أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - حكاية الصقر والديك














المزيد.....

حكاية الصقر والديك


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 3490 - 2011 / 9 / 18 - 01:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هواء في شبك
( حكاية الصقر والديك )
استقبلته في المطار ، وبعد عناق طويل ، والاسئلة التقليدية ، مهد لهجومه على ما اكتب ، فقال بنبرة عتاب ، لماذا هكذا تكتبون عن الحكومة ؟ لماذا لايسلط الاعلام الضوء على منجزات الحكومة الامنية وغيرها ؟ وهل تعتقدون ان هذا الاسلوب سيعطي نتيجة ، فانتم تصادرون جميع ماقامت به الحكومة ، وتشوهون صورتها امام العالم ، وهذا كله ليس بصالح احد ، المطلوب الان اعلام مساند للحكومة ، لانها تمر في مرحلة حرجة ، خصوصا بعد ان اصبح رحيل القوات الاميركية حقيقة واقعة ، وانتم في هذا تضعون الزيت على النار ، وكلكم يعرف القاعدة وهجماتها ، من تريدون ؟ كل الوجوه متشابهة ، وبالتالي فجميع الموجودين هم يتشابهون في كل شيء ، من اين تأتون بسياسيين ، هل هذا يخضع ايضا لعملية استيراد ؟ هذا هو صديقي الذي جاء من لندن لزيارة العراق والعودة ثانية الى بلد الضباب ، استوعبته لبعض الوقت ، وابتسمت في وجهه ، لكنني سألته بعدها ، فقلت له : اسمعت بحكاية الصقر والديك ، فقال كلا ، قلت : اصغ اذن ، يحكى ان صقرا لام ديكا فقال له : ما لك تجازي الاحسان بالاساءة ، البيت الذي انت فيه يطعمك ويسقيك ويأويك ، وانت تقفز من سطح الى آخر محاولا ازعاج من يقوم على تربيتك وايوائك ، وانا يعصبون عينيّ ويطلقونني خلف الطريدة ، فأعود بالطريدة كاملة وانا جائع ، لانني وفي لمن يطعمني ويأويني ، فقال له الديك : انت معذور في كلامك ياصديقي الصقر ، فانت لم تر ابناء جلدتك يحشرون كل عشرة في شيش واحد ويدخلون الى الفرن للشواء ، لم ينبس صديقي ببنة شفة وكأنه فهم ماكنت اريد ان اقول ، جبنا شوارع بغداد وهو صامت والوجوم يلفه ، والحسرة بادية على محياه ، يطلق الزفرات كلما مررنا بمنطقة متسخة ، وينزعج من الاماكن المظلمة التي تجتازها السيارة بهدوء ، ويتذمر من منظر الكلاب السائبة والقطط التي تتجمع قرب تلال النفايات ، حاولت ان اوصل اليه الصورة كاملة فقلت له : ماترى هيّن لما سترى في الغد او بعد غد ، فانت لم تجرب كيف ان قلبك يتخلى عن ضلوعه حين تمشي بهدوء فيهز بدنك انفجار عنيف ، لتتوالى بعده اطلاقات الفوضى ، ومن ثم ترى الايدي والارجل مرمية على قارعة الطريق ، وانت تبحث عن مهرب ، لم ارد ازعاجه اكثر فقلت له : سترى بعينك وستعذرني عما اكتب ، نحن نعيش خارج حدود الانسانية ، اصبحت صورة الاطفال المشردين بلا ام ولا اب لاتثير احدا فينا ، ومناظر الدماء المختلطة بماء سيارات اطفاء الحرائق لاتحيلنا الى عدم الشهية لتناول الطعام ، اما الرؤوس المقطوعة فمنظر مألوف ، حتى اطفالنا الاسوياء يلعبون بالاسلحة فهي اللعبة المفضلة لديهم ، انهم يعرفون جميع انواع الاسلحة ، الديكم مثل هذا هناك في لندن ؟ لقد اصبحت اوقاتنا لاتخلو من البكاء لاننا نفقد الاعزاء باستمرار وبحسب خطة مرسومة لنا ، لقد ودعنا الكثيرين فنشفت دموعنا وتحجرت عيوننا ، ولذا صار الموت صديقا لنا لانستغرب دخوله اية لحظة ، ومن ثم هناك فاجعة اخرى هي اننا ، ماعدنا نستطيع التمييز بين العدو والصديق لان الجميع يتكلمون بلسان عربي فصيح ، وآخر ماقصم ظهورنا حادثة النخيب حيث قتل اكثر من 22 شابا وفقد آخرون ، والذي يقض مضجعنا اكثر تداعيات هذه الحادثة المؤلمة ، حيث ان هنالك اطرافا تريد استغلال مثل هذه الحوادث للتصعيد وبالتالي تنفيذ اجندات هي قد قررت تنفيذها ، وتأتي هذه الاحداث بما تشتهي السفن ، فهناك خيوط الفيدراليات تلقي بظلالها على تصرفات جميع المحافظات ، والبعض يحاول ايجاد فرصة مناسبة لطرح الموضوع من جديد ، وخير مايجدون قضايا كقضية النخيب لكي يتبادلون الاتهامات وبعدها تكون المطالبة مشروعة ، افهمت ياصديقي قمة المأساة التي نحياها ، اسمعت بآلاف الابرياء في السجون وبين آونة واخرى يصار الى قرار اطلاق صراح الموقوفين والابرياء ، يأتي بنص القرار ، اطلاق صراح من لم تثبت ادانتهم ، اعندكم مثل هذا في لندن ، يزجون بالناس في السجون ويعلمون انهم ابرياء بدليل نص القرار الذي يتخذون ، ولااريد ان اذكر لك كم من اللصوص والمفسدين في العراق ، لقد تسرب هذا الداء الخطير الى جميع مفاصل المجتمع ، ولم نعد نستطيع التفريق بين اللص والانسان الشريف ، لان الفساد وصل الى القمة بعد ان ابتدأ من القاعدة ، ورحم الله ذاك الذي اشتم السمكة من ذنبها فقال له البائع ، رؤية الضرر والرائحة غير الجيدة في الرأس ، فقال له : انا اعلم ان الرأس ( خايس ) لكنني اريد ان ارى هل وصل هذا الامر الى الذنب ، عذرني صاحبي وقال :
( الصقر قد لام ديكا فقال انت تجادل
فردد الديك دعني فتلك نار المناقل )
عبد الله السكوتي



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من فاته اللحم لم يفته المرق
- لاتكول انهزم كوك
- امام المايشور ايسمونه ابو الخرك
- قضيه يامشاهده
- كوم الله وكومين الطالب ، وكوم الله ايطالب بي طالب
- بنو ساسان
- (عرب وين ، طنبوره وين )
- ثرثرة فوق دجلة
- الكويت وقاعدة طبع البالبدن مايغيره الا الجفن
- طير النجر ينصاد من منكاره
- احصان الشيخ
- مطلب جماهير النصر ، احبال للطبكه تجر
- ناب الافعى وصوت العندليب
- صندوك الولايات
- الياكل العصي مو مثل اليعدها
- هالكرسي العندك من ذوله
- ذاكرة العراق المشروخة
- رحم الله جمعه افندي
- هذا واحد من الاربعين
- الكاع وثورة تموز 58


المزيد.....




- جامعة هارفارد الأمريكية تتحدى ترامب!
- ما نعرفه - وما لا نعرفه - عن البرنامج النووي الإيراني
- خرق أمني في أكبر قاعدة جوية بريطانية على يد نشطاء مؤيدين لفل ...
- جول فيرن.. من رواد أدب الخيال العلمي
- نتنياهو يقول إنه الآن يغير وجه العالم.. هل غيرت الصواريخ الإ ...
- مظاهرات تعم المدن الإيرانية تنديدا بالهجمات الإسرائيلية ودعم ...
- السلفادور.. قبضة الرئيس نجيب بوكيلة -الحديدية-
- قطاع غزة: مقتل 43 فلسطينيا بنيران القوات الإسرائيلية معظمهم ...
- الدويري يرجح دخول أميركا بثقلها في حرب إسرائيل وإيران
- صحيفة أميركية: إسرائيل قد تسارع لإنهاء الحرب على إيران لهذا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - حكاية الصقر والديك