أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عمار ديوب - علاقة الحرب بالطائفية















المزيد.....

علاقة الحرب بالطائفية


عمار ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 1636 - 2006 / 8 / 8 - 12:37
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


إن السياسة تكثيف لمصالح اقتصادية وسياسية وثقافية محددة والحرب تكثيف للسياسة وأما الموقف من الحرب فهو يعكس طبيعة المصالح التي تتصارع من أجلها الفئات الاجتماعية. والحرب بآلياتها وتعقيداته تخلق واقعاً جديداً يغير ويبدل من المفاهيم والعادات والثقافات والمواقع فتتزعزع القناعات والرؤى الأيديولوجية والسياسية مما يبدد الاستقرار السلطوي وقد يؤدي إلى زعزعته كليةً وتغيير السلطة ذاتها وتكوين الدول كذلك.
الاستقرار السلطوي في سوريا سوّد مفاهيم الفرد الشخصية والأنانية والفساد والنهب والرشوة والغش وأما الأزمات القومية والسورية فتزعزع هذه المفاهيم وتحل مكانها مفاهيم التكامل والمساعدة والتظاهر والتبرع والاندفاع والعمل الجماعي والحب والمساواة وهو ما يؤكد أن ثقافة السلطة أية سلطة تسود وتتعمم ما دام الاستقرار قائماً وتبدأ بالزوال عندما يبدأ الصراع والحرب والاحتلال..
السوريون مع بدأ الحرب راحوا يتلمسون بعدها الأمريكي ويتجاوزن فكرة الذريعة البلهاء التي أراد النظام السعودي والمصري والأردني وجماعة 14 آذار تعميمها بما يتوافق مع السياسة الأمريكية والإسرائيلية فأخذوا يقدمون كافة أنواع المساعدات ،وقد تجاوزا السلطة في هذا الشأن إلا أن خوفها الطبقي من زعزعة وسائل هيمنتها دفعها للإسراع نحو تثبيت هيمنتها من جديد على الأحداث الطارئة ومحاولة الإمساك بالمبادرة في تقديم المساعدات وتسهيل عبور اللاجئين عبر الحدود وعدم ابتزازهم خشية أن تتكون صلات جديدة وعلاقات وقوى تكون قادرة على فرض أفكارها وبرامجها وتساهم في تغيير الواقع السائد نحو عالم أفضل .ولكنها وعلى أرضية ثقل أزماتها وتوجهاتها الليبرالية الجديدة لم تستطع مد هيمنتها الجديدة بشك كامل فأفردت للمنظمات الأهلية الدينية والمدنية الاجتماعية دوراً لم تستطع هي لعبه وفرضته عليها تلك المنظمات بقوة مساهمتها وفاعليتها..
عملت في تقديم المساعدات والإيواء والإغاثة والطبابة والغذاء والمشافي وغيرها كل فعاليات المجتمع الأهلية من منظمات دينية خيرية ومدنية اجتماعية وأحزاب سياسية وناشطو مناهضة العولمة ولجان الحوار الوطني في البلدات والمدن وأثبتت هذه الفعاليات أنها قادرة على الفاعلية وأن المجتمع قادر على تكوين سلطات جديدة مدنية وحديثة والخروج من الأزمات والبيروقراطية والتحكم المركزي وأن الشعوب الثائرة تجترح الحلول والسلطات الاستبدادية تسبب الأزمات..
الهام في هذه الحرب الأمريكية وبعكس المخطط لها إسرائيلياً وأمريكياً – الاقتتال الداخلي- أن الشعب اللبناني تجاوز الاقتتال والطائفية والمناطقية والزعامات العائلية بحدود معينة وأبدى رغبةً في تغيير الشكل السياسي ( الطائفية ) لسيطرة الطبقات الاجتماعية ، وان الشعب السوري – وفق المشار إليه أعلاه - تجاوز الطائفية والمناطقية بدرجة أكبر ، فقد استقبلت العائلات اللبنانية من قبل كل الطوائف ولم تسأل عن هويتها الدينية أو حزبها السياسي ، مما يعني أن الطائفية تتعزز كشكل للنظام السياسي العربي وكأيديولوجيا وكذلك كوعي اجتماعي عندما يسود الاستقرار وتتراجع وتتلاشى أثناء مقاومة الاحتلال الخارجي أو أثناء محاولة الاحتلال الدخول المباشر . وبمعنى أخر إن استقرار النظام العربي كان يعتمد على الطائفية كأداة هيمنة ويستدعي وجودها ويعممه ومع دخول القوات الأمريكية على العراق تراجعت جزئياً ( لاحظ حركة المهدي ضد الاحتلال وضد الزعامة الشيعية المتوافقة مع سلطة الاحتلال) ولكنها مع ترسخ الاحتلال اشتدت الطائفية من جديد مما أشعل الحرب الأهلية والطائفية في العراق وبإشراف سلطات الاحتلال ..

وهذا ما يؤكد أن الاحتلال يستدعي الطائفية وأن الطائفية تسهل عمل الاحتلال وتتحالف معه في بعض أشكالها وبالتالي يصح القول أن الاحتلال والطائفية صنوان لا يفترقا..
لهذا يمكن القول أن استقرار الاحتلال يؤدي إلى بزوغ نجم الطائفية من جديد وتحولها إلى نظام سياسي كامل وبالعكس فإن مصارعة الاحتلال تؤدي إلى البدء بزوال تلك الطائفية ،ولكن غياب القوى اليسارية عن ساحة فعل المقاومة يسمح بتقدم القوى الطائفية وهو ما يلون المقاومة بالطائفية ، وبازدياد غياب القوى اليسارية تزداد الملامح الطائفية وباعتبار الاحتلال يعتمد على القوى الطائفية والعشائرية والقبلية في ترسيخ سلطته ، فالمرجح أن تسود مفاهيم الطائفية وان تندلع الحروب الأهلية والطائفية المدمرة لنسيج المجتمع مما يحول قوات الاحتلال بعرف الأمم المتحدة وكثير من القوى من قوات احتلال إلى قوات صديقة عند القوى الطائفية والقبلية ..
وهذا ما يؤكد صحة التحليل القائل بان مشروع أمريكا الشرق أوسطي هو مشروع سلطات طائفية تابعة مهمتها تقسيم الشعب سياسياً وفق الهويات الدينية والخصوصيات المحلية والاثنية وتدمير أية بوادر نجو مجتمع مدني وحديث وعلماني وتحقيق الهيمنة الشاملة على الوطن العربي...
أما إذا كانت للقوة الطائفية بعد وطني وهو ما لدى حماس أو حزب الله فإن طائفيتها تعيق فاعليتها عن التقدم وإن بدا لوهلة أنه يكفل لها تقدمها ، وقد يكون ذلك ممكناً في شروط سابقة ولكن ومع تغير الشروط وبدء الحرب الأمريكية الشاملة والمفتوحة على الوطن العربي فإن البعد الطائفي للحركات السياسية يصبح بعداً معرقلاً لتقدمها ويطبعها بالانعزال والتقهقر والتراجع وبالتالي وطنية تلك القوى تفترض انفتاحاً على بقية القوى العلمانية بما يؤدي للقيام بالمهمة الصعبة أي إيقاف الحرب والاحتلال ودحره...
وبالتالي فإن نصر المقاومة فعلياً يتم عبر تبنيها برنامجاً مقاوماً يشمل كل فئات المجتمع وعلى امتداد الدولة وأن يكون له شقين سياسي يتعلق بالدولة و السلطة وبناء المؤسسات ذات المرجعية البشرية باتجاه دولة مدنية حديثة وشق اقتصادي باتجاه الاستقلال ورفض التبعية وسياسات الخصخصة والليبرالية وفق برامج البيوتات المالية الدولية والسعي نحو اقتصاد متكامل مع بقية الدول العربية وبما يؤمن الأرضية لبناء مشروع وطني وحديث ومدني وديمقراطي بالضرورة يشمل كل البنية الاجتماعية وبعيداً عن مصالح القوى الطائفية الممثلة للطبقات الاجتماعية..
هذا البناء المرجو يتلاقى مع تحرك الشعب العربي أثناء الأزمات المصيرية نحو تقديم المساعدة والارتفاع عن وحول الطائفية والمحدودية والتخلف باتجاه الانحياز للمشروع المشار إليه وهو بالضرورة غير متعارض مع الدين ورافض بذات الوقت للعلاقات السياسية الطائفية والقبلية والأسرية والمناطقية والخصوصيات المحلية والاحتلال الخارجي..
المشروع المقدم يفترض أولاً: دعم المقاومة واعتبار الحرب الدائرة على لبنان حرب أمريكية بأجندة إسرائيلية وهذا ما يعزز القول أن الدولة الصهيونية تدخل الآن النظام الأمني الأمريكي للسيطرة على الوطن العربي وتصبح جزءاً من جيوش الدولة الأمريكية..
ثانياً : إيجاد صلة بين مختلف المقاومات العربية في مختلف البلدان العربية مع التأكيد على بعدها الوطني وشمولها لكل فئات المجتمع..
ثالثاً: المطالبة بإقرار الحريات العامة وتحقيق الديمقراطية كشروط سياسية أولية دافعة لاستمرار المقاومة ومدها بكل ممكنات النصر وعدم توظيفها لصالح أنظمة القمع والقهر والاستبداد والتبعية والتصالح مع إسرائيل وأمريكا وفق أجندة إقليمية ..
وبالتالي عدم انكسار المقاومة مرتبط بالتحولات الديمقراطية واحتمالات انكسارها مرتبطة باستمرار علاقتها بأنظمة القمع والاستبداد والطائفية ...





#عمار_ديوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقاومة الوطنية مقابل الاحتلال الإسرائيلي
- مشكلة التداخل بين الأحزاب السياسية ومنظمات حقوق الإنسان في س ...
- العلمانية جزء من مشروع ديمقراطي علماني قومي
- بوش قاطع طريق
- أية خطوة تاريخية كبرى
- الانفلات الأمني وضرورة الديمقراطية التشاركية
- الوطنية السورية في زمن العولمة الأمريكية
- مهمات الماركسيين السوريين في اللحظة الراهنة
- مفهوم الإنسان عند ماركس
- مناهضة العولمة حركات اجتماعية أم أحزاب سياسية
- التيار العلماني في سوريا
- سوريا بين اتجاهين
- قراءة في كتاب تجديد العقل النهضوي
- التيار الوطني الديمقراطي الاجتماعي
- الديموقراطية لا الليبرالية ،الجدل لا الوضعية
- الوطن بين السلطة السورية ونخبة الخارج
- خدام سوريا واللحظة الراهنة
- شيخ العقل والسياسة السورية
- علاقة المشروع الاستعماري ببعض أوجه العلاقة السورية اللبنانية
- سوريا بين أنصار السلطة وأنصار المعارضة


المزيد.....




- بوتين -خالف البروتوكول-.. فيديو يرصد تصرفا بمراسم تنصيب رئيس ...
- طلبة جامعة أمستردام يطردون سيارة شرطة بعد أن قمعت مخيما تضام ...
- لماذا يجب تجنب شرب الماء من زجاجة بلاستيكية خصوصا في الصيف؟ ...
- نتائج مرعبة.. فيديو من ناسا يكشف ما سيحدث عند السقوط في ثقب ...
- -كل ما يفعله هو الأكل-.. أم تلقي بطفلها الأبكم في قناة مليئة ...
- نقطة النهاية
- إخفاقات القوات المسلحة الأوكرانية تخيّب آمال دائني أوكرانيا ...
- مصر.. مجموعة مجهولة تتبنى قتل رجل الأعمال الكندي في الإسكندر ...
- صحيفة: -الفطيرة الروسية- ألغيت من مأدبة ماكرون وشي
- الولايات المتحدة أنجزت بناء الميناء العائم قبالة غزة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عمار ديوب - علاقة الحرب بالطائفية