أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - لعبة الأمم (5) التوجس من عبدالناصر














المزيد.....

لعبة الأمم (5) التوجس من عبدالناصر


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8572 - 2025 / 12 / 30 - 10:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أفاض مايلز كوبلاند في كتابه "لعبة الأمم" بالحديث عن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، بداية على صعيد انهماك الأميركيين الحثيث في دراسته والتأكد من توجهاته، بغية تحقيق "تعاون أوسع وأعمق بيننا"، مع أننا، كما يقول، لم نستبعد تحوله إلى خصم لنا ومُنازع.
بعد أسابيع من اللقاءات مع الضباط الأحرار، تشكل لدى الأميركيين اعتقاد أن حركة الجيش في مصر ليست شبيهة بالإنقلابات في سوريا، التي افتقدت ميزة الاستقرار والثبات لكثرة الثوار فيها. الثورة في مصر، من تصميم عبدالناصر لوحده وإخراجه، وينقاد له مساعدوه ورفاقه بسهولة ويُسر. ولم يدع عبدالناصر حركة الجيش تحمل طابع العصيان المسلح، الهادف إلى اغتصاب السلطة، بل عَمِدَ إلى تسليم الإدارات إلى ضباطه المقتنعين بآرائه السياسية والمُعاهِدِين على تنفيذها. وأفلح عبدالناصر في توحيد البلاد، وتشكيل حكومة اتصفت "بالمناعة ضد الانقلابات" بتعبير كوبلاند.
وبالكاد مر عام على حركة الجيش، حتى تولَّد لدى الأميركيين اعتقاد بأن النظام الجديد أضحى أقوى من أن يطيح به أي انقلاب آخر.
أما الموقف الموجِّه للأميركيين بشأن التحول التاريخي في مصر، فنجده في العبارة التالية المصاغة بعناية من قِبَل كوبلاند، إذ يقول:"فيما يخصنا نحن الأميركيين، فكل ما نطمح إليه لا يتعدى العثور على لاعب ماهر، يشاركنا الجلوس إلى طاولة "لعبة الأمم" ويؤدي دوره بكل انسجام وهدوء. فعلى صعيد السياسة الداخلية، لم نكن لنتدخل في قرارات عبدالناصر وتصرفاته اطلاقًا، ولم تكُن تعنينا طالما أنها لا تضع مخططات سياسته موضعًا يتعارض مع سياستنا الخارجية ويعرِّض مصالحنا للخطر".
يقول كوبلاند أن احتكاكه بعبدالناصر، على مرِّ السنين أكثر من أي انسان غربي آخر. ومع أنني، كما يواصل كوبلاند، كنت أملك حرية زيارته والتحدث إليه حتى الآن في ظروف مريحة ينطلق فيها على سجيته مرة كل شهر أو شهرين، إلا أن الظروف لم تعد لتسمح بتكرار تلك الزيارات العابرة التي كنت أفاجئه بها، حيث كنا نتناول معًا طعام الغداء. ويفضح كوبلاند فيما سنبسطه بعد قليل على لسانه حقيقة أهداف العديد من زياراته لعبدالناصر، إذ يُقر بأنه "كان يزوره لإنجاز مهمة لرفيق أو تكليفًا رُغم أنفه من طبيب نفساني أو عادي أو مسؤول في وكالة المخابرات الأميركية لأتحرى لهم أيَّة بوادر في انهيار صحته أو انحراف في تفكيره...". ويعترف كوبلاند بما لا يقل أهمية وخطورة بخصوص أهداف توجه أميركا في البداية لدعم عبدالناصر، وذلك من منطلق رغبة البيت الأبيض في توفر زعيم بلد عربي رئيس، يتمتع بنفوذ قوي على شعبه وعلى بقية العرب. وله من القوة ما يُمكِّنه من أن يتخذ ما شاء من القرارات الخطيرة، وغير المقبولة عند "الغوغاء"، مثل عقد صُلح مع اسرائيل.
ويورد كوبلاند في الكثير من صفحات كتابه، وفرة من الأدلة المؤكِّدَة اهتمام أميركا وأجهزتها آنذاك بأدق التفاصيل المتعلقة بسياسات عبدالناصر، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، أسباب رفضه الأحزاب. يقول كوبلاند إن عبدالناصر أخبر العديد من زواره الغربيين إن تعدد الأحزاب سوف يتمخض عن ظهور حزب مدعوم من أميركا، وآخر من الانجليز، وثالث من السوفييت. وتصبح البلاد عُرضة للتنافس بين هؤلاء الثلاثة، إلا إذا توفرت الحكومة على قدرات مالية تمكنها من منافسة هؤلاء الممولين الثلاثة الكبار لتدعم حزبًا يتبنى أفكارها ورؤاها. وبرأي كوبلاند، فإن عبدالناصر مدرك تمام الإدراك قابلية العناصر المتفوقة في المجتمع المصري للإنجذاب إلى الحركات المتطرفة. ولدى هذه الحركات نزعة في أن تكون ضد الفئة الحاكمة مهما كانت نوعيتها وطبيعتها. ليس هذا كل ما في الأمر، حيث يضيف كوبلاند ما يقول إنه رأي لعبدالناصر، مؤداه أن عبارة "الشعب الحُر" كما يراها ويفهمها، بإمكانها أن تفعل وتنجز كثيرًا في دولة غربية مثالية. لكنها لا تعني في دولة عربية نموذجية، إلا هدر الطاقات في طرق مُعطلة للإنتاج ومعوقة له. (يتبع).



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب بمنظور غوستاف لوبون
- المتآمرون الحقيقيون ضد العرب
- ظام مأزوم ولىس رئيسًا مهووسًا بالحروب!
- مداخلة بحثية في كتابنا (الإنسان والدين)
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (11) والأخيرة خلاصات
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (10) صدام مسلح مع الإنجل ...
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (9) برنامج الثورة وانطلا ...
- لعبة الأمم (4) عهد جديد في مصر وقيادة مختلفة
- لعبة الأمم (3) دروس وعِبر لمن يريد أن يقرأ ويفهم ما يقرأ ويت ...
- لعبة الأمم (2) انقلاب حسني الزعيم من اعدادنا وتخطيطنا !
- لعبة الأمم (1) لا مجال للأخلاق في السياسات الخارجية الأميركي ...
- منطقتنا لن تقبل الكيان اللقيط يا سيادة المستشار
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (8) أسباب الثورة
- مصر العربية أم الفرعونية؟! (3) وأخيرة
- الفلسفة في مواجهة التطرف
- مصر العربية أم الفرعونية؟!(2)
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (7) احتقانات واجتماعات و ...
- مصر العربية أم الفرعونية؟! (1 )
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (6) ارهاصات سبقت الثورة
- لماذا يندفع البرتقالي لوقف الحرب في أوكرانيا !


المزيد.....




- وسط تصعيد وضربة سعودية.. الإمارات تعلن سحب قواتها من اليمن
- سرقة بالملايين من خزائن بنك ألماني.. في واحدة من أكبر عمليات ...
- اعتراف إسرائيلي بأرض الصومال .. هل وُلِدت دولةٌ جديدة؟
- فرنسا وتسع دول أخرى تعرب عن قلقها إزاء -تدهور الوضع الإنساني ...
- استشهاد طفلتين وعمليات نسف متزامنة برفح ومدينة غزة
- نصائح للوقاية من العدوى المنقولة بالغذاء
- عبر الخريطة التفاعلية.. تفاصيل المشهد اليمني عبر الخريطة الت ...
- فيديو لغارة أمريكية على قارب بشرق المحيط الهادئ يثير تساؤلات ...
- السعودية: المملكة لن تتردد في مواجهة أي مساس أو تهديد لأمنها ...
- تصاعد موجة الاحتجاجات في إيران بسبب ارتفاع الأسعار بشكل حاد ...


المزيد.....

- صفحاتٌ لا تُطوى: أفكار حُرة في السياسة والحياة / محمد حسين النجفي
- الانتخابات العراقية وإعادة إنتاج السلطة والأزمة الداخلية للح ... / علي طبله
- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - لعبة الأمم (5) التوجس من عبدالناصر