|
|
قواعد التنوير الأربعون | القاعدة الثانية والعشرون: ضرورة معرفة القرين
محمد بركات
الحوار المتمدن-العدد: 8572 - 2025 / 12 / 30 - 18:24
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نحن نرى أن كثيراً من الناس يشكون من آلام يشعرون بها، ولا يستطيع الأطباء أن يساعدوهم ولا أن يقدموا لهم أي علاج. ولذلك يطرقون أبواب الشيوخ وأحياناً السحرة والدجالين، من أجل التخلص من تلك الآلام والأفكار السوداوية. وهم في ذلك ليسوا كاذبين أو مدعين، بل يشكون من مشكلة كبيرة بالفعل، وهذا يستدعي البحث فيها بدلاً من إنكارها بجرة قلم. لقد صادفت منذ عدة سنوات مذهباً روحانياً فلسفياً لرجل اسمه سيرجي نيقولا لازاريف (له سيرة ذاتية على ويكيبيديا العربية بعنوان: الحكيم لازاريف) وهو فيلسوف روسي متخصص في علم النفس، وباحث في قوانين الحياة الروحية للإنسان وتأثيرها على صحة الناس ومصيرهم. هذا الرجل كانت له عيادة، يزوره فيها المرضى، ويقوم بعلاجهم من خلال تنظيف الكارما والتواصل مع القرين، كان ينظر في تاريخ المريض، ويقول له أنت فعلت الخطأ كذا في حياة ماضية، قتلت زوجتك مثلاً في تجسد سابق، فسألت رجل صوفي ذو علم غزير أثق في علمه: كيف يعرف لازاريف هذه المعلومات لكل حالة تأتيه؟ فقال أنه يتعامل معلومتياً مع القرين، يقول لازاريف: وكنت أشعر أحياناً بهجوم طاقي كأني أتعامل مع كائن حي. وقد قرأت له كثيراً وتأكدت من وجود كائن يسمى القرين. ولكن القرين تسمية إسلامية، لا قترانه بالنفس، هو يقول طاقة سلبية شريرة. وقد تواصلت مع أتباعه في سوريا ولبنان، من خلال مجموعتهم على فيسبوك: تشخيص الكارما، ولهم صفحة على يوتيوب تحمل نفس الإسم، ينشرون ععليها فيديوهاته، كما أن له كتب كثيرة ترجموها للعربية، وإن كنت لا أنصحك بأن تنساق مع منتوجاته، لأن نظرته للحياة سوداوية إلى حد ما، ومتعب، يصور كأن النجاة والخلاص شبه مستحيل، أو على الأقل صعب جداً، بينما الأمر أهون من ذلك. فالروحانية الغربية تنظر إلى الحياة بفرح وبهجة، وليس عندهم مشكلة أو مأساة، وإن تحدث رجل مثل "إيكارت تولي" عن كتلة الألم والمعاناة، فإنه يتحدث عنه أحياناً، وليس على طول الخط مثل لازاريف. لقد أجمع الصوفية على أن الإنسان نسخة جامعة للكائنات، وفهرس شامل للمخلوقات، وكون صغير مختصر للكون الكبير، وقال إمام علي: وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر. وكنت أحار كيف يكون في الإنسان حيوانات وملائكة وشياطين، حتى قرأت عن النفس، في كتب الصوفية، وعلمت أن لها صفات حيوانية وسبعية وقوى شيطانية وملائكية. لقد اتضح لي أن القرين جزء من النفس البشرية، وأن صلاحه بصلاحها، وفساده بفسادها. فإن كانت نفساً نورانية تستمد من الملأ الأعلى، كان قرين الإنسان قريناً نورانياً، يعين صاحبه على الأعمال الصالحة والعمل الخيري والإبتكار والبناء والتنمية، وإن كانت النفس نفساً ظلمانية، تستمد من أسفل سافلين، مليئة بالأنانية والكبر والحقد والغضب والشهوات وحب السلطة، كان قرين هذا الإنسان قريناً شيطانياً مفسداً، يعذب صاحبه ويعذب من حوله. يستمر هذا العذاب في أثناء حياته الدنيا وبعد الممات، قال الإمام صدر الدين الشيرازي: قال بعض العلماء كل من شاهد بنور البصيرة باطنه في الدنيا لرآه مشحونا بأنواع المؤذيات والسباع كالشهوة والغضب والمكر والحسد والحقد والعجب والرياء وهي التي لا تزال تفترسه وتنهشه إن سها عنها بلحظة إلا أن أكثر الناس محجوب العين عن مشاهدتها فإذا انكشف عنه الغطاء ووضع في قبره عاينها وقد تمثلت بصورها وأشكالها الموافقة لمعانيها فيرى بعينه العقارب والحيات قد أحدقت به وإنما هي ملكاته وصفاته الحاضرة الآن في نفسه وقد انكشف له صورها الباطنية الحقيقية فإن لكل معنى صورة يناسبها فهذا عذاب القبر إن كان شقيا وإن كان سعيدا كان بخلافه. (الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة 9/220). ولا ينجو الإنسان من هذه الآلام حتى بعد مغادرة جسده، إلى أن تتطهر نفسه من تلك الأمراض بالحكمة، سواء في عالم الأرواح، أو في تجسد آخر، لأن الموت لا يغيّر شيئاً من طبيعة النفس، وإنما يغيّرها المجاهدات الروحية ومعرفة وحدة الوجود وعيشها، والتحرر من الجهل بالله والنفس، والتخلص من الذبذبات الشيطانية، وإعلاء الذبذبات الرحمانية، وكلاهما يكون بالنية، وسيأتي تفصيل ذلك في قاعدة خاصة تسمى (كون ذبذبي.. سعادتك وشقاؤك يتوقفان على ذبذباتك). لقد بحثت كثيراً في موضوع القرين، ولم أجد إلا تخاريف التراث والثقافة الشعبية. ولكني مع الوقت وصلت فيه إلى نتيجة جديدة، ليست مطروحة عند أحد، إلا النوادر من العارفين والفيزيائيين وأهل الفلسفات الشرقية. القرين في القرآن: شيطان مكلف بإضلال الإنسان، وهي طبيعة القرآن في تبسيط الأمور، بينما القرين كائن معقد جزء من النفس الإنسانية، كما سيأتي، وقد تكلم عنه الفيلسوف ابن سينا والفخر الرازي. وأثناء بحثي في هذا الموضوع اكتشفت أن المعلومات المتوفرة عنه شحيحة نادرة، حتى عند الصوفية والروحانيين المحدثين، وتذكرت تعبير القرآن عن الروح بقوله (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا). يقول القرآن عنه أنه يشكك الإنسان في المجردات والغيبيات، ويقنع صاحبه بأنه بعد موته سيكون حفنة من تراب وعظام، أي أنه بلا روح وليس له وجود سابق أو لاحق لهذا الجسد: قال قائل منهم إني كان لي قرين يقول أإنك لمن المصدقين أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمدينون قال هل أنتم مطلعون فاطلع فرآه في سواء الجحيم قال تالله إن كدت لتردين ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين -56 الصافات﴾ ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا ﴿٣٨ النساء﴾ وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم ﴿٢٥ فصلت﴾ حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين قبئس القرين ﴿٣٨ الزخرف﴾ ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين -38 الزخرف﴾ وقال قرينه هذا ما لدي عتيد ألقيا في جهنم كل كفار عنيد مناع للخير معتد مريب الذي جعل مع الله إلها آخر فألقياه في العذاب الشديد قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد -29 ق﴾. هذا الكم من الآيات حول القرين في القرآن، يوحي بأن هناك مشكلة جادة، يجب الحذر منها. وهو في الثقافة العامية الشعبية شيطان خفي، متربص بالإنسان، ربما تلبس به، وجعله غريب الأطوار. واعتقاد تلبس الجن بالإنس اعتقاد قديم، حيث ورد في الأناجيل أن المسيح كان يطرد الشياطين، وأعطى تلاميذه القدرة على طردهم باسمه. وورد حديث نبوي صححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، أن النبي محمد أتته امرأة فقالت: إن ابني هذا به لمم منذ سبع سنين يأخذه كل يوم مرتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أدنيه، فأدنته منه، فتفل في فيه وقال: اخرج عدو الله أنا رسول الله، ثم قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رجعنا فأعلمينا ما صنع. فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم استقبلته ومعها كبشان وأقط وسمن، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذ هذا الكبش، فاتخذ منه ما أردت، فقالت: والذي أكرمك ما رأينا به شيئا منذ فارقتنا. وقد صادفت أثناء بحثي هذا مئات الأسئلة التي يطرحها الناس عن سحر القرين النشط أو العاشق ، ما هي السور التي تحرق القرين أو تطرده ، ما هو دعاء التحصين من القرين ، ما هي أعراض تسلط القرين في جسم الإنسان ، أين يسكن القرين في جسم الإنسان ، كيفية علاج القرين بسورة ق ، كيفية علاج القرين والوسواس القهري ، علاج تسلط القرين بسبب الحسد أعراض القرين المؤذي الخ مما يؤكد وجود مشكلة حقيقية تؤرق كثير من الناس. ولقد نسجت حول القرين كثير من الخرافات، ولم أجد حول علاجه وتقويمه معلومات مقبولة من ناحية العقل والمنطق السليم، إلا فيما ندر. ولكن لحسن الحظ، فقد منّ الله عليّ بأن صحبت رجلاً من أصحاب الكشف والعلم اللدني الغزير، المأخوذ بالفيض القدسي لا بالكتب. وهو رجل صيدلي مثقف ليس بدرويش ولا طرقي، ولكن كان يربي مجموعة من الشباب على يديه في أخوية وصداقة. المقصود أن هذا الرجل أخبرني أن القرين حق وليس خرافة، ولكنه ليس كما يظنه الناس، فهو شيء مركب، من ضمن عالم الإنسان نفسه. وقال أن له قسمان: قسم مادي وقسم معنوي. أما القسم المادي: فهو الحسّ، الذي هو محل اللذة والألم في الجسم الحيواني، والذي يخلو منه النبات، والحس يعم الجسم كله، ولعله هو المشار إليه في حديث (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم). وأما القسم المعنوي، فله قسمان بدوره أيضاً، وهما: الوهم والخيال، فالوهم: هو القوة التي تصور المعاني المجردة، وأما الخيال: فهو القوة المسئولة عن الصور والهيئات. وقد بحثت كثيراً في التفاسير، فلم أجد من المفسرين من فسر معنى القرين على هذا المعنى، إلا القليل النادر، مثل تفسير ابن عربي، حيث قال في تفسير آيات سورة ق، أن المراد بالقرين هو القوة الوهمية. وهذا يدل على ندرة هذا العلم وضعف علم الإنسان بنفسه. ولكن تحدث الفيلسوف المسلم أبو علي بن سينا عن الوهم والخيال والحس كثيراً في كتبه، وكذلك فخر الدين الرازي في "المطالب العالية: وتفسيره المسمى :مفاتيح الغيب". لذلك نحن نطمئن الناس ألا يخافوا مما يجدون من أحاسيس وأفكار، ولا يظنوا أن هناك جن عاشق متسلط الخ تلك الخرافات، ولا يخدعهم بهذا شيطان الوهم، فقد أخبرني هذا الرجل بأن الوهم يوحي للناس بأن هناك جن ’خر منفصل متسلط عليهم لأنه يريد أن يصرف أنظارهم عنه لئلا يقاوموه. ولذلك يسميه برمهنسا يوغانندا "قوة الخداع". بل القرين جزء من الإنسان، يمكنه السيطرة عليه، كما ترك له الحبل على الغارب. وهذه بشرى بأن الشفاء في يد الإنسان، وليس خارج حدود قدرته ولا متعلقة برحيل كائن خرافي يدعى الجن العاشق. وأما من يتكلم على لسان المريض أثناء علاج الشيوخ والقساوسة، فهو وهم الإنسان نفسه، وليس كائناً آخر كما يتوهم رجال الدين المساكين. فإن الإنسان تركيب معقد لا يعرفه إلا الفلاسفة القدماء الباحثين في النفس، وتعقيد جانبه الروحي أكبر من تعقيد جانبه الجسدي، فإن النفس كما قال الإمام علي فيها انطوى العالم الأكبر، والشيطان من ضمن هذا العالم. وقد أخبرني صاحبي العارف أن الإنسان هو كل شيء. لما أخبرني هذا الرجل أن القرين هو تلك القوى الثلاث، الوهم والخيال والحس، علمت أنه المراد في آية سورة المرسلات، التي تتكلم عن جهنم ودخانها ذو الشُعب الثلاث: (انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب) الوهم والخيال والحس الشيطاني. وهذا ما استشعره فخر الدين الرازي بحسه السليم فقال: ويمكن أيضا أن يقال: هاهنا درجات ثلاث، وهي الحس والخيال، والوهم، وهي مانعة للروح عن الاستنارة بأنوار عالم القدس والطهارة، ولكل واحد من تلك المراتب الثلاثة نوع خاص من الظُلمة. ونقلها عنه الشيخ أحمد بن عجيبة الحسني في تفسير البحر المديد، فقال: الحكمة في خصوصية الثلاث: أن حجاب النفس عن أنوار القدس ثلاث، الحس والخيال والوهم. وجهنم في القرآن ليست على ظاهرها، كما فهم المفسرون، فالله يتنزه عن هذا الطغيان غير المسئول، الذي يتنافى مع رحمته ولطفه بعباده، ولكنها رمز للآلام التي تتسبب فيها تلك القوى الثلاث، إن لم تتطهر من طبيعتها الشيطانية، فتكون سبباً لشراب الحميم، أي الذبذبات الشيطانية والأفكار السلبية، بدليل أنه ذكر جهنم في جدل الإنسان مع قرينه في سورة ق: (يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد) فهي نار لا تشبع، يشير إلى رغبات وتعلقات النفس التي استعاذ منها النبي بقوله: (وأعوذ بك من نفس لا تشبع) وهذه الرغبات والتعلقات هي السبب في تسلط القرين. وعبر عن خمود نار الرغبات، واستقبال الأبرار للنور الإلهي وذبذباته الرحمانية بلفظة "الشرب" من عين يشربون "بها" لا منها، مما يدل على أن تلك العين جزء منهم: (إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا) الإنسان:5-6 (إن الأبرار لفي نعيم على الأرائك ينظرون تعرف في وجوههم نضرة النعيم يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ومزاجه من تسنيم عينا يشرب بها المقربون) المطففين 22-28 وفي تفسير ابن عربي للآيات 22-27 من سورة ق، في الحوار الدائر بين الإنسان وقرينه، يفسر مصطلح الشيطان بأنه شيطان الوهم، وأن الحوار ليس على حقيقته، ولكنه اختصام رمزي بين الوهم والعقل، يقول: (وَقالَ قَرِينُهُ هذا ما لديّ عتيد) من شيطان الوهم الذي غرّه بالظواهر وحجبه عن البواطن (هذا ما لَدَيَ) مهيأ لجهنم، أي: ظهر تسخير الوهم إياه في التوجه إلى الجهة السفلية وإنه ملكه واستعبده في طلب اللذات البدنية حتى هيأه لجهنم في قعر الطبيعة. (قالَ قَرِينُهُ رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ وَلكِنْ كانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ) هذه المقاولات كلها معنوية مثلت على سبيل التخييل والتصوير لاستحكام المعنى في القلب عند ارتسام مثاله في الخيال، فادعاء الكافر الإطغاء على الشيطان وإنكار الشيطان إياه عبارة عن التنازع والتجاذب الواقع بين قوتيه الوهمية والعقلية، بل بين كل اثنتين متضادتين من قواه كالغضبية والشهوية مثلا، ولهذا قال : (لا تَخْتَصِمُوا). اهـ. يقال أن تفسير ابن عربي منسوب إليه، وأن المرجح أن مؤلفه هو عبد الرزاق الكاشاني، أحد رواد وحدة الوجود، ولكن ذلك لا يهمنا كثيراً، لأن أفكار هذا التفسير تتماشى مع طريقة الشيخ الأكبر. أخبرني هذا الرجل أن القرين له ذبذبات، إما إيجابية أو سلبية، بحسب حاله. وهناك الآن علم كامل يسمى "علم الذبذبات" يقول أن كل شيء، بما في ذلك الأفكار والمشاعر والسلوكيات، يصدر ذبذبات تؤثر على من حولنا وتجذب إلينا أحداثًا مشابهة. وهو يشير إلى مجالين رئيسيين: الأول: علم الفيزياء الذي يدرس الحركة التذبذبية والاهتزازات، والثاني: المفهوم الأكثر روحانية الذي يرى أن كل شيء في الكون، بما في ذلك الأفكار والمشاعر، له ذبذبات خاصة به تؤثر على الواقع. تُعتبر الأفكار والكلمات والأفعال السلبية مؤثرات خفض للذبذبات، بينما الأفكار والكلمات والأفعال الإيجابية والامتنان وتقديم المساعدة ترفعها. ولكي يوضح تاثير القرين وكيف يعمل: ضرب لي مثلاً بالشاب الذي يحتلم في منامه وينزل دون ممارسة جماع حقيقي، ففي هذه الحالة: يصوّر له الخيال صورة فتاة جميلة، ويوحي إليه الوهم بسائر الأفكار المصاحبة لعملية الجماع، ثم يأتي دور الحس لكي يحرك طاقة السائل المنوي فتتم عملية القذف، وقد تتم دون جماع حتى في المنام. منذ تلك اللحظة علمت أن سرعة القذف وضعف الإنتصاب وربما برودة بعض النساء، إنما ترجع إلى ذبذبات الحس الشيطانية، التي يؤثر عليها شيطان الوهم بأفكاره. وهناك الآن في الطب الغربي وعي بوجود ذبذبات جنسية، اخترعوا جهازاً يحفزها لعلاج ضعف الإنتصاب، أطلقوا عليه التحفيز الاهتزازي للقضيب (PVS) مُحفِّز القضيب الاهتزازي هو جهاز يعمل بالبطارية، مزود بأقراص متذبذبة تُحفِّز أعصاب القضيب. ولكن هل التحفيز الخارجي أقوى أم التحفيز الذاتي النابع من قوة تصرف النفس وإرادتها؟ لا شك أن التحفيز الذاتي أقوى، وسيأتي بيانه. ثم وجدت كلاماً للمعلم الكبير برمهنسا يوغانندا – في مجموع رسائله - يقول أن القرين الشيطاني هو سبب الأمراض: (هناك تجاذبات كونية كثيرة وكبيرة دائمة الصراع والاعتراك في ميادين الحياة. هناك حرب كونية بين الخير والشر. إنما لا خوف على المؤمنين الصادقين والعاملين بإيمانهم ونواياهم الطيبة لأن الغلبة للخير في نهاية المطاف. هذا العالم تحكمه كائنات وقوى غير منظورة: الله وأنبياؤه وأولياؤه من جانب، والشيطان وأعوانه وتحالفاته الشريرة من جانب آخر. هناك لعبة شد حبل كبيرة بين الله وملائكته وإبليس وحلفه. لا يمكن صرف المشكلة على أنها محض أوهام. لو لم يوجد شيطان لما استعنا بالله عليه. الشر موجود وينبغي تلافيه بشتى الوسائل والطرق. عندما خلق الله الإنسان خلق الشيطان أيضاً. إبليس بقوته الخداعية موجود لامتحان الناس. ما لم تصهر النارُ الحديدَ لا يمكن طَرق الفولاذ ودقّه. فعندما يحل المرض أو الآلام تذكر أن ذلك امتحان ويجب اجتيازه. يجب عدم التذمر أو الإنزعاج من تلك الامتحانات. كثيرون من ذوي النفوس العظيمة قضوا بفعل أمراض مريعة وقاسوا آلاماً فظيعة. بعضهم كان مصاباً بعاهات خطيرة ومع ذلك حافظوا على إيمانهم وانتقلوا راضين مرضيين إلى الأمجاد العليا. إن كوكبنا الأرضي من أكثف المستويات. هناك عوالم أفضل بما لا يقاس من هذه الأرض التي تغص بشتى أنواع المتاعب والمضايقات. ومع ذلك فإن الله لا ينسانا من رحمته بل يحاول مساعدتنا بطرق كثيرة للتغلب على آلامنا وتخطي العقبات التي تعترض سبيلنا. إن الله وملائكته وملايين من الأرواح الطيبة يحاولون توطيد نظام الوفاق المقدس على الأرض. كل ميزة طيبة ومزية نافعة هي من خلق روح طيب، فالأرواح الصالحة ترش على الدوام بذور الأفكار والنوايا الخيرة في تربة عقولنا. ولكن في نفس الوقت فإن ملك الظلام - الشيطان - يخلق بمعونة أتباعه من الأرواح الشريرة تشويشاً ومتاعبَ في العالم. من سِوى الشيطان خلق جراثيم المرض؟ فقد أوجد العديد من صنوف الطاعون، ثم السل الرئوي، وضربٌ آخر فتاك هو السرطان وغيره.. كل الأساليب الشيطانية لتعذيب الكائنات البشرية. لكن الله يلهم العديد من الباحثين لاستنباط طرق جديدة ومفيدة للقضاء على المرض).اهـ. من أبرز ضحايا قوة الوهم والخداع الكوني (إبليس) هم الملاحدة الذين يقرنون بين العلم التجريبي وبين الإلحاد حتى الآن. فالعلم يتحول بالنسبة لهم إلى أيديولوجيا. مع أنه ليس هناك أي رابط بين العلم والإلحاد، فإن وجود الله يعرف بالعقل والفلسفة لا بالعلم التجريبي، ولكن قوة الوهم هي التي أوقعت هؤلاء في إنكار وجود الله. ولا أعني بالله الإله الإبراهيمي، وإنما أعني إله وحدة الوجود، إله الحب الذي عرفه ابن عربي وابن الفارض وسبينوزا. كيف ينكره هؤلاء؟ أنه القرين! القوة الوهمية التي قال عنها الشيخ عبد الغني النابلسي: «الواشي هو القرين الشيطاني الذي يوقع العداوة بينه وبين ربه». ربما لم يسمعوا عنه، ولو عرفوه لأحبوه. إن الإلحاد يؤخر مسيرة الإنسان في التعرف على حقيقته العلوية، وعظمته الحقيقية. فإنه بالتصاله بمصدره المتحد معه، يكون ذا قوة وقدرة مطلقة، مثله تماماً، لأنه خلقه ليتصرف ويعمل من خلاله، وبذلك يحقق الإنسان كل ما يريده، ويجذبه بمجرد أن يريد، وهذا ما يعرف بقانون الجذب Law of attraction. ولكن هذا يعتبر عند الملحدين من العلوم الزائفة، وكل العلوم الشرقية والطب الشرقي عندهم من العلوم الزائفة. لأنهم لا يعترفون بأن في الجسم روح ولا طاقة حيوية، فقط كتلة من اللحم والعظام، هذا هو الإنسان في نظرهم. طريقة علاج القرين أخبرني هذا الرجل أن القرين له ذبذبات. وأنه إما أن يستمد من الرحمن، فتكون له ذبذبات رحمانية، تشرح الصدر وتسبب الأريحية والهدوء، أو يستمد من الأرواح الخبيثة، فتكون ذبذباته شيطانية، تعذب صاحبها وتسبب له ضيق الصدر والأخلاق والأمراض بسبب احتباس الطاقة. وقال أن شيطان الحس تتركز ذبذباته في المنطقة الجنسية، لما للطاقة الجنسية من أهمية في الصحة الجسدية والنفسية. وهذا الكلام في أهمية الطاقة الجنسية، يتوافق مع ما جاء في كتاب (محادثات مع الله) أن الطاقة الجنسية هي طاقة الحياة. ويتوافق مع الفلسفات الشرقية، حيث عرف الشرقيون أهمية الطاقة الجنسية، التي يسمونها "الكونداليني" في تحقيق التحول الجسدي والعقلي والروحي. واكتشف اليوغيون ما عرف بالشاكرات السبعة في جسم الإنسان، وفي تلك السبعة شاكرتان تخصان المنطقة الجنسية هما شاكرا الجنس وشاكرا الجذر. كذلك لديهم فلسفة التانترا (Tantra) وهي فلسفة قديمة ونظام روحي تجعل الجنس جزءًا هامًا منها. تهدف إلى التطور الروحي والنمو الشخصي من خلال توسيع الوعي، وتعتبر الطاقة الجنسية طاقة كونية يمكن توجيهها لتحقيق الشفاء والنمو الروحي بدلاً من أن تكون مجرد هدف للإشباع الجسدي. اشتهر الشرقيون بالعلاج بالطاقة الحيوية، وتسمى في الصين بطاقة التشي (chi) وفي الهند تعرف بالبرانا (Prana)، في اليابان تعرف بالكي (ki). ويعرفها ويليام رتشارد بـالأورغون (طاقة الأورغون orgone) بينما يُعرفها ايتان فيتال بالبيرغسون (Bergson) ومسمر يسميها animal magnetism أو مغناطيسية الحيوان أخبرني صاحبي العارف، أن تلك الذبذبات السلبية للجسم كله، يمكن للإنسان أن يتخلص منها في جلسات علاجية بالتشافي الذاتي، فنحن كائنات روحية لها ذبذبات واهتزازات، تسعد وتبتهج بذبذبات البهجة والراحة العالية، التي نستمدها من الرحمن، وتشقى بذبذبات الحبس الشيطانية، التي نستمدها من الشيطان. فيمكن للإنسان أن يعالج نفسه: 1- بأن يفرغها من العضو الذكري (وهذا سر لا يعلمه إلا قليل) ويطلب ويستقبل الإهتزازات الرحمانية لتحل محل الأخرى، يفرغ ويستقبل بالنية، لا سيّما من مجرى البول كأنه يتبوّل تماماً، وإذا شعرت بأن هناك ماء محتبس، فاعلم بأنه ليس بماء، ولكنها ذبذبات شيطانية مزعجة ومخادعة، فتخلص منها بالنية. ولا ينفع - للقضاء على تلك الذبذبات خروج السائل المنوي، لأنها هي سبب عدم الراحة، لا المني، وخروج المني لا يزيلها، ولا تزول إلا بالنية والدعاء واستقبال ضدها لئلا تعود. ويجب أن يشغل تفكيره بالإهتزازات الرحمانية ويستقبلها لتطرد الذبذبات الأخرى، وبدون ذلك سيكون عرضة لأذى الشيطان، لأنه لا يشغل إلا المحل الخالي من الذبذبا والإهتزازات الرحمانية العالية. 2- وتخرج كذلك من رأس الذكر بأن يطلب بالنية ذبذبات طاردة على رأس الذكر، فتخرج منه الذبذبات السلبية، 3- ولو أردت أن تخرج ذبذبات القرين السلبية "بالكامل"، فاعلم أنه يخرج بداية من المستقيم بجوار الشرج، على الجانب الأيسر، وعلى طول الجانب الأيسر من الذكر، وصولاً إلى الجانب الأيسر من الحشفة (رأس الذكر). 4- والسرة (شاكرا الجنس) بوابة لخروج ذبذبات الطاقة الجنسية السلبية، واستمداد الذبذبات الصحية النقية الرحمانية. 5- قال لي صديقي العارف أن هناك ذبذبات من نوع آخر، تختص بما أسماه بالنفس السبعية الغضبية، وهي ذبذبات الغضب والقهر، وموضعها تحت السرة، ومتنفسها من منطقة العانة فوق الذكر مباشرة (ويقول الشرقيون أن هذه هي موضع كمون الكونداليني) والسطح العلوي للعضو الذكري، وصولاً إلى رأس الذكر، ففي ههذه المنطقة فتحات متنفس لذبذبات النفس السبعية. وهي ذبذبات كهربائية، يجب التخلص منها بانتظام. والنفس السبعية قد تتعاون مع الحس، وتقوم بعمل نوع من التقييد والتكبيل، بذبذباتها في هذه المنطقة، لا سيما أسفل الذكر، وخصوصاً بجوار الخصيتين، فمن ابتلي بهذا فليستعن بالله ويطلب منه العون والمدد بذبذبات نفس سبعية رحمانية، تحل محل الأخرى التي – بدورها – يجب أن يفرغها بالنية الصادقة في التحرر، ويتخلص منها. ونور الله بحر واسع، يروي كل من يرده. وفي جلسات التشافي الذاتي عموماً: 1- إن ظهر لك ما تكرهه، فلا تقف معه تتأمل فيه، أو تقول في نفسك أن التخلص منه أمر صعب، صعب على من؟ أنت صورة إلهية (خلق الله آدم على صورته)، يعمل الله من خلالك، ولست مكلفاً إلا بعقد النية الأكيدة والطلب ثم الإستقبال. وأما إذا توقفت أو قلت أن الأمر صعب، فأنت بذلك توجه رسالة للعقل الكوني بأنك تريد هذا، ولكن تخلص مما يؤذيك وأفرغه بالنية فوراً، 2- إن لم تجد نتيجة سريعة، فلا تستعجل، لأنك لابد أن تحدث "خلخلة" في البداية، يتبعها تغير شيئاً فشيئاً. وكل مشكلة تنحل بالدعاء والتضرع، خصوصاً فيما يخرج عن قدرة الإنسان، والله كريم رحيم ودود، يساعدنا، خصوصاً في لحظات ضعفنا واضطرارنا (أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء). 3- اطلب من الله بالنية أن يمدّك بالذبذبات الرحمانية، لتحل محل الأخرى، في هذه المنطقة كلها خصوصاً، والجسم عموماً، في عملية إحلال واستبدال. 4- يجب أن تتم عملية استبدال الذبذات في نعومة وليس بالعنف، لأن تلك الطاقات لا تنساب للخروج إلا في وسط هاديء وبشكل سلس. فعليك بالتنفس بشكل طبيعي، ولا تحبس أنفاسك، ويستحسن أن تكون في حالة ابتهاج ومزاج جيد. 5- لا تقتصر على الدعاء والطلب، بل استقبل ذبذبات النور الإلهي المريحة فعلياً واشرب من هذا النور بشكل مباشر، واسترح به، فإنه روح الصلاة وسرها (وأقم الصلاة لذكري) وذكره هو اتحاد كيانك معه ومع نوره، وليس أن تذكره، وأنت منفصل عنه، منفرداً بضعفك. 6- عمل الروح يتم كله بالنية، والله لا يمنع فضله عن أحد، ولكن قال (ادعوني أستجب لكم) والإنسان صورة إلهية تختار ما تشاء، فيقع كما أرادت تماماً. 7- اعلم أن الفرح وعلو الهمة، علامة على أن النفس راضية به طالبة له. وأن الإحساس بالعجز واليأس، يعني أن النفس هي التي لا تريد زوال الألم (وهذا شيء معروف لدى علماء النفس، ويعرف عندهم بلذة التألم أو المازوشية)، وليس أن الله منع الإجابة. فلا تعجب إن وجدت نفسك متمسك بانحباس الطاقة في تلك المنطقة، فإن هذا من عجائب النفس، ولكن أفرغ ما استطعت وانوي خروج كل هذا البلاء في وُسعة وطريق مفتوح، وليس في مجرى ضيّق. بمعنى أن تثق في عون الله ونصره (أنا عند ظن عبدي بي). 8- أهم شيء هو الإصرار على موقفك، فإن صمتك الطويل في الفترة الماضية، كان عبارة عن إرسال رسالة إلى العقل الكوني بأنك راض عن تلك الذبذبات، ولذلك يجب أن تثبت أنك الآن أمسيت رافضاً لها، وسوف ترحل عنك. 9- الأهم من هذا كله هو صورتك الذاتية عن نفسك، من أنت؟ هل أنت ريشة في مهب الريح، تتقاذفك قوى الشر كيفما وأينما أرادت، أم أنك صورة إلهية؟ ورد في الحديث وفي مطلع سفر التكوين: خلق الله آدم على صورته. ولكي تعرف أنك صورة إلهية، تفضل بقراءة القاعدة السابقة، بعنوان: (ضرورة الإيمان بوحدة الوجود). 10- تحدث محيي الدين بن عربي في الفتوحات المكية عن نكاح المعاني والأرواح، الذي سماه (النكاح الساري في جميع الذراري) وله كتاب مستقل بهذا الإسم، ويعني به الاتصال الروحي الأبدي والمحبة الإلهية التي تسري في كل الذريات (الخلق)، وهو مفهوم عميق يعبر عن تجلي الأسماء الإلهية، وكأن الخالق (الكنز المخفي) أحب أن يُعرف فظهر في مخلوقاته (الذراري)، وهو ليس نكاحاً بالمعنى الشرعي الظاهر، بل هو اتحاد روحي بين الذات الإلهية وأفراد الوجود، وقد ألف فيه ابن العربي كتاباً بهذا الاسم وهو يعكس فكرة الوحدة الوجودية والتجلي الإلهي في كل شيء، وهو الارتباط الوجودي الأبدي بين الخالق والمخلوق، وهو الحب الإلهي الذي يجمع كل الوجود ويجعله يتجلى ويتعرف على ذاته من خلال خلقه, من هنا: يجب أن تقوم بعملية تزاوج بينك = روحاً وجسداً - وبين الذبذبات الرحمانية، وتتشربها بكل شوقك وحبك للنور والراحة والوُسعة. بهذا تنجو من ذبذبات القرين، وتنجو من جهنم إلى الأبد. وفي تجسدك الحالي وتجسداتك القادمة سوف تعيش حياة سعيدة هنيئة، لا منغصات فيها. ولا تسمح لشيطان الوهم أن يوهمك بأن هذا من الشرك وادعاء الربوبية الخ هذيان شيوخ نجد التي قال عنها النبي (منها يطلع قرن الشيطان) فهؤلاء الشيوخ قطاع طرق يصدون عن سبيل الله، ويحرمون الناس من حدي وعطف الربوبية على الناس ويمنعونهم من سقيا أرواحهم من منبع النور الذي لا نجاة لهم من غيره، ونحن نتكلم في أمور هي أكبر من حجم علم هؤلاء الشيوخ، لأنها علوم فلاسفة الإسلام وعلمائه الكبار كابن عربي وابن سينا، فلا تعبأ بهم ولا تهتم بما يقولونه ولا تخف منه، واعلم أن المرء عدو ما يجهله كما هو معروف عند العقلاء. أخبرني هذا الرجل أيضاً أن الجانب الأيسر من جسم الإنسان يؤثر عليه الشيطان، والجانب الأيمن تتحكم فيه الملائكة الذين وصفهم بالأرضيين. وأخبرني أن الوهم هو الأصل، أي أصل هؤلاء الإثنين: الحس والخيال، ورئيسهم، منه يتلقون الأوامر، وأن له تأثير على الأعصاب من خلال التفكير، إما إيجاباً أو سلباً، بحسب طبيعته، رحمانية كانت أو شيطانية. ولذلك فإن علاج الأمراض، وعلاج سرعة القذف وضعف الإنتصاب الخ، يكون عن طريق إصلاح الفكرة أولاً، أي إلغاء فكرة استمرار المرض، ثم التخلص من ذبذباته. فأنت – كصورة إلهية – لو فكرت في أنك مريض، فسوف تظل مريضاً، ولو فكرت في أنك سليم، أو على الأقل في طريقك للشفاء، فسوف يقع الأمر كما فكرت بالضبط. في الفلسفات الشرقية، يُنظر إلى الفكر على أنه قوة تؤثر بشكل مباشر على الصحة البدنية وعملية الشفاء. ترفض هذه الفلسفات المفهوم الغربي للانقسام بين العقل والجسد، معتبرةً الجسد والعقل والروح نظامًا مترابطًا متماسكاً. المرض عندهم ليس مجرد عرض جسدي، بل هو مظهر من مظاهر اختلال التوازن الداخلي، حيث يلعب العقل دورًا حاسمًا في إحداث المرض واستعادة الصحة. الشفاء بيد الإنسان. يُشدد الشرقيون على المسؤولية الشخصية عن صحة الإنسان، مُؤكدين أن العقل أو الفكر هو خالق المرض والصحة. هذا ما قاله أيضاً المعلم الحكيم برمهنسا يوغانندا في كتابه (فلسفة الهند في سيرة يوغي) وهو ما يشهد له الحديث القدسي المشهورأنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء). وقال أن الوهم له ذبذبات تفرغ من الذكر كذلك، ويدخل في ذبذبات الوهم جميع الأمراض النفسية، بدءاً من الهم وضعف الثقة بالنفس حتى الإكتئاب والرهاب الإجتماعي والوسواس القهري. ولكن تلك الطريقة الموصوفة للعلاج قوية جداً، وناجحة تماماً ومجربة. فلتكن ديدنك وسلوانك في أوقات فراغك، أسأل الله لك موفور الصحة والسعادة. وفي الختام.. أرجو نشر هذه المقالة في وسائل التواصل الإجتماعي لكل من وقف عليها، لأنها تنفع كثيراً من أهل البلاء الذين لا يجدون حلاً ومخرجاً، والدال على الخير كفاعله.
#محمد_بركات (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قواعد التنوير الأربعون | القاعدة الحادية والعشرون: ضرورة الت
...
-
قواعد التنوير الأربعون | القاعدة العشرون: لا تلُم نفسك، وإيا
...
-
قواعد التنوير الأربعون | القاعدة التاسعة عشر: الخوف من الله
...
-
قواعد التنوير الأربعون | القاعدة الثامنة عشر: إله القرآن ليس
...
-
قواعد التنوير الأربعون | القاعدة السابعة عشر: ضرورة دراسة ال
...
-
قواعد التنوير الأربعون | القاعدة السادسة عشر: ختم النبوة يتع
...
-
قواعد التنوير الأربعون | القاعدة الخامسة عشر: ضرورة الإيمان
...
-
قواعد التنوير الأربعون | القاعدة الرابعة عشر: المنهج التجريب
...
-
قواعد التنوير الأربعون | القاعدة الثالثة عشر: الإنسان هو الذ
...
-
قواعد التنوير الأربعون | القاعدة الثانية عشر: ضرورة معرفة تط
...
-
قواعد التنوير الأربعون | القاعدة الحادية عشر: ضرورة معرفة تا
...
-
قواعد التنوير الأربعون | القاعدة العاشرة: ضرورة التخلص من سل
...
-
قواعد التنوير الأربعون | القاعدة التاسعة: ضرورة فهم معنى الف
...
-
قواعد التنوير الأربعون | القاعدة الثامنة: ضرورة معرفة معنى ا
...
-
قواعد التنوير الأربعون | القاعدة السابعة: خطورة الإعجاز العل
...
-
قواعد التنوير الأربعون | القاعدة السادسة: ضرورة معرفة تاريخ
...
-
قواعد التنوير الأربعون | القاعدة الخامسة: العلاقة بالآخر ومش
...
-
قواعد التنوير الأربعون | القاعدة الرابعة: تاريخية النص الدين
...
-
قواعد التنوير الأربعون | القاعدة الثالثة: الكهنوت العدو الأخ
...
-
قواعد التنوير الأربعون | القاعدة الثانية: لا يوجد دين رسمي ع
...
المزيد.....
-
ناشط يهودي أميركي: الصهيونية حرّفت جوهر اليهودية ونقف مع فلس
...
-
ماذا نعرف عن تنظيم الدولة الإسلامية في تركيا؟
-
نتنياهو: ترامب سيُمنح «جائزة إسرائيل» لإسهاماته الهائلة للشع
...
-
لماذا أثارت عودة علاء عبد الفتاح إلى بريطانيا موجة انتقادات
...
-
-الأرض المقدسة بين اليهودية والنصرانية والإسلام--حبر العالم
...
-
سوريا.. ضوابط بشأن الليرة الجديدة وفتوى حول حذف صفرين منها
-
تركيا: إصابة سبعة شرطيين في اشتباك مسلح مع عناصر يُشتبه بانت
...
-
مقتدى الصدر يوجه رسالة للمسيحيين في العراق بمناسبة العام الم
...
-
بن غفير يدفع بقانون لتقييد الأذان في المساجد بنظام تصاريح مش
...
-
بن غفير يقود معركة جديدة لمنع رفع الأذان داخل الخط الأخضر
المزيد.....
-
رسالة السلوان لمواطن سعودي مجهول (من وحي رسالة الغفران لأبي
...
/ سامي الذيب
-
الفقه الوعظى : الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
نشوء الظاهرة الإسلاموية
/ فارس إيغو
-
كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان
/ تاج السر عثمان
-
القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق
...
/ مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
-
علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب
/ حسين العراقي
-
المثقف العربي بين النظام و بنية النظام
/ أحمد التاوتي
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
المزيد.....
|