أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عمار ديوب - انتخابات تحالف الجبهة والمال والعشيرة















المزيد.....

انتخابات تحالف الجبهة والمال والعشيرة


عمار ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 1892 - 2007 / 4 / 21 - 11:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لكل نظام طقوسه ، التي بها ، يجدد ذاته ، ويستمد ديمومة شرعيته. نظامنا ، ككل الأنظمة الجمهورية ، به سلطات متعددة ؛ شكلاً هي موجودة ، موضوعاً ، هي غير موجودة.
النظام الجمهوري نفسه شكلاً موجود ، موضوعاً ، لا أحد يعرف ما صلته بالجهورية .
الانتخابات التشريعية التي يجريها كل أربعة سنوات هي مناسبة لديمومته . الأفراد ، البراغي ، الذين يربحون الانتخابات ، ينضمون لجوقة التأييد للنظام ؛ عدا عن المؤيدين المؤبدين الذي قضوا نصف حياتهم ، ولم يعدوا قادرين على التمييز بين منازلهم ومجلس العشب . وهؤلاء لا يتوقفون عن العمل على تأمين مصالحهم ، ومصالح أولادهم وأحياناً يسمسرون بقضايا المواطنين إن استطاعوا أو سمح لهم ؟!
المرشحين لإعلاء شان الوطن ،عبر دعايتهم الانتخابية ، التي لم تترك حائط ، أو عمود ،أو شريط كهربائي إلا وأوسخوه أقصد كرموه بصورهم ، يصرفون الأموال من الضرائب التي تفرضها الدولة على المواطنين بأشكال وحجوم لا يتخيلها العباقرة أو الآلهة . أو من خلال النهب المباشر لجهود الفقراء ، العاملين في مصانعهم أو شركاتهم أو مناصبهم العمومية (قطاعهم الخاص) ..
لو أن الدولة المبجلة مددت للمجلس الحالي ، والذي سيصير سابقاً بعد بضعة أيام ، لاحقاً، والذي لن يكون إلا نفس السابق ، لوفرت كثيراً من الأموال وتعد بالمليارات ولوظفتها في مشاريع كسبت منها ثواباً وخففت من مشكلة البطالة ورفعت من قيمة دخل المواطنين . ولكن الفكرة تبقى أمنية. وهي على كل حال ، لا تشغل أبداً بال المسؤولين ، و- لو - ذاتها لا توجد في سيرورة التاريخ ، والواقع سيكون لانتخابات تجديد روح النظام..
وأيضاً وأيضاً من سيعترض داخلياً – إذا مُدد للمجلس- باستثناء المعارضة ، التي لم تعد الآن بعد تدميرها الممنهج أو بسبب تبنيها سياسات ليبرالية لا تختلف عن سياسات النظام أو بسبب عجزها عن الخروج من تصوراتها السابقة وعصبويتها التنظيمية ، تملئ بضع باصات. وبالتالي لو مدد النظام للمجلس ، لأخرج نفسه من مأزق وأزمة كبيرة قد تعصف بسوريا..
ولكنها الطقوس، وفي كل صلاة، يجدد رجل الدين إيمانه، ويشحذ التابعين من خلفه صفاًَ واحداً، ولا ننسى أن الطقوس نفسها صار لها ثمن، يرتفع أو ينخفض، حسب الطلب..
كتابات المرشحين شيء رائع ،وبعض تلك اللافتات ، لوحات حقيقة وبلاغة متقدمة . وبعضها لا يتلف ولا يموت . وينتقل من زمن لزمن . وهي خالدة أبد الدهر . وهذا فقط لأنها لنفس الأعضاء الحاليين في مجلس الشعب . وهي تخرج الآن ككنز قديم ويعاد لها بريقها من جديد، ويتفادون إهدار المال العام والخاص معاً.
المهم ، أن كتابات هؤلاء المرشحون ،يمكن أن تشيد وطناً مثالياً ،لو أن الأوطان تشاد بالشعارات ، فلنتأمل بعض تلك التحف" مشكلتك مسؤوليتي ، بالكفاءة والنزاهة نبني الوطن ، حماية المستهلك هدفنا،الكفاءات الشابة تجعل الوطن شاباً ،بلدنا معاً نبنيها، صوت الحق والعدالة ، من أولوياتنا تحسين دخل الفرد ،يداً بيد بالحب نبني الغد ،صوت الطالب الجامعي" وليعذرنا الإخوة المرشحين الذين لم ننقل تحفهم ..
ومع ظهور البرامج الانتخابية أو ما يشبه ذلك ،استمرت نفس الاسطوانة ،وتبلغ الشعب مزيداً من الكذب والدجل والتملق وقلة الحياء والمسكنة والتسامح الديني والإيمان الزائد عن الحاجة وربما من أبرز حالات النفاق أن كلمات الشعر هي لنفس أعضاء الأمس ومرشحي اليوم ..
وجه المفارقة أن هؤلاء الكذبة لا يرتدعون أبداً من الكذب ،مع أن الأوضاع في سوريا تتطلب برامج سياسية لإحلال الديمقراطية والتخلص من حالة الطوارئ والاستبداد وبرامج اجتماعية لحل مشكلات الفقر وبرامج اقتصادية للنهوض الصناعي ومواجهة العولمة الامبريالية .
وإلا فإن سوريا ذاهبةً لأسوأ الأزمنة في تاريخها المعاصر..
لعبة الدين والمال والعلم والقانون والعشيرة والطائفية تدخل بقوة في الانتخابات عن طريق تحالفات( الشيخ الدكتور ،رجل المال ، الاقتصادي ،المهندس ، المحامي ، الصناعي ) وهؤلاء يتنافسون مع مرشحي الجبهة الذين لا تكاد ترى صورهم أو شعاراتهم ،وهي بكل الأحوال لا تساوي شيئاً يذكر ، وكذلك دورهم في مجلس الشعب العتيد . أما المنافسة فمحسومة سلفاً لمرشحي الجبهة وللتحالف المذكور وبالتالي لن يدخل المجلس الموقر إلا اتحاد السلطة (الجبهة) والمال والتجار والعشائر والطوائف وأتباعهم..
الشعب السوري الفقير لن يدخل المجلس أبداً ، ولن يكون له صوت ، صوته هو. وسينسى هؤلاء الشعب الذي تزلفوا له . وسيكون الشعب - إن عملوا له - هو شعب الطوائف أو العشائر أو . وأما بقية المواطنين فستكون خارج المعادلة وهم الأغلبية الفقيرة ..
إذن لا انتخابات تشريعية ،الانتخابات التشريعية – الطقوس- محسومة سلفاً ومضمونة النتائج كذلك.وأن قرارات المجلس أيضاً محسومة سلفاً ، ولن تكون إلا باتجاه ليبرالي ، بُدء به ، وسيستمر العمل به كذلك.
إقرارنا بالحقيقة السابقة لا يعني أن المجلس النيابي ،عفواُ مجلس الشعب ،وهذا التدقيق لان مجلس الشعب هو لممثلي الشعب الفقير وأما مجلس النواب فهو لممثلي المجتمع البرجوازي وهم يمثلون الشعب ؟؟!!
نكمل ، بأن دور المجلس هو نفس دور المحراث الخشبي الذي يقوده الفلاح ، حيث سيعمل ، عدا عن المشار إليه ، على تثمير الهويات المدمرة لمستقبل سوريا ، وتمرير السياسات الليبرالية وهو ما سيدمر الآمال ويشرد الطلاب من التعليم كما يحدث ، وسيؤدي لزيادة البطالة ، واشتداد التهديدات الخارجية ، والاستمرار في تكبيل الحريات ، وغياب الديمقراطية ، وتصفية ما تبقى من الاقتصاد الوطني العام ، وإنهاء دور الدولة ، وسيتم تسليم سوريا لبضع مافيات فاسدة تحولها إلى خراب بعد أن تخلخلت كل أركان الهيكل..
هذا الوضع هو نتيجة استمرار سياسات الاستبداد وقمع الحريات وديمومة نظام الطوارئ وكذلك نتيجة وضعية البلد المتخلفة وديمومة التبعية البنيوية للامبرياليات العالمية والضغوط الخارجية الحادثة الآن...
قرب كلية التجارة في عاصمة سوريا ، نصب بعض المرشحين ، خيمة لإطلاق برامجهم ، والتحاور مع الشعب ، ومعرفة كل مشكلاته وحلها كذلك . وقد امتلئ سياج الكلية بصور المرشحين ومن كل الأصناف والأجناس والسلالات ولم يبقى مكان إلا وبه صورة أو لافتة أو لوحة؟
وبمروري من هناك ، وأنا متجهم ومحبط والتشاؤم والقرف يملئ صدري ، وإذ بي أرى رجلاً يركب حماراً وفي خرجه بعض الخضار ؛ فأشرّت له ، فأوقف حماره ؛ فقلت له ، بعد السلام، بدلاً من أن تربح قليلاً من النقود من عملك هذا ؛ بإمكانك أن تضع صور لبعض المرشحين ويمكن لقائمة بأكملها ،إذا شئت ، على حمارك وتوزعها في كل النواحي من الأمام والخلف والأعلى والأسفل . وستتقاضي أجراً كبيراً لأنها ستكون دعاية ملفتة واستثنائية ويفضل أن تكون قائمة المرشحين من الجبهة والمستقلين معاً . وتعبر بها دمشق من أقصاها إلى أقصاها . فضحك الرجل وضحكت أنا ، فحرك قدميه على خاصرتي حماره ، وهو يقول انتخابات ، هه ، هه ،دي ،دي .
أكملت أنا بدوري طريقي ولكن مزاجي تعدل ، ورحت أتحول نحو السعادة ، ولم تعد الصور التي أمر وأتعثر بها، تعني لي شيئاً . فهنيئاً للمرشحين بانتصاراتهم ، وتعزيةً لمن لم ينتصر ، وأنصحه بتخبئة صوره للانتخابات القادمة ، وللشعب السوري كل المجد بانتخاباته..




#عمار_ديوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرارات الليبرالية قرارات مميتة
- القومية، العلمانية، الديمقراطية
- قراءة في كتاب ما الماركسية، تفكيك العقل الأحادي
- القطري والقومي ومشكلة الهوية السورية
- المرأة في زمن العولمة
- الهيمنة البديلة للهيمنة الامبريالية
- قراءة في كتاب الماركسية والديمقراطية
- قراءة في فن الحب وطبيعته
- قراءة في التنمية المستدامة
- إستراتيجية الحرب وإستراتيجية التقدم
- ديمقراطية ممكنة ، وديمقراطيات بدون ديمقراطية
- أمريكا وصدام والاقتتال الطائفي
- الشرط الامبريالي وتشكّل الدولة اللبنانية
- بعض مشكلات سوريا في رأس السنة الجديدة
- الأزمة الهيكلية للرأسمالية وبدايات صعود الليبرالية الجديدة
- اليسار الإصلاحي ، المقاومة المعرِقلة ، اليسار الثوري ، هزيمة ...
- الحركات الاجتماعية وعلاقتها بإشكالية الديمقراطية
- دولتين ام دولة ديمقراطية علمانية واحدة
- العولمة والامبريالية
- سياسية التمويل مصالح وأخطار


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عمار ديوب - انتخابات تحالف الجبهة والمال والعشيرة