن زياد أنها فكرتي المسروقة
- لينين : صورة حية في عيون الرفاق
- وإن تفتت العراق - الصورة باقية يا ريبوار حمه سعيد-
- النبوءة السادسة والخمسون لانهيار الولايات المتحدة الأميركية
- الشيوعيون العراقيون اليهود في كتابات فاضل البراك -مدير الأمن ...
- نحو جيشٍ عراقيٍ محترف
- وا أسفاه .لم تصبح ميسوبوتاميا الولاية الثانية والخمسين
- بعد تفجيرات الخميس : سلطة بدائية وبغداد ليست ستوكهولم
- رحلة في سجون العراق العظيم ح2 والأخيرة
- رحلة في سجون العراق العظيم ح1
- وصية أبي الأخيرة : -لا تدافعوا عن العراق أبدا -


المزيد.....




- الجزائر.. زعيمة حزب العمال تعلن ترشحها للانتخابات الرئاسية
- نحن في النكبة
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (إ.م.ش) تحيي الذكرى 33 لانبعا ...
- حركات يسارية وطلابية تنظم مسيرة ببرلين ضد الحرب الإسرائيلية ...
- وزير روسي: موسكو وبيونغ يانغ تبادلتا مجموعات السياح بشكل واس ...
- مئات المتظاهرين المناصرين للفلسطينيين يتجمعون في واشنطن
- مئات المتظاهرين المناصرين للفلسطينيين يتجمعون في واشنطن لإحي ...
- محتجون في الولايات المتحدة من مناهضي الحرب في غزة يحتلون مؤق ...
- برقية جبهة نضال الشعبي الفلسطيني الى المؤتمر السابع للحزب ال ...
- رسالة تضامن إلى المؤتمر السابع لحزب العمال الشيوعي العراقي


المزيد.....

- كيف درس لينين هيغل / حميد علي زاده
- كراسات شيوغية:(الدولة الحديثة) من العصور الإقطاعية إلى يومنا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية:(البنوك ) مركز الرأسمالية في الأزمة.. دائرة لي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رؤية يسارية للأقتصاد المخطط . / حازم كويي
- تحديث: كراسات شيوعية(الصين منذ ماو) مواجهة الضغوط الإمبريالي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (الفوضى الاقتصادية العالمية توسع الحروب لإنعاش ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - جاسم محمد كاظم - تكتيك الحزب الشيوعي في المجتمع الخدمي