المقاومة الوطنية مقابل الاحتلال الإسرائيلي

عمار ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 1622 - 2006 / 7 / 25 - 11:08
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

إن استبدادية النظام العربي وفساده ونهبه وإفقاره للشعوب العربية هو ما شكل الذريعة الداخلية للتحكم الخارجي وسمح لأمريكا وإسرائيل وإيران بالتدخل في الشؤون العربية وتحويل القوى العربية أنظمة وقوى سياسية وعلاقات اقتصادية إلى قوى تابعة وملحقة بإحدى هذه الدول ..
ولكن من العبث إنكار دور المخططات الأمريكية الإسرائيلية في إطار عملية إلحاق مستمر للشعوب العربية بدائرة سيطرتها عن طريق خلقها أنظمة تابعة وإجبارها على تنفيذ مخططاتها والعمل على خلق القوى السياسية والمنظمات غير الحكومية والعلاقات الاقتصادية بما يتلاءم مع هذه المخططات ويؤمن استمراريتها وتأبدها..
إن الشيء الذي أثبتته الحرب الأمريكية على العراق والإسرائيلية على غزة ولبنان أن التدمير المنهجي بكل صنوف الأسلحة للأرض وللشعب وللمنشآت وللسلطة هو الطريق لإزالة قوى المقاومة أو قوى العرقلة لهذه الدول .الأمر الذي يثبت التنسيق المسبق والمتشابك المستويات للدول الغازية ويكشف طبيعة المشروع الفاشي العنصري لهذه الدول وطبيعة المشروع الشرق أوسطي الذي تتزعمه أمريكا في العراق وإسرائيل في غزة وفلسطين ولبنان وتمهد له كل من مصر والسعودية والأردن وتنتظر الدخول إليه الأنظمة العربية مع محاولة الحفاظ على ماء الوجه..
الغائب الأكبر عن ساحة الفعل العربية هي الشعوب العربية حيث القمع المطلق والتعمية الأيديولوجية والوعي الطائفي والحروب الطائفية و الأهلية وكذلك مستويات المعيشة المتدنية والاحتلالات الاستعمارية.وإن هذه الشعوب هي المتضررة سابقاً من النظام العربي ولاحقاً من السيطرة الأمريكية والإسرائيلية والإيرانية على العالم العربي..
لهذا تشكل الديمقراطية كنظام سياسي الحلقة الأولى في برنامج مقاومة المشاريع الاستعمارية ،الديمقراطية التي تنبذ الطائفية والاحتلال وتسمح بوضع خطة مقاومة متعددة الأوجه وبما يسمح باسترجاع الأراضي المحتلة ودحر الاحتلال في كل من فلسطين وسوريا والعراق ولبنان ، فلا كرامة لأمةٍ أرضها محتلة ، وأنظمتها قمعية ، وفقرائها يتزايدون..
وإذا كان حزب الله قد بدأ بعملية خطف الجنديين الإسرائيليين فإن أمريكا وإسرائيل وبغطاء أوربي ديمقراطي أبادتا كل ما يشكل عرقلة لمشاريعهما في العراق أو فلسطين ولبنان وهو ما يعني أن إسرائيل كانت تنتظر هذه العملية كما في غزة لتبدأ عملية الدمار اللامحدود بما يضغط على قوى الداخل للدخول في الحرب الأهلية والطائفية كما في العراق وفلسطين ولبنان وبالتالي على حزب الله أن يستمر في مقاومته ولكن عليه أن يفتح المقاومة لكل القوى اللبنانية والعربية وأن يعمل على نزع الصفة الطائفية عن نفسه وينخرط في مقاومة شعبية عريضة وأن يعمل على التنسيق مع الحكومة اللبنانية بما يؤدي لتشكيل مقاومة وطنية وديمقراطية لا مقاومة طائفية وطنية ذات امتدادات إقليمية ..
من هنا الدعوة لجميع الشخصيات والمنظمات والأحزاب السياسية وكل أشكال اللجان الحقوقية والديمقراطية والوطنية والقومية العمل على إجبار النظام العربي على تأمين كل متطلبات الشعب المهجر والصامد والمقتول في كل قرى لبنان ومدنه والعمل على تطبيق الحريات العامة وتحقيق الديمقراطية ودحر الاحتلال ونزع الطائفية من تاريخ حياة شعوبنا ومن أفكارنا وبرامجنا السياسية والاجتماعية و دعم المقاومة ووضع إستراتيجية مقاومة وطنية وديمقراطية في كل أنحاء العالم العربي والتنسيق مع كل القوى المحبة للسلام والتقدم في العالم والرافضة للاحتلال والحروب والفقر والطائفية والعلاقات غير المتكافئة بين شعوب ودول العالم ..

#عمار_ديوب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل