أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احسان جواد كاظم - استباحة حرمة المقابر - حتى الموتى لم يسلموا منهم !!!














المزيد.....

استباحة حرمة المقابر - حتى الموتى لم يسلموا منهم !!!


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 8571 - 2025 / 12 / 29 - 07:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


" الحي أبقى من الميت " اللازمة المتداولة عادة، خصوصاً في بلادنا التي يعاني فيها الإنسان الحي من ضنك العيش والمحاصر في كافة شؤون حياته بما فيها سهولة ارسال احد ما إلى حتفه وجعله من سكنة القبور لأتفه الأسباب. طائفية دينية عشائرية…

وبسبب ثقافة القبور والتمسك بالموتى وتقديسهم السائدة في مجتمعنا، تجعل تدنيس قبور المعارف والأحبة إثم لا يمكن قبوله او الصفح عنه.

مناسبة هذا الحديث هو ما تعرضت لها مقابر مواطنينا المسيحيين في شقلاوة شمال البلاد وقبلها في منطقة أرموطة من تدنيس وكسر صلبان وشواهد قبور بشكل يعبر عن حقد أسود دفين. إذ لا يمكن السماح لهذه الحادثة أن تمر دون تمحيص جدي.


من المؤكد أن وازع مرتكبيها الأساسي ديني متطرف، هدفه بث البغضاء والكراهية بين ابناء الشعب من منطلق اقصائي متزمت، وترهيب مواطنينا من الكلدان والسريان والآشوريين ودفعهم لقطع جذورهم التاريخية الأصيلة ببلاد الرافدين الذين هم أول من سكنها وبناها منذ فجر التاريخ لحد يومنا هذا.

لقد سبق وان قامت شراذم داعش الارهابية قبل سنوات باستباحة مقدسات الإيزيديين والمسيحيين والشبك والكاكائية في منطقة سهل نينوى وتدمير معابدهم وكنائسهم ناهيك عن مقابر أسلافهم، بعد أن أوغلت في دمائهم.

السؤال الذي يطرح نفسه اليوم ونحن نتغنى بالقضاء على داعش وقبلها القاعدة و محقهما، من هم مرتكبو هذه الجريمة؟
أن أصابع الاتهام تشير لا محالة للتشكيلات المتعصبة دينياً في إقليم كردستان العراق، التي ترفض ايديولوجيتها كل تنوع إثني في المنطقة، كما قد تشير إلى قوى وشخصيات سياسية واجتماعية لها مصلحة في تطهير عرقي للاستحواذ على أراضي المسيحيين وعلى تنفيذ تغيير ديموغرافي للمناطق والتحكم بالتركيبة القومية للسكان فيها بالتالي.

الجهات الرسمية أشارت نحو " فرد مجنون " هو الذي قام بالعمل، ولكن من المؤكد أن اضطرابه الذهني لم يتشكل بدون بيئة وظروف سائدة مواتية ساعدته في بلوغ الحالة التي دفعته لهذا الفعل.

التغول الديني في فرض قيم رجعية ونمط حياة متخلف، لاجبار المواطنين للخضوع إلى شرائع القرن السابع الميلادي، وضعف الإجراءات في منع إشاعة التعصب والتشدد، وتقصير الأجهزة القضائية والتنفيذية في تطبيق القانون، بحزم، خشية الانتقام من أطراف متجبرة، كل هذه العوامل تعتبر سبب مباشر لانحسار قيم التسامح، اضافة الى القصور في التثقيف بمخاطر الفكر الداعشي ومشتقاته الايديولوجية الاقصائية، في المدارس ووسائل الإعلام والمساجد.. وهي معضلة كل البلاد!

في ذاكرتي حادثة جرت في جنوب شرق بولندا، والتعاطي الخلاّق للسلطات المحلية معها، حيث قامت شلة من اليمينيين القوميين البولون بتدمير شواهد قبور في مقبرة لليهود هناك بدافع حقد ايديولوجي أثني.

واضافة للتحريات الشُرطية الروتينية المعتادة للقبض على مرتكبي التخريب، طالب أعضاء يساريون في مجلس المنطقة المحلي، إلقاء محاضرات تثقيفية في المدارس، لفترة محددة، تتحدث عن مكانة ودور مواطنيهم اليهود في حياة وتطور المدينة والمنطقة عبر تاريخها، لقطع الطريق على الفكر المنحرف.

كم نحن بحاجة لمثل هذه الحملات التثقيفية، لاسيما وان تاريخنا المعاصر، حافل بالشخصيات المسيحية ومن أبناء القوميات والإثنيات الأخرى الذين رفدوا الثقافة الوطنية العراقية بابداعاتهم بألوان التنوع الفكري الثر واعطوها نكهتها المميزة.. وتأثيراتهم الكبيرة في كل مجالات الحياة الأخرى من السياسة والفن والرياضة والاقتصاد…

وضرورة تشكيل وعي وطني قويم لدى شبابنا الصاعد، من خلال تضمين مناهجنا المدرسية أدوار وإنجازات ومساهمات ممثلي كل شرائح شعبنا المتنوعة في بناء الوطن ورفعته…

لا سيما ونحن نعيش أجواء أعياد الميلاد المجيد والسنة الجديدة، حيث نشهد تعالي دعوات سلفية مشبوهة و أصوات نشاز من على المنابر الطائفية ودعاة فرقة وسياسيين متزمتين دينياً، إلى الامتناع عن مشاركة أبناء شعبنا المسيحيين بالعيد او تهنئتهم و تجنب إدخال شجرة عيد الميلاد بكل زهوها وجمالها البيوت بدعوى انها تجلب الفقر…

فكرهم الشاذ كما يقول العراقيون " مثل الرمل ما ينعجن "!!!



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرس الانتخابي - فرحة لم تكتمل !
- عن الوضع التغريبي في النهج التشتيتي !
- بعبع البعث… المُدجن !
- تحسباً للقدر الشمشوني المندلق من السماء أو المنبثق من الأرض ...
- يالبؤس مروجي دعايتهم الانتخابية !!!
- المختَطفة تسوركوف وسلق الانتصارات الوهمية على قفاها !
- حجر في مستنقع راكد !
- ( أنا ) المحافظ المتضخمة !
- تفرّج على المحرقة من على شرفته !!!
- على هامش فاجعة حريق الكوت - استغلال سياسي دنيْ !
- رواتب موظفي الاقليم، رواتب الحشد الشعبي… حلول
- الألزهايمر المجتمعي وصفة للتخلف !!!
- نور زهير قادم !
- التأرجح بين ماما إيران وبابا أمريكا… والبقية تأتي !
- سمو شباب تشرين… مهانة أعدائهم !
- الصفحات المطوية من وقائع الحرب العالمية الثانية - انتفاضات ب ...
- عبد المحسن السعدون… محمد شياع السوداني - تناقض المواقف !
- انشقاقات لأغراض انتخابية !
- إيران بين خيارين - الحرب الطاحنة أو الإذعان المهين !
- حرب كريهة مدمرة, لا نتمناها لأحد !


المزيد.....




- بن غفير يدفع بقانون لتقييد الأذان في المساجد بنظام تصاريح مش ...
- بن غفير يقود معركة جديدة لمنع رفع الأذان داخل الخط الأخضر
- الصدر: دعاة التطبيع وداعمو الفساد لا يمثلوننا ولا يمثلون الم ...
- موازين القوى تتغير.. -ثوار- بنغلاديش يشكلون تحالفا انتخابيا ...
- الإفتاء الفلسطيني يرفض مشروع قانون إسرائيلي جديدا لحظر رفع ا ...
- مجلس الإفتاء الفلسطيني يرفض مشروع قانون إسرائيلي لحظر الأذان ...
- غزال غزال.. من منبر الخطابة إلى قيادة الطائفة العلوية في سور ...
- غزال غزال.. من منبر الخطابة إلى قيادة الطائفة العلوية في سور ...
- مصر.. السجن المشدد 15 عاما لـ-شاعر الإخوان-
- فيديو متداول لـ-تهديد باستهداف العلويين والمسيحيين- في سوريا ...


المزيد.....

- رسالة السلوان لمواطن سعودي مجهول (من وحي رسالة الغفران لأبي ... / سامي الذيب
- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احسان جواد كاظم - استباحة حرمة المقابر - حتى الموتى لم يسلموا منهم !!!