أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - بشر امك صارت بديانه














المزيد.....

بشر امك صارت بديانه


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 3272 - 2011 / 2 / 9 - 21:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


( بشر امك صارت بديانه)
وهذه كناية عن انفساح المجال امام المبطل الشرير للتغلب على خصمه المحق ، وقوله صارت ( بديانه ) ، كناية عن حلف اليمين لمن يتزيا بالدين ولايعمل باوامره ونواهيه ، واصل الكناية ان نزاعا حدث بين شرير مبطل ومحق ، وصدر القرار بتكليف المبطل بان يحلف اليمين ، فوثق المبطل بنجاح ادعائه لسهولة حلف اليمين بالنسبة اليه ، فالتفت الى ولده ، وقال له : ( بشر امك صارت بديانه ) ، يعني انه قد
ربح القضية ، مادام اليمين قد فرض عليه ، وهذه الكناية تشبه المثل الذي يقول : ( كالوا للحرامي احلف ، كال اجاني الفرج ) ، ومن اخبار الجرأة على اليمين الكاذبة ، قصة عن استهانة عبادة المخنث ، نديم المتوكل ، وكان اثيرا لديه حتى انه اباح له الدخول عليه وهو في غرفة نومه ، وكان ان احضر عبادة هذا غرماء له امام القاضي ، فانكر دعاواهم ، وحلف لواحد ، ثم لاخر ، ثم لثالث ، فقال له القاضي : ويحك ، ترى هؤلاء كلهم قد اجتمعوا على ظلمك ؟ اتق الله وارجع الى نفسك ، فقال له عبادة : صدقت فديتك ، ولكني دفعت بالله مالااطيق ، حتى قال فيه الشاعر :
كلفوني اليمين فارتعت منها كي يغروا بذلك الارتياع
ثم ارسلتها كمنحدر السيل تهادي من المكان اليفاع
وهذه قضية دارجة ومعروفة ، فكثيرون هم الذين يعتبرون الدين لباسا يتزيون به وقت حاجتهم ، بدليل قول سيد الشهداء الامام الحسين (ع ) : ( الناس عبيد الدنيا والدين لعق على السنتهم ، مادرت به معايشهم ، فان محصوا بالبلاء ، قلّ الديانون ) ، ومع هذا فلم يشهد التاريخ تكالب المرتزقة والافاكين على التظاهر بالدين ، مثلما شهد في وقتنا الحالي ، حتى باتت النوادر تطول هؤلاء وبعض الملتزمين الذين اخذوا بجريرتهم ، ففي الحواسم اللعينة سيئة الصيت ، قام بعض التوابين ممن ندم على افعاله بتسليم ماسرقه الى الجامع ، والجامع قام باعطائها الى الفقراء ، ولكن للاسف بعض هذه المقتنيات صودرت ، ولم تعط للفقراء ، ويحكى ان امرأة مسنة جاءت الى الشيخ تطلب منه ( مبردة للصيف الحار ) ، فقال لها : تأسي بالسيدة فاطمة الزهراء ( ع ) ، فامتعضت المرأة من قول الشيخ ، وكان يمتلك سيارة حديثة يمتطيها ويحادثها من زجاج سيارته الفارهة ، فقالت له : ( يمّه جا علي ابن بي طالب بعد عيني جان راجب مثل هاي السياره ) ، فانطلق بسيارته ليتخلص من حجتها الدامغة ، وعلى هذا المنوال هرع الآخرون للدين الذي يمثلونه وليس ديننا الحنيف ، اي انهم هرعوا لغطاء يسترون به معايبهم ونفوسهم الشريرة ، ارادوا مجرد الانضمام لجماعة لتوفير الحماية واعطاء المسوّغ لاغير ، ورضي الله عن امير المؤمنين علي ابن ابي طالب ( ع ) حين نظّر لهذا قبل 1400 سنة حين قال : ( اعرف نفسك ، تعرف ربك ) ، وهذا القول هو لرفع هذه الاغطية واماطة اللثام عن هذه الوجوه التي تضمر الباطل وتنوي سرقة الوطن تحت عباءة هي بعيدة عنها ، ولينطلي كذبها وخداعها على البسطاء من الناس ، اما المثقفون ممن يحاربون الخرافة فهؤلاء برأس قائمة اعداء من يدعون الخرافة ، وما ان يجدوا منفذا للنيل منهم حتى يتكالبوا عليهم بالتهم الجاهزة من مثل التكفير، والالحاد والسعي الى هدم قيم الرسالات السماوية ، وهم يعلمون جيدا ان المثقف اكثر الناس احتراما للافكار ، وحتى لو اراد مناقشتها فهو يناقشها بعقلانية حيادية واحترام كبير ، لانه يعلم ما للفكر من اهمية وما للدين من اهمية في عقلية المتدين الحقيقي ، لانريد ان نخصص مدعي الدجل والخرافة بقدر مانريد ان نرفع الحيف عن كاهل المثقف الاعزل الذي اريد من احتجاجاته على مصادرة الحريات العامة تسييس الامر ، ومن ثم القضاء على شخصيته المهمة بدواع حساسة لمجتمع له تقاليده واعرافه .
التهم سهلة ومن يقوم بها لايحتاج سوى الى قليل من التضليل ، وذر الرماد في العيون للفوز بجولته ، وللخلاص من غريمه ، الذي يذيع اسراره ويتكهن بنواياه الشريرة ، انها حرب المصالح وجدت الدين مساعدا لها على النيل من الآخر ، وهي قضية مكشوفة ومعروفة ولاتحتاج الى يمين غليظة .
عبد الله السكوتي



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سروال جامن
- اقنع الحمار
- شهادة الحمير
- يناطح بكرون من طين
- برسي صوت وعندي خطبه ومايخلوني حسافه
- عد دك الكبه صيحوا قرندل
- لاداعي ولامندعي
- عنزة وان طارت
- يجتفنه فصوع ويهدنه فصيعان
- يارب اخذ امانتك
- هواء في شبك
- من حفر البحر
- سولفونّه بسالفة الثور
- السر بالسردار
- شرب ميهم وصار منهم
- اذا ماتشوف لاتصدك
- هذا خياس عتيك
- المبلل مايخاف من المطر
- المجرشة
- (كول ماعنده ذيل )


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - بشر امك صارت بديانه