أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - رحم الله جمعه افندي














المزيد.....

رحم الله جمعه افندي


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 3436 - 2011 / 7 / 24 - 12:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هواء في شبك
( رحم الله جمعه افندي )
وهذه الكناية يعرفها اهل النجف ، ويكنون بها من اصابه ذهول انساه نفسه ، وشرد افكاره ، واصل الكناية : ان قائممقاما كان في النجف ، اسمه جمعه افندي ، من الطراز القديم ، متقدم في السن ، طيب القلب ، وكان يذهل عن نفسه في بعض الاحيان ،ومرّ يوما بسوق النجف ، فابصر اصحاب المحال ، وقد تجاوز كل منهم على رقعة من ارض السوق امام محله وعرض بضاعته فيها ، وتركوا للمارة ممرا ضيقا لايجزي ، فغضب ووقف عليهم وصاح بهم : ماهذا ؟ الايوجد قائممقام يمنعكم من هذه التصرفات ، فقد نسي انه هو القائممقام .
اما مايجري لدينا فهو يشبه الى حد كبير قضية جمعه افندي ، ولكن بشكل آخر فالمسؤولون هنا يتظاهرون بداء النسيان ، والصمم ، لانهم لايسمعون مانقول ولاينظرون للذي يجري ، الحمد لله ان هناك شوارع نزاحم فيها السيارات ، لان الارصفة صودرت في زمن ديمقراطية الفوضى والتجاوزات ، والحمد لله ان هناك مدارس ومستشفيات لم يصادرها الفوضويون ، والحمد لله اننا مانزال نسكن بيوتا ننعم فيها ببعض الامن لان الاقوياء كثيرون ويستطيعون مصادرتها بالادعاء فقط ، لاننا وكما يقولون اول بلد في العالم عمل بالقانون الذي وضعه حمورابي ، ولم نزل نخرج المحامين والقضاة في كلياتنا ومعاهدنا ، لكن للاسف نرى القانون شهادة تمنحها الكلية ، لان الديمقراطية في العراق هي ديمقراطية الطليعة او النخبة التي اجهزت على القانون وقتلته بالراحة المفسدة ، ومع هذا فالحمد لله اننا نستطيع الذهاب الى عملنا وسط هذه الغابة من المسدسات والبنادق ، سرني جدا مارأيت في احد الافلام الاجنبية حين حدث حادث لسيارتين ، هبط السائقان ليهنئ احدهما الآخر بالسلامة ، وساءني جدا ماحدث امامي في ساحة كهرمانة على ذات الحادث فتناول احدهم ، عصا غليظة وضعها لهذا الغرض وسحب الآخر مسدسا ، لاحظت ان الفرق كبير بين الاثنين الفلم والحادثة الحقيقية ، وعلمت ان الديمقراطية من الممكن ان تكون شرا وبيلا اذا لم تتهيأ لها الارضية المناسبة ، اما هنا فان الديمقراطية افاد منها النخبة كما قلنا والفوضويون لانهم من حصد عدم تطبيقها بشكل صحيح ، ولانها عطلت فيما عطلت القانون ، فصار كل شيء مباح باسم الديمقراطية وعلى حد سواء الخطأ والصحيح .
ومازلنا نترحم على الارصفة التي غادرت مسرعة واصبحت من ذكرياتنا الاثيرة التي طالما ايقظت لدينا الشعور بالحرية والاطمئنان ، لانك تشعر ان الرصيف اب حنون يحميك من نزق سائقي السيارات وعربات الحمالين والباعة ، اما الان فانت تعود بذكرى لعربة تضربك ، اوسيارة تذهب بردن بنطلونك او صيحة من مالك الرصيف الجديد ، ولتعمم هذه التجربة على المناطق السكنية فصارت الطرقات ملكا صرفا لبعض الناس دون البعض الاخر ، ولا ادري الى متى سيستمر هذا الحال ومشاريعنا نوقشت على الورق ونفذت على الورق واصبحنا مثل اخينا الذي عثر على كسرة خبز فوقف قرب مطعم واخذ ياكل على رائحة الشواء ، فطالبه صاحب المطعم بثمن الرائحة ، فقام صاحبنا باسماعه رنين الدراهم وقال هذا ثمن رائحة الشواء ، للاسف كانت لدى الشعب فرصة لتغيير الكثيرين ، ولكنه اضاعها ابان التظاهرات لانه عكس مطالب خاصة ، او ربما دخل في صفوفه من حول التظاهرات الى مطالب شخصية سرعان مافشل اصحابها في ادامة زخم مطالباتهم لانها تمثل وجهة نظر ضعيفة ، لقد سرق اليمين الحكومي منجزا مهما من منجزات اليسار الشعبي بعد ان تحول اليسار من العام الى الخاص ومن ثم وقع في التشرذم والانفعالية والتفرق بعد دخول البوليس الحكومي الى اللعبة فطرح قضية تندى طائفية فصارت عصا تفرقة للمجموع المثقف الذي نادى بالاصلاح.
علينا جميعا ان نتذكر جمعه افندي عند مرورنا من امام الارصفة المصادرة ولانقول سوى رحم الله جمعه افندي .
عبد الله السكوتي



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا واحد من الاربعين
- الكاع وثورة تموز 58
- العطش ، العطش
- احقد من جمل
- من جلة الخيل
- امر حكومه او جاري
- اذا جان المغسّل اعور ، كول ياموتة الكشره
- هذا مو يوازيك اتبيع الجدر
- ديونّا ماوفيناها
- ناصر الاشكر وميناء امبارك
- مثل اخوة زينب ظلينه
- اليدري يدري والمايدري كضبة عدس
- اتلوا ( اكلوا ....)
- جوية العجل من ذيله
- اذا ردت اتهجج اكنس او عجج
- هاذي ماهي رمانه ، هاذي اكلوب مليانه
- زرازير النبكه
- الصخمج لطمني
- امجلبين ابذيل هالخير وماندري وين راح ايودينه
- شرناها او عيّت باهيزه


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - رحم الله جمعه افندي