أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عمار ديوب - المشروع الأمريكي في نهر البارد















المزيد.....

المشروع الأمريكي في نهر البارد


عمار ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 1940 - 2007 / 6 / 8 - 12:14
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ما يحدث في نهر البارد ، يصنفها المناوؤن للنظام السوري – الحلفاء السابقون – أنها حرب ضد جماعة فتح الإسلام المدعومة من سوريا ، لإشعال الفوضى في لبنان وإيقاف قرارات المحكمة الدولية . ويصنفها المناوؤن لجماعة 14 آذار على أنها مدعومة من 14 آذار نفسها ، ولكن وبانكشاف بعض أوراق علاقتها بها وضرورة حسم إنشاء المحكمة - وهو ما حدث مع بداية الأحداث- كان لا بد من الحسم العسكري ، وقد اتفقت الحكومة اللبنانية والفلسطينية على أمر تصفية هذه الجماعة استجابة لرغبة الدولة الأمريكية وبإشراف أمني وبمساعدة عسكرية مباشرة منها، وكل ذلك إظهاراً لهشاشة الوضع اللبناني وضرورة التدخل الأمريكي المباشر، الذي يتمثل اليوم بدبلوماسية ناشطة وبمساعدات أمنية وعسكرية وقد يترجم لاحقاً بقوات إضافية بين سوريا ولبنان أو بقاعدة عسكرية ؟!..
ظاهر الأمر ، هو هذا الأمر القاتل لسكان نهر البارد ، وبغض النظر عن تطورات الأوضاع والاتهامات السابقة ، والتي كلها احتمالات مفتوحة ممكنة . تبقى المشكلة أعمق من ظاهرها ، عمق المشكلة يتحدد في فشل المشروع الأمريكي في العراق ومحاولة الاستفادة من الأوضاع الفلسطينية المتأزمة في لبنان وإغراق المنطقة بأكملها في الفوضى ؛ هذه الأوضاع التي تتمثل بمختلف أنواع الهوان والظلم وأخيراً القتل ، والذي ليس من اختصاص الحكومة اللبنانية حلها على ما يبدو . وهذا الأمر بالضبط هو ما جعل سكان المخيمات موضوع قتل بارد سواء من جماعة السلطة اللبنانية أو من جماعة فتح الإسلام..
الحرب الدائرة الآن والتي تخوضها أمريكا ضد الإرهاب العالمي والدول المارقة والمخالفين لها ، هي التي تجدد الإرهاب عالمياً وتعطيه روحاً بعد روح . حيث كلما سعت أمريكا لمرادها كلما تطور ذلك الإرهاب ، وهي تستخدمه بالضرورة كما قيل عبر نقله(تنظيم القاعدة) إلى العراق لمقاتلته ولكن السبب الفعلي من أجل تدمير وحدة العراق ونهب خيراته ؛ ففي طريق القضاء عليه تحاول أمريكا القضاء على الدول وعلى مصالح المستفيدين منها ، وتشرعن للدولة الإسرائيلية وتدعمها بصفة خاصة كما تدعم الموالين لها ..
هذه الطريقة العسكرية التي هي عولمة أمريكية تحت إطلاق الرصاص تستدعى من الباحثين التدقيق في ظاهرة الإرهاب العالمي والعربي ، والتي لا يتعدى كونها ظاهرة أمريكية بامتياز ، لا تعدم بعض الفتاوى الدينية التي تُستعاد بعد أن صفّت أمريكا وأنظمة العرب التابعة القوى العلمانية والحداثية عبر السيرورة التاريخية ..
في حالة فتح الإسلام يشار لدور أمريكي في لبنان لتخريبه ويشار لدور سعودي وكذلك للنظام السوري وحتى النظام الأردني الخائف جداً على السنّة ويحارب بذات الحرص الهلال الخصيب ويرشح البعض دور للسيد سعد الحريري، ولكلٍ في ذلك مصلحته الخاصة..
الديمومة الفعلية من جراء كل ذلك هي تحقيق مصالح هذه السلطات على اختلافها وكذلك تحقيق مصلحة الامبريالية الأمريكية ضد الامبرياليات العالمية الأخرى ..
في لبنان ، تورِّط السلطة ، الجيش اللبناني في تقتيل الفلسطينيين بحجة فتح الإسلام ودون حساب لاندلاع تحركات في المخيمات قد تدمر الوضع اللبناني برمته ، ويتم تقتيل الجيش اللبناني بحجة محاربة الإرهاب ، ولكن السبب الفعلي بهذا الخصوص من أجل أن يكون جيشاً موالياً وليس جيشاً حيادياً ، خاصةً بعد أن أظهر في الأعوام السابقة أنه لا يستأثر لجماعة السياسيين الفاشلين المتمثلين في 14 آذار و8 آذار بل يريد أن يكون جيش من أجل الدولة اللبنانية وليس جيش السلطة فيها..
لبنان الآن كما أشار بعض الصحفيين الهامين ، دولة تغزوها جماعات التطرف ، أي أنها دولة اللا دولة حيث الزعامات الطائفية والتدخلات الخارجية والدولية والإقليمية تلعب لعبتها القاتلة في هذه الدولة الهشة وربما تستخدم هذه الجماعات..
السلطة التي لا تثق بالجيش وإنما بأحزابها الطائفية المشكِلة لها لا ترضى بحياد الجيش ، ولأنه حيادي لا بد من تدميره وتلقينه درساً لن ينساه ، وأن ينخرط ضمن مشاريع السلطة ، و إن لم يستجب ، لا بد من التقليل من قيمته ودوره وإفشاله . وبتحقق ذلك تُستدعى المليشيات الطائفية التي تتهيأ جيداً لتأخذ دورها بدون رتوش الاستقلال والسيادة وهو ما يعمل له الكثيرين في لبنان ، وفي هذا خطر عظيم على مستقبل لبنان..
المخيمات التي لا ناقة لها ولا جمل ، الممنوع عن أفرادها ممارسة حقوقهم المدنية ، المبتلية بانعدام تحصيل حق العودة رغم قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي الضامنة لهذا الحق وعدم تنفيذها من قبلها ، بسبب قوة إسرائيل وتبعية الأنظمة العربية ، التي لا تفعل إلا تفعيل مبادرات الاستسلام لإرضاء إسرائيل المفجوعة بهزيمتها ، هي من يتحمل وزر رداءة السياسة في لبنان..
لا حل مع جماعات التكفير دون حل مشكلات واقع التكفير التي هي هي مشكلات واقع الرأسمالية العالمية ، الذي يخلق خلايا إرهابية في كل أنحاء العالم ، وهو ما يستدعي حل تلك المشكلات ..
ولكن ولأن السياسة البرجوازية تابعة للمصالح الضيقة والأنانية ، فإن ما نراه من حلٍ في لبنان الذي هو تدمير المخيم هو الحل السياسي للسلطة ، وهو الحل الأمريكي نفسه لمشكلة الإرهاب وكأنه بلا جذور( الشراكة الأمريكية مع الأنظمة التابعة في مواجهة المد القومي والشيوعي السابق) تستدعيه . هذا الحل جُرب في أفغانستان وفشل وجُرب في الصومال وسيفشل وجُرب في العراق وفشل ومع ذلك ينقل للبنان ، وبالتالي وبعد هذا الفشل فهو ليس حلاً ولا بد من حل غير أمريكي..
الدور الأمريكي هو الذي يعيد تشكيل المنطقة عبر تأزيمها المتلاحق وهو يستهدف في لبنان عبر فتح الانتفاضة مقاومة حزب الله ؛ وتصفية الأخير هي بوابة ذلك الاستهداف ..
سوريا وإيران لها دور ما في لبنان ولن يُعدما من محاولة تعزيز نفوذهما حفاظاً على مصالحهما وعلى سلطتهما المستهدفة بدورها من المشروع الأمريكي. ولكن وفقط بسبب عنف المشروع الأمريكي وعنف أزمته في العراق وكذلك بفعل أزمة إسرائيل بعد فشلها في لبنان..
محاولة المشروع الأمريكي عبر الدولة الصهيونية ضد مقاومة لبنان فشلت في صيف 2006 وكان لحزب الله دوراً أساسياً في إفشالها مع بقية القوى الوطنية ومع قوى سياسية متعددة. إسرائيل وأمريكا ، لن يغفروا ذلك ، وسيعيدون الكرة من جديد على خلفية الانقسام السياسي اللبناني ومن هنا خطر فتح الإسلام وخطر المجموعات التكفيرية الشبيهة بها ..
قد تنتهي مشكلة نهر البارد ، كما انتهت المحاكم الإسلامية في الصومال أو طالبان في أفغانستان ولكن مشكلات أخرى ستندلع في أماكن أخرى في لبنان ، وهو ما حصل في مخيم عين الحلوة وقد يتكرر في أماكن لبنانية وليس فقط في الأماكن الفلسطينية في لبنان ، وذلك لان أسلوب حل المشكلات هو أسلوب إعادة تأزيمها وارتباط ذلك الحل بالمشروع الأمريكي دليل أكيد وضمانة مثلى لتكرار ما يحدث..
لذلك لا بد من إعادة صياغة السياسة من جديد في لبنان ، وتشكيل قوى لا ترتهن لمصالح المافيات الرأسمالية ولا للأحزاب الطائفية تعمل على إنصاف أهالي نهر البارد وجميع الفلسطينيين في لبنان مع احتفاظهم بحق العودة وعدم التوطين في لبنان وبالتالي تغيير شروط الفقر والعوز والعمل وهذا لن يكون ممكناً إلا بتغيير اللاعبين الأساسيين في السلطة اللبنانية وتشكيل دولة لبنانية ديمقراطية وعلمانية..
هذه الدولة هي بالضرورة دولة لا تشبه دولة اللادولة الحالية وستكون ضد الشرط الأمريكي بالأساس وحلفائه وضد الطائفية والتدخلات الإقليمية وتحل مشكلات الفلسطينيين في لبنان إلى حين تنفيذ حق العودة لديارهم في فلسطين . بذلك يمكن أن يكون للبنان مستقبل ما. بغير ذلك لن نُعدم رؤية الجثث تتطاير في كل مكان ولن نعدم متابعة المقابلات الصحفية لمجرمين يتلبسون ثياب السياسيين . ..



#عمار_ديوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب ما بعد الحداثة
- في الدولة العلمانية الديموقراطية
- نقد بيان ووثيقة تجمع اليسار الماركسي في سوريا
- انتخابات تحالف الجبهة والمال والعشيرة
- القرارات الليبرالية قرارات مميتة
- القومية، العلمانية، الديمقراطية
- قراءة في كتاب ما الماركسية، تفكيك العقل الأحادي
- القطري والقومي ومشكلة الهوية السورية
- المرأة في زمن العولمة
- الهيمنة البديلة للهيمنة الامبريالية
- قراءة في كتاب الماركسية والديمقراطية
- قراءة في فن الحب وطبيعته
- قراءة في التنمية المستدامة
- إستراتيجية الحرب وإستراتيجية التقدم
- ديمقراطية ممكنة ، وديمقراطيات بدون ديمقراطية
- أمريكا وصدام والاقتتال الطائفي
- الشرط الامبريالي وتشكّل الدولة اللبنانية
- بعض مشكلات سوريا في رأس السنة الجديدة
- الأزمة الهيكلية للرأسمالية وبدايات صعود الليبرالية الجديدة
- اليسار الإصلاحي ، المقاومة المعرِقلة ، اليسار الثوري ، هزيمة ...


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عمار ديوب - المشروع الأمريكي في نهر البارد