|
اقنع الحمار
عبد الله السكوتي
الحوار المتمدن-العدد: 3079 - 2010 / 7 / 30 - 13:28
المحور:
كتابات ساخرة
(اقنع الحمار ) قال احدهم : سافرت الى الشام ومعي اعرابي استأجرت منه حمارا ، ومضّني طول السفر وبطء الدابة فاخذت اسلي نفسي بقول القطامي: قد يدرك المتأني بعض حاجته وقد يكون مع المستعجل الزلل فقال الاعرابي : مازاد قائل هذا الشعر على ان يثبط الناس عن الحزم وكان اولى به ان يزيد فيقول: وربما ضر بعض الناس بطؤهم وكان خيرا لهم لو انهم عجلوا فقلت له: اناشدك الله بان تقنع حمارك بهذا الرأي لعله يسرع قليلا ؛ صحيح ان بعض العجلة تودي بصاحبها الى التهلكة ، ولكن هذا لايعني ان العجلة في كل شيء مذمومة او مكروهة ، فبعض السرعة مطلوب ، خصوصا في اتخاذ القرارات المصيرية او سد الثغرات والهفوات التي طالما تترك مفتوحة لتحظى بالتناحرات والنزاعات ؛ والان نحن نلتهم الشهر الخامس مابعد الانتخابات ولم تتشكل الحكومة ، ربما يكون في العجلة الندامة وفي التأني السلامة بحسب القاعدة المرورية التي لايتقيد بها سائقوا السيارات ، ولكن حين تطول تكون بعيدة من تحقيق دستورية الحكومة لتبقى جميع احوال البلاد معطلة ، لان الحكومة في خانة تصريف الاعمال شاءت ام ابت ، ناهيك عن ان اي امر مهم ويعتبر من صميم حياة الناس حين يطالب به الشعب يكون الجواب جاهزا ، لحين تشكيل الحكومة فيصمت الشعب امام هذه الحجة الدامغة وينظر بعيني العاجز ، لانه اعطى صوته ولايستطيع المطالبة بتشكيل الحكومة متناسيا ان هذا من حقه ليطول انتظاره على الابواب كما روى الاصمعي فقال : بينما اطوف في ازقة البصرة رأيت كناسا يعمل وهو يردد : فاياك والسكنى بمسكن ذلة تعد مسيئا فيه ان كنت محسنا ونفسك اكرمها وان ضاق مسكن عليك بها فاطلب لنفسك مسكنا فقلت له :والله مابقي عليك من الهوان من شيء الا وقد اهنتها فيه ، فماذا ابقيت لها من الكرامة وانت كنّاس ؟ فنظر الي نظرة المنكر وقال : والله لكنس الف كنيف احسن من القيام ساعة على باب مثلك . لكننا للاسف ننتظر على ابواب القوم حتى تلتقي هذه الكتلة بتلك فيكون خلاصنا ، ونترقب بعيون مفتوحة من سيأتي من خارج العراق ومن سيجتمع ومن سيأتلف ، والوقت يمضي ويطول بنا الانتظار ، بلاعمل ودونما خطط مستقبلية تنتشل العراق من وضعه المزري ، اما الخطاب فمايزال مجهولا وتصعب قراءته لاننا امام محنة حقيقية في اصوات الكتل التي حصلت عليها وفي اتجاهاتها دينية كانت ام علمانية ، فبعضها يخضع لايديولوجية لايمكن لها ان تلتقي مع الاخر ، ناهيك عن العداء الراسخ في نفوس بعض الفائزين ، حتى وصل الامر ان تبعث احدى الكتل رسالة تقرأ على شاشات الفضائيات انها لاتريد الاسم الفلاني رئيسا للوزراء ، وكان الجميع دخلوا للانتخابات للفوز بالسلطة فحسب ولااحد يفكر انه يبقى بخط مواجهة الحكومة للدفاع عن الشعب . ومع ان بعض الشخصيات المرشحة من قبل بعض الكتل البرلمانية ، لاتمتلك الاصوات الكافية لتسنم هذا المنصب ، على اساس حقل انتخاب الشخصية لاحقل انتخاب الكتلة ولكنها اكثرت في لجاجتها بحسب مواقف شخصية اثرت بالتالي على التحالفات واحالتها الى الفشل ، وبحسب رأي الكتل البرلمانية فان الشعب اصبح خارج قوس اعطى صوته وانتهى الامر ، واعطت نفسها وكالة مطلقة عنه ، وهذا خلل ديمقراطي على الاقل ؛ ان النخب التي تتصدى للمشهد الديمقراطي في العراق ابتدأت تبحث عن منافع شخصية ، وهي عالمة ان اربع سنوات في الحكم تعطي الحزب او الكتلة قوة ربما تجعلها مؤهلة لاربع اخرى ، ولذا نجد حرص هذه الكتل على الفوز بمنصب رئيس الوزراء وتمسك الاخرى به . عبد الله السكوتي [email protected]
#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شهادة الحمير
-
يناطح بكرون من طين
-
برسي صوت وعندي خطبه ومايخلوني حسافه
-
عد دك الكبه صيحوا قرندل
-
لاداعي ولامندعي
-
عنزة وان طارت
-
يجتفنه فصوع ويهدنه فصيعان
-
يارب اخذ امانتك
-
هواء في شبك
-
من حفر البحر
-
سولفونّه بسالفة الثور
-
السر بالسردار
-
شرب ميهم وصار منهم
-
اذا ماتشوف لاتصدك
-
هذا خياس عتيك
-
المبلل مايخاف من المطر
-
المجرشة
-
(كول ماعنده ذيل )
المزيد.....
-
مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة
...
-
”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا
...
-
غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم
...
-
-كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
-
«بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي
...
-
إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل
...
-
“قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم
...
-
روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
-
منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا
...
-
قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|