أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - بنو ساسان














المزيد.....

بنو ساسان


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 3475 - 2011 / 9 / 2 - 20:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وَالمراد ببني ساسان، الشحاذون واهل الكدية، وكان ساسان شيخ المتسولين واستاذهم ومقدمهم وواضع طرائقهم ومعلمهم، وسماه الحريري في مقاماته قدوة الشحاذين، وهو الذي قال لطرارة المتسول: الا ادلك على شجرة الخلد وملك لايبلى؟ قال : بلى. فقال: هي الكدية. وقال الجاحظ سمعت شيخا من المتسولين وقد التقى مع شاب منهم قريب العهد بالتسول، فسأله الشيخ عن حاله فقال : لعن الله التسول ولعن اصحابه، ما اخسه من صناعة، انه يخلق الوجه، ويضع الرجال، فغضب الشيخ وقال له: ياهذا اقلل من الكلام فلقد اكثرت، مثلك لايفلح لانك لم تستحكم بعد، وان للتسول رجالا، فما لك ولهذا الكلام، او ماعلمت ان الكدية صناعة شريفة، صاحبها في نعيم لاينفد، فهو على بريد الدنيا، ومساحة الارض وخليفة ذي القرنين، حيثما حل لايخاف البؤس، يسير حيث يشاء ويأخذ اطايب كل بلدة، اما والله لقد رأيتني وقد دخلت بعض البلدان، ووقفت في مسجدها الاعظم، وعليّ فوطة قد اتزرت بها، وتعممت بحبل من ليف، وبيدي عكازة من خشب الدفلى، وقد اجتمع لي الناس، كأني الحجاج بن يوسف على منبره، وانا اقول : ياقوم رجل من اهل الشام من ابناء الغزاة والمرابطين في سبيل الله، من ابناء حرسة الاسلام، غزوت مع والدي 14 غزوة سبعا في البحر، وسبعا في البر، وغزوت مع فلان وفلان، دخلت قسطنطينية، وصليت في مسجد سليمان بن عبد الملك، من سمع باسمي فقد سمع ومن لم يسمع فانا اعرفه نفسي، انا الغزيل بن الركان المصيصي، سد من اسداد الاسلام، نازلت الملك على ابواب طرطوس، فقطع عليّ وقد استجرت بالله ثم بكم، فأن رايتم ان تردوا ركنا من اركان الاسلام الى وطنه، فوالله ما اتممت كلامي حتى انهالت على الدراهم من كل جانب، فوثب اليه الشاب وقال : انك والله معلم الخير فجزاك الله عن بني ساسان خيرا.
ظاهرة التسول من الظواهر الخطيرة في المجتمعات، ولايكاد يخلو مجتمع منها، ولكن بنسب متفاوتة تتناسب مع اقتصاديات الدول وطبيعة هذه الدول، وكذلك انظمتها، اذ نرى التسول يزداد في المجتمعات التي تكثر فيها الحروب فتؤدي الى استنزافها، ثم هناك البطالة وهي الآفة الكبرى التي تؤدي الى ظهور التسول كفن وحرفة وليس حاجة، لقد ساهمت الحرب مساهمة كبيرة في تخريج الكثير من المتسولين بعد ان اقعدتهم، فصاروا لايملكون الا التسول وكل بحسب عاهته ونسبة عوقه، ان الفوضى الاقتصادية التي نحياها الان جعلت من التسول مهنة، ومهنة تعود بالربح الوفيرعلى ممتهنيها، وصار لكل مكانه الذي لايغادره الا بدفع مبالغ طائلة (قفليه)، وهذا لاينتج عن الفراغ، ان الامر يقاس بحجم الاهمال الذي عاناه المجتمع على مدى اربعة او خمسة عقود من الزمن. لايخفى على احد حجم الضعف والوهن والتخبط الذي تعانيه الحكومة، وهذا يجعلنا لانطالب ببيوت زجاجية للمتسولين، بقدر مانطالب بالحد من هذه الظاهرة لانها انتشرت انتشارا مريعا بعد عام 2003، حيث امن المتسولون اية مساءلة قانونية وراحوا يخططون لعملهم واصبح هناك مسؤول عن كل مجموعة، اي انه عمل مبرمج، حتى الفنادق التي يستأجرونها فهي مخصصة لهم، كنت قريبا منها عندما غادرت بغداد الجديدة، عجوز اسرت صاحبتها بانها حصلت حتى الساعة العاشرة على 250 الفا، وهي ذاهبة لاكمال المشوار في منطقة العلاوي حيث تمتلك مكانين، اليست هذه مهنة ومهنة رابحة ايضا!
علينا ان ننظر الى الامر من زوايا متعددة، هؤلاء يكثرون في مناطق الازدحام وفي الاماكن المقدسة التي هي بمثابة مناطق سياحية وحيدة في العراق، ويتكاثرون هناك بشكل مريع، وهذا من شأنه ان يعطي انطباعا سيئا عن العراق وشعبه، لاننا ومن كثرة معاناتنا مع المتسولين نسأل كل قادم من سفر، ما حال المتسولين هناك؟ الايمكن القضاء على هذه الظاهرة او تحجيمها على الاقل ؟ اليس من الممكن تسجيل هؤلاء ورؤية احتياجاتهم، واذا كان لابد من التسول فاصدار هويات باصحاب العوق والمعوزين ومعالجة الامر وفق القانون والرحمة، لقد اكتضت بغداد ببني ساسان ونحن خائفون من ان الاعداد تزداد وبالتالي يصبح للمتسولين اميرا او قائدا كما رأينا فيما روى الجاحظ، “والله يستر من بني ساسان” ، كانت جولتي مع المتسولين قد انتهت بترنم احدهم بشعر دعوته ان يسجله لي في ورقة اذ قال :
لابد ماتنكـــــــــضي والفكر ماهو عيب
واوكف ابراس الجسر واخرخشك ياجيب


--------------------------------------------------------------------------------



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (عرب وين ، طنبوره وين )
- ثرثرة فوق دجلة
- الكويت وقاعدة طبع البالبدن مايغيره الا الجفن
- طير النجر ينصاد من منكاره
- احصان الشيخ
- مطلب جماهير النصر ، احبال للطبكه تجر
- ناب الافعى وصوت العندليب
- صندوك الولايات
- الياكل العصي مو مثل اليعدها
- هالكرسي العندك من ذوله
- ذاكرة العراق المشروخة
- رحم الله جمعه افندي
- هذا واحد من الاربعين
- الكاع وثورة تموز 58
- العطش ، العطش
- احقد من جمل
- من جلة الخيل
- امر حكومه او جاري
- اذا جان المغسّل اعور ، كول ياموتة الكشره
- هذا مو يوازيك اتبيع الجدر


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - بنو ساسان