أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله السكوتي - المجرشة














المزيد.....

المجرشة


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 2977 - 2010 / 4 / 16 - 11:10
المحور: الادب والفن
    


(كلما ايكيّرها النذل ، آنه بحيلي ابريها )
هذا شطر من قصيدة المجرشة للشاعر المله عبود الكرخي ، وهي قصيدة شهيرة ، والمجرشة اداة الجرش ، وهي رحى يجرش بها الشلب ليزاح عنه القشر الصلب ، فيصبح على شكل حبوب الرز الذي يطبخ ، وقد نظم الكرخي قصيدته على لسان امرأة مظلومة ومنهكة من التعب والاذى ، ومطلع القصيدة :
ذبيت روحي اعلا الجرش وادري الجرش ياذيها
ساعة واكسر المجرشة والعن ابو راعيها
***
ساعة واكسر المجرشة والعن ابو السواها
وشكم سفينه البالبحر يمشي بعكسها هواها
***
يصيرن اظلن ياخلك متجابله آنه وياها
كلما يكيّرها النذل آنه ابحيلي ابريها
ونحن مازلنا مع الرحى التي طحنتنا طحنا ، في كل يوم لنا جديد واحداث وتفجيرات ؛ لسبع سنين ابتكر خلالها المجرمون انواع طرق القتل واساليبه ، ووصل الامر الى تفخيخ المنازل والمحال التجارية ، ليضربوا اكثر المناطق ازدحاما وفقرا ، ويوزعوا جرائمهم على العراقيين بالتساوي بلا طائفية او تفريق .
ونحن نجرش ويجرشنا الموت ، مازلنا في الطابور ننتظر الدور ونداري موتنا وننظر اليه ولاستقباله بغباء تام ، نبكي على انفسنا ونرثيها قبل ان نبكي على ضحايا التفجيرات الحقيرة ، فالدور آت لاريب وفوق هذا وذاك ، يريدون منا ان نكون مثل الضفدع حين يصمت رغبة او رهبة حيث يقول :
قالت الضفدع قولا فسرته الحكماء
في فمي ماءوهل ينطق من في فيه ماء
وعلى هذا فافواهنا مكممة ، ولانستطيع البوح باكثر ممايسمح به لنا الوقت والواقع المتردي ، والا لصرخنا باعلى اصواتنا وكشفنا المستور ونقول اما ان تأكلونا انتم او تدركونا قبل ان يأكلنا المجرمون وكما قال الشاعر :
فان كنت مأكولا فكن خير آكل والا فأدركني ولما امزق
وانتم تعرفون اننا سنؤكل ، ولذا عليكم بارشادنا ، على ماذا اتفقتم بشأن هذا الشعب ، امن الممكن ان تحال هذه الارض الى صحراء قاحلة غير مسكونة يهرب منها سكانها ، وايضا غير قادرين على الهرب ، لانهم غير مرحب بهم في الدول الاخرى ؛ بربكم على ماذا اتفقتم لنكون على بينة من امرنا هل اتفقتم على قتل ثلاثين مليونا ، عندها سنكون الهنود الحمر للقرن الواحد والعشرين الذين يأخذونهم لعرضهم في السيرك ويقولون هؤلاء بقية الاقوام التي انقرضت كانوا يأكلون اللحم نيئا ولذا نبذتهم الحضارة والقى بهم التمدن الى المجهول .القوات الامنية التي اعتنت بها الدولة وهي مدللة بالعراق ؛ حيث ترى الشرطي يتسلم راتبا اكثر من الطبيب والمهندس ، طبعا هؤلاء اغلبهم من ارباب السوابق ؛ دخلوا الى هذا السلك عن طريق الرشوة ، قوات امنية مخترقة لاتعطي في مقارعة الارهاب خسائر ولاشهداء لان هؤلاء قد جذبتهم المميزات والراتب الدسم والمخصصات التي هي اعلى من الراتب نفسه لتكبر الكروش وتصبح البيوت فللا كبيرة ويموت المواطن البسيط ، هذه القوات تكتشف عبوة وتترك عشرين وتعمل وفق (قانون عفج) الذي يبيح للكل قتل الكل وتسليبهم وزجهم في السجن بلا جريرة ، تساعدهم على ذلك الاحزاب التي جاءت بالاميين والجهلة لتتصدق عليهم برتب ماانزل الله بها من سلطان خوفا من بروز تيار متطور الى واجهة السلطة ، كل هذا الكم من القوات الامنية منقسم على نفسه ولاءاته للاحزاب والكتل ولا ولاء للوطن سوى النزر اليسير ، يريدون الانتقام لنتائج الانتخابات التي القت بهم الى المؤخرة ، ومن الشعب الذي يحاول جاهدا تحسين اختياراته التي اوردته قديما موارد التهلكة ؛ اما ان تقتلوا الشعب وهذا مستحيل او ترحلوا عن هذه الارض قبل ان تصيبكم لعنة السحل في الشوارع ، فهذا التاريخ امامكم وانظروا اليه سوف يكون اكثر حكمة والذي يصمت اليوم لايصمت غدا وان غدا لناظره قريب ، ولا اعتقد ان احدا سيقاوم انتقام الشعب العادل ، كي لانبقى ننقاد نحو الموت ونحن داخرون .



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (كول ماعنده ذيل )


المزيد.....




- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...
- بمناسبة أربعينيّته.. “صوت الشعب” تستذكر سيرة الفنان الراحل أ ...
- خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ ...
- في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
- الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ
- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله السكوتي - المجرشة