أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليمان دغش - الكلمة الأخيرة لامرىء القيس














المزيد.....

الكلمة الأخيرة لامرىء القيس


سليمان دغش

الحوار المتمدن-العدد: 1856 - 2007 / 3 / 16 - 06:10
المحور: الادب والفن
    


في الحُلْمِ مُتَّسَعٌ لنا
والْحُلْمُ أوَّلُ خطوَةٍ في الرّيحِ
سوفَ أطلُّ من حُلُمي عليكِ
وأشتهي ما شئتُ أو ما شِئتِ من غاباتِ لوزكِ
وهْيَ تومىءُ
للفراشاتِ التي ارتعشت
على قيثارةٍ في الروحِ تختزلُ المسافةَ
كيْ توحِّدَ ذاتَها
في زُرقَتينِ
قريبتينِ
بعيدَتينِ
فليسَ أبعدَ منكِ عنّي
ليسَ أقربَ منكِ منّي
ليسَ أقربَ
ليسَ أبعدَ
من سماء الحُلْمِ عن بحرِ الحقيقةِ
زُرقتانِ
وزورقانِ
ووحده الماءُ المُهيمنُ في المدى الوهميِّ
يحتَرفُ المرايا...
ها هنا في الحُلْمِ مرآةٌ
تُباعِدُ
أو تُقارِبُ
رُبّما كُنّا وتلكَ حقيقةٌ مخفيّةٌ
فيما تعدّى ظاهرَ المرآةِ في المرآةِ
متّحديْنِ
مرئيينِ
مخفيّينِ
لا أحدٌ سيفهَمُ شيفرةَ المرآةِ الاّ نحنُ
فالمرآةُ وهمُ الحالمينَ
ووحيُ أصحابِ اليقينِ
فلا تقولي للعصافير التي ألفَتْ أنينَ الروحِ
وائتَلفَت جنونَ الريحِ
ويحَكِ... لن تمُرِّي هاهنا
في الحلْمِ مُتَّسعٌ لها..
في الحُلْمِ متَّسعٌ لنا...

في الحُلْمِ مُتَّسعٌ لنا
والحُلْمُ آخرُ خطوةٍ للروحِ
في سفرِ النّدى
سأُطلُّ من روحي التي بلغَتْ حدودَ اللهِ
حذَّ الآهِ
واشتعَلتْ كعُصفورٍ على وَترِ المدى
لأغُطَّ ريشتيَ الوحيدَةَ في دواةِ البَحرِ
أكتُبُ في السجلاّتِ الجديدةِ سورتي
أو ما تيسَّرَ من دَمي في سيرتي
وأخطُّ صورَتِيَ الجميلةَ في كتابِ الضوءِ
إنَّ الشمسَ أجمل في المساءِ
منَ الظهيرةِ
رُبَّما اعترفتْ ضفائرُها الشفيفةُُ عند كفِّ الماءِ
بالآتي
فنامَت في سريرِ الأُرجوانِ
لكيْ تُجَدِّدَ نارَها
وأُوارَها
وتطلّ عاريةً كعادتِها
تُبَشِّرُنا بميلادِ المرايا
في نهارٍ آخرٍ لا ريبَ فيهِ...
فهل ستعترف الكواكبُ حولَ قنديلِ الثريّا
أنَّها لا تملكُ المفتاحَ للرؤيا
وأنَّ الشمسَ تنعَفُ بعضَ زينتها
قُبيْلَ النومِ حولَ سريرها الليليِّ
في أُفُقٍ يراودُ قُرصَ سُرَّتها
على عَسَلٍ إلهيٍّ
كأنَّ الشمسَ تحلُمُ مثلنا
في الحُلْمِ متَّسعٌ لها
في الحُلْمِ متّسعٌ لنا


في الحُلْمِ مُتّسعٌ لنا
والحلْمُ أوّلنا وآخرُنا
وخاتمُ يومنا
غدُنا... وسيّدُنا
سنكملُ حلْمنا بالماءِ حتّى الماءِ
في صحراء غربتِنا التي امتدَّت إلى ماءينِ
أقسَمَ رملُها أن يبقيا أبداً
على مرمى السّحابةِ في رُموشِ العينِ
بينَ البينِ
إنَّ الحُلْمَ جسر العابرينَ بأمسِهم غدَهم
ليكتَملوا
ويكتمل َ الصباحُ ببرتقالتهِ الشّهيّةِ
حولَ يافا
تلكَ مئذنةٌ هناكَ تُعلِّمُ العصفورَ
حرفتهُ الجميلةَ في العُلوِّ على جناحِ الريحِ
نحوَ الغيمِ
هل سقَطَت منَ الشّباكِ غيمتُنا الأخيرةُ
فانكسرنا مثلما انكسَرَتْ لتخفي دمعَها
في حبّةِ الليمونِ
أو لتوحِّدَ الضدّين في الندّينِ
ما بينَ الثريّةِ والثّرى
وتُعلّمَ الأطفالَ أنَّ النّجمَ يولدُ في حديقتِنا
حقيقتنا
وأنَّ الموجَ سبّحةٌ لوجهِ البحرِ
كان البحرُ سرَّ خطيئتي الأولى
يقولُ السندبادُ ويعتلي دَمَنا
ليكشفَ للعواصفِ شهوةَََ الياقوتِ
في الملكوت
تلكَ خطيئتي الأولى ورُبَّ خطيئةٍ قُدُسيّةٍ
أهدَتكَ خاتمَها وختمتها
لتبتدىء الحقيقةُ فيكَ قُدّاسَ الدّلالةِ
لي سؤالٌ واحدٌ هوَ:
منْ أنا ؟!
في الحلْمِ متّسعٌ لها
في الحُلْمِ متّسعٌ لنا

في الحُلْمِ متّسعٌ لنا
والليلُ يختَصرُ المسافةَ بيننا
ويلُمّنا
في كهفهِ السحريِّ
يَسكُنُنا
ويُسكِنُنا السكينةَ
كيْ يُسلِّمَنا وصيّتَهُ الأخيرةَ :
كلُّ شيءٍ في يَدي
وَلديَّ مفتاحُ النّهارِ
وما الحقيقةُ غير ضوءِ الحُلْمِ
خلفَ زجاجِكَ الوهميِّ
لا تترُكْ لظِلِّكَ فرصةَ التضليلِ
واختزل المسافةَ فيكَ
بينَ الحُلْمِ والتأويلِ
تكتشفِ الحقيقةَ بينَ مُزدَوَجينِ فيكَ
يُحاصِرانِ
ويحصُرانِ بكَ الأنا
سيدُلُّكَ الليلُ الطويلُ عليكَ
لا تقلقْ
فرُبَّ فراشةٍ ليليّةٍ تهديكَ حكمَتها
على عَجَلٍ
فيغمركَ السّنا...!!
في الحُلْمِ مُتّسعٌ لها
في الحُلْمِ مُتّسعٌ لنا

في الحُلْمِ مُتَّسعٌ لنا
ولنا أصابعُنا لنصطادَ الزرافةَ
حولَ أقراطِ الثُريّا
أو لرَميِ سهامِنا في قوسِ عاصفةٍ
ورثناها عنِ الصحراءِ
قبل سقوطها في البئرِ
ثمةَ نخلةٌ ظلَّت على ميعادِ نجمتنا
رويناها بزمزمِ مائنا ودمائنا
لتظلَّ تحرسنا
وتحرسُ نومنا المكسورَ في قلقِ النوارسِ
وارتباكِ البحرِ
في مدٍّ وجزرٍ قابلينِ للانزياحِ
على مداخلِ حُلْمِنا
وتَدُلُّنا
عن همزةِ الوصلِ التي سَقَطتْ
كمثلِ السيفِ عن سرجِ الحصانِ
فأسقطتنا في حراكِ الرملِ
فاحذرْ ...
يا امرؤُ القيسِ المسافرِ في قميص الماءِ وحدَكَ
إنَّ يومكَ كلُّهُ أمرٌ
فلا تقبلْ عباءَتهم عليكَ
ستعرفُ الصحراءُ إذ قتلتكَ
أنّكَ كنتَ نخلتها الوحيدةَ... رمحَها
أو جرحَها
فاكتُب بدَمِّكَ كلْمتينِ
أخيرتينِ : أنا هُنا
فلربّما تصحو لنكمِلَ حُلْمها
ولربّما نغفو لتكملَ حُلْمنا
في الحُلمِ متّسعٌ لها
في الحُلْمِ متّسعٌ لنا



#سليمان_دغش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخافُ عليكِ
- ذاكرة النّدى ...
- إنعام
- تصبحينَ عليَّ
- مرمى الجسد...
- بينَ ماءينِ وصمتٍ وخريطة...
- على بعد دبّابتينِ... وأدنى
- القيامة
- وصايا الريح ...
- على شاطىء المتوسِّط ...
- نشيد الدم ...
- ثمة امرأة تشعلُ البحر ...
- بين حُمّى البحر ونافذة النّدى...
- ندى / سليمان دغش
- الشهيد
- عرافة التاريخ تقرأ فنجان الدم ... / سليمان دغش
- مُفتَتَح النخيل...
- ساعة الريح
- آخر الماء / سليمان دغش
- ظلّ الشمس / سليمان دغش


المزيد.....




- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟
- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليمان دغش - الكلمة الأخيرة لامرىء القيس