أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - نداء أخير إلى قوات قسد














المزيد.....

نداء أخير إلى قوات قسد


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8572 - 2025 / 12 / 30 - 08:14
المحور: القضية الكردية
    


لا تنازل أمام المنظمات التكفيرية. لا مراهنة على “تطمينات” سلطةٍ لا تملك قرارها، ولا قراءة رومانسية لواقعٍ كُتب بدمٍ واضح. أي تراجع اليوم، أي انكسار في الموقف، لن يُقرأ بوصفه حكمة سياسية، بل سيُترجم فورًا إلى مذابح على الهوية، الشعب الكوردي سيُقتل لأنه كوردي، والمكوّن العربي سيُستباح تحت لافتة “الخيانة”، وبقية المكوّنات ستُسحق بين هذين السيفين. هذه ليست نبوءة، بل تجربة رأتها سوريا مرارًا حين فُتح الباب للتكفير باسم الدولة.
لم تتمكّن الأنظمة المجرمة والعنصرية البائدة، بكل ما راكمته من خبرات في الفساد وصناعة الكراهية وتفكيك المجتمع السوري، من بلوغ ما بلغته حكومة الجولاني خلال عامٍ واحد. نصف قرنٍ من أجهزة القمع، وملايين أُنفقت على الفتنة، وفروعٍ أمنية خُصّصت لهندسة الانقسام، لم تُنتج هذا السيل الجارف من الحقد الممنهج، ولا هذا التصعيد الفجّ في الخطاب العنصري، ولا هذا التوسّع المتعمّد في صراعات الهوية، كما فعلت سلطة انتقالية واحدة خلال سنة واحدة. فماذا لو استمرّت أربع سنوات أخرى كمرحلة انتقالية؟ وهل ستبقى سوريا، حينها، دولةً ووطنًا؟
ما عجز عنه النظام البائد خلال أكثر من ستين عامًا، أُنجز بسرعة مذهلة خلال شهور قليلة: تشتيت البنية الاجتماعية، قطع الروابط الثقافية، وتدمير العلاقات الإنسانية بين شعوب سوريا. كما تمكّنت هذه الحكومة من حشدٍ واسع لمروّجي الكراهية، وشرعنةٍ للإجرام المذهبي والطائفي، وتعميقٍ مقصود للشرخ بين المكوّنات السورية، ولا سيما بين الشعبين الكوردي والعربي السني المتطرّف، حتى بات التحريض فعلًا يوميًا، والكراهية سياسة، والقتل رأيًا.
دُفعت عشائر عربية، بوعيٍ كامل، إلى كراهية الدروز وصولًا إلى مجازر جماعية. وانطلقت مجموعات من المتطرّفين لتستعيد منطق الذبح والسبي ضد العلويين بلا مواربة. وتحوّلت تنظيمات سنّية عسكرية وسياسية وثقافية إلى منصّات تكفيرٍ شامل للشعب الكوردي، لا استثناء فيه، وخرج من بينها من يتمنّى قتل أطفال الكورد والدروز بوصفه “خاتمةً مجيدة”. هذا ليس انفلاتًا عابرًا، بل بنية عنف مكتملة تُدار وتُبرَّر.
صحيح أنّ النظام البائد خلّف دمارًا بنيويًا وخرابًا ثقافيًا عميقًا، لكن ما ترسّخ خلال السنة الماضية أعاد إنتاج تلك الثقافة بوجهٍ أشدّ قبحًا، وبخطابٍ أدهى، وبمنسوب كراهية أخطر. نحن أمام انتقال مُعلن إلى عصر ظلمات جديد، دولة بلا ركيزة، ديمغرافيا بلا وطن، وشعوب تُدفع إلى كراهية بعضها بعضًا بالهوية لا بالسياسة.
لهذا، فإن مسؤولية قوات قسد اليوم ليست تكتيكًا عابرًا ولا صفقة مرحلية، بل خط دفاع أخير عن حياة شعوب منطقة الإدارة الذاتية جميعًا. أي تنازل أمام التكفير لن يُنقذ أحدًا، بل سيطلق آلة قتل لا تميّز بين كوردي وعربي، وسرياني، وعلوي، ودرزي. التاريخ في سوريا لا يرحم المترددين، والحياد أمام الإلغاء ليس حيادًا، بل اشتراكًا صامتًا فيه.
الثبات الآن ليس خيارًا عسكريًا فقط، بل واجبًا أخلاقيًا وتاريخيًا.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
22/12/2025م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين تصمت غزة وتتكلم قسد، الإعلام العربي في خدمة المخطط الترك ...
- حين تتحوّل واشنطن بوست إلى أداة تخوين لا إلى مساءلة
- الحكومة السورية الانتقالية على حافة السقوط
- كيف بدّدت واشنطن بوست ما تبقّى من مصداقيتها في سوريا،
- الحكومة السورية الانتقالية بلا إنسانية: أسرى منذ 2012 بلا عف ...
- من البيت الأبيض
- سياسة واشنطن في سوريا إدارة الإرهاب بدل اجتثاثه
- حوار مع الظلام أم شراكة واعية في محو الكورد؟
- التحالفات المتحوّلة في سوريا
- من يُختطف السُّنّة باسم صدام حسين، حكومة انتقالية أم إمارة ت ...
- منبر الأموي يكرّر خطيئة الكوفة الجولاني يخطب بلسان الحجاج
- ترامب يسلّم جنوده للتكفيريين دمٌ أميركي على عتبة الجولاني
- من جامع النوري إلى الأموي سلالة الحكم بالمحراب
- يوم سقوط المجرم في سوريا وصعود التكفير
- أحمد الشرع في مرآة الأسد ليست مقارنة، بل فضيحة
- من يقف خلف تقرير رويترز؟
- الجزيرة ليست صامتة من يصادر صوتها هو من يخاف الحقيقة
- حين تتحوّل الصحافة إلى تبييض للإرهاب، ويصبح الكذب “تحليلاً س ...
- تفكيك المجتمع السوري بخطاب التكفير
- كيف صنعت الحكومة الانتقالية أقوى حُجّة لتقسيم سوريا


المزيد.....




- تطورات إيجابية في حقوق الإنسان في العالم عام 2025.. كيف وأين ...
- الأمم المتحدة: الفاشر شبه مهجورة وعدد قليل من الأشخاص يحتمون ...
- مصادر محلية: قوات الاحتلال تشن حملة مداهمات واعتقالات في قري ...
- الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو: الحملة ضدي هي بسبب آرائي في ...
- الأردن يدين قرارا إسرائيليا بقطع الكهرباء والمياه عن مكاتب ا ...
- خريجون وعاطلون يتظاهرون في واسط للمطالبة بالتعيين في حقل الظ ...
- الأمم المتحدة: وفاة 3 نساء في اليمن يوميا بسبب مضاعفات صحية ...
- الكنيست يصادق نهائيا على قطع الكهرباء والمياه عن -الأونروا- ...
- قوات الاحتلال تنزع علم الأمم المتحدة وترفع علمها فوق مقر الأ ...
- هكذا أثرت الحرب في السودان على الأطفال من ذوي الاحتياجات الخ ...


المزيد.....

- الى جمهورية كردستان الاشتراكية المتحدة!، الوثيقة 3 - كردستان ... / كوران عبد الله
- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - نداء أخير إلى قوات قسد