أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عمار ديوب - الشرط الامبريالي وتشكّل الدولة اللبنانية














المزيد.....

الشرط الامبريالي وتشكّل الدولة اللبنانية


عمار ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 1782 - 2007 / 1 / 1 - 09:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لم تكن الدولة اللبنانية يوماً دولة جميع المواطنين ، كما هو حال الدول العربية ، وإن تباينت في أشكالها ، فهي تاريخياً دولة الطائفية السياسية " الزعامات السياسية" التي بصيرورتها على هذا النحو تعيد تجديد البنية الاجتماعية القديمة ، ببنية اجتماعية طوائفية . وبالتالي تخلق عقبة كأداء دائمة أمام أي تغيير وطني ديمقراطي ..
هذه الدولة لم تتكون بشكلها التاريخي كنتاج لشرط إمبريالي عالمي فقط ، أو نتيجة تأثيرات هذا الشرط ، بل تكونت بإشراف إمبريالي مباشر ، اعتمد على نظام الملل العثماني سابقاً ، وأعيد إنتاجه بإرساء دستور عام 1923 الطائفي ، وذلك عبر تقسيم السلطات طائفياً ، فالسلطات الطائفية آمنت بصورة ما ، وجود حريات عامة لجميع أفراد الطوائف ، بما لا يتجاوز الطائفية السياسية ، ورغم استفادت القوى العلمانية والماركسية والقومية من هذه الأجواء وحسمها لأكثر من معركة ضد القوى الطائفية ، فإن هذه الطائفية _ الشكل السياسي للبرجوازية اللبنانية – كانت دائماً تستعيد نفوذها عبر الاستعانة بالقوى الإقليمية أو الامبريالية بما يُبقي المجتمع اللبناني مجتمعاً مفتتاً هامشياً وطائفياً بالضرورة ..
وبما يكرس واقع التبعية للامبرياليات العالمية وتخليّد إسرائيل في المنطقة العربية بالترابط مع تجزئتها وتخلفها ..
هذا الأمر حدث في لبنان أكثر من مرة ، ومنها دخول الجيش السوري إلى لبنان في أواخر السبعينيات والذي كان بطلب من القوى الطائفية وبتوكيل أمريكي فرنسي إقليمي ، هذا فضلاً عن تدخلات إسرائيل المستمرة والتي لم تسمح أبداً بتشكل دولة لبنانية لجميع المواطنين ، وهنا نرصد التلاقي بين طائفية الدولة اللبنانية وكونها مشروع حرب أهلية دائمة وبين استباحة إسرائيل لها بصورة مستمرة عبر اقتطاع أجزاء من لبنان أو خرقها لأجوائه بصورة متكررة ....
لهذا لا يمكن القول أن عدم إرسال الجيش اللبناني كان بسبب وجود المقاومة ، بل بسبب عدم تشكل دولة لبنانية جامعة لأسباب عديدة ومنها الطائفية السياسية...
الشرط اللبناني الجديد ، شرط مثقل بالتأزمات ،وأخطر ما فيه ، استعانة السلطة الحاكمة بالمذهبية الدينية ، ومحاولة البقاء بالحكم بأية طريقة كانت ، بالمقابل استنزاف المعارضة التي بدت وطنية أكثر من اللازم كي تعود إلى حظيرة الطائفية وفق الشرط الأمريكي ، فبالخضوع له يتم التوافق وبالوقوف ضده تتم الحرب الأهلية ؟!!
الشرط الأمريكي ، المتأزم في العراق ، والخاسر في الحرب ضد لبنان في تموز وآب ، هو الذي صعّد التأزمات اللبنانية ، حيث أن بروز حزب الله كحزب وطني وقوة عسكرية مقاتلة ومجهزة لحرب طويلة إستراتيجية ضد الشرط الأمريكي الصهيوني الاستراتيجي لا يخدم أبداً تغيير الوضع الإقليمي وفق الشرط المذكور ، ولذلك كانت المحكمة الدولية ولذلك كان الاستعجال بها ولذلك كانت الاتهامات المجانية بتبعية حزب الله للمحور السوري الإيراني .....
الخطر الآن ، من أن نجاح الشرط الأمريكي بالتحقق ، يتم عبر تأجيج الفوضى الخلاقة ، وبحدوث ذلك ستكون لبنان في أخطر مراحلها ، فلا سوريا ستصمد ولا إسرائيل كذلك وقد تتدخل أمريكيا وإسرائيل عبر قوات اليونيفيل ، أو عبر قواتها المباشرة ، وبالتالي ستكون حرب طويلة ضد المقاومة وتحالفاتها ...
الخاسر الأكبر، هو الفئات الشعبية الفقيرة المنساقة وراء الطائفية السياسية اللبنانية والمقاومة اللبنانية ...
الرابح الأكبر ، لا شك ستكون أمريكا وإسرائيل ، وبالتالي ما خسرته في حربها التموزية على لبنان وما تخسره في العراق ستعوض عنه في لبنان ،إن استطاعت تخليق الفوضى حرباً أهليةً..
لهذا فإن المقاومة مع تحالفاتها معنية بالخروج من حالتها الطائفية ، وتبني برنامج وطني للتغيير الديمقراطي ، بما يسمح بتجاوز الطائفية السياسية وسياسات المحاور ، وبطرح العلمنة بمعناها الشامل ، وفصل الدين عن السياسة والدولة ، وتشكيل الدولة المقاومة ..
الدولة الآن في لبنان كما في الأمس غير موجودة ، بل هي هياكل دولة ، تتوزعها طائفية سياسية تتحاصص عليها وعلى الشعب اللبناني ...
التأزم الأخير ، يفترض حل حقيقي يبدأ من الإقرار بعدم وجود دولة فعلية في لبنان ، والاتفاق على ضرورة التخلص من الطائفية السياسية ، وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة ، والتوقف عن التوتر المذهبي ، ورفض أية سياسات تابعة لمحاور دولية أو إقليمية ووضع إستراتيجية وطنية لحل المشكلات العالقة ...
أخير نرى أن برنامج التغيير الوطني من أجل لبنان المستقبلي كدولة مواطنية لجميع أفرادها يبدأ كما أشار الأستاذ سماح إدريس في افتتاحيته لمجلة الآداب*من : رفع مطلب العلمنة الشاملة ، ومحاسبة الفاسدين من أي جهة أتوا ، ورفض الوصايات الإقليمية والدولية جميعها ، وتطوير أوضاع الجامعة اللبنانية والتعليم الرسمي ، ودعم الإسكان الشعبي وجعل لبنان دائرة انتخابية واحدة مع اعتماد التمثيل النسبي ، وبالضرورة حماية سلاح المقاومة وتطويره كسلاح لجبهة قوى وطنية على كامل الساحة اللبنانية ولجميع الأحزاب المتبنية للمقاومة ، والتهيؤ لمعركة قادمة تعد لها إسرائيل وأمريكا والأنظمة العربية التابعة ...
* راجع مقالة سماح إدريس الافتتاحية ، ما بدنا نعيش ، العدد 10-11-12 -2006....
ملاحظة: يتضمن عدد الآداب ملف هام عن الطائفية ، وهو على حلقتين صدر العدد المشار إليه وسيصدر العدد اللاحق ويتضمن العددين مقالات لبعض أهم الكتاب في العالم العربي



#عمار_ديوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض مشكلات سوريا في رأس السنة الجديدة
- الأزمة الهيكلية للرأسمالية وبدايات صعود الليبرالية الجديدة
- اليسار الإصلاحي ، المقاومة المعرِقلة ، اليسار الثوري ، هزيمة ...
- الحركات الاجتماعية وعلاقتها بإشكالية الديمقراطية
- دولتين ام دولة ديمقراطية علمانية واحدة
- العولمة والامبريالية
- سياسية التمويل مصالح وأخطار
- أهمية نداء القوى والشخصيات الماركسية في الوطن العربي
- مشكلات وأدوار المنظمات الأهلية
- سقوط التسوية في زمن المقاومة والديمقراطية
- علاقة الهيمنة الأمريكية بأزمة المعارضة العربية
- استبدادية الأنظمة وديمقراطية الشعوب
- الحرب الأمريكية على لبنان
- علاقة الحرب بالطائفية
- المقاومة الوطنية مقابل الاحتلال الإسرائيلي
- مشكلة التداخل بين الأحزاب السياسية ومنظمات حقوق الإنسان في س ...
- العلمانية جزء من مشروع ديمقراطي علماني قومي
- بوش قاطع طريق
- أية خطوة تاريخية كبرى
- الانفلات الأمني وضرورة الديمقراطية التشاركية


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عمار ديوب - الشرط الامبريالي وتشكّل الدولة اللبنانية