أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الله السكوتي - عد دك الكبه صيحوا قرندل














المزيد.....

عد دك الكبه صيحوا قرندل


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 2994 - 2010 / 5 / 3 - 13:18
المحور: كتابات ساخرة
    


يحكى ان احدى العوائل البخيلة استخدمت شخصا يدعى قرندل ، واخذت تشغله باعمالها الشاقة والمتعبة مثل قرندل اذهب الى السوق ، قرندل اكنس الدار ، قرندل اغسل الصحون والملابس ، واخيرا قرندل دك الكبه ، حتى اذا ما انتهى قرندل من جميع ماكلف به اخذ منه التعب ماخذا وارتمى من شدته هاربا الى النوم .
ومن ثم يأتي دور الاكل ؛ فيتحلق افراد العائلة حول مائدتهم يتلذذون باكلات قرندل الشهية ، وخصوصا الكبة ، وقد يتذكر احدهم قرندل فيطلب ايقاظه للاكل ولكن الجميع يعترضون مشفقين بقولهم (خطيه قرندل تعب اهوايه اليوم خلّوه نايم ) ، ولما فاض بقرندل الصبر ونتيجة لاشغال البيت الشاقة وحرمانه من طيبات ماتصنع يداه وخصوصا الكبة صاح معترضا : (عد دك الكبه صيحوا قرندل ، وعد اكل الكبه نايم قرندل ) .
وهذا المثل يطلق على كل انسان يتحمل المغارم ويحرم المغانم ، وقد نظم احد الشعراء هذه الحكاية شعرا فقال :
اذا (كبة ) كان الغداء وجدتني انوء بها دقا وما منها آكل
فان كان دق قيل اين قرندل وان كان (اكل ) قيل نام قرندل
وقرندل العراق يشبه احدهم في الجاهلية يدعى (جندب ) ، والذي قال فيه الشاعر :
واذا تكون كريهة ادعى لها واذا يحاس الحيس ادعى جندب
والان قرندل وجندب مشتركان في الهم والعمل والعذاب ، لكنهم ايضا مشتركان بالحرمان ليتمتع الاخرون ، ولااحد يوقظ قرندل (خلّوه نايم ) ، لانهم يوزعون الغنائم وقرندل غير معني بها ، ومع هذا فقرندل لايطلب سوى العافية وبرودة الكاع ، وهو ليس طماعا ، ينشد الاستقرار والعيش الكريم ولايسأل بعدها عن الابرياء والمتهمين واللصوص الذين اصبحوا من الوجاهة حتى لنخجل حين ننظر اليهم ونفكر من سرق من ؟ المهم قرندل الان اكثر حيرته من تشكيل الحكومة ، حيث غطتنا الدعوات المختلفة ، وهي تدخل في تداعيات مابعد الانتخابات ، وماافرزته هذه التداعيات من تشرذم وعناد وجفاء وخلط للاوراق ؛ ولكن ابرز ماافرزت اعادة العد والفرز وهذه الدعوة امتلكت شرعيتها من تبني المحاكم المتخصصة لها ، اما الدعوة الثانية والتي بدأت تتردد بعد قرار هيئة المساءلة والعدالة باستبعاد مرشحين فائزين دون استبدالهم ، وهي تتلخص باعادة الانتخابات، وهذه الدعوة ربما ستلاقي ترحيبا عربيا ودوليا وربما آذانا صاغية في العراق ، ومن المؤكد ان هذه المنغصات والتي اصبحت معوقات ماكانت لتكون ، لو ان المساءلة والعدالة حسمت امرها قبل الشروع بالانتخابات ، وكان على المفوضية ان تطالب المرشحين بوثيقة (عدم محكومية من نوع خاص ) ، لان هذه العوائق صادرت جهود المفوضية التي تعبت كثيرا في سبيل انجاح الانتخابات وهي تتعرض الى امتحان عسير ستثبت من خلاله انها تستحق ان تتولى هذه المسؤولية الكبيرة التي ترسم مصير ومستقبل الشعب العراقي؛ ومن الطبيعي ان تكون المفاجآت كثيرة وكبيرة وسنراقب ونصغي ونتابع لنرى العجب ، حيث ان القاسم الانتخابي هو الاخر سيلعب لعبته ، وبحسب ماقال رئيس المفوضية فرج الحيدري ان الخسارة لاتعني انها ستكون من حصة الكتلة التي يتعرض اعضاؤها لقانون المساءلة ، وانما بحسب القاسم الانتخابي ستكون هناك مفاجآت كبيرة ، وربما ستتأثر كتل اخرى من هذه العملية.
لسنا مع تأخير تشكيل الحكومة ، مهما كانت الاسباب ، لان مايتعرض له الشعب جراء هذا التاخير من الاهمية ، خصوصا وانه يدفع دماءه ثمنا لها ولايمتحن على صوت او منصب كالاخرين ، ولذا على المفوضية ان تحسم امرها وتكمل الطريق حتى نهايته ، ولاحكومة انقاذ ولاتصريف اعمال ، اعطى الشعب ماعليه وخرج للانتخابات اما هذه التناقضات فليست من مسؤوليته وهي تصب في مصلحة الكتل وفوزها بالسلطة ، وقرندل غيرمسؤول عن هذه السفاسف التي اصبحت حججا واهية وواضحة ، كي يبقى قرندل نائما ولايوقظه احد فقد طغت العملة الرديئة على العملة الجيدة وطردتها وقرندل لايدري مايفعل وكما قال الشاعر على لسان قرندل :
(شد راسه وندهني وكال شتريد اريد اجناح اطير وكل شي ماريد
تعال اتكرب وعاين علي زين وشوف اشسون ابوجهي التجاعيد
اسئلك فد سؤال اتجاوب اعليه اذا يكضي العمر تعذيب شيفيد )



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاداعي ولامندعي
- عنزة وان طارت
- يجتفنه فصوع ويهدنه فصيعان
- يارب اخذ امانتك
- هواء في شبك
- من حفر البحر
- سولفونّه بسالفة الثور
- السر بالسردار
- شرب ميهم وصار منهم
- اذا ماتشوف لاتصدك
- هذا خياس عتيك
- المبلل مايخاف من المطر
- المجرشة
- (كول ماعنده ذيل )


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الله السكوتي - عد دك الكبه صيحوا قرندل