أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد بركات - المختار من الفتوحات المكية (15) محيي الدين بن عربي















المزيد.....

المختار من الفتوحات المكية (15) محيي الدين بن عربي


محمد بركات

الحوار المتمدن-العدد: 8419 - 2025 / 7 / 30 - 18:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


• [حنين العارفين إلى النساء]
وأما النسوان فنظر العارفين فيهن وحنين العارفين إليهن حنين الكل إلى جزئه كاستيحاش المنازل لساكنيها التي بهم حياتها ولأن المكان الذي في الرجل الذي استخرجت منه المرأة عمره الله بالميل إليها فحنينه إلى المرأة حنين الكبير وحنوه على الصغير فحبهن فريضة واقتداء به عليه السلام
قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم حبب إلي من دنياكم ثلاث النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة
فذكر النساء أترى حبب إليه ما يبعده عن ربه؟ لا والله بل حبب إليه ما يقربه من ربه ولقد فهمت عائشة أم المؤمنين ما أخذ النساء من قلب رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم حين خيرهن فاخترنه فأراد الله تعالى جبرهن وإيثارهن في الوقت ومراعاتهن وإن كان بخلاف مراد رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فقال لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ من بَعْدُ ولا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ من أَزْواجٍ ولَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ فأبقى عليه رحمة به لما جعل في قلبه من حب النساء ملك اليمين وهذه من أشق آية نزلت على رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فقالت عائشة ما كان الله ليعذب قلب نبيه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم والله ما مات رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم حتى أحل له النساء فمن عرف قدر النساء وسرهن لم يزهد في حبهن بل من كمال العارف حبهن فإنه ميراث نبوي وحب إلهي فإنه قال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم حبب إلي فلم ينسب حبه فيهن إلا إلى الله تعالى فتدبر هذا الفصل تر عجبا.
• [السبب في صعوبة المخالفة للنفس]
وإنما صعب على النفس المخالفة لكريم أصلها وعلو منصبها فإن النيابة الإلهية في العالم لها فتقول في نفسها بيدي أزمة الأمر وملاكه ولا سيما وقد خلقني الله تعالى على الصورة فمخالفتي مخالفة الحق من هذا المقام يكون لها المخالفة موتا أحمر وحجبت هذه النفس عن الاتساع الإلهي وعما خلقت له وعن العلم بأن الصورة ليست لكل نفس وإنما هي للنفس الكاملة كنفوس الأنبياء ومن كمل من الناس.
• فلا ينبغي للعاقل أن يساعد النفس فيما تتعلق به من الأمور التي تأمره بها مما يقع له فيها غرض إما عرضي أو ذاتي إلا المؤمن والعارف فالمؤمن يساعدها في الغرض الذاتي وهو كل ما تأمره به من المباح خاصة ومن ملذوذات الطاعات وأما العارف الذي الحق سمعه وقواه فيساعدها في جميع أغراضها فإنه نور كله والنور ما لا ظلمة فيه ولذلك
كان صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم يقول في دعائه (واجعلني نورا)
لأن النفس ما ينسب إليها ذم إلا بعد تصريفها آلتها في المذموم وهو الظلمة فيقال قد اغتاب الغيبة المحرمة عليه وقد كذب الكذب المحرم عليه وما لم يظهر الفعل على الآلات لم يتعلق بها ذم والعارف قد وقع الإخبار الإلهي عنه بأن الحق جميع قواه فذكر الآلات فلهذا أبحنا للعارف مساعدة النفس لما هو عليه من العصمة في ظاهره الذي هو الحفظ.
• [ما كان في الجبلة فمن المحال عدمه]
الحسد وصف جبلي في الإنس والجان وكذلك الغضب والغبط والحرص والشرة والجبن والبخل وما كان في الجبلة فمن المحال عدمه إلا أن تنعدم العين الموصوف بها ولما علم الحق أن إزالتها من هذين الصنفين من الخلق لا يصح زوالها عين لها مصارف يصرفها فيها فتكون محمودة إذا صرفت في الوجه الذي أمر الشارع أن تصرف فيه وجوبا أو ندبا وتكون مذمومة إذا صرفت في خلاف المشروع وإذا عرفت هذا فلا عناد ولا نزاع.
• اعلم أيدك الله أن الشكر هو الثناء على الله بما يكون منه خاصة لصفة هو عليها من حيث ما هو مشكور ومن أسمائه الشكور وشاكر وقد قال لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ فهي صفة تقتضي الزيادة من المشكور للشاكر وهي واجبة بالاتفاق عقلا عند طائفة وشرعا عند طائفة فإن شكر المنعم يجب عقلا وشرعا وما تسمى الله تعالى بشاكر لنا إلا لنزيده من العمل الذي أعطاه أن يشكرنا عليه لنزيده منه كما يزيدنا نعمة إذا شكرناه على نعمه وآلائه ولا يصح الشكر إلا على النعم
[الاسم الإلهي الشكور من خصوص أهل الله والاسم الشاكر حظ العامة]
فتفطن لنسبة الشكر إليه تعالى ببنية المبالغة في حق من أعطاه من العمل ما تعين على جميع أعضائه وقواه الظاهرة والباطنة في كل حال بما يليق به وفي كل زمان بما يليق به فيشكره الحق على كل ذلك بالاسم الشكور وهذا من خصوص أهل الله
وأما العامة فدون هذه الرتبة في أعمال الحال والزمان وجميع الكل فإذا أتوا بالعمل على هذا الحد من النقص تلقاهم الاسم الشاكر لا الشكور فهم على كل حال مشكورون ولكن قال الله تعالى وقَلِيلٌ من عِبادِيَ الشَّكُورُ فهم خاصة الله الذين يرون جميع ما يكون من الله في حقهم وفي حق عباده نعمة إلهية سواء سرهم ذلك أم ساءهم فهم يشكرون على كل حال وهذا الصنف قليل بالوجود وبتعريف الله إيانا بقلتهم وأما الشاكرون من العباد فهم الذين يشكرون الله على المسمى نعمة في العرف خاصة
[الشكر نعت إلهى وهو لفظى وعلمى وعملى]
والشكر نعت إلهي وهو لفظي وعلمي وعملي فاللفظي الثناء على الله بما يكون منه على حد ما تقدم والعملي قوله تعالى وجِفانٍ كَالْجَوابِ وقُدُورٍ راسِياتٍ اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وقَلِيلٌ من عِبادِيَ الشَّكُورُ فهذا هو الشكر العملي وقوله وأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ فهو موجه له وجه إلى اللفظ وهو الذكر بما أنعم الله به عليه فإذا ذكر ما أنعم الله به عليه من النعم المعلومة في العرف من المال والعلم فقد عرض نفسه لنقصد في ذلك فيجود به على القاصد فيدخلك في الشكر العملي لأن من النعم ما يكون مستورا لا يعرف صاحبها أنه صاحب نعمة فلا يقصد فإذا حدث بما أعطاه الله وأنعم عليه به قصد في ذلك فلهذا أمر بالحديث بالنعم، والتحدث بالنعم شكر والإعطاء منها شكر على شكر فجمع بين الذكر والعمل فيقول الحمد لله المنعم المفضل
[الشكر العلمي هو حق الشكر وهو الشكر الحق]
وأما الشكر العلمي وهو حق الشكر فهو أن يرى النعمة من الله فإذا رأيتها من الله فقد شكرته حق الشكر
خرج ابن ماجة في سننه عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أن الله أوحى إلى موسى يا موسى اشكرني حق الشكر قال موسى يا رب ومن يقدر على ذلك قال يا موسى إذا رأيت النعمة مني فقد شكرتني حق الشكر. وهذا هو أعلى الشكر في الشاكرين وهو هين على العارفين المتجردين عن أوصافهم برد الأمور إلى الله.
• لا يرفع اسم الصبر عن العبد إذا حل به بلاء فسأل الله تعالى في رفع ذلك البلاء كما فعل أيوب عليه السلام فقال مَسَّنِيَ الضُّرُّ وأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ وأثنى الله عليه فقال مع هذا السؤال إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً فليس الصبر حبس النفس عن الشكوى إلى الله في رفع البلاء أو دفعه وإنما الصبر حبس النفس عن الشكوى إلى غير الله والركون إلى ذلك الغير.
• الصدق شدة وصلابة في الدين والغيرة لله من أحواله ولصاحبه المتحقق به الفعل بالهمة وهو قوة الايمان قيل لأبي يزيد ما اسم الله الأعظم الذي به تنفعل الأشياء فقال أروني الأصغر حتى أريكم الأعظم ما هو إلا الصدق أصدق وخذ أي اسم شئت أسماء الله كلها عظيمة قال تعالى والَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ أي أصدق حبا لله من حب المشركين لمن جعلوهم شركاء والصادق من أسمائه. وكان للإمام عبد القادر على ما ينقل إلينا من أحواله حال الصدق لا مقامه وصاحب الحال له الشطح وكذلك كان رضي الله عنه وكان للإمام أبي السعود بن الشبلي تلميذ عبد القادر مقام الصدق لا حاله فكان في العالم مجهولا لا يعرف ونكرة لا تتعرف نقيض عبد القادر عجزا محققا لتمكنه في مقام الصدق مع الله كما كان عبد القادر محققا متمكنا في حال الصدق فرضي الله عنهما فما سمعنا في زماننا من كان مثل عبد القادر في حال الصدق ولا مثل أبي السعود في مقام الصدق.



#محمد_بركات (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المختار من الفتوحات المكية (14) محيي الدين بن عربي
- المختار من الفتوحات المكية (13) محيي الدين بن عربي
- المختار من الفتوحات المكية (12) محيي الدين بن عربي
- المختار من الفتوحات المكية (11) محيي الدين بن عربي
- المختار من الفتوحات المكية (10) محيي الدين بن عربي
- المختار من الفتوحات المكية (9) محيي الدين بن عربي
- المختار من الفتوحات المكية (8) محيي الدين بن عربي
- المختار من الفتوحات المكية (7) محيي الدين بن عربي
- المختار من الفتوحات المكية (6) محيي الدين بن عربي
- المختار من الفتوحات المكية (5) محيي الدين بن عربي
- المختار من الفتوحات المكية (4) محيي الدين بن عربي
- لقاء محيي الدين بن عربي بابن رشد في قرطبة
- المختار من الفتوحات المكية (3) محيي الدين بن عربي
- المختار من الفتوحات المكية (2) محيي الدين بن عربي
- المختار من الفتوحات المكية محيي الدين بن عربي (1)
- ما هي العبادة المظلمة التي لا يبالي الله بها
- روض الرياحين من حكايات الصالحين (1)
- تعلم فن الكتابة (1)
- التفسير الصوفي الفلسفي للقرآن الكريم (6)
- التفسير الصوفي الفلسفي للقرآن الكريم (5)


المزيد.....




- أوليفييه روا: الغرب لا يرى الإسلام مشكلة ثقافية بل كتهديد وج ...
- البيت الأبيض: واشنطن قد تدعم تصنيف جماعة الإخوان -إرهابية-
- المحامي العام يكشف تفاصيل تتعلق بوفاة شاب في الجامع الأموي
- من سوريا إلى ألمانيا .. العنف الطائفي وصل الشتات السوري
- صحيفة سويسرية: الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط بين التهديد ...
- حركات يهودية مناهضة للصهيونية تتحدى إسرائيل من أوروبا
- وفاة شاب في الجامع الأموي.. السبب يشعل مواقع التواصل
- الأردن.. النيابة تستدعي -متسترين- على أملاك جماعة الإخوان
- مقتل الشاب يوسف اللباد بعد اعتقاله بالجامع الأموي يثير جدلا ...
- النيابة الأردنية تستدعي متهمين -بالتستر- على أملاك جماعة الإ ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد بركات - المختار من الفتوحات المكية (15) محيي الدين بن عربي