أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - صندوك الولايات














المزيد.....

صندوك الولايات


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 3451 - 2011 / 8 / 9 - 11:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صندوك الولايات
عبد الله السكوتي
وهذهِ كناية عن المكان العامر باصناف شتى من الطرائف ، وربما المصائب ، واصل الكناية انه كان في بغداد في الربع الاول من القرن العشرين عدد من الناس صناعتهم ان يعرضوا مجموعة من الصور على الصبيان لقاء اجر زهيد في صناديق يسمى الواحد منها ، صندوق الولايات ، وقد وضع في داخل الصندوق شريط لصور مختلفة ، وفي جانب الصندوق ثقوب ينظر من خلالها المتفرجون ، وكل واحد من هؤلاء يحمل صندوقا ، وعندما يرى مجموعة من الصبيان ، وضع الصندوق على مسند عال ، وبدأ باجلاسهم امام ثقوب الصندوق ، من ثم يحرك الصور ويقص عليهم قصة كل صورة ، عنتر بن شداد وابو زيد الهلالي وغيرهم ، وقد ضمن الملا عبود الكرخي صندوق الولايات في شعر له فقال :
( وابو صندوك الولايات بومة بين دحج شوف بعيوني وباوع زين
شاه العجم هذا وهذا كوت الزين وجاك العسكر وشوف الدغل بجبال
وباوع عالمدامه راكبه اعلا احصان وهذا امعيدي يتكاود مع النسوان
وجاك الموتوكار وبيه جمع شيخان كل بيض ولبسهم من حرير وشال )
وربما استخدم هذا القول كمثل ، حين ترى اختلاط الاجناس واختلافها ، او لكثرة استيراد المشاكل والفتن فنقول : ( صايره صندوك الولايات ) ، لان هذا الصندوق يحتوي على كل غريب ، والذي لايمت للغريب الاخر بصلة ، مايعني ان الاختلافات وكثرة المشاكل وتعدد اطرافها ، جعل من البلد صندوقا للولايات ، وصندوق الولايات هذا كان من الممكن ان يكون حالة صحية للوطن لاختلاف مكوناته وتجانسها على مر التاريخ ، لولا كثرة التلاعب بمشاعر الناس وعقولهم من قبل السياسيين ودخول اجندات خارجية ، حتى اهتزت قناعات الكثيرين بثوابت دينية واخلاقية ووطنية ، وصار الفرد مشوشا ، لايعرف ممن يقترب او لمن يناوىء ، والشباب صاروا يخلطون مفاهيم كثيرة ، اي انهم لايمتلكون حاسة التمييز بين الاشياء وتسميتها باسمائها الحقيقية ، ولذا صارت الاصوات تباع وتشترى ، وهذا الغرض كان واضحا ومعلوما منذ البداية،وهناك غرض آخر هو تهميش الشخصية العراقية، لان الدوائر الاستخبارية الاميركية تعلم علم اليقين ان العراقي خضع طوال الفترات السابقة الى تيارات متعددة كانت تثقف باتجاه التحرر و النهضة، فكانت الشخصية العراقية من اولى الشخصيات التي نادت بمصطلحات كبيرة ورنانة منها الحرية ، والديمقراطية والمساواة فكان لزاما على التغيير الجديد، ان يتخلص من رواسب الماضي القريب في انفتاح غير مشروط على كل التيارات وبضمنها عصابات القتل والنهب التي كان الانموذج الاميركي رائدا لها في هذا المجال.الشعب العراقي من الشعوب التي تستقبل كل شيء ومن ثم وبعد مرور عقدين او ثلاثة تقوم بالفرز فتدع الغث وتأخذ السمين ، لقد تركت الدولة العثمانية والصفوية آثارا كثيرة على خارطة الشخصية العراقية منها ما بقي وترسخ ومنها ما لفظه الشعب ، وكذلك الاستعمار البريطاني ، مايعني ان الشعب العراقي حي يتفاعل وهو قادر بعد حين ان يلقي كل كرة في سلتها , وينفض يده من ثقافة القتل والفساد والرشوة وسيستعيد صوته الذي لحقه شيء من التشويش في التسع سنوات الماضية ، وليجمع صندوق الولايات مايجمع ، فالصورة في النهاية ستتضح ونتمتع بالمشاهدة ، وفي النهاية لدينا من الارث الثقافي والديني مايكفي للعودة نحو النبع الصافي للاغتراف منه ، وهنا تبرز اهمية التراث والتاريخ العميق في شد الانسان الى الجذر والدعوة الى الخروج والوقوف بوجه التشرذم والتفرق لاعادة لم شمل الوطن وتخليص الناس من ما نالهم ، ويروي لنا حنا بطاطو في كتاب الطبقات الاجتماعية والحركات الثورية في العهد العثماني حتى قيام الجمهورية ، انه وفي دورة بكر صدقي في العام 1937 روى نائب من البصرة حادثة جرت له مع جندي فلاح ، فقال :منذ عشرين يوما ، عندما كنت عائدا في زورق صغير من قرية حريد الى البصرة ، قابلت جنديا على ضفة النهر فاخذته معي ، وبينما كنا نتحدث وجدته في غاية الاستياء من تجربته كجندي ، فحاولت افهمه ان خدمة الوطن واجب ، فكانت اجابته عمي ياوطن ، شنو وطن ، ليس عندي كوخ اعيش فيه ، ولا احد يسمح لي برعي جاموستي حتى في الاهوار .


--------------------------------------------------------------------------------



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الياكل العصي مو مثل اليعدها
- هالكرسي العندك من ذوله
- ذاكرة العراق المشروخة
- رحم الله جمعه افندي
- هذا واحد من الاربعين
- الكاع وثورة تموز 58
- العطش ، العطش
- احقد من جمل
- من جلة الخيل
- امر حكومه او جاري
- اذا جان المغسّل اعور ، كول ياموتة الكشره
- هذا مو يوازيك اتبيع الجدر
- ديونّا ماوفيناها
- ناصر الاشكر وميناء امبارك
- مثل اخوة زينب ظلينه
- اليدري يدري والمايدري كضبة عدس
- اتلوا ( اكلوا ....)
- جوية العجل من ذيله
- اذا ردت اتهجج اكنس او عجج
- هاذي ماهي رمانه ، هاذي اكلوب مليانه


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - صندوك الولايات