|
لاتكول انهزم كوك
عبد الله السكوتي
الحوار المتمدن-العدد: 3483 - 2011 / 9 / 11 - 13:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هواء في شبك ( لاتكول انهزم كوك ) كان يعمل بجد ومثابرة ، وهو يسعى الى تحضير جميع مستلزمات التظاهر من لافتات الى الشعارات التي سترفع فيها ، مررت من قرب داره فسمعت ضجة فطرقت الباب ، خرج الى ( احميد الفهد ) ، وقد تلطخت يداه بالصبغ ، فقلت له ما الامر لا ارى بابا ولانافذة قد صبغت فما هذا ؟ فرد علي انه صبغ الكرامة ، عندها فهمت انه يقصد اللافتات التي سترفع في تظاهرات 9 ايلول، جلسنا وتجاذبنا اطراف الحديث ، فقال ان الامس مثل اليوم ، وهؤلاء يريدوننا ان لا انكول انهزم كوك ، فقلت ومن هو كوك ؟ فقال هذا رجل انكليزي كان موظفا من موظفي الحكومة العراقية ، ظهر عليه انه يتاجر بالآثار ، ويشتريها سرا ، ويهربها خارج العراق ، وقد نعى المله عبود الكرخي على الحكومة العراقية دفاعها عن كوك هذا بعد افتضاح امره ، حيث وفرت الحماية له فقال : ( لاتلقلق يحبسوك ولاتكول انهزم كوك لاتكول انهزم مستر كوك ياقشمر يا ابتر يضربوك رفيع نشتر يلعنون امك وابوك ) والنشتر هو مفردة فارسية تعني مشرط الجراح ، قفلت عائدا وانا افكر بالتظاهرات ، التي اعطت ضحاياها قبل الشروع فيها ، حيث اغتيل الاعلامي هادي المهدي ، تظاهرات تغيير التغيير ، للمطالبة بالربيع العراقي الجديد ، لكن مستر كوك مايزال في العراق ولا اعتقد انه سيبارك هذه التظاهرات ، لانها قد خطت طريقها للمطالبة برحيل القوات الاميركية ، ومن ثم التعريض بالفساد والمفسدين الذين وسخوا تاريخ هذا البلد العريق ، من اين نبدأ ؟ من اعمال الفساد التي بوركت من قبل الحكومة ووجدت من يدافع عن مقترفيها ، ام اعمال العنف التي صارت طبيعية حتى لم تجد مؤخرا من يتكلم عنها او يحاول ان يضع حدا لمسلسل القتل اليومي ، ام نتكلم عن حالة الرخاوة التي تتمتع بها الحكومة تجاه جميع الاحداث التي تعصف بالشعب ، حتى ان المتظاهرين رفعوا شعارات الدفاع عن العراق ، لتنبيه الحكومة من انها ( نايمه ورجليها بالشمس ) ، ان التغيير الذي نحن بصدد حصد بعض ثماره المرة ، كان لاجل مجموعة محدودة ، وضعته في جيبها ، وعاثت في الارض فسادا ، لم تعد هذه المجموعة تكتفي بما تأخذه من مرتبات عالية ، وانما شرعت تنهب في كل الاتجاهات ، وكل ينهب من موقعه ، لتقابل الحكومة من يرفع صوته باتجاه تصحيح الاخطاء بغلق الطرقات التي تؤدي الى مواقع تجمع المتظاهرين ، حتى لايريدوننا ان نقول ان حدودنا مستباحة وان سيادة العراق لاتعني شيئا بالنسبة لدول الجوار التي قصفت كردستان وهددت باستباحته ، ولا تريدنا ان نقول ان ميناء امبارك قشة وضعت لقصم ظهر الاقتصاد العراقي ، اما المفسدون فهؤلاء يتمتعون بكامل الحماية التي توفرها الحكومة لهم ، ان التظاهر اسلوب ديمقراطي ضمنه الدستور واقره الجميع بما فيهم رجال الحكومة الحالية ، فلماذا يحارب الاحتجاج السلمي باساليب باتت معروفة ، مثل اغلاق الطرق ونشر القوات الامنية والتصريحات التي تتهم التظاهرات حتى قبل الشروع فيها ، لقد قال المالكي ان الربيع العراقي قد تحقق فلماذا التظاهر ، ونحن نقول ان لاربيع في العراق بدليل منع سيارات البث المباشر من الدخول الى ساحة التحرير لتغطية مجريات التظاهرات العراقية ، لكي تمنع الصوت والصورة من الوصول الى الانسان العراقي البسيط والذي ينتظر على مضض تنفيذ مطالبه بصبر تجاوز حدوده ، اكثر من ثمانية اعوام ونحن نرفل بالفوضى والارتجالية ، حيث غاب التخطيط ووضع الخطط للخروج من الازمات المتعددة ، ازمات خارجية واخرى سياسية داخلية وثالثة تتعلق بالخدمات ورابعة بالفساد والمفسدين ، ومافوق ذلك كله مايتعلق بالجانب الامني ، وباعمال القتل التي من الممكن ان تطول من تريد . للاسف ان ارواح الناس لاتهم احدا ممن يقف على دكة الحكم ، بدليل عدم الاتفاق على وزير للداخلية او للدفاع ، كل هذا يجري وسط اختلافات ممنهجة تتعلق بالفكر والايديولوجيا ليدفع الثمن الشعب الذي يحاول جاهدا ان يستغل ما اتيح له من فسحة حرية بسيطة كي يعبر عن رأيه ، فيجابه بالاعتقال والضرب والاهانة ، ان التظاهرات اسلوب حضاري تستطيع الحكومة من خلاله ان تكسب ثقة الشعب ، بأن تتركه يعبر عن رأيه بحرية علّها تتنبه من خلال الاصوات الصادقة والحقيقية الى اخطائها فتحاول ان تصلح ولو القليل منها ، ان صوت الشعب هو اصدق صوت ممكن ان تسمعه الحكومة ، لتعيد النظر بكثير من الاحداث وتحاول ان تجد لها مخرجا من الازمات المتكررة ، ولاتكتفي بالوعود التي تذهب ادراج الريح لمجرد الانتهاء من هذه الممارسة الديمقراطية ، وعليها ان يتسع صدرها وان لاتتصرف وكـأنها مستفزة من هذا الصوت الحقيقي ، وعليها بعد هذا وذاك ان لاتهتم بكوك وان تدعه يغادر وبسرعة . عبد الله السكوتي
#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
امام المايشور ايسمونه ابو الخرك
-
قضيه يامشاهده
-
كوم الله وكومين الطالب ، وكوم الله ايطالب بي طالب
-
بنو ساسان
-
(عرب وين ، طنبوره وين )
-
ثرثرة فوق دجلة
-
الكويت وقاعدة طبع البالبدن مايغيره الا الجفن
-
طير النجر ينصاد من منكاره
-
احصان الشيخ
-
مطلب جماهير النصر ، احبال للطبكه تجر
-
ناب الافعى وصوت العندليب
-
صندوك الولايات
-
الياكل العصي مو مثل اليعدها
-
هالكرسي العندك من ذوله
-
ذاكرة العراق المشروخة
-
رحم الله جمعه افندي
-
هذا واحد من الاربعين
-
الكاع وثورة تموز 58
-
العطش ، العطش
-
احقد من جمل
المزيد.....
-
شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي
...
-
العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي
...
-
مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في
...
-
استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟
...
-
سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي
...
-
بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير
...
-
ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته
...
-
لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
-
خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني
...
-
لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|