|
ثلثين الجنّه الهادينه ، وثلث الكاكه احمد واصحابه
عبد الله السكوتي
الحوار المتمدن-العدد: 3516 - 2011 / 10 / 14 - 11:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هواء في شبك ( ثلثين الجنّه الهادينه ، وثلث الكاكه احمد واصحابه ) هذه الاهزوجة القيت في الثورة العراقية التي قادها المرجع والمجاهد الكبير محمد سعيد الحبوبي ، فقد افتى هذا المجاهد الكبير بالجهاد ضد الانكليز حين نزلوا الشعيبة في عام 1914 ، فقام السيد من النجف واتجه الى الناصرية محرضا جميع العشائر ضد الانكليز ، واستطاع ان يجمع جيشا كبيرا مؤلفا من خمسين الف مجاهد ، بضمنهم اخواننا الاكراد الذين وفدوا اليه من كردستان الحبيبة ، وكانت للمجاهدين الكرد صولات وجولات في تلك المعركة الكبيرة ، وكادت هذه الاهزوجة ان توقع العداء والبغضاء بين مختلف الفصائل العراقية ، حيث هوس المهوال : ( ثلثين الجنّه الهادينه ، وثلث الكاكه احمد واصحابه ) فتذمرت العشائر العربية المقاتلة وكاد ان يقع بينهم السيف ، وكان الاعتراض من عشائر عديدة وعلى رأس هذه العشائر عشيرة البربوتي ، فتدارك المهوال اهزوجته ، واعادها ثانية بوشي جديد حيث قال : ( ثلثين الجنّه الهادينه ، وثلث الكاكه احمد واصحابه ، واشويه اشويه البربوتي ) ، لقد جاء المقاتلون الكرد من كردستان للاشتراك في الثورة التي اعلنها السيد الحبوبي ، وكانوا بين اخوانهم في خندق واحد ، واختاروا العراق والدفاع عن العراق ضد الانكليز ، فما كانت الا شهادة تاريخية ارخ لها مهوال جنوبي بسيط حيث اعطى ثلث الجنة للكرد المجاهدين ، وهذا هو اسلوب الدفاع عن الوطن لدى العراقيين عربا واكرادا وتركمانا واقليات اخرى ، وهذا الموقف الاخير الذي وقفته الكتلة الكردستانية من قضية بقاء القوات الاميركية ، من ذاك الموقف الذي وقفه كاكا احمد واصحابه من المجاهدين ، حيث تراجعت الكتلة الكردستانية عن مطلبها في بقاء القوات الاميركية وانضمت الى اخوتها في العملية الديمقراطية فصوتت على بقاء مدربين فقط نزولا عند رغبة الكتل الاخرى ، اما زعل بايدن واميركا فهذا شيء محسوب ، ومادام التسليح اميركيا فسيكون التدريب كذلك ، وهذه ناحية تتعلق بحجم التصدير الامريكي للاسلحة الى العراق ، ولا اظن ان اميركا تتنازل عن فرصة كهذه ، هذا الموقف في التوحد يجب ان ينسحب على بقية المواقف الاخرى ، وخصوصا باتجاه الاعتداءات التركية والايرانية المستمرة على كردستان ، وكذلك يجب ان ينسحب باتجاه ميناء امبارك الكويتي ، وعلى الحكومة ان تبادر الى حل القضايا العالقة مع الاخوة الكرد ليكون الصف واحدا ونستطيع عربا واكرادا ان نتجاوز هذه المرحلة الخطرة في تاريخ العراق ، ومن المؤكد ان الحاجة ملحة الى مثل توحد كهذا ، لان رحيل القوات الاميركية سيعطي البعض زخما باتجاه التخريب او التشويش ، وهانحن نرى كيف ان الخروقات الامنية قد عادت ثانية الى الواجهة ، وظهرت السيارات المفخخة من جديد بعد ان كانت قد اختفت لفترة من الزمن . ومع ان ثورة الحبوبي قد انتهت بهزيمة جيش المجاهدين وتفرقه ، ولم تكن الهزيمة وليدة الصدفة ، حيث كان المجاهدون يفتقرون الى الاسلحة ، لكنها اعطت ثمارها في شكل الوحدة العراقية ، والهزيمة ايضا جاءت بسبب انسحاب الجيش التركي المؤلف من خمسة آلاف فرد وانتحار قائده حين سمع بثبات المجاهدين ، واستمرارهم في المعركة ، اضف الى ذلك التعزيزات العسكرية التي وصلت الى البصرة للجيش البريطاني ، ليبقى التاريخ يعطي العبرة تلو الاخرى بهزائمه وانتصاراته ، وقديما قالوا ان الشدائد صاقلة للنفوس ، وهي كذلك فرصة لمعرفة العدو من الصديق ، وهذا ماثبت لدى الاجتماع الذي هيأ لرحيل القوات الاميركية ، وانهى حالة ( الجر والعر ) التي سادت فترة زمنية طويلة بشأن هذه القوات ، ان الطموح الاميركي لايمكن ان ينتهي عند هذا الحد ، فهناك وهناك وهناك الكثير في جعبة بايدن ، وما الصمت الاميركي الا اعداد لخطة جديدة يستطيع خلالها الاميركان الضغط باتجاه بقاء قواتهم في العراق ، لانها مرحلة حاسمة ، فهناك سوريا المتأججة وهي تحادد العراق وهناك ايران العدو الرئيس لاميركا ، وفوق هذا كله فالربيع العربي المزعوم لم تتوضح معالمه بعد ، وهو يحتاج من اميركا ان تكون قريبة منه بقواتها ، ووجودها في العراق الذي يمثل افضل الاماكن ستراتيجية لايمكن لها ان تتنازل عنه ببساطة ، وعلى الاخوة في العملية السياسية ان يكونوا مستعدين للمفاجآت الاميركية . عبد الله السكوتي
#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كلاوات
-
حيل هيا جرعه نيا
-
نعّلوا الكحيله الخنفسانه شالت رجلها
-
متلازمه من الباب للمحراب
-
حكاية الصقر والديك
-
من فاته اللحم لم يفته المرق
-
لاتكول انهزم كوك
-
امام المايشور ايسمونه ابو الخرك
-
قضيه يامشاهده
-
كوم الله وكومين الطالب ، وكوم الله ايطالب بي طالب
-
بنو ساسان
-
(عرب وين ، طنبوره وين )
-
ثرثرة فوق دجلة
-
الكويت وقاعدة طبع البالبدن مايغيره الا الجفن
-
طير النجر ينصاد من منكاره
-
احصان الشيخ
-
مطلب جماهير النصر ، احبال للطبكه تجر
-
ناب الافعى وصوت العندليب
-
صندوك الولايات
-
الياكل العصي مو مثل اليعدها
المزيد.....
-
هاجمه بمطرقه وحاول دهسه.. كاميرا مراقبة تلتقط حادثة مرعبة عل
...
-
فيضانات وإجلاء المئات من الأشخاص في جنوب غرب ألمانيا
-
-القسام-: استهدفنا منزلا شرقي رفح تحصن فيه عدد كبير من الجنو
...
-
-هيبة وحشمة-.. تسليم سفيرة السعوديه أوراق اعتمادها لملك إسبا
...
-
لأول مرة في العالم.. روسيا تطور مادة لترميم كلي للعظام
-
إصابات خلال احتجاجات ضد الأجانب في قرغيزستان والسلطات تنشر ف
...
-
تقرير عبري: قطر طلبت بالفعل من قادة حماس المغادرة الشهر الما
...
-
فاجعة على أسوار فيينا.. تسرّعَ الصدر الأعظم وخانَ الخان فانه
...
-
تستهدف من -يتباهون بثرائهم-.. حملة لحذف منشورات -تمجيد المال
...
-
13 جريحاً في تصادم قطارين بالعاصمة الصربية
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|