أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - ثرثرة فوق دجلة














المزيد.....

ثرثرة فوق دجلة


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 3471 - 2011 / 8 / 29 - 13:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنتْ قريبا منها، دجلة اجتزت بعض النفايات، هرعت ارتشف الزبد في مياهها ، وسألتها ايتها الفاتنة، كم لك من السنين ؟ هل مر عليك عهد كالذي يمر عليك الان، كانت تجيبني برقة الحبيب، وانا اقهقه: يادجلة الخير يا ام البساتين، فترد على كلماتي: رحم الله الجواهري، كيف لو رآني الان، وانا اكلم نفسي وتكلمني دجلة بين الحين والاخر، سمعت صوت عصفورة صغيرة ، حيث ان صيادا لاذ بين الماء والطين فنصب فخا، فجاءت عصفورة فنزلت عليه ، فقالت: مالي اراك منحنيا؟ قال: لكثرة صلاتي انحنيت، قالت: فمالي اراك بادية عظامك؟ قال : لكثرة صيامي بدت عظامي، قالت : فمالي ارى هذا الصوف عليك ؟، قال: لزهدي في الدنيا لبست الصوف، قالت: فما هذه العصا عندك ؟ قال: اتوكأ عليها واقضي بها حوائجي، قالت: فما هذه الحبة في يدك ؟ قال: هذا قربان ان مر بي مسكين ناولته اياها، قالت: فاني مسكينة، قال: فخذيها، فدنت فاذا الفخ في عنقها ، فقالت: لاغرني ناسك مراء بعدك ابدا، وهذه الحكاية ليست غريبة في شيء، فلطالما استخدم الدين غطاء ليمرر كثيرا من المخططات المشبوهة من قبل بعض المدعين، وعلى مر التاريخ، هناك خوارج ومعتزلة واباظية وباطنية وظاهرية وبهائية، حيث تميزت هذه الحركات او المذاهب بتهيئة اشخاص مؤثرين لقيادتها وبالتالي تكون الحجج القوية والبراهين المنطقية سلاح فعال لدى هذه الحركات، فتنطلي كثير من الاشياء الغامضة على الناس ويؤمنون ايمانا مطلقا بهذه الحركات، بعد ان يروا حجم معتنقيها وتظاهرهم بالتقوى، حيث دأبت الافكار الاصلاحية المنزلة والوضعية الى تقويم وتهذيب سلوك الانسان، لكن اول حادثة عبادية حدثت بين ابني آدم فقصمت ظهر كثيرا من القواعد لتظهر ان الانسان يسعى الى تحصيل غايته، ويقتل ويسرق ومن بعد ذلك يقول: ساتوب والله يغفر الذنوب جميعا، بعض الناس يؤمنون بالدين وكأنه واجب، ويؤمنون به من زاوية، هذا ماوجدت عليه ابي، اي انه لم يعتنق المبادئ لاهميتها الاصلاحية او لانها تفضي به الى طرق مفتوحة مليئة بالاماني، بل صار الايمان على قدر الفائدة، وكأن التاريخ يعود بنا الى الخلف لنرى من المؤلفة قلوبهم الذين دخلوا الى الاسلام لغرض الفوز بالغنائم، فكان الرسول (ص ) يجزل لهم العطاء في المعارك ليشتري انضمامهم الى الاسلام حتى ان كان الغرض غير واضح، وبعد ان مرت السنون، حيث بدأنا نصل الى منتصف الالف الثاني الهجري، رأينا ان الدين صار غرضا لاقتناص الاموال ، وبدأت المظاهر تغزو الناس واستبدلنا السلوك الحسن والتسامح والقيم الرائعة بمظاهر عبادية، لاتطور الدين كفكر وانما تجعل من الكثيرين نساكا وعبادا باخلاق وحشية، فمنهم من يحكم السيف ومنهم من يستخدم لسانه في تصفير الآخر، فصار المتدينون، وكأنهم قنبلة موقوتة الكل يخشاهم بلا مودة، حتى في ربيع العرب الاخير نرى الثورات اول ما تتطرق له انها تنفي وجود المتدينين فيها، وهذا كله بسبب الترهل الذي اصاب الافكار الدينية، حيث صاحب هذا الترهل تشعب كبير في الاهداف والغايات، اول حادثة حدثت بعد ان امر الله آدم بالهبوط الى الارض، هي حادثة هابيل المقتول وقابيل القاتل ، احدهما كان فلاحا والاخر كان راعيا، فقتل الراعي الفلاح، وكما يقول علي الوردي في كتابه منطق ابن خلدون، ان البداوة المتمثلة بالراعي القاتل، قد حاربت الحضارة المتمثلة بالفلاح المقتول، ومنذ ذلك الحين ونحن نتنقل بين القاتل والمقتول، لايكاد احد يرفع صوته باتجاه اصلاح الدين او تطويره حتى ترى الاصوات المتعالية، تكفر وتوعد بالقتل، والكارثة ان المقدسات لدينا تتضاعف يوما بعد آخر، اشخاص وافراد يمتلكون معجزات وخوارق اصطفوا مع ماوردنا عبر تاريخنا الطويل لتطول القائمة وتطول، ولنتحدد من جديد بقواعد اضافية وامور عبادية مبتكرة اخرى، ليصبح الدين صوم وصلاة ، وننظر ونمعن النظر لنرى اننا متخلفون جدا وفيجميع ميادين الحياة، الفساد وصل مداه والسرقة والاختلاس والغش، والاعتداء على حقوق الدولة وعلى اراضيها، مانعنيه ان مسجدا يقام على ارض مسروقة، ماقيمة مسجد كهذا، فهل ان الدين فخ نصب لاصطياد الآخرين ؟ ام انه فكر اصلاحي جهد الرسل من خلاله بالتنظير الى الاخلاق الحميدة والسلوك الحسن وغيرها من مكارم الاخلاق، تركت العصفورة الصغيرة في قبضة الناسك واكملت ثرثرتي فوق مياه دجلة الذي صار هدفا للنفايات ومياه الصرف الصحي الآسنة، ومن ثم فقد فقد كثيرا من ابنائه، روافده التي قطعتها ايران اكثر من 42 رافدا قطعت، فدجلة فاقدة هي كذلك حالها حال الامهات العراقيات .



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكويت وقاعدة طبع البالبدن مايغيره الا الجفن
- طير النجر ينصاد من منكاره
- احصان الشيخ
- مطلب جماهير النصر ، احبال للطبكه تجر
- ناب الافعى وصوت العندليب
- صندوك الولايات
- الياكل العصي مو مثل اليعدها
- هالكرسي العندك من ذوله
- ذاكرة العراق المشروخة
- رحم الله جمعه افندي
- هذا واحد من الاربعين
- الكاع وثورة تموز 58
- العطش ، العطش
- احقد من جمل
- من جلة الخيل
- امر حكومه او جاري
- اذا جان المغسّل اعور ، كول ياموتة الكشره
- هذا مو يوازيك اتبيع الجدر
- ديونّا ماوفيناها
- ناصر الاشكر وميناء امبارك


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - ثرثرة فوق دجلة