أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار ديوب - القطري والقومي ومشكلة الهوية السورية














المزيد.....

القطري والقومي ومشكلة الهوية السورية


عمار ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 1861 - 2007 / 3 / 21 - 12:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعتبر الانشغال بمستقبل الشعب السوري ، القضية الأولى عند المثقفين العضويين ، الحلول التي تقدم ، تميل بمعظمها نحو الانكفاء عما هو قومي والإشادة بما هو قطري وتعظيمه وتبجيله . والقطري هنا هو القطري الديمقراطي وهو بوابة التطلع نحو القومي ونحو العالم..
هذا الرأي لا يخفي ، خوفه من الهيمنة الأمريكية والعولمة خاصة بعد تجربتها الديمقراطية في العراق ونقل العراق نحو الدرجة الأولى من سلم التطور؟ ويعتبر نتيجة ذلك أن (الهيمنة) تمنع القطري المدعم بشروط (داخلية) من فرض شروطه في العلاقة مع الخارج الامبريالي ، خوفه هذا عدا عن المشار إليه مرتبط بإحباط حاد وقرف من ديكتاتورية النظام وعمومية الفساد وهو ما يجعله يرى كل تفكير بالقومي وكأنه صورة مكررة عن الإيديولوجية القومية ولا سيما البعثية التي طالما أرهقت الخليقة بدعاويها القومية..
لذلك يرى أن القطري أولاً ، وهو لا يسميه كذلك ، بل يسميه سوريا الديمقراطية. ويعتبر التفكير به بأنه تفكير بالكل السوري ولا بد من الارتباك بدولته فقط ، باعتبارها – المفترض بها – حامية حقوق الجميع..
الارتباط بالدولة القطرية شأن هام ولكنه لا يُبنى على تصورات فوق واقعية ؛ وهو إما أن يكون قسرياً استبدادياً وإما أن يكون تحقيقاً لمصالح الجماعات البشرية . وقد حضر الشرط الأول وكان ثقيلاً بنتائجه وأزماته ووصل إلى نهايته. وحضور الشرط الثاني لا يستند لمشروع سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي( إذا تجاهنا الدعوات الليبرالية باعتبارها نافلة الأهمية وفق التجربة اللاتينية). علماً أن الشرط الأول كان لديه مشروع هو مشروع الطبقة الوسطى والاندراج في ثنائية القطبية و الاستفادة من القطبيين العالميين . وأما الشرط الثاني فهو شرط بلا مشروع ، ولذلك لا يكفي القول بضرورة أن تكون سوريا ديمقراطية ، وكأننا بذلك نفك سر التقدم أو سر الحداثة ونتجاوز آفات ما قبل الحداثة من طائفية وعشائرية ومناطقية وجهوية .
سر قوة الشرط الأول الإيديولوجية القومية ومشكلات المسألة القومية ومناهضة الاستعمار( وبعض الإصلاحات) أي طرح ما هو فوق قطري ، وسر توسع مشاريع الخمسينيات هي أنها مشاريع ، ولو بالمعنى الإيديولوجي ، مشاريع تحمل مستقبل آمن في عالم غير إمبريالي . وأما الشرط الثاني ، فإنه ملتبس بكل أطروحاته ولا يثبت حضوره دعواته الديمقراطية المتكرر أو البكاء على أطلال الخمسينيات ، التي كثيراً ما تتلاقى والدعوات الامبريالية .
مهمة المثقفين ، تتجاوز البعد السطحي لرؤية المشكلة ، مشكلة تقدم الشعب السوري التي هي مرتبطة بمشاريع تتلمس الواقع ولا تندرج في إيديولوجيات السلطة التي تسيطر على الحقل الإيديولوجي العام للكل السوري .
ولهذا تلمس الواقع بعمقه هو تلمسه بكل مستوياته وطرح مشاريع تتجاوزه ولكنها لا تتفارق عن التحديات التي تواجهه ولا تندرج فيها . وبالتالي المشروع الممكن ، والقادر على تلمس التطور هو المشروع القادر على مواجهة المشروع الذي يعيد إنتاج المنطقة بكليتها وتندرج الأنظمة العربية في هذا الإطار، أي الهيمنة الأمريكية العولمية.
هذا يعني أنه لا بد من العودة والتفكير الجاد بالمسألة القومية وليس بالمعنى اللغوي أو العروبي العام وبدور الدولة العربية الديمقراطية أو إتحاد الدول العربية وطرح علمانية الدولة وبالدور المركزي للطبقات الكادحة والعمل على هذا المفاهيم بعيداً عن المساومات مع قوى الأمر الواقع التي هي الوجه الأخر للنظام السوري...
لذلك وطنية أي مشروع ديمقراطي هي الأساس ، وقومية أي مشروع ووطني هي الأساس أيضاً وماركسية أي مشروع قومي أصبحت حياة أو موت..
هذا النمط من التفكير يمكن أن يقي المجتمع من الاستمرار بالتفكك . العمل عليه ، والحوار فيه، هو بوابة الخروج من المأتم. تجاهله وتحميله أزمات الماضي وكأنه هو هو الماضي هي حالة إحباط غير مبررة وبدرجة ما نزق طفولي من واقع شديد العبثية..
العقل النقدي هو القادر على تفكيك الماضي بكل مآلاته والحاضر بكل مشكلاته وإنتاج تركيب جديد يكون قادراً على الخروج من الأزمات الداخلية والخارجية ووضع الشعب السوري في إطار الزمن الفعلي لا الزمن المفترض..



#عمار_ديوب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة في زمن العولمة
- الهيمنة البديلة للهيمنة الامبريالية
- قراءة في كتاب الماركسية والديمقراطية
- قراءة في فن الحب وطبيعته
- قراءة في التنمية المستدامة
- إستراتيجية الحرب وإستراتيجية التقدم
- ديمقراطية ممكنة ، وديمقراطيات بدون ديمقراطية
- أمريكا وصدام والاقتتال الطائفي
- الشرط الامبريالي وتشكّل الدولة اللبنانية
- بعض مشكلات سوريا في رأس السنة الجديدة
- الأزمة الهيكلية للرأسمالية وبدايات صعود الليبرالية الجديدة
- اليسار الإصلاحي ، المقاومة المعرِقلة ، اليسار الثوري ، هزيمة ...
- الحركات الاجتماعية وعلاقتها بإشكالية الديمقراطية
- دولتين ام دولة ديمقراطية علمانية واحدة
- العولمة والامبريالية
- سياسية التمويل مصالح وأخطار
- أهمية نداء القوى والشخصيات الماركسية في الوطن العربي
- مشكلات وأدوار المنظمات الأهلية
- سقوط التسوية في زمن المقاومة والديمقراطية
- علاقة الهيمنة الأمريكية بأزمة المعارضة العربية


المزيد.....




- ارتطمت ثم انفجرت.. لحظة اصطدام طائرة روسية بدون طيار بمبنى س ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لقصفه أهدافا إيرانية
- مصدر في قوات الأمن الإيرانية: إسرائيل سترى قريبا ورقة طهران ...
- ترامب: -على الجميع إخلاء طهران-
- ما الذي يجعل منشأة فوردو النووية في إيران عصية على الهجمات ا ...
- حرب إسرائيل وإيران.. هل أسقطت إيران طائرات -إف 35- إسرائيلية ...
- هل تشي تغريدات ترامب وتصريحاته بهجوم أمريكي وشيك على إيران؟ ...
- شركة -رافائيل- الإسرائيلية تهدد برفع دعوى ضد فرنسا بعد إغلاق ...
- قمعٌ وضربٌ واعتقالاتٌ وترحيل: الأمن المصري يحتجز نشطاء في -ا ...
- تقرير: مستوى مقلق جديد للحوادث المعادية للمسلمين في ألمانيا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار ديوب - القطري والقومي ومشكلة الهوية السورية