أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الله السكوتي - العطش ، العطش














المزيد.....

العطش ، العطش


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 3431 - 2011 / 7 / 19 - 13:22
المحور: كتابات ساخرة
    


هواء في شبك
(العطش ، العطش)
قال البغداديون : ان هذا الولد يتنحور ، ويتنحور كنية عمن يتشدق في كلامه ، ويتحرى الوحشي من الالفاظ ، وعلم النحو هو علم اعراب كلام العرب ، وسمي بذلك لان المتكلم به ينحو به منحى كلام العرب ، وكانوا اي العرب اصحاب لغة فصيحة جزلة ، تنأى بهم سليقتهم عن اللحن ، فلما اختلطوا بغيرهم بدأ اللحن ، وكانوا يقولون : اللحن في المنطق اقبح من آثار الجدري في الوجه ، وروي ان رجلا قرأ عند رسول الله (ص) فلحن فقال الرسول : ارشدوا صاحبكم ، واول من املى النحو هو الامام علي بن ابي طالب (ع) فقد املى على ابي الاسود الدؤلي مقدمة في النحو ، وكان لرجل من التجار ولد يتقعر في كلامه ، ويستعمل الغريب ، فجفاه ابوه استثقالا له وتبرما به ، فصادف ان اعتل ابوه واشرف على الموت ، وحضره اولاده ، وارادوا ان يدعوا اخاهم المتقعر ، فقال ابوهم : هو والله يقتلني بكلامه ، فقالوا : انه قد ضمن ان لا يأتي بشيء تكرهه ، فأذن لهم في احضاره ، فلما دخل قال : السلام عليك يا ابتِ ، قل اشهد ان لا اله الا الله ، وان شئت قل : اشهد انّ لا اله الا الله ( بتشديد النون ) ، فقد قال الفرّاء : كلاهما جائز والاولى احب الى سيبويه ، والله يا ابتِ ماشغلني عنك غير ابي علي فقد دعاني بالامس فاهرس ، واعدس ، وارزز ، واوزز ، وسكبج ، وطهبج ، وابصل ، ودجبج ، وافلوذج ، فصاح ابوه : نادوا جارنا الشماس لأوصيه ان يدفنني في مقابر النصارى ، هذا ماجاء في كتاب الملح والنوادر ، اما مايخصنا نحن ، ومايأتي في مقالاتنا فهو لحفنة من المتقعرين من الذين يلوكون الكلمات ويسقطونها على رؤوسنا ، فقد خرج احدهم من على شاشة احدى الفضائيات وهو يصف مشروع ماء الرصافة الذي اكلت عليه بنات الدهر ، فقال : انه من اكبر المشاريع في الشرق الاوسط وان الشركة الفرنسية التي بدأت المشروع كانت تفتخر انها تعمل في مشروع كهذا ، هو يتكلم ونحن حائرون لان مضخة الماء لدينا بدأت تعزف لحنا حزينا كئيبا ، تدور على فراغ ، وفعلت مثلما فعل صاحبنا المحتضر ، فقلت لابنائي : احملوني بعيدا لا اريد ان ارى هذا المتقعر في كلامه .
لقد كانت مهلة ( المئة يوم ) جيدة نوعما على الكهرباء لكنها كانت سيئة على الماء ، وهي درجت كما قال المثل : ( ام حسين جنا ابواحد صرنه بثنين ) ، الكهرباء استعضنا عنها بالمولدات ، فبماذا سنستعيض عن الماء ، لم تبق غير المياه الجوفية ، ولا ادري ما الذي دار في خلدي وانا اردد قول الشاعر الذي لم يتعب في قوله واظنه كان يمزح :
كاننا والماء من حولنا قوم جلوس حولهم ماء
وحسدت هذا الشاعر لانه عاش في زمن الماء وحسدته لانه فسر الماء بعد الجهد بالماء ، مايعني اعطيك كهرباء وللصيف فقط عن طريق مولدات الشارع واقطع عنك الماء ، لكن مانقوله ان على التظاهرات ان تستمر وهذه المرة عليها ان لاتنادي بالكهرباء فقط ، وانما عليها ان تكتب في لافتاتها : العطش العطش ، ومشروع ماء الرصافة على حاله ، والامس كان خيرا من اليوم ، وما على العراقي سوى الصبر والسلوان ، لاسفن عودة لانها احرقت ، وتوسعت بغداد ( 4 ) مرات ولم يعد دجلة نهرها الخالد ، فقد صار ملاذا للنفايات ، ونصرخ ولكن لاسميع ولامجيب فقط المتقعرون من الذين اثقلوا اسماعنا بسوف وسنعمل وسنجعل ، وهكذا لانحصد الا التسويف لان السين للتسويف كما يقول النحويون ، لكننا سنصرخ في نهاية المطاف : العطش العطش .



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احقد من جمل
- من جلة الخيل
- امر حكومه او جاري
- اذا جان المغسّل اعور ، كول ياموتة الكشره
- هذا مو يوازيك اتبيع الجدر
- ديونّا ماوفيناها
- ناصر الاشكر وميناء امبارك
- مثل اخوة زينب ظلينه
- اليدري يدري والمايدري كضبة عدس
- اتلوا ( اكلوا ....)
- جوية العجل من ذيله
- اذا ردت اتهجج اكنس او عجج
- هاذي ماهي رمانه ، هاذي اكلوب مليانه
- زرازير النبكه
- الصخمج لطمني
- امجلبين ابذيل هالخير وماندري وين راح ايودينه
- شرناها او عيّت باهيزه
- ياكل ويه الذيب او يحرس ويه الراعي
- ايسوكها ابتبنها
- قانون نيرون


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الله السكوتي - العطش ، العطش