أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - الكاع وثورة تموز 58














المزيد.....

الكاع وثورة تموز 58


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 3432 - 2011 / 7 / 20 - 13:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هواء في شبك
في الجنوب كانت اسطورة تقول : قبل ان تكون الارض ارضا كانت امرأة ، وقبل ان تكون السماء سماء كانت رجلا ، فكان الرجل السماء يعطي ليخصب ، وكانت المرأة الارض تأخذ لتخصب ، ومن هنا ومن ديمومة العطاء ومن توالد الخصب كانت الكاع ، هكذا قدم الكاتب عادل كاظم لمسرحيته ( الكاع ) في شباط عام 1970 ، ونحن استعرنا هذه المقدمة لنسلط الضوء على اهمية الارض للانسان العراقي ، والذي غادرها مكرها في عهود الاقطاع والتجبر ، فكانت الرحلة القسرية من الريف الى المدينة التي تذمر منها العراقي كثيرا حين يقارن بينها وبين الريف الذي هجره ، ما جدا بنساء الراحلين من الريف ان يصفن طعام بغداد فقلن : ( بغداد يابو مرك الاصفر ) وهن يتندرن على صعوبة العيش وافتقاد المحاصيل البسيطة مثل الطماطة ، هكذا بدأ صديقي ( احميّد الفهد ) حديثه عن ثورة تموز عام 1958 بقيادة عبد الكريم قاسم التي انصفت القادمين من الريف واسكنتهم مساكن تليق بانسانيتهم وخيرت من يريد العودة الى ارضه لينعم بقانون الاصلاح الزراعي الذي انصف الفلاح واعاد اليه كرامته بعد ان سلبها الاقطاعيون ، لقد كانت ثورة تموز بداية عصر من الحرية والتحرر ، وهي بعد كانت من ضمن نهضة عربية كبيرة بدأها الضباط الاحرار في مصر ، فاسقطوا ملوكهم من هناك واسقط الشعب العراقي ملوكه هو الآخر من هنا ، مع خطورة الموقف ووجود القوات البريطانية في دول قريبة ومجاورة ، مع اشارات هنا وهناك كالذي جاء في جريدة التايمز البريطانية آنذاك من ان من الضرورة اعادة الحصان الجامح الى الحضيرة .
لقد وصف احدهم ثورة تموز بالانقلاب ، وقد اخطأ كثيرا لانها كانت تمتلك سمات الثورة بالنهضة الكبيرة التي احدثتها في صفوف الشعب العراقي ، نهضة كبيرة على مختلف الصعد ، نهضة في الزراعة وتوجتها بقانون الاصلاح الزراعي رقم 30 واعتبر نافذ المفعول في 30 ايلول 1958 ، ومن ثم جاء الانسحاب من المنطقة الاسترلينية ، ونهضة عمرانية ابتدأت بتوزيع الاراضي على الموظفين ، وثورة نفطية كبيرة توجها الزعيم الراحل بسن قانون رقم 80 لسنة 1961 ونهضة سياسية كبيرة كان لقانون الاحزاب فيها موقعا كبيرا وقانونا آخر للصحافة ، هذه المتغيرات جعلت الحركة العسكرية وما احدثت من تغييرات في بنية الشعب وثقافته تستحق مصطلح الثورة بجدارة ، ناهيك عن وضع الدستور المؤقت حيث بدأ الاعداد له في 20 تموز سنة 1958 ، فتشكلت لجنة من حسين جميل وحسين محيي الدين وعبد الامير العكيلي معتمدة في عملها على دستور 1 شباط 1953 المؤقت ودستور 23 حزيران 1956 المصريين للتشابه بين وضع الجمهوريتين بعد الثورتين ، ولتشابه حاجات الحكم في اعقاب الثورة كما يقول ليث عبد الحسن جواد الزبيدي في كتابه ثورة 14 تموز في العراق ، واعلن الدستور على الشعب العراقي في 27 تموز 1958 وسمي بالدستور المؤقت ، ومن ثم جاءت التغييرات الثقافية والتي حاربت فيما حاربت لاول وهلة الامية ، حيث بلغت نسبتها اي الامية 65 في المئة قبل ثورة 14 تموز ، فكانت حملات مكافحة الامية ، واعقب الشروع في القضاء على الامية انجازات كبيرة في مجال الصحة ، فيما قامت الثورة باكبر منجز سياسي لها اثناء انسحابها من حلف بغداد والذي جاء متاخرا بعض الشيء .
لقد كان لثورة 14 تموز 58 الاثر البالغ في نفوس العراقيين ، لما قدمته من منجزات واقعية بفترة قياسية جدا ، في حين ان الاخطاء التي رافقتها نتيجة الاجتهادات الشخصية لم تكن شيئا يذكر امام ماقدمته الثورة من منجزات واقعية مازالت ماثلة حتى الان في اذهان الشعب العراقي ، ومن اهمها عودة ( الكاع ) .



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العطش ، العطش
- احقد من جمل
- من جلة الخيل
- امر حكومه او جاري
- اذا جان المغسّل اعور ، كول ياموتة الكشره
- هذا مو يوازيك اتبيع الجدر
- ديونّا ماوفيناها
- ناصر الاشكر وميناء امبارك
- مثل اخوة زينب ظلينه
- اليدري يدري والمايدري كضبة عدس
- اتلوا ( اكلوا ....)
- جوية العجل من ذيله
- اذا ردت اتهجج اكنس او عجج
- هاذي ماهي رمانه ، هاذي اكلوب مليانه
- زرازير النبكه
- الصخمج لطمني
- امجلبين ابذيل هالخير وماندري وين راح ايودينه
- شرناها او عيّت باهيزه
- ياكل ويه الذيب او يحرس ويه الراعي
- ايسوكها ابتبنها


المزيد.....




- ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع ...
- الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض -واحدة ...
- لماذا رشحت باكستان ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام؟
- تايمز: أوكرانيا تلجأ لحل غير تقليدي لتعويض النقص بالجنود
- كاتب أميركي: 4 أسئلة حاسمة على ترامب التفكير فيها قبل الضربة ...
- إجلاء رعايا عرب وغربيين وصينيين من إيران
- على وقع الاقتحامات.. انطلاق امتحانات الثانوية العامة بالضفة ...
- تحذير خليجي من استهداف المنشآت النووية بإيران
- كاتب إسرائيلي: لهذه الأسباب الثلاثة تفشل إسرائيل في غزة
- عاجل | الجيش الإسرائيلي: نهاجم حاليا بنية تحتية عسكرية في جن ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - الكاع وثورة تموز 58