أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد بركات - قواعد التنوير الأربعون | القاعدة السابعة: خطورة الإعجاز العلمي على العقل المسلم















المزيد.....



قواعد التنوير الأربعون | القاعدة السابعة: خطورة الإعجاز العلمي على العقل المسلم


محمد بركات

الحوار المتمدن-العدد: 8455 - 2025 / 9 / 4 - 11:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإعجاز العلمي وثبة من وثبات الكهنوت لدعم فكرة أزلية القرآن وأنه صالح لكل زمان، لكن أن القرآن لا يسبق في اكتشاف الحقيقة العلمية، لابد وأن يأتي متأخر، ودائماً ما يسبق الغرب ويكتشف، ثم يأتون هم وينزلون هذا الإكتشاف على القرآن، ويقولون أنه اكتشفها قبل 1400 سنة، مع أنهم لا يعرفون لغة العلم إلا حينما ينقلون أبحاث غيرهم، ولا يعرفون إلا العلاج بالحجامة والعسل وحبة البركة، ويظنون أن هناك طب نبوي يجب أن نأخذ به، وأن هناك أسرار للحجامة لم يعرفها الغرب حتى الآن! لأن النبي قال (عليكم بالحجامة) ويظنون أن هذه الكلمة موجهة للبشرية إلى يوم يبعثون.
الإعجاز العلمي في الكتاب المقدس
لم تقتصر دعاوى الإعجاز العلمي على المسلمين فقط، بل سبقهم إليها العديد من الباحثين اليهود والمسيحيين، مثلاً، تحدث فوزي إلياس في كتابه "الكتاب المقدس والعلم الحديث" عن إعجاز علمي في مسائل عديدة منها زمن خلق الأرض؛ حاول فيها حل تعارض نظرية خلق العالم في ستة أيام مع النظريات العلمية عن عمر الكون، وفسر ذلك بأن اليوم الواحد من الستة يبلغ ألف عام، واليوم منهم بألف آخر، وذكر نص من رسالة بطرس الثانية يقول "إن يوماً واحداً عند الرب كألف سنة، وألف سنة كيوم واحد". وفي نفس المرجع تحدث عن الإعجاز في كروية الأرض، ففي سفر أشعياء يقول عن الله: "الجالس على كرة الأرض" وفي سفر الأمثال: "رسم دائرة على وجه الغمر“. وإذا كان في التوراة والإنجيل إعجاز علمي، فهذا معناه أنهما موجهان إلى عصرنا أيضاً وليسا ابنا عصرهما، فمن نصدق يا ترى، الإعجازيون المسلمون أم أهل الكتاب؟
نقض أوهام الإعجازيين حول إعجاز القرآن
يأتون بنص ديني عادي جداً يتحدث عن بيئة العرب، فيحملونه ما لا يحتمل، ويتخيلون أنه يشير إلى حقيقة علمية وليس الأمر كذلك، ولكي يتضح الأمر سنورد بعض الأمثلة:
• (ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصّعّد في السماء)
القرآن كتاب عربي، نزل بلغة العرب، فيجب أن نبحث في معاني كلماته لكي ندرك دلالة المعنى القرآني، وليس ما يدور في رؤوسنا ونحن نكاد أن نكون أعاجم لا نفهم معاني كلام العرب. ولذلك سوف نستعين بكتاب هو حجة عند أهل اللغة، يعرفونه كما يعرفون أبنائهم، وهو معجم "مقاييس اللغة" لابن فارس، يقول أن الصعود مصطلح يدل على ارتفاع ومشقة، ولذلك فهو يختلف عن الرُقيّ الذي هو ارتفاع بدون مشقة، ولذلك قالت العرب للنبي محمد (أو ترقى في السماء) ولم يقولوا تصعد في السماء، يقول ابن فارس: (صعد: الصاد والعين والدال أصل صحيح يدل على ارتفاع ومشقة. من ذلك: الصعود، خلاف الحدور، ويقال: صعد يصعد. والإصعاد: مقابلة الحدور من مكان أرفع. والصعود: العقبة الكئود، والمشقة من الأمر، قال الله تعالى: (سأرهقه صعودا) مقاييس اللغة ج2 ص287
ويقول في معنى السماء: (سمو: السين والميم والواو أصل يدل على العلو. يقال سموت، إذا علوت. وسما بصره: علا. وسما لي شخص: ارتفع حتى استثبته. وسما الفحل: سطا على شوله. والعرب تسمي السحاب سماء، والمطر سماء، فإذا أريد به المطر جمع على سمي. والسماء: سقف البيت. وكل عال مطل سماء، حتى يقال لظهر الفرس سماء. ويتسعون حتى يسموا النبات سماء. قال:
إذا نزل السماء بأرض قوم ... رعيناه وإن كانوا غضابا
ويقولون: "ما زلنا نطأ السماء حتى أتيناكم "، يريدون الكلأ والمطر) مقاييس اللغة ج3 ص 98.
إذن يختلف مصطلحا الصعود والسماء عند العرب عما هو عندهم اليوم، فالصعود عندهم هو ارتفاع في مشقة، والسماء عندهم تطلق على كل شيء مرتفع، وليس لها معنى واحد كما هو عندنا اليوم، فقد يراد بالسماء العلو في جبل أو نخلة أو صخرة، يقول ابن كثير في تفسيره: (عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم: سأرهقه صعودا، قال: «هو جبل في النار من نار يكلف أن يصعده فإذا وضع يده ذابت وإذا رفعها عادت، فإذا وضع رجله ذابت وإذا رفعها عادت» ورواه البزار وابن جرير. وقال قتادة عن ابن عباس: صعودا صخرة في جهنم يكلف أن يصعدها، وقال مجاهد سأرهقه صعودا: أي مشقة من العذاب، وقال قتادة: عذابا لا راحة فيه، واختاره ابن جرير) تفسير ابن كثير ج8 ص 275.
أعتقد أنه انكشف للقارئ الكريم الآن أن الآية بنت بيئتها، (يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء) أي: كأنه يصعد جبلاً في مشقة. آية عادية جداً وبنت بيئتها، حتى أتى بهلوانات الإعجاز العلمي وقالوا أن القرآن يخبر عن حقائق علم الفلك قبل 1400 سنة، وأن طبقات الجو العليا تخلو من الأوكسجين، وما هي إلا أوهام تدور في رؤوسهم، لأنهم جهلة يوزعون جهلهم يمنة ويسرة، ولا يكلفون أنفسهم بفتح معاجم اللغة ليفهموا معنى الآية، بل أقول أنهم لا يريدون أن يفهموا، وما القرآن إلا لعبة في أيديهم في مواجهتهم لعصر العلم والغرب الكافر المتقدم الزنديق.
يقول الإمام الشاطبي في الموافقات ج2 ص131: (لا بد في فهم الشريعة من اتباع معهود الأميين، وهم العرب الذين نزل القرآن بلسانهم، فإن كان للعرب في لسانهم عرف مستمر، فلا يصح العدول عنه في فهم الشريعة، وإن لم يكن ثم عرف، فلا يصح أن يجرى في فهمها على ما لا تعرفه).
وهذه الآية نموذج من الآيات التي يختارونها، وقس عليه بقية الآيات، فكلها على نفس هذا المنوال. وأعترف أني في الماضي كنت منبهراً بما يقوله د. زغلول النجار عن الإعجاز العلمي عموماً وفي هذه الآية على وجه الخصوص، حتى أنار الله بصيرتي وعلمت أن الله إله لكل، ولا تعنيه الأديان في شيء، ولا ما صنعه كل دين يعم أنه هو الحقيقة المطلقة وأن غيره مطرود من رحمة الله، كما كانت عقلية البدو الأعراب، روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قام إلى صلاةٍ فقام معه الصحابة وكان معهم أعرابيُّ، فصلوا معه، فقال الأعرابي في الصلاة: اللهم ارحمني وارحم محمدًا ولا ترحم معنا أحدًا، فبعد أن سلّم النبي صلى الله عليه وسلم من الصلاة قال للأعرابي: لقد حجرت واسعًا.
• (والأرض بعد ذلك دحاها) قالوا أن القرآن قال بكروية الأرض، وأكثر من ذلك دقة: أنها مدحوة كالبيضة، كما ثبت في أحدث الإكتشافات العلمية.
ونرجع إلى شيخنا ابن فارس مرة أخرى لننظر في معنى الدحو، يقول: (دحو: الدال والحاء والواو أصل واحد يدل على بسط وتمهيد. يقال: دحا الله الأرض يدحوها دحوا، إذا بسطها. ويقال دحا المطر الحصى عن وجه الأرض. وهذا لأنه إذا كان كذا فقد مهد الأرض. ويقال للفرَس إذا رمى بيديه رميا، لا يرفع سنبكه عن الأرض كثيرا: مر يدحو دحوا. ومن الباب أدحي النعام: الموضع الذي يفرخ فيه لأنه يدحوه برجله، ثم يبيض فيه. وليس للنعامة عش) معجم مقاييس اللغة ج2 ص333. إذن يجدر بنا بالأحرى أن نقول: أن القرآن يقول أن الأرض مبسوطة مسطحة، كما كان يقول الشيخ عبد العزيز بن باز مفتي السعودية! وكما كانت تقول الكنيسة في القرون الوسطى. فالدحو هو البسط كما قال ابن فارس، ولذلك ظهر دحو الأرض في أشعار عرب الجاهلية، يقول د. خالد منتصر: (ولو سلمنا مع الإعجازيين أنها بمعنى البيضة فسنوقع أنفسنا في فخ شائك ومطب خطير وهو أننا سنجد أنفسنا مطالبين بإثبات أن الشعراء كانوا يملكون فى أشعارهم إعجازاً علمياً ، والأخطر أنه سيأتي البعض ويطلبون منا أن نعتبر الشعر الجاهلى كتاباً سماوياً ينافس القرآن حاشا لله، وإلا فليرد الإعجازيون ويفسروا هذا البيت الشعرى الذى قاله شاعر عربي قبل عصر النبوة وهو زيد بن عمرو بن نفيل، تقول الأبيات:
أسلمت وجهي لمن أسلمت * له الأرض تحمل صخراً ثقالاً
دحاها فلما رآها إستوت * على الأرض أرسى عليها الجبالا
وإذا سايرنا الإعجازيين في إستنتاجاتهم الوهمية علينا وقتها أن نمنح هذا الشاعر لقب نبى ونطلق على شعره الشعر المقدس المنزل لأنه يحتوى على إعجاز !!!) وهم الإعجاز العلمي ص 27.
• (خلق الإنسان من علق) (ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة) الإعجاز العلمى كما كتبه د. زغلول النجار في جريدة الأهرام 11 أكتوبر ۲۰۰٤: فالآية تشير إلى مرحلة جنينية محددة هي مرحلة العلق وهى ديدان حلقية تحيا في الماء العذب وتعيش متطفلة على العديد من العوائل الفقارية، والجنين فى مطلع الأسبوع الثالث يأخذ هيئة دودة العلق في شكلها .
المعنى الحقيقى فى قاموس العرب العلق هو الدم الغليظ ولا علاقة له بهذه الدودة التى يتخيلها د. زغلول والتي لا تمت بصلة لشكل الجنين في الإسبوع الثالث الذى لا يشبه الدودة من قريب أو بعيد. (وهم الإعجاز العلمي ص 28). قال ابن فارس: (علق: العين واللام والقاف أصل كبير صحيح يرجع إلى معنى واحد، وهو أن يناط الشيء بالشيء العالي. ثم يتسع الكلام فيه، والمرجع كله إلى الأصل الذي ذكرناه. تقول: علقت الشيء أعلقه تعليقا. وقد علق به، إذا لزمه. والعلق: الدم الجامد، وقياسه صحيح، لأنه يعلق بالشيء والقطعة منه علقة) مقاييس اللغة ج4 ص125.
• (وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى من نطفة إذا تمنى) استخدموها لإثبات أن القرآن قد سبق الغرب في إثبات أن الرجل هو المسئول عن تحديد جنس المولود.
ليس في الآية ما يشير إلى ذلك من قريب ولا بعيد، ولكنها تتحدث بما كان يعرفه كل إنسان على وجه الأرض بالفطرة من أن إلقاء النطفة ضرورة للإنجاب، وأنه لا إنجاب بدونها، فأين الإعجا في ذلك؟ وأين في الآية أن الرجل هو الذي يحدد جنس الجنين؟ (ولنسمع شعر زوجة أبي حمزة العينى والذى هجرها بعد ان ولدت بنتاً فقالت:
ما لأبي حمزة لا يأتينا * ظل في البيت الذي يلينا
غضبان ألا نلد البنينا * تا الله ما ذلك في أيدينا
ونحن كالأرض لزارعينا * ننبت ما قد زرعوه فينا
هل نصرخ كما صرخ الإعجازيون ونقول إن هذه المرأة البدوية البسيطة يتساقط من فمها إعجاز علمى ويجب أن نقيم لها مقاماً وكعبة !!) وهم الإعجاز العلمي ص29.
• (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين. ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين) قالوا بأن هذا هو علم الأجنة قبل أن يكتشفه العلم الحديث.
ويقول د. خالد منتصر: (المفاهيم القديمة المتداولة وقت نزول القرآن كانت تتحدث عن أن الجماع وماينزل منه من سائل منوى هو سبب الحمل ، وحتى في سفر التكوين عندما أدين أونان لممارسته العادة السرية كانت الإدانة بسبب أنه بهذه العادة يمنع النسل، وهذه معلومة متداولة لاتعنى أى إعجاز إذا كانت النطفة تعنى الحيوانات المنوية كما يدعون، وبالطبع لابد أن نفهم الآيات من السياق ومن معاني الكلمات التى تشكل الآيات، فالنطفة هي قطرة الماء، والعلقة هي الدم الغليظ ولا علاقة لها بالدودة التي يتحدث عنها د زغلول النجار، والمضفة وغيرها من الأشكال لا علاقة لها بأطوار تكون الجنين ولكنها ببساطة مراحل شاهدتها القابلات والأمهات والناس حينذاك من ملاحظة بسيطة أثناء الإجهاض، فالإجهاض يتم في أي مرحلة ومن الوارد جداً عندما يحدث الإجهاض أن يصفه هؤلاء بأنه شبه العلقة أو المضغة ... الخ، كل هذا لا يعكس أي معجزة علمية حديثة,
فالمفاهيم القديمة لاتذكر أبداً دور البويضة ولكن تذكر ماء الرجل وماء المرأة وهو الماء الذى ينزل منها قبل الإيلاج ولا علاقة له بتكون الجنين بدليل أن فهم الرسول صلى الله عليه وسلم لهذه الأشياء كان مرتبطاً بمعتقدات ذلك الزمان، فعلى سبيل المثال هناك حديث "وهل يكون الشبه إلا من قبل ذلك إذا علا ماؤها ماء الرجل أشبه الولد أخواله وإذا علا ماء الرجل ماءها أشبه أعمامه"، هذه المفاهيم وغيرها هى التي كانت سائدة ولا نستطيع أن ندعى أنها تعبر عن معلومات علمية معاصرة مثل مفهوم إتحاد الحيوان المنوى بالبويضة التى لم نجد لها أي ذكر في ثقافة العرب القدماء وبالتالي في القرآن.
أما آية فكسونا العظام لحماً فهى تتحدث أيضاً عن مفهوم قديم أيضاً تفاعل معه القرآن لإقناعهم من داخل ثقافتهم وبلسان معارفهم، وهذا المفهوم يتحدث عن خلق العظام قبل العضلات وهو ما يعتبره د. زغلول إعجازاً علمياً، ولكن سيندهش د. زغلول ولن يستطيع التخلص من هذا الفخ الذى أوقع نفسه وأوقعنا فيه حين يعرف أن العظام واللحم خلقا فى نفس الزمن لأن أى دارس لعلم الأجنة يعرف أن خلايا الجنين تنقسم إلى ثلاث طبقات : إكتوديرم وميزودرم وإندوديرم ، والأولى يتكون منها المخ والأعصاب والجلد والثانية وهـي مـحـور حديثنا يتكون منها العظام والعضلات بالتزامن والتوازى وليس عظم قبل لحم كما كان القدماء يتصورون ، أما الطبقة الأخيرة فمنها الأمعاء والكبد .... الخ.
وأيضاً مفهوم تشكيل الجنين من الماء الدافق بين الصلب والترائب هو مفهوم أيضاً يتسق مع المفهوم الذي كان يقول قديماً هذا الإبن من ظهرى أو من صلبي وبالطبع كان يقولها القدماء قبل القرآن بدون أى إدعاء إعجاز ، وكان رجال الدين اليهود والمسيحيون يحاولون نفس المحاولة مع سفر التكوين حين خاطب الله يعقوب قائلاً: وملوك سيخرجون من صلبك، وبالطبع تغيرت تلك الفكرة الآن وعرفنا أن الحيوانات المنوية تفرز من الخصيتين وتسبح فى سائل من البروستاتا والحويصلات المنوية وبذلك نكون قد تأكدنا من أن محاولات رجال الدين في كافة الأديان لإثبات الإعجاز العلمى محاولة مكتوب عليها الفشل المزمن.
• (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين)، وقد كتب د. زغلول النجار في مدى إعجازها صفحة كاملة في جريدة الأهرام يوم ۲۰ سبتمبر ٢٠٠٤ وعن تشابه تركيب جسم الإنسان مع التركيب الكيميائى للطين وأخذ يعطينا د. زغلول محاضرة في نسبة الألومنيوم والسليكون والماغنسيوم والبوتاسيوم وأكاسيد الحديد في كل من الإنسان والتراب.
(ولكن ماهو رأى د. زغلول إذا أحضرنا له أدلة على أن خلق الإنسان من طين قد قيل في أساطير سومرية . وبابلية ، ونرجوه الرجوع لكتاب فراس السواح "مغامرة العقل الأولى" ليعرف أن الإله مردوخ البابلى خلق الإنسان من طين، وكذلك إنكى السومرى، والإله خنوم الفرعوني الذي كان يصور في النقوش على هيئة صانع الفخار، وحتى فى الأساطير الإغريقية يخلق برومثيوس الإنسان من تراب وماء، وتسربت هذه الفكرة لسفر التكوين ٧:٢ حيث يقول: وجبل الرب الإله آدم تراباً من الأرض ونفخ في أنفه نسمة حياة، وفى سفر أشعياء ٦٤ : ٨ حيث يقول: «أن يارب أنت أبونا نحن الطين وأنت جابلنا»، وهذا يثبت أن كل هذه المعلومات التي يقولون عنها إعجازاً علمياً هي معارف كانت متداولة فى ذلك العصر ، وكل هذه الأساطير سواء سومرية أو بابلية أو فرعونية أو إغريقية، أو حتى الكتب السماوية سواء كانت توراة أو إنجيلاً أو قرآناً لاتحمل أى إعجاز علمي) وهم الإعجاز العلمي ص 30
لو تفوه شخص اليوم أمام أي محفل علمي في الغرب بأن الإنسان خلق من طين، لجعل من نفسه ضُحكة للعالمين، لأن نظرية التطور أصبحت الآن من المُسلمات العلمية التي لا يشك فيها إلا البُله والمجانين من أصحاب الفكر القروسطي. ولذلك يتبنى نظرية التطور وينافح عنها كل مستنير حر الفكر، ولو كان من رجال الدين مثل رجل منفتح على الفكر الأوروبي ويعيش في أوروبا، وهو الدكتور عدنان إبراهيم (راجع سلسلة نظرية التطور له على موقعه على الإنترنت، قسم سلاسل علمية). ومثل الدكتور محمد شحرور رحمه الله في إحدى حلقات برنامجه التلفزيوني: (أن عملية الخلق في القرآن لا تعارض نظرية التطور لداروين، وبين أن آية الروم: (ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشرٌ تنتشرون) تؤكد النظرية، بحرف العطف "ثم" الذي أفاد وجود زمن طويل بين بدء عملية خلق الإنسان من تراب وانتهائها ليصبح بشراً، وهو ما يتوافق مع النظرية؛ حيث تكونت الحياة من عناصر لا عضوية، وصولاً إلى الإنسان خلال عملية تطور استمر ملايين السنين. كما أن أية (الذي خلقك فسواك فعدلك) توضح أن الإنسان لم يكن منتصب القامة في البداية وهو ما يوافق نظرية التطور). ومثل الشيخ عبد الصبور شاهين في كتابه "أبي آدم" الذي هوجم فيه هجوماً واسعاً من قبل رجال الدين، لأنه قرر فيه أن آدم ليس هو أول إنسان، وأن هناك فرق في القرآن بين مصطلحي الإنسان والبشر، فقامت الدنيا عليهولم تقعد، وهو بدوره قام برفع دعوى قضائية ضد د. نصر حامد أبو زيد، فتسبب في تشريده وتكفيره وصدور قرار المحكمة بالتفريق بينه وبين زوجته، لأنه قال بتاريخية القرآن.

• (كمثل العنكبوت اتخذت بيتا)
يقولون أن علم الحشرات يقول أن أنثى العنكبوت هي التي تبني بيتها، والقرآن أثبت هذه الحقيقة منذ 1400 عاماً فقال "اتخذت" ولم يقل اتخذ.
ولم ينتبهوا إلى أن هذه هي طبيعة اللغة العربية في تأنيث المخلوقات الصغيرة، كما في قوله عن النحل: (وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون) هنا قال اتخذي ولم يقل اتخذ، فهل ستسكن أنثى النحل في البيوت وتلقي بالذكر المسكين في الشارع؟! بارك الله في علمهم ونفعنا به. تقول د. بنت الشاطيء: القرآن في هذه الآية يجرى على لغة العرب الذين أنثوا لفظ العنكبوت من قديم جاهليتهم الوثنية ، كما أنثوا مفرد النمل والنحل والدود ، فلم يقولوا فى الواحد منها إلا نملة ونحلة ودودة، وهو تأنيث لغوى لا علاقة له بالتأنيث البيولوجى كما توهم المفسر العصري، فأى عربى وثنى من أجلاف البادية كان ينطقها هكذا فأين الإعجاز العلمى فى هذا الكلام ؟ والمصيبة أن المفسر العصري يوقع نفسه في فخ يقرب المسلم من الكفر وليس من الإيمان نتيجة البلبلة والتناقض واللخبطة التى يقع فيها ، فالقرآن الذي يصف بيت العنكبوت بالوهن والضعف يأتى المفسر العصرى تحت شهوة الإعجاز العلمى فيهدم المعبد على ساكنيه ويصرح بأن خيط العنكبوت أقوى من مثيله من الصلب ثلاث مرات!! (وهم الإعجاز العلمي ص17).
• (رفع السموات بغير عمد ترونها) قالوا: الجاذبية!
ونقول: أن الجاذبية تجذب شيء لشيء، وأما الأعمدة فهي تمنع انجذاب الأرض للماء أو السماء للأرض، فأين الجاذبية هنا؟ مجرد أوهام في رؤوسهم. كما أن السماء في التصور القرآني ليست مجرات كما ثبت في علوم الفلك، ولكنها "سقف مرفوع" بحسب التعبير القرآني، وسقف مادي مبني (والسماء بنيناها بأيد) وهو التصور الخاص بالعرب في ذلك الوقت.
• (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب) قالوا: حركة الأرض.
ونقول: أن الآية أتت في سياق الحديث عن يوم القيامة وأنها تتحدث عن يوم القيامة كما جاء في آية أخرى: (إذا الشمس كورت) إلى قوله (وإذا الجبال سيرت) وأنت حين تنزع النص عن سياقه لكي تلوي عنقه ليتوافق مع أوهامك عن الإعجاز العلمي، فهذا اسمه دجل وشعبذة لا إعجاز علمي.
• (وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم) فزعموا أن للجبال دور في تثبيت الأرض.
وهذه ليست حقيقة علمية ولم يقلها العلم، بل إن الزلازل في معظمها تقع ضمن السلاسل الجبلية، فعلميا الجبال لاعلاقة لها بتثبيت الأرض؛ لأن الأرض في حركة دائمة باستمرار حسب نظرية الصفائح التكتونية فلو كانت الجبال تثبت الأرض لما شاهدنا حدوث زلازل في مختلف بقاع العالم. فالجبال هي بدورها ناتجة عن حركة الأرض فكيف ستثبت الأرض وهي ناتجة عن تصادم الصفائح التكتونية فيما بينها مثل اصطدام صفيح الهند بصفيحة الأوروآسيوية مما نتج عنه ظهور سلسلة جبال الألب. (مقال الإعجاز الجيولوجي في القرآن، على موقع ويكيبيديا).
• (أحرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير)
يقول د. خالد منتصر: (السبب الثانى للضلال كما يسميه الإمام الشاطبي والذي يدعونا لإنكار الإعجاز العلمى هو تحويل العبادات والأوامر الإلهية القرآنية إلى فوائد علمية ونظريات فسيولوجية، وهذا فيه إمتهان للدين والعلم على السواء، ومن أشهر هذه الأوامر الإلهية التي حاول الإعجازيون تبريرها بأسباب علمية وتمريرها على أنها إعجاز علمى أمر الإمتناع عن تناول لحم الخنزير، فأنا كمسلم مطالب بعدم تناول هذا اللحم لأنه أمر إلهى ولكن أن تقدمه لى على أنه إعجاز علمى! فأنت تدفعنى بلامبرر على الرد عليك يادكتور زغلول وأقول أن حديثك عن أضرار لحم الخنزير بأنها إعجاز علمي حديث مضلل، وأقول لك لماذا؟ أولاً لأن الدين الإسلامي ليس الدين الوحيد الذي حرم لحم الخنزير فهناك الدين اليهودى يحرمه أيضاً ، ففى سفر اللاويين والتثنية تقول التوراه عن الخنزير «من لحمها لا تأكلوا وجثتها لا تلمسوا»، وحتى الديانة المصرية القديمة حضت على كراهية الخنزير فيكفي أن إله الشرست قتل الإله حورس بينما كان الأول على هيئة خنزير، وفى الأساطير الكنعانية مات كبير الآلهة على يد خنزير برى، وفى الأساطير الإغريقية قتل الإله أدونيس على يد خنزير برى أيضاً ، إذن مسألة الإعجاز العلمي لمنع الخنزير ستجرنا إلى مقارنة غير مطلوبة، ثانياً : مسألة أن لحم الخنزير من الممكن أن تصيبه دودة شريطية تسمى التينيا سوليم فإن الإعجازيين يخفون عنا أن البقر من الممكن أن تصيبه دودة شريطية أخرى تسمى التينيا ساجيناتا فلماذا لم نحرم أكل البقر أيضاً ؟! ، ويقال أن الخنازير تربى فى حظائر قذرة ولكن إذا عرف د. زغلول أن حظائر الخنازير فى أوروبا أكثر نظافة من بيوت كثيرة موجودة فى بلادنا، وأنه لو شاهد ماذا يأكل الدجاج في حارات وشوارع القرى سيمتنع فوراً عن أكل الدجاج الذي يتناول أحياناً الفضلات ، هل وقتها سيبيح لحم الخنازير إذا ربيت في حظائر نظيفة؟! ، أما العجب العجاب فهو ماسمعته من الإعجازيين عن أن لحم الخنزير يجعل الرجل ديوثاً أى لايغار على إمرأته، وهذا كلام فارغ لا أساس علمى له ولاعقلى والحديث فيه إضاعة للوقت!) وهم الإعجاز العلمي ص36-37
• (أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه يرجعون)
توصلت عـبـقـريـة أحد عباقرة الإعجاز العلمي الإعجازية إلى مالم يخطر على عقل بشر فقد إستنبط منها كل هذه القوانين: قانون الضغط الأوسموزى وقانون التوتر السطحي وتماسك العمود المائى والتوازن الأيونى وقانون التفاضل الكيميائي بين هورمون وهورمون وقانون رفض الفراغ والفعل ورد الفعل!! (وهم الإعجاز العلمي ص 17) ولا تعليق.
ونقول على العكس، ذكر القرآن كثيراً من الأمور التي تتعارض مع العلم مثل رجم الشياطين بالشهب والنيازك، (ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوماً للشياطين) (وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهاباً رصداً) والغريب أن الشهب والنيازك مادة والشياطين أرواح خبيثة، فكيف تضرب المادة الروح؟ والآية الأخيرة تقول أن الرجم بدأ مع البعثة المحمدية، بينما ظاهرة دخول النيازك في الفضاء الجوي ظاهرة كونية عمرها عمر الكون نفسه، سواء قبل البعثة أو بعدها، فأين الإعجاز العلمي هنا؟
ومثل قصة أصحاب الفيل والطير الأبابيل التي في مناقيرها أحجار من جهنم، تلقيها على رؤوس جنود جيش ابرهة، فتنزل من مؤخراتهم.
ومثل قوله: (ويعلم ما في الأرحام) فالعلم الحديث يعلم ما في الأرحام ويحدد جنس الجنين بدقة في مرحلة مبكرة، ولو كان القرآن موجهاً لعصرنا لما قال ويعلم ما في الأرحام، لأن العلم أيضاً يعلم ما في الأرحام! وليس في العلم تحد لله كما يظن الشيوخ وكما أفتى الشيخ أحمد كريمة أن الذكاء الصناعي إلحاد لأنه بديل عن الله عزوجل! وإنما الإنسان هو مظهر الله، أعطاه صفاته وجعله حياً سميعاً بصيراً قادراً خالقاً (فتبارك الله أحسن الخالقين) وليس إنسان اليوم هو إنسان القرون الوسطى ولا إنسان العصر الجاهلي، فهذا وحده هو المخاطب بالقرآن وبـ(يعلم ما في الأرحام).
يقول د خالد منتصر: (مازلت أذكر عندما كنت صغيراً أذهب بصحبة أبى إلى مسجد قريتنا فى دمياط يوم الجمعة، المشهد محفور في الذاكرة كأنه الأمس القريب خطيب كفيف جهير الصوت يكرر ما يقوله كل أسبوع من أدعية مسجوعة وإنذارات للمصلين بالجحيم والثعبان الأقرع، حتى الأخطاء النحوية كانت تتكرر بنفس الكم ونفس الإيقاع ولكن أهم ما علق فى الذاكرة حتى الآن مما كان يكرره الشيخ في كل خطبه هو تفسيره للآية رقم ٣٤ من سورة لقمان ويعلم ما في الأرحام ، والتي كان صوته يتهدج حينها بالتحدى لكل من يتجرأ على القول بأنه يستطيع أن يكشف عن جنس الجنين وهو بداخل الرحم فقد كان العلم فى الآية يفسر عنده على أنه العلم هل الجنين ذكر أم أنثى؟ ، وعرفت بعدها عندما قرأت تفسير الطبري بأن شيخنا معذور فهذا هو ما كتب فى هذا التفسير وغيره من التفاسير، وكنت وقتها مبهوراً بالشيخ وأشجع فيه قدرته على التحدي، وعندما كبرت ودخلت كلية الطب كان جهاز الموجات فوق الصوتية «السونار» وقتها هو أحدث الموضات في التكنولوجيا الطبية، وعرفت من خلال دراستى قدرته على تحديد نوعية جنس الجنين، ولكن بعض الأخطاء البسيطة التى حدثت في تحديده من أطباء الأشعة جعلتنى اهتف سبحان الله وأخرج لساني لأغيظهم وظللت على يقينى وتأييدى لشيخ قريتنا فى دمياط، وعندما تخرجت تزامن وقت تعيينى طبيباً مع الضجة التي حدثت حول جنس الطفل القادم للأمير تشارلز والأميرة ديانا وعرفت أنه قد تم تحديده في بدايات الحمل الأولى بواسطة عينة من السائل الامنيوسى المحيط بالجنين وقد بلغت دقة هذا التحليل نسبة مائة في المائة وبدأت السنة الزملاء هى التى تخرج لإغاظتي وبدأ يقيني وتأييدى لشيخ قريتنا يهتز رويداً رويداً ، وعندما تمت ولادة طفلى الأولى داعبنى زميلى طبيب النساء والولادة بقوله «ما كنت تقولنا علشان نولده هناك في أمريكا وهم يشكلوه زى مانت عايز»، وكانت ثورة الهندسة الوراثية واللعب بالجينات قد بدأت تغزو العقول وتسيطر على جميع المنتديات والمجلات العلمية، وبدأت أتجنب الحديث مع الزملاء وبدأ يقينى وتأييدى لشيخ قريتنا ينهار، وها جمنى زلزال الشك حتى تصدعت الروح وتساءلت: أين الإعجاز العلمي الذي عشت في كنفه أقرأ عنه وأفاخر به الأجانب الغرباء الذين لا تحتوى كتبهم الدينية على مثل هذا الإعجاز الذي سبقنا به العلم منذ ألف وأربعمائة سنة، والتمست النجدة عند شيخنا الشعراوى لعله يكون طوق النجاة فإستمعت إلى حديثه التليفزيوني الذي يدافع فيه عن الإعجاز العلمى فى هذه الآية بالذات ويقول : إلا أن الله لم يكن يقصد الذكر والأنثى وإنما يعلم ما في الأرحام يعني يعلم مستقبلهم ، وأغلقت جهاز التليفزيون حفاظاً على ما تبقى من قواى العقلية) وهم الإعجاز العلمي ص 18-20
ومثل قصة خلق آدم من طين وأكله من الشجرة وإخراجه من الجنة ونزوله إلى الأرض، فمعصية آدم التي يحذر منها القرآن هي عند العارفين: عدم الأكل من شجرة الأسماء والصفات التي أعطاها الله للإنسان، والأكل منها هو أن ينسى الإنسان حقيقته وينسب الأسماء والصفات لنفسه وينسى صاحبها، ولذلك وصف القرآن معصية آدم بالنسيان (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزماً). وأما خلق آدم من طين فهو يتعارض مع العلم الحديث الذي يقرر بما لا يدع مجالاً للشك بأن الإنسان هو نتيجة للتطور لا الخلق، وإذا كان عمر ما بيننا وبين آدم لا يتجاوز عشرة آلاف سنة، فإن "السجل الحفري" فيه آلاف الهياكل العظمية للإنسان البدائي الذي عاش قبل 2 مليون سنة وكان غير منتصب القامة، ثم ظهر من بعده "الهومو إريكتس" أو المنتصب القامة و"النياندرتال" أو الإنسان البدائي وهو أحد أنواع جنس هومو الذي استوطن أوروبا وأجزاء من غرب آسيا وآسيا الوسطى، ثم ظهر الإنسان الحالي وهو ما أسموه بـ"الهومو سابينس" أو الإنسان العاقل المتكلم. هذا ما يقوله العلم، وأما خلق الإنسان من طين فهو التفسير الوحيد الذي يناسب إدراك الناس منذ ألف وأربعمائة سنة أو ألفي سنة، وكان هو التفسير الوحيد المقنع لسؤالهم حول مصدر الإنسان ومن أين جاء، ولكن هذا لا يلزمنا الآن لأن القرآن ليس كتاب علوم، ولكنه كتاب هداية. وتعد قضية خلق آدم من طين أحد الأدلة على أن القرآن والكتاب المقدس ظاهرة تاريخية تراعي طبيعة البيئة التي نزلت فيها وثقافة القوم الذين ظهرت فيهم، ولا يشترط أن تكون كل كلمة وردت فيهما تمثل الحقيقة.
إن دعوى الإعجاز العلمي في القرآن، أنكرها العالم الكبير أبو الريحان البيروني، الذي وضع القرآن في تصنيف خاص به وحده، وقال أنه «لا يتدخل في شأن العلم ولا يُخالطه». والإمام الفقيه الأصولي الأندلسي أبو إسحاق الشاطبي، يقول في كتاب "الموافقات في أصول الشريعة": (المسألة الرابعة: ما تقرر من أمية الشريعة، وأنها جارية على مذاهب أهلها وهم العرب، ينبني عليه قواعد، منها: أن كثيرا من الناس تجاوزوا في الدعوى على القرآن الحد، فأضافوا إليه كل علم يذكر للمتقدمين أو المتأخرين، من علوم الطبيعيات، والتعاليم، والمنطق، وعلم الحروف، وجميع ما نظر فيه الناظرون من هذه الفنون وأشباهها، وهذا إذا عرضناه على ما تقدم لم يصح، وإلى هذا، فإن السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن يليهم كانوا أعرف بالقرآن وبعلومه وما أودع فيه، ولم يبلغنا أنه تكلم أحد منهم في شيء من هذا المدعى، سوى ما تقدم، وما ثبت فيه من أحكام التكاليف، وأحكام الآخرة، وما يلي ذلك، ولو كان لهم في ذلك خوض ونظر، لبلغنا منه ما يدلنا على أصل المسألة، إلا أن ذلك لم يكن، فدل على أنه غير موجود عندهم، وذلك دليل على أن القرآن لم يقصد فيه تقرير لشيء مما زعموا، نعم، تضمن علوما هي من جنس علوم العرب، أو ما ينبني على معهودها مما يتعجب منه أولو الألباب، ولا تبلغه إدراكات العقول الراجحة دون الاهتداء بإعلامه والاستنارة بنوره، أما أن فيه ما ليس من ذلك، فلا. وربما استدلوا على دعواهم بقوله تعالى: {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء} [النحل: 89] . وقوله: {ما فرطنا في الكتاب من شيء} [الأنعام: 38] ونحو ذلك، وبفواتح السور وهي مما لم يعهد عند العرب، وبما نقل عن الناس فيها، وربما حكي من ذلك عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وغيره أشياء. فأما الآيات، فالمراد بها عند المفسرين: ما يتعلق بحال التكليف والتعبد، أو المراد بالكتاب في قوله: {ما فرطنا في الكتاب من شيء} [الأنعام: 38] اللوح المحفوظ، ولم يذكروا فيها ما يقتضي تضمنه لجميع العلوم النقلية والعقلية.. فليس بجائز أن يضاف إلى القرآن ما لا يقتضيه، كما أنه لا يصح أن ينكر منه ما يقتضيه، ويجب الاقتصار في الاستعانة على فهمه على كل ما يضاف علمه إلى العرب خاصة.. فمن طلبه بغيره ما هو أداة له، ضل عن فهمه، وتقول على الله ورسوله فيه، والله أعلم وبه التوفيق) الموافقات ج2 ص 127-131 ط دار ابن عفان.
وقد أدرج عدد من العلماء والمجلات العلمية المختصة الإعجاز العلمي في القرآن ضمن العلوم الزائفة، حيث اعتبروه منهجاً يخالف المنهجية العلمية. كما تعرضت حركة ربط الدين بالعلوم الحديثة التي يتبعها عدد من كتاب الإعجاز العلمي لإنتقادات واسعة من قبل علماء وباحثين غربيين معتبرين هذه المنهجية غير موضوعية وغير علمية. أنكروا بعض المعجزات التي يعتبرها المسلمون إعجاز علمي مثل انشقاق القمر. كما ينكر علماء الفضاء وجود دليل علمي على حدوث انشقاق في القمر. كما تعرض كتاب ومنهج موريس بوكاي لانتقادات واسعة هو الآخر من قبل علماء وباحثين غربيين معتبرين الكتاب غير موضوعي وغير علمي. وكان من أبرز العلماء العرب الذين وقفوا ضد فكرة الإعجاز العلمي شيخ الأزهر محمود شلتوت ود. عائشة عبد الرحمن بنت الشاطيء. (مقال الإعجاز العلمي في القرآن، على موقع ويكيبيديا).
قال الشيخ محمود شلتوت في كتابه تفسير للقرآن الكريم ص ۱۳: «إن هذه النظرة للقرآن خاطئة من غير شك، أولاً : لأن الله لم ينزل القرآن ليكون كتاباً يتحدث فيه إلى الناس عن نظريات العلوم ودقائق الفنون وأنواع المعارف، ثانياً : لأنها تحمل أصحابها والمغرمين بها، على تأويل القرآن تأويلاً متكلفاً يتنافى مع الإعجاز ولايستسيغه الذوق السليم، ثالثاً : لأنها تعرض القرآن للدوران مع مسائل العلوم في كل زمان ومكان والعلوم لا تعرف الثبات ولا القرار ولا الرأى الأخير فقد يصح اليوم فى نظر العلم ما يصبح غداً من الخرافات».
ادعاء الإعجاز العلمي في السنة النبوية
والغريب أن الكهنوت تجاوز وثبة الإعجاز العلمي للقرآن، إلى وثبة أخرى تفوق أختها الأولى أوهاماً ودجلاً، فادعى الإعجاز العلمي للسنة!
(إن الحديث عن أزمة العقل وربطها بانعدام التفكير العلمي، خاصة عند الجماهير، يشير إشارة ضمنية إلى أحداث وقعت للمؤلف نفسه (الدكتور زكي نجيب محمود)، حين اصطدم بالخطاب الديني السلفي مُمثَّلًا في قطب من أبرز أقطابه، هو الشيخ محمد متولي الشعراوي، وذلك في تعليقه على ما يُعْرَف بحديث الذبابة، التي في أحد جناحيها الداء وفي الآخَر الدواء. لقد استطاع الشيخ أن يُؤلِّب «العامة» على فيلسوفنا، كما أَلَّبَهم في مناسبة أخرى على «توفيق الحكيم» حين بدأ ينشر في «الأهرام» بعنوان «حديث مع الله») د. نصر حامد أبو زيد، النص السلطة الحقيقة.
نقض أوهام الإعجازيين حول إعجاز السنة
• حديث: (إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك)
الرد: مر بنا رد د. خالد منتصر على مثل هذا الحديث في آية: (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة..) الآية. وبين أن النطفة قطرة ماء، والعلقة دم غليظ، والمضغة كتلة لحم مما كانت تراه القابلات في عملية الإجهاض، وليس هناك علاقة بين هذا وبين ما تخيله الإعجايون حول الآية والحديث، وإنما كانا ابنا معارف عصرهما.
• حديث: (النجوم أمنة للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد) يذهب القائلون بالإعجاز إلى أن في هذا الحديث الشريف حقيقة علمية أثبتها العلم الحديث، ألا وهي ذهاب النجوم وانكدارها وطمسها، ثم انفجارها وزوالها بتحوُّلها إلى دُخان السماء.
الرد: ليس هناك أي علاقة بين الحديث وبين انفجار النجوم في السماء، وإنما هو يحكي ما كان يراه أي عربي ليلاً من وجود أي نجم ثم اختفائه. كما أن النجوم ليست أماناً للسماء، وليس هناك للسماء ما توعد، على العكس هذا الكلام غير علمي ويتعارض مع لغة العلم.
• حديث: «من ظلم قيد شبر طوقه من سبع أرضين» فالوا أن الحديث يؤيد التصور الأخير الذي أثبتته الدراسات الفيزيائية لتركيب الأرض الداخلي.
الرد: الأمر الأول: أن الذي اكتشفه العلم الحديث أن طبقات الأرض خمسة، كما هو مذكور في ويكيبيديا الإنكليزية، عبر هذا الرابط:
https://en.wikipedia.org/wiki/Earth#Internal_structure
وكما نراه في هذه الصورة:


وهناك مواقع أخرى تقول أنها عشرة:
1. Crust
2.Mohorovicic discontinuity
3.Lithosphere Mantle
4.Low Velocity Zone
5.asthenosphere
6.transition zone
7.lower mantle
8.D" zone
9. Outer Core
10. Inner Core
ولعل السبب في اختلاف العدد أنه ليس للارض طبقات واضحة كقطع الlego. فهناك الآلاف من العوامل الفيزيائية و الكيميائية التي تغير خصائص الارض.
والامر الثاني: أن الإعجازيين يلبسون على الناس، فيذكرون هذا الحديث فقط، ولا يذكرون الأحاديث الأخرى التي تبين المراد بالأرضين السبع وأنها عوالم سبع وليس طبقات سبع، (ما السموات السبع وما فيهن وما بينهن، والأرضون السبع "وما فيهن وما بينهم"، في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة) وعن صهيب رضي الله عنه أن محمداً صلى الله عليه وسلم لم ير قرية يريد دخولها إلا قال حين يراها (اللهم رب السماوات السبع وما أظللن ورب الأرضين السبع "وما أقللن" ورب الشياطين وما أضللن ورب الرياح وما أذرين إنا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها ونعود بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها). فقوله: (وما فيهن وما بينهم، وما أقللن) يدل على أنها سبع عوالم مسطحة، وليست سبع طبقات صخرية لأرضنا الكروية. وهذه السبع عوالم كانت هي التصور القديم للعالم عن السماء والأرض.
الأمر الثالث: ولهذا ذكرت الأساطير اليهودية الأرضين السبع، كما في كتاب أساطير اليهود، Louis Ginzberg على الرابط أدناه :
https://www.sacred-texts.com/jud/loj/loj103.htm
تقول الأسطورة: كما خلق الله سبع سموات، خلق سبع أرضين، كل واحدة منهن مفصولة عن الاخرى بخمس طبقات.
نخلص من هذا إلى أنه لا علاقة لتلك الأحاديث بالعلم الحديث، وأنها نتاج معارف عصرها، مثلها مثل أساطير اليهود في تلك العصور.
• أحاديث السواك، مثل حديث البخاري: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة). جرت عادة الإعجازيين أن يلجأوا إلى أبحاث الطب البديل، وينقلون عنها Copy Paste الخصائص الكيميائية والمواد الفعالة المفيدة للسواك وحبة البركة والعسل الخ.
الرد: السواك مثله مثل غيره من بعض النباتات والأعشاب التي وردت في الحديث النبوي، جزء من تراث العرب وعاداتهم وتقاليدهم وطبهم القديم في الجاهلية، وليس من اختراع النبي محمد أو اكتشافه العلمي كما يروج الإعجازيون. ومن الطبيعي أن تكون له خصائص علاجية مثله مثل أي عشبة أخرى ذكرها داوود الأنطاكي في تذكرته أو عرفها القدماء. وقد ذكره الدكتور جواد علي في كتاب "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام" 16/31 فقال: (وللمحافظة على الأسنان ولظهورها بيضاء نظيفة، استعملوا السواك وبعض الأعواد لاستخراج الفضلات التي تتخلل الأسنان، وما زال الحجاج يستوردون المساويك من مكة. وقد اشتهرت مكة منذ الجاهلية بالسواك، يستخرج من أغصان أشجار تنبت هناك، لأغصانها رائحة طيبة، وتساعد على تبييض الأسنان). فهل نضع عرب الجاهلية مكان النبي محمد في الإعجاز، لسبقهم العلمي له؟! أم أن الأمر أبسط من ذلك، وأنه كان يجري على عادات قومه.
• (ماء مزم لما شرب له) يقولون أنه تم عمل أحد الأبحاث لمقارنة التركيب الكيميائي بين ماء زمزم وبين مصدر مياه آخر صالح للشرب، فوجد أن هنالك تبايناً ملحوظاً في خصائصهما الكيميائية المختلفة، إضافة إلى درجة الحموضة (pH) التي ظهرت بنتيجة 8، بينما كانت في المياه العادية بنتيجة 7,2 حسب باحثين في جامعة الملك سعود. وأن تركيز المعادن فيه أعلى وكل مركب من هذه المركبات الكيميائية له دوره المهم في النشاط الحيوي لخلايا جسم الإنسان، وفي تعويض الناقص منها في داخل تلك الخلايا.
الرد: هذا من ضيق أفق الإعجازيين، وهم في عصر ثورة المعلومات، إذ يكفي أحدهم ضغطة زر على محرك بحث جوجل بعد أن يكتب Holy Well أو البئر المقدس، كما في هذا الرابط على ويكيبيديا الإنجليزية:
https://en.wikipedia.org/wiki/Holy_well
وسيكتشفون أن "المياه المقدسة" ظاهرة قديمة في كل الديانات الوثنية القديمة وفي المسيحية أيضاً، وغالبًا ما يُعتقد أن مياه الآبار المقدسة لها خصائص علاجية، كما يعتقد المسلمون في ماء زمزم تماماً.
بل يكفي أن تكتب على جوجل: " آبار السياحة العلاجية" وهي مصادر طبيعية للمياه المعدنية، وغالبًا ما تكون مياهها ساخنة وغنية بعناصر مفيدة لعلاج الأمراض الروماتيزمية والجلدية والمفاصل. تقع في مصر مثلاً في مناطق مثل الواحات البحرية والداخلة وسيوة.
إذن فالآبار المقدسة والعلاجية التي تفوق غيرها في الخصائص والمعادن، موجودة في كل مكان، وليست مقتصرة على بئر زمزم. والمفاجأة أن عرب الجاهلية كان عندهم آبار كثيرة مقدسة، لم يبق منها إلا بئر زمزم/ يقول د جواد علي في "المفصل من تاريخ العرب قبل الإسلام" 11/418: (السقاية: وفي المعابد سقايا، يُستقى منها الماء للشرب وللتطهر، كأن تغسل الأوجه والأيدي والأرجل بالماء ليسمح للزائر بدخول المعبد، أو لتحل له إقامة الشعائر الدينية. ويعد الماء ماءً مقدسًا؛ لأنه من أرض مقدسة، ولذلك يتبرك به أيضًا ويُستشفى بالشرب منه. وقد عثر المنقبون على آثار آبار وأحواض مطمورة في حرم المعابد، كان المتعبدون يستفيدون من مياهها عند زيارتهم بيوت أربابهم، وعند أدائهم الشعائر الدينية. وبئر زمزم، هي البئر الوحيدة الباقية من آبار بيوت الله التي كانت في الجاهلية) ونكرر: هل نضع عرب الجاهلية مكان النبي محمد في الإعجاز العلمي؟ أم أن الأمر بسيط، وهو أنه كان يجري على عادات قومه.
• (ما ملأ آدمى وعاء شراً من بطنه بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لابد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه) رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما وقوله : المعدة بيت الداء.
الرد: عرف الطب القديم العلاقة بين الصحة والطعام، والمقولة الشهيرة "المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء" هي مقولة عربية شهيرة تُنسب للطبيب الحارث بن كلدة، أما أبقراط، "أبو الطب"، فقال: "اجعل طعامك دواءك ودواءك طعامك" وقال أيضاً: "كل الأمراض تبدأ في الأمعاء". وقال ابن سينا: قلة الطعام تغنيك عن كثرة الدواء.
ويقول د. جواد علي في "المفصل من تاريخ العرب قبل الإسلام" 9/58: (ومن عادات العرب أنهم يقلون من الأكل. ويقولون: البطنة تذهب الفطنة، و"البطنة تأفن الفطنة". وكانوا يعيبون الرجل الأكول الجشع. ويرون أن "الأزم"، أي قلة الأكل أفضل دواء لصحة الأبدان. قيل للحارث بن كلدة، طبيب العرب في الجاهلية: ما أفضل الدواء؟ قال: الأزم. ولهم في ذلك أمثلة كثيرة في الأزم، وضرر البطنة. رووا بعضًا منها على لسان لقمان، ورووا بعضًا آخر على ألسنة الحكماء العرب. وهم يعالجون البطنة بالحمية. لأن المعدة بيت الداء والحمية رأس كل دواء) إذن ليس هناك طب نبوي كما يروج الإعجازيون، بل الأحرى أن نسميه الطب القديم، اعترافاً بوجود علوم ومعارف محدودة في هذا العصر، وكان النبي محمد كأي مثقف يستفيد منها، ولم يكن هو من ابتدعها كما يظن الإعجازيون.
• «خيرُ ما تداويتم به الحجامة» يقولون: تذكر بعض الدراسات أن العلاج بالحجامة يعمل على تحسين حالة الجسم البدنية والنفسية بالإضافة لعلاج العديد من الاضطرابات الدموية مثل الأنيميا والناعور وبعض حالات الروماتيزم وبعض الاضطرابات الجلدية مثل الالتهابات وحب الشباب.
الرد: يقول د. جواد علي عن معرفة عرب الجاهلية للحجامة: (واعتماد الحجام على الموسى يشرط به جروحًا خفيفة يمص منها الدم بكأس من الزجاج توضع فوق الشرط، ثم يسحب الحجام الهواء من الفتحة الضيقة المتصلة بقناة داخل الكأس، فيخرج الدم إلى داخل الكأس, وقد كانت الحجامة من وسائل التداوي في ذلك الزمن) المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام 14/272 والإعجازيون أنفسهم يقولون أن الإسلام لما جاء أقر الحجامة، فما وجه الإعجاز في ذلك؟! هل الإعجاز حصري على التراثيين الأصوليين؟ أليس لعرب الجاهلية إعجاز أيضاً؟!.
• حبة البركة «عليكم بهذه الحبة السوداء، فإن فيها شفاء من كلّ داء إلا السَّام». على عادتهم يذكر الإعجازيون الأبحاث التي أجريت على الحبة السةداء في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وما اكتشفوه فيها من خصائص علاجية.
الرد: لو لم يعرف أهل الجاهلية الحبة السوداء، لقنا أن فيها إعجازاً نبوياً، ولكنهم كانوا يعرفونها، ويبالغون في منافعها كما يقول د. جواد علي، ولذلك قال النبي محمد مبالغاً مثلهم أنها شفاء من كل داء إلا الموت! يقول د. جواد علي: (وعالجوا باستعمال "الحبّة السوداء". استعملوها قليلًا، وأكلًا ولطوخًا، كما سحقوها وخلطوها بالزيت لاستعمالها قطرات في معالجة أمراض الأنف. وقد كانوا يبالغون في منافعها، فاستعملوها في معالجة أمراض كثيرة باطنية وخارجية) المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام 16/30
• «نِعم الإدامُ الخل» ذكروا كالعادة خصائص الخل ودوره في علاج تصلب الشرايين الخ لا سيما خل التفاح.
الرد: لم يذكر الحديث أي فوائد للخل ولم يصرح أنه يعالج الأمراض، وإنما فقط قام بمدحه، إذ ربما كان النبي يحبه، فما الذي أقحم الإعجاز هنا؟!
• (تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس)، (وعندما جاء إلى النبي رجل من بنى فزارة يقول له: ولدت امرأتى غلاماً أسود، وهو حينئذ يعرض بأن ينفيه. فقال رسول صلى الله عليه وسلم: هل لك من إبل؟ قال : نعم. قال: فما ألوانها ؟ قال: حمر. قال: هل فيها من أورق - أي أسمر وما كان لونه كلون الرماد. قال: إن فيها لورقا. قال: فأنى أتاها ذلك. قال: عسى أن يكون نزعة عرق. قال: فهذا عسى أن يكون نزعة عرق). هنا تحدث الإعجازيون عن علم الهندسة الوراثية وأن ا لصفات الوراثية قد تكون سائدة Dominant وقد تكون منتحية Recessive الخ.
الرد: أن عبارة (فإن العرق دساس) لا توميء ولو من بعيد إلى ما خاضوا فيه، ولشهوة الإعجاز فيهم لم يلحظوا أن الحديث الثاني يجيب عن الحديث الأول، فالرجل الفزاي قال ببساطة: (عسى أن يكون نزعة عرق) فلماذا لا نعطيه جائزة الإعجاز العلمي ونحصرها على النبي؟!
وقد ناقش د. خالد منتصر عدداً من الأحاديث المتعارضة مع العلم، في كتابه وهم الإعجاز العلمي ص 42-46. ذكر منها:
• الأحاديث التى أخرجها الشيخان بالنسبة لرفض فكرة العدوى
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا عدوى ولا صفر ولا هـامـه فقال أعرابي : يارسول الله : فما بال إبلى تكون في الرمل كأنها الظباء فيأتي البعير الأجرب فيدخل بينها فيجربها؟ فقال من أعدى الأول"؟! والحديث الثانى: لا عدوى ولاطيرة ويعجبني الفأل والحديث الثالث: "لاعدوى ولاطيرة، وإنما الشؤم في ثلاثه : المرأة والفرس والدار"، والغريب أن هناك أحاديث أخرى تثبت العدوى مثل "إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلاتدخلوها"، والسؤال هل يكمن الإعجاز فى الأحاديث الأولى أم الحديث الأخير؟ وحل هذا التناقض بسيط وهو كما قال كثير من الفقهاء عن أن أحاديث المفاهيم العلمية والطبية والملابس والطعام ...الخ ليست من العقيدة ولا من الأوامر الإلهية الموحاة للنبى.
• الحديث الذي أخرجه الشيخان عن حركة الشمس "يا أبا ذرا أتدري أين تغرب الشمس ؟ قلت: الله ورسوله أعلم ، قال : فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فذلك قوله تعالى والشمس تجرى لمستقر لها"
وللعلم إعتمد على هذا الحديث بن باز في فتواه التي كفر بها من يقول بكروية الأرض وحركتها حول الشمس، وفي رواية أخرى يتحدث الرسول عن أن الشمس يقال لها إرتفعى وإرجعي فتطلع وتغرب ...الخ، ومن المعروف الآن لطلاب المرحلة الإعدادية في الجغرافيا أن الشمس مستقرة في مكانها وأن الشروق والغروب ليس سببه حركتها هي بل سببه دوران الأرض حول نفسها، وأن هذا الشروق والغروب مستمران طيلة الأربع والعشرين ساعة وفى كل لحظة تكون فى حالة شروق بالنسبة لمكان في الأرض، وفى الوقت نفسه في حالة غروب بالنسبة للمكان المقابل من الأرض ومن الواضح أن الحديث يتماشى مع ثقافة أهل هذا الزمان ومفاهيمهم التي تعتبر الأرض ساكنة ومسطحة وأن الشمس هي التي تتحرك، ولم يكن مطلوباً من الرسول أن يكون عالماً بنظريات الفلك في القرن العشرين ولم يكن تقصيراً منه أن يتحدث بلغة وعلوم قومه وإلا لرفض أهل البادية إعتناق دينه حينذاك.
• حديث: خلق الله آدم طوله ستون ذراعاً وأن الخلق لم يزل ينقص بعده حتى الآن والذي أخرجه الشيخان أيضاً
وهنا تبرز إشكالية علمية هامة فالذراع عند العرب إما ٢٤ أصبع أي حوالي 48 سم أو ٣٢ أصبعاً أى حوالى ٦٤ سم ، يعنى بهذا القياس فإن أبانا آدم لن يكون طوله أقل من ثلاثين متراً بأي حال من الأحوال وهذا يخالف كل ما إكتشفه علماء الآثار والحفريات عن أقدم هياكل البشر العظمية التى لا يختلف طولها عما عليه الإنسان الآن إلا قليلاً، وأيضاً لم يلاحظ هذا القصر التدريجي من ثلاثين إلى عشرين إلى عشرة متر ... الخ، والغريب أن هذا الحديث مثلما أدهشنى أدهش الحافظ بن حجر العسقلاني فقد كتب في كتابه "فتح البارى": ويشكل على هذا ما يوجد الآن من آثار الأمم السالفة كديار ثمود، فإن مساكنهم تدل على أن قاماتهم لم تكن مفرطة في الطول على حسب ما يقتضيه الترتيب السابق، ولا شك أن عهدهم قديم، وأن الزمان الذي بينهم وبين أول هذه الأمة، ولم يظهر لي إلى الآن مايزيل هذا الإشكال».
• حديث آخر أخرجه الشيخان يقول إذا سمعتم صياح الديكة فإسألوا الله من فضله، فإنها رأت ملكاً ، وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان، فإنه رأى شيطاناً».
وهذا الحديث من غرائب مرويات أبى هريرة، وسنناقش بالمنطق هذا الحديث فالقرآن والحديث ينصان على أن لكل إبن آدم ملائكة حفظة وملكان يكتبان أعماله وعلى ذلك فلابد أن تصيح الديكة طيلة الأربع والعشرين ساعه، وكذلك الحال مع الحمار لابد هو الآخر أن ينهق أربعاً وعشرين ساعة لأن لكل إنسان شيطاناً موكلاً به وقريناً يضلله، وفي الحديث المتفق عليهِ: «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر، وصلاة العصر، ثم يَعرُج الذين باتوا فيكم فيسألهم [ربُّهم] وهو أعلم بكم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلُّون، وأتيناهم وهم يُصلُّون» وفي القرى المصرية نشاهد حميراً كثيرة أمام المساجد وفي الشوارع فيجب عليها أن تنهق عند الآذان طبقاً لهذا الحديث ولأن هناك حديثاً يقول "إذا نودى للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط".
• الحديث الذى أخرجه الشيخان والذي يقول «مامن مولود يولد إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخاً من نخسة الشيطان إلا إبن مريم وأمه»!
وبالطبع يعرف جميع أطباء النساء والولادة أن سبب صراخ المولود هو دخول الهواء للرئتين لأول مرة بعد أن كان يعتمد الجنين على الحبل السرى فى الغذاء والأوكسيجين.
• حديث آخر أخرجه الشيخان مروى عن أبى هريرة ويتعارض مع العلم الحديث ويقول "إشتكت النار إلى ربها فقالت رب أكل بعضى بعضاً، فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء، ونفس في الصيف، فأشد ماتجدون في الحر، وأشد ماتجدون من الزمهرير"
وبالطبع ينكر علم الجغرافيا هذا الكلام فسبب الحر والبرد عوامل جغرافية وجوية مثل ميل الشمس وعموديتها وحركة الرياح والضغط الجوى والقرب والبعد عن سطح البحر...الخ، والسؤال إذا كان هذا النفس يخرج على العالم كله فكيف نفسر تفاوت وإختلاف درجات الحرارة في بقاع العالم المختلفة في نفس الوقت؟! انتهى كلام د. منتصر، وسيأتي بيان أنه لا وجود لما يسمى بجهنم في فصل خاص.
• حديث (نحن أمة أمية، لا نحسب ولا نكتب) هل هو من الإعجاز العلمي أيضاً ؟!!
تاريخ الصراع بين العلم والدين في أوروبا
يعتقد الأصوليون أن الله يحتاج أن ندافع عنه وعن النصوص المنسوبة إليه، بأن نقدسها ونعتقد أنها أزلية أبدية حاكمة على العلم وحرية الإنسان في البحث والإبداع والتقدم، وهذا هو سبب محاربة العلم من قبل المتدينين في فترات الإنحطاط الحضاري (الغرب في العصور الوسطى، ونحن في الوقت الحالي). ولكن لا شك أن الإطلاع على تاريخ الصراع بين الكنيسة والعلماء في أوروبا، ثم انتصار العلم في النهاية واعتذار الكنيسة عن جرائمها التي ارتكبتها في حق العلماء، لا شك أن هذا يخفف من حدة الأصولية والتفكير الخرافي في عالمنا العربي.
ولذلك ينقل د. خالد منتصر عن (الكتاب القيم الذي صدر عن دار الهلال وهو من تأليف الفيلسوف برتراند راسل وترجمة د. رمسيس عوض تحت عنوان "الدين والعلم" وفيه يعرض المؤلف لبعض المعارك التي إشتعلت بين رجال الدين والعلم والتى للأسف في معظم الأحيان راح ضحيتها علماء قتلوا أو أحرقوا أو أجبروا على التوبة، ولكن كان ولا بد من هذا الثمن حتى تتطور الحضارة، وأعتقد أن سبب تقدمهم وتأخرنا فى هذا المجال، هو أننا لم ندفع ثمن العبور من بوابة الحضارة حتى هذه اللحظة.
الصراع بين الكتاب المقدس والعلم الحديث في الغرب كان صراعاً محتدماً بين مرجعية النصوص وقوة ودقة الملاحظة والمشاهدة والتجربة، وأولى لقطات هذا الصراع هو نظرية دوران الأرض، وأول أبطاله هو كوبرنيكوس والذي قال عنه لوثر «إنه نصاب يحاول أن يبين أن الارض هى التى تدور وليس السماوات أو الشمس والقمر»، وكان مصدر هذه التهمة هو الإستناد إلى بعض آيات الكتاب المقدس مثل الآية التى تخبرنا بأن يوشع أمر الشمس وليس الأرض ان تقف فى مكانها، والاية رقم 1 من المزمور ۹۳ والتي تقول «أيضا تثبتت المسكونة لا تتزعزع».
أما البطل الثانى فهو جاليليو وتلسكوبه الذى جر عليه المتاعب وأضاف أربعة أجرام سماوية اخرى فوق السبعة الذين آمن بهم القدماء فحدث الانزعاج والرفض لأن هذا لا يستقيم مع إشارات الكتاب المقدس، لأن الأجرام السبعة هى الشمعدانات السبعة التي تحدث عنها سفر الرؤية، وكانت نتيجة هذا الهجوم ترقية قسيس دومنیکانى بسبب موعظة ألقاها حول نص الكتاب المقدس ذهب منها إلى أن الهندسة رجس من الشيطان وأنه ينبغي إستبعاد علماء الرياضة باعتبارهم مؤلفى كل الهرطقات.
وقد دخل علماء الجيولوجيا والأحياء في جدل عنيف مع رجال اللاهوت حول قصة سفينة نوح والتى استبنط منها اللاهوتيون أن كل الحيوانات الموجودة حالياً تنتمى إلى أنواع تمثلت فى الحياة في سفينة نوح، وبذلك فالأنواع ثابتة لا يطرأ عليها التغيير أو التبديل وكان أى شك في ذلك خاصة من علماء البيولوجيا المؤمنين بالتطور كفيلاً بإلصاق تهمة الكفر، وجاء اكتشاف أمريكا ليحير اللاهوتيين فأمريكا كانت أبعد ما تكون عن الجبل الذى وجدت عليه سفينة نوح ومع ذلك فقد عثر فيها على حيوانات كثيرة ليس لها وجود في الأماكن التي تحتل مركزاً وسطاً، فكيف استطاعت هذه الحيوانات السفر إلى هذه الأماكن النائية ؟؟
وتلقى داروين معظم الهجوم حتى أنه وصف من قبل المتعصبين من رجال الدين بأنه الرسول الذي يدعو الى عبادة القذارة».
وبعد الفلك والجيولوجيا جاء الصراع مع علم الطب والذي كان اكثر احتداما وعنفاً، ففلسفة المرض عند رجال الدين القدامى هو أنه عقاب من الله، وقد ذهب القديس أو غسطين إلى أن أمراض المسيحيين ترجع إلى الشياطين.
وإمتدت الخزعبلات من الأمراض الجسمية الى الأمراض النفسية والتي ارتبطت بالسحر إعتمادا على الآية ١٨ في اصحاح 22 من سفر الخروج والتى تقول "ولا تدع ساحرة تعيش".
ومن الأشياء الطريفة فى تاريخ هذه المحظورات، والتي تجعلنا نقول ما أشبه اليوم بالبارحة وما أشبه اقول القساوسة القدامى بأقوال الشعراوى الحالية والذين قالوا ما يشبه قوله عن غسيل الكلى أنه تأجيل لمشيئة الله ، فقد وقفوا ضد تلقيح الجدرى لدرجة قيام قسيس انجليكانى بنشر موعظة جاء فيها أن «قروح ايوب ترجع دون شك إلى أن الشيطان قام بتلقيحـه!!»، واشترك كثير من قساوسة اسكتلندا في إعداد بيان جاء فيه أن التلقيح يعتبر «محاولة لإصابة حكم الله وتقديره بالارتباك»، وقال أحد القساوسة عن مرض الجدرى إذا كنا قد ابتلينا بمرض الجدري فإن ذلك يرجع الى ما مارسناه من عربدة فى الشتاء الماضي فقد انغمسنا فى شهوات الجسد لدرجة أثارت غضب الله» !!
وحتى التخدير واكتشافه الذي أنقذ البشرية من الآلم واتاح الفرصة لأعقد العمليات الجراحية ان تجرى فى أمان كامل، حتى هذا الاكتشاف لم ينج من تدخل رجال الدين الذين إعترضوا حين حاول أحد الأطباء سنة ١٨٤٧ ان يستخدم التخدير فى حالات الولادة، وذكروا الآية ١٦ في الاصحاح الثالث من سفر التكوين والتي تقول «بالوجع تلدين اولادك».
ننتقل إلى المعارك بين العلم والدين وهى كثيرة في مجتمعنا الاسلامى، ولنبدأ بعلم الفلك والذى يتحكم فى كثير من طقوسنا الدينية كمواقيت الصلاة وصوم رمضان ورؤية هلال بداية الشهور الهجرية . الخ، وهاهو كل رمضان ينذرنا بأن مشكلة تحديد بداية الشهر لم ولن تحسم هل هى برؤية العين ام بحساب العلم الفلكي؟ وتظل البلاد الاسلامية أسيرة التخبط والانقسام. والحمد لله فأمتنا لا ينقصها الانقسام، فهي منقسمة أصلاً سياسياً واقتصادياً، ولكن الإنقسام الديني يأتي ليكمل الحلقة، ولكن المفاجأة ان ما نتحدث عن من تحديد لبداية الشهور الهجرية هو ترف شديد وأمنية حالمة بل ومستحيلة لأنه لابد من أن نعرف أنه يوجد من لا يعترفون ببديهية علم الفلك الأساسية من أصله، وهى أن الأرض تدور حول الشمس والتى أثبتها كوبرنيكوس وحوكم من أجلها جاليليو حتى اصبحت من أساسيات المعرفة الإنسانية ككل وليس علم الفلك فقط، ولنقرأ سويًا فتوى الشيخ الإمام عبد العزيز باز حتى نحكم بأنفسنا .. يقول الشيخ الامام عبد العزيز بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية في عام ١٩٧٦: «القول بأن الشمس ثابته وأن الأرض دائرة هو قول شنيع ومنكر، ومن قال بدوران الأرض وعدم جريان الشمس فقد كفر وضل ويجب أن يستتاب وإلا قتل كافراً ومرتداً ويكون ماله فيئاً لبيت مال المسلمين.
ونأتى هنا الى مسألة المنهج التي تحدثنا عنها في السابق ونسأل الى ماذا استند الشيخ بن باز في فتواه، هل استند الى رأى اهل العلم وهم في هذه الحالة علماء الفلك؟، الواقع لا، فهؤلاء العلماء كفره ولكنه إستند الى القرآن الكريم والأحاديث وكتب السلف الصالح، أما عن هذه الأدلة التى قدمها بن باز فيما بعد سنة ۱۹۸۲ فقد كانت كالتالي: أولاً: الدلالة على جريان الشمس والقمر فقد استند بن باز الى بعض الأيات القرآنية مثل قوله تعالى وسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل مسمى»، «والشمس تجرى لمستقر لها»، «وسخر لكم الشمس والقمر دائبين»، «فلا أقسم برب المشارق والمغارب» ، ويقول بن باز في تفسيره أن الجرى فى لغة العرب هو السير والإنتقال من مكان الى مكان، فالشمس جارية أى سائرة متنقلة من منزله ، وأما ما إستمده من الأحاديث الشريفة لإثبات صحة فتواه فهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوماً أتدرون أين تذهب هذه الشمس؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال ان هذه تجرى حتى تنتهى الى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال لها إرتفعى وإرجعى حيث جئت ... الخ»، ثم يضيف الإمام بن باز بأن الشمس سقفها ليس بكروى وإنما هو قبة ذات قوائم تحمله الملائكة!) وهم الإعجاز العلمي ص 48-53 وذكر د. منتصر قضايا أخرى متعددة دار حولها الصراع بين أهل العلم ورجال الأهر، مثل قضية تحريم أطفال الأنابيب وختان الإناث ونقل الأعضاء وثبوت شهر رمضان برؤية الهلال أو بالحساب الفلكي وغير ذلك، وهي تدل على أننا نعاني نفس ما عاناه العلماء مع رجال الدين في القرون الوسطى.



#محمد_بركات (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قواعد التنوير الأربعون | القاعدة السادسة: ضرورة معرفة تاريخ ...
- قواعد التنوير الأربعون | القاعدة الخامسة: العلاقة بالآخر ومش ...
- قواعد التنوير الأربعون | القاعدة الرابعة: تاريخية النص الدين ...
- قواعد التنوير الأربعون | القاعدة الثالثة: الكهنوت العدو الأخ ...
- قواعد التنوير الأربعون | القاعدة الثانية: لا يوجد دين رسمي ع ...
- قواعد التنوير الأربعون | القاعدة الأولى: الله ظاهر في خلقه
- المختار من الفتوحات المكية (23) محيي الدين بن عربي
- المختار من الفتوحات المكية (22) محيي الدين بن عربي
- المختار من الفتوحات المكية (21) محيي الدين بن عربي
- المختار من الفتوحات المكية (20)
- المختار من الفتوحات المكية (19) محيي الدين بن عربي
- المختار من الفتوحات المكية (18) محيي الدين بن عربي
- المختار من الفتوحات المكية (17) محيي الدين بن عربي
- المختار من الفتوحات المكية (16) محيي الدين بن عربي
- المختار من الفتوحات المكية (15) محيي الدين بن عربي
- المختار من الفتوحات المكية (14) محيي الدين بن عربي
- المختار من الفتوحات المكية (13) محيي الدين بن عربي
- المختار من الفتوحات المكية (12) محيي الدين بن عربي
- المختار من الفتوحات المكية (11) محيي الدين بن عربي
- المختار من الفتوحات المكية (10) محيي الدين بن عربي


المزيد.....




- الاحتلال يهدم غرفة زراعية في دير بلوط غرب سلفيت
- الاحتلال يعتقل خمسة مواطنين من سلفيت بينهم أمين سر
- أستاذ تاريخ وحضارة: الصهيونية الدينية سيطرت على إسرائيل والع ...
- أوغندا: اعتقالات تكشف فبركة استخبارية لإدانة جماعة إسلامية
- شيخ الأزهر يرفض تجويع غزة ويدعو إلى تضامن عربي وإسلامي
- -الرئاسية لشؤون الكنائس- تدعو لنصرة أهل فلسطين وحماية أرضها ...
- من دعا من؟ خلاف يسبق لقاء البابا ورئيس إسرائيل في الفاتيكان ...
- مصر.. ساويرس ورده على -دليل إلغاء الإخوان للديمقراطية- يشعل ...
- قاليباف: على الحكومات الإسلامية اتخاذ خطوات عملية لوقف آلة ا ...
- من الحركيين إلى التقليديين: إعادة إنتاج الأفيون باسم الإسلام ...


المزيد.....

- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد بركات - قواعد التنوير الأربعون | القاعدة السابعة: خطورة الإعجاز العلمي على العقل المسلم