|
زرازير النبكه
عبد الله السكوتي
الحوار المتمدن-العدد: 3300 - 2011 / 3 / 9 - 21:50
المحور:
كتابات ساخرة
هواء في شبك ( زرازير النبكه ) يحكى ان امرأة توفي عنها زوجها وابقى لها ابنا واحدا ، فكانت المرأة دوما ماتثير انتباه ابنها لانها لاتخرج حتى الى البستان الذي يمتلكانه ، ومرة سألها لماذا لاتخرجين ، فقالت : ( استحي من زرازيرالنبكه ) ، فقام ابنها البار بقطع جميع اشجار النبق في البستان ، وفي يوم من الايام استيقظ في الليل فبحث عن والدته فلم يجدها ، هرع الى البستان فوجدها مع رجل آخر في حالة مريبة ، فما كان منه الا ان يهجر الديار ويرحل الى مدينة اخرى ، ودخلها فوجد رجلا ذا لحية كثة ، يحمل مكنسة ويكنس ما امامه ويمشي ، استغرب من هذا الفعل وسأله عنه ، فقال : اخشى ان اسحق وانا امشي بعض النمل ولذا اكنس وبعدها امشي ، غادره ومضى فوجد رجلا دائبا في تمشيط لحيته فسأله لماذا يفعل ذلك ؟ فقال اخشى ان تدخلها حشرات وتموت فيها فاكون مسؤولا عن موتها ، ووصل بسيره الى مبنى القضاء ، فسمع بيانا ان الخزينة قد سرقت ، فدخل الى مقابلة القاضي واخبره انه يعرف من سرقها ، فاستفهم القاضي عنه فقال : اول السارقين امي ، والرجل ذو المكنسة والاخر الذي يمشط لحيته باستمرار ، وبعد التحقيق تبين ان الامر كما قال صاحبنا . طالما كان المدّعون سببا في تخلف البلدان ، خصوصا حين يكونون على سدة الحكم فيها او يتسنمون مراكز عليا ، او يكونون جماعات مؤثرة في سياستها كأن يكونوا كتلا او احزابا ، لانك لاتستطيع ان تكتشف الحقيقة المخفية وراء الاقنعة التي يرتدونها ، وهؤلاء يكونون اكثر خطرا من اللصوص العاديين ، لان اولائك يكشفون عن انفسهم وهم يحترفون اللصوصية ، لكن الذي يدعو الى الفضيلة ومحاسن الاخلاق ، وهو يحمل وسخا يستطيع بواسطته ان يشوه الكثير من معالم الوطن ، ماذا تستطيع ان تفعل تجاهه ؟ وهو يحتجب خلف حجاب سميك بالدعوة الى الفضيلة ، ليستمر الحال خرابا في كل مفصل من مفاصل الدولة العراقية ، الكل يشكو من الكل ، الجميع يتهم الجميع ووحدهم المفلسون هم من بقيت ساحاتهم نظيفة ، ولايستطيع احد ان يتهمهم لان وفاضهم خال ، اما من يدعو الى انصاف الناس ولايريد ان يتنازل عن جزء من مرتبه لتحصين هذا الشعب وتقديم الافضل له ، فهذا الخطر الذي اتى على كل خير في بلادنا ، انهم مراؤون يقولون مالايفعلون ، يدعون من على الفضائيات انهم بصف الشعب ومع تظاهراته التي تدعو الى تحسين الخدمات ، لكنهم اذا جد الجد يرفضون رفضا قاطعا التنازل عن مخصصاتهم وامتيازاتهم ، لقد تشابكت علينا الخطوط وتداخلت الصور ، ولم نعد نستطيع التمييز من مع الوطن ومن ضده لان الشعارات كثيرة والعمل قليل ، وهناك سباق محموم للفوز بتأييد الشعب والارتقاء على جراحه ، وهم بواد آخر يجمعون النيران لتحميص خبزهم ، هؤلاء من تصدى للامر في الدولة والنواب ، اما في مراكز السلطات الاخرى فهناك العجب العجاب ، وتحضرني هنا حكاية مفادها ان احدى العجائز دخلت يوما على السلطان سليمان القانوني ، تشكو اليه جنوده الذين سرقوا مواشيها بينما كانت نائمة ، فقال لها السلطان : كان عليك ان تسهري على مواشيك ، لا ان تنامي ، فاجابته : ظننتك انت الساهر ياسيدي فنمت . عبد الله السكوتي
#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الصخمج لطمني
-
امجلبين ابذيل هالخير وماندري وين راح ايودينه
-
شرناها او عيّت باهيزه
-
ياكل ويه الذيب او يحرس ويه الراعي
-
ايسوكها ابتبنها
-
قانون نيرون
-
كلما تهمد ايثورها الاعيور
-
خل ياكلون
-
وينّه او وين الدبل يعبود
-
بلابوش ديمقراطية
-
فلو ترك القطا لغفا وناما
-
من سرق ذاكرة العراق
-
حب في زمن الديكتاتورية
-
صكر بيت افيلح
-
هايشة بيت ادويغر
-
كضوا جويسم وعوفوا مردونه
-
بشر امك صارت بديانه
-
سروال جامن
-
اقنع الحمار
-
شهادة الحمير
المزيد.....
-
في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
-
-يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا
...
-
“أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن
...
-
“أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على
...
-
افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
-
بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح
...
-
سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا
...
-
جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
-
“العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024
...
-
مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|