|
كلاوات
عبد الله السكوتي
الحوار المتمدن-العدد: 3505 - 2011 / 10 / 3 - 23:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هواء في شبك ( كلاوات ) كان من عادة تيمور لنك ان يبقي حكام الولايات التي يفتحها في متاصبهم ، اذا اذعنوا له ودخلوا في طاعته ، وحدث ان فتح بعض الولايات الهندية ، فابقى ملكها في منصبه ، بيد انه لاحظ ان ( كلاوه ) مليء بالذهب والياقوت والمجوهرات وانواع الاحجار الكريمة ، فطمع تيمور لنك فيه ، وصمم على اخذه منه ، فاستشار وزيره وسأله ان يدله على وسيلة ينال بها مطلبه ، فاشار عليه الوزير ، بان يدعي امام الملك بان من عادته حينما يكرّم اعز اصدقائه ان يخلع ( كلاوه ) ويلبسه لصديقه كعربون لصداقته ، وفي يوم التوديع نفذ تيمور لنك ما اعتزمه ، والبس الملك ( كلاوه ) ، فما كان من ملك الهند الا الرد عليه بالمثل ، فنزع ( كلاوه ) وقدمه الى تيمور لنك ، وكانت حاشية الملك الهندي واقفة في التوديع فشعرت بالغبن والخديعة ، فرددوا فيما بينهم : ( كلاوات ) ، وهذا يضرب لمن يوقع غيره في مأزق حرج ، وهاهي الولايات المتحدة الاميركية تلبس العراقيين ( كلاو ) من النوع الكبير ، هي على ابواب الرحيل من العراق بعد ان حولته الى غابة يأكل فيها القوي الضعيف ، ومزقته تحت حراب الاقاليم والفيدراليات ، وعرفنا مالم نعرف بماضينا الكثير من الكلاوات ، كلاو الحرية ، وكلاو الديمقراطية ، وكلاو الشفافية ، وكلاو حقوق الانسان ، وكلاو النزاهة ، وكلاو حرية الرأي ، وكلاوات اخرى لانريد ذكرها لانها معروفة لدى الجميع ، وبدأ الاعلام الاميركي يروج لمسألة غاية في الكلاوات ، فقد قالت مؤسسة ريبوتيشن اينستيتوت الاميركية ان العراق وايران وباكستان من اسوأ الدول ؛ بعد لم يغادر الاميركان العراق ليصبح من ضمن اسوأ ثلاث دول ، وهذا بداية الترويج للحاجة الى الوصاية او الانتداب ، لقد لبس العراقيون الكلاو منذ مايقرب من تسع سنوات ومازالوا فرحين به ، في حين ان قبعاتهم الثمينة المرصعة بالجواهر والياقوت صادرها الامريكان ، لقد حلّ الاميركان جميع مؤسسات الدولة العراقية بعد اسقاط الحكومة ، وبدأوا ببناء مؤسسات جديدة بنيت بعشوائية كبيرة وبفترة زمنية قصيرة ، ماجعل جلها مليئة بالعقليات المتخلفة ، وكان ميزان تشكيل هذه المؤسسات مرتبط بالحزب والكتلة وغيرها من امور اتت على بنية الدولة العراقية واحالتها الى حطام ، اضف الى ذلك الشخصيات التي ارتبطت بهذه القرارات ، كانت شخصيات اميركية غير نزيهة ذات تاريخ مخابراتي معروف من امثال غارنر وبريمر وغيرهم ، ان امن العراق سرق وبسرعة كبيرة بعد ان ادخلت اميركا الكثير من العصابات ، واحيت كثيرا من الافكار التي كانت نائمة ، فايقظتها على واقع الجريمة والتصفيات ، ووقفت تتفرج وترى الامر لتضع بذرة الاحتراب والاختلاف ، وهي مازالت تدعو الى الحرية وحقوق الانسان وتحقيق انسانية الفرد ، كل هذا جرى وسط تعتيم كبير من قبل دوائر متخصصة في هذا الامر ، ودرست بتأن الظروف والعادات والتقاليد التي يؤمن بها الشعب العراقي فوضعت يدها على كثير من آلامه وبدأت تفتح ضمادات جراحه الكثيرة ، ومن المؤسف ان ركبا كبيرا كان في الواقع مستفيدا من تحقيق هذه المعادلة فهلل وصفق للهستيريا الاميركية التي عادت بالعراق مئات السنين الى الخلف ، والكارثة الاكبر ان هناك الجديد وهذا الجديد سيكون قاصمة الظهر كما يقولون ، فهناك دول وفيدراليات ودعوات بالانفصال ، سيروج لها بعد انسحاب القوات الاميركية ، وستفتح ابواب العراق على مصراعيها لكل من هب ودب ، وستتم تصفية حسابات كثيرة نشأت خلال سنوات احتلال بلدنا العزيز ، هناك امور يجب على اميركا حلها قبل رحيلها لانها من اوقع العراق في براثنها ، والا ماقيمة رحيل القوات الاميركية وتركها داخل العراق مئات الآلاف من الالغام التي ستنفجر عاجلا ام آجلا ، ان اميركا كانت صاحبة حلم كبير في العراق ، فتلاشى حلمها سريعا ولذا سيكون العراق بؤرة للاحتراب والصراعات الطائفية والعرقية والقومية ، لكننا مع هذا نراهن على وعي الشعب العراقي في نبذ الكثير مما سيخلفه الاحتلال الاميركي ، وهي ارادت وتعمدت ان تترك خلفها حكومة هشة لتكون عرضة للانهيار ، وهذا ايضا كلاو من كلاوات اميركا . عبد الله السكوتي
#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حيل هيا جرعه نيا
-
نعّلوا الكحيله الخنفسانه شالت رجلها
-
متلازمه من الباب للمحراب
-
حكاية الصقر والديك
-
من فاته اللحم لم يفته المرق
-
لاتكول انهزم كوك
-
امام المايشور ايسمونه ابو الخرك
-
قضيه يامشاهده
-
كوم الله وكومين الطالب ، وكوم الله ايطالب بي طالب
-
بنو ساسان
-
(عرب وين ، طنبوره وين )
-
ثرثرة فوق دجلة
-
الكويت وقاعدة طبع البالبدن مايغيره الا الجفن
-
طير النجر ينصاد من منكاره
-
احصان الشيخ
-
مطلب جماهير النصر ، احبال للطبكه تجر
-
ناب الافعى وصوت العندليب
-
صندوك الولايات
-
الياكل العصي مو مثل اليعدها
-
هالكرسي العندك من ذوله
المزيد.....
-
نتنياهو يرد على بايدن بشأن تعليق إرسال الأسلحة إلى إسرائيل:
...
-
انتعاش النازية في أوكرانيا وانتشار جذورها في دول غربية
-
شركات عالمية تتوجه نحو منع -النقاشات السياسية- في العمل
-
بالفيديو.. طالبة توبخ رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شف
...
-
بعد إجراءات تأديبية مثيرة للجدل بحق طلاب مؤيدين لفلسطين.. رئ
...
-
بيستوريوس: روسيا ستظل أخطر تهديد للأمن الأوروبي
-
البنتاغون يعلق على إعلان روسيا إطلاق مناورات باستخدام الأسلح
...
-
فوائد وأضرار نبات الخزامى
-
الألعاب النارية احتفالا بعيد النصر
-
ميقاتي يبحث مع هنية آخر التطورات والمستجدات السياسية والميدا
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|