أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - عبد المحسن السعدون… محمد شياع السوداني - تناقض المواقف !














المزيد.....

عبد المحسن السعدون… محمد شياع السوداني - تناقض المواقف !


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 8333 - 2025 / 5 / 5 - 20:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعرف العراقيون قصة انتحار ثاني رئيس الوزراء بعد تأسيس الدولة العراقية، أيام العهد الملكي عبد المحسن السعدون في النصف الأول من القرن الماضي، الذي ينتصب تمثاله في بداية أهم شوارع العاصمة العراقية المسمى بإسمه شارع السعدون. بعد رفضه التوقيع على معاهدة عام 1925، التي أرادت سلطات الاحتلال البريطاني من خلالها فرض بنود مجحفة تضمن افضليات مهمة لبريطانيا على حساب سيادة العراق ومصالحه، وإلغاء قرارات له بتخفيض رواتب المستشارين البريطانيين وتقليص امتيازاتهم.

تدور شكوك حول ظروف إنتحاره، لا سيما وأنه كضابط مسلكي تدرج في رتبه، وقاتل ضد قوات الجنرال الانكليزي مود عند احتلالها للعراق، لا يمكن رميه بضعف الشخصية والوهن.
واياً كانت ظروف نهايته المأساوية هذه، أكانت إنتحاراً أم تصفية، فإنه ذهب إلى دار حقه بعد أن سطّر موقفاً وطنياً، رافضاً، في سجل التاريخ، نال إعجاب العراقيين وتقديرهم العالي لتضحيته وإيثاره.

واليوم حيث تحتدم المشاعر الغاضبة، بعد تقديم رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني ورئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد إلتماساً للمحكمة الاتحادية العليا بإعادة النظر في قرارها برفض الإقرار بدستورية وقانونية تنازل الدولة العراقية عن حقوقها التاريخية في خور عبد الله ( خور - ممر مائي ) لصالح دولة الكويت… والذي ترافق مع تنامي الاحتجاج الشعبي لهذا الموقف اللاوطني الغريب والمفرّط بالحقوق الوطنية من السلطة التنفيذية وقبلها مجلس النواب العراقي بغالبيته الإسلامية. ..
وبالخداع الذي مورس حول طبيعة وحقيقة الاتفاقية بالادعاء بأنها لتنظيم الملاحة في الخور، بينما هي عملية بيع رخيصة للخور بمجمله.

يورد المهندس البحري ووزير النقل السابق عامر عبد الجبار طرفة برلمانية والألم يعتصر قلبه حول موقف ( نواب الشعب ) من التصديق على اتفاقية خور عبد الله التميمي مع الكويت، فعند تقديم الاتفاقية امام مجلس النواب، إعتبرها ممثلو الشعب " مذلة " ولكن عند طرحها للتصويت، صوتوا لصالح التنازل عن الخور وعن حقوق العراقيين !!!
تُرى أيّة قوة خارقة أو أي إله جعلهم يُغيرون مواقفهم ويجردهم من غيرتهم الوطنية، برمشة عين، ويضغطون على زر الموافقة " موافج " !

كما لم يوضح الرئيسان للعراقيين أوجه الكسب والمنفعة من صفقة بيع الخور للكويت !!!

وكان الكشف عن تسلم مسؤولين كبار في الدولة رشاوى بالمليارات وهدايا ثمينة، عند توقيعهم الأولي على الصفقة عام 2013، باعتراف الكويتيين أنفسهم… قد أغضب الأوساط الشعبية أكثر وطالبت بالانسحاب من الاتفاقية الجائرة.
وقد هدد وزير كويتي، إثر ذلك، بالكشف عن المسؤولين العراقيين القابضين للرشاوى، لو جرى التراجع عن الاتفاق. وهو بذلك يكون قد فضح فساد حكومته من حيث لا يدري، أي ان فساد المسؤولين الرسميين يتلبس الجانبين، الراشي والمرتشي!!!
وهذا الإعتراف الكويتي بحد ذاته سبب أخلاقي وقانوني واضح لبطلان الاتفاقية!

تأخر بت المحكمة الاتحادية العليا في كلمتها الأخيرة للعدول عن موقفها الدستوري لصالح رغبة رئيسي الوزراء والجمهورية في التخلي عن خور عبد الله للكويت، حتى إشعار آخر ، بينما يتنامى الرفض الشعبي ضد أي تنازل عن أيّة أراضٍ أو مياه أو حقول نفط عراقية لأيّ كان… وزير كويتي عبّر عن انزعاجه للرفض الشعبي وذكّر إلى أن يهتموا بالتنازلات الحكومية للحقوق العراقية لإيران، ويجب أن يكون لهم حصتهم أيضاً. وكأن العراق أصبح لقمة سائغة يحق لكل من هب ودب أن يقضم قطعة من أرضه ومياهه.
وكل ذلك طبعاً بسبب الطغمة الفاسدة التي رهنت البلاد بالجملة لإيران، ومستعدة لتجزئة العراق وبيعه بالقطعة لشذّاذ الآفاق، لأنهم بلا وازع وطني.

أننا نعيش محنة وطن ومحنة شعب مع هذه الطغمة التي حمت، بالأمس، اعراض العراقيين، كما تدعي، لكنها تبيع اليوم أرضهم ومياههم في سوق النخاسة.

أن التحرر من آثار وآثام عصور الاستبداد ومن آثار وآثام سنوات الاحتلال الأجنبي وحكم الطوائف والأعراق والعشائر، أصبح المخرج الوحيد لإنقاذ البلاد من التمزق وصيانة وحدته الوطنية.

تاريخ العراق حافل بالانتفاضات والثورات ضد الطغاة من كل الأنواع، و النضالات ضد المحتلين من كل الأجناس، لذا ونحن على أعتاب انتخابات برلمانية، فإن تآزر الوطنيين و انتفاض كل من يعز عليهم مصير الوطن العراقي وكل من يهمه انقاذه من مافيا الفساد، أصبح ضرورة حاسمة لا يمكن التكاسل او التهاون إزائها، وإجراء مراجعة شاملة لفترة العشرين عاماً الماضية بما فيها نهج المحاصصة الذي سلكوه، وتحديد جوانب الفشل وتسمية المسؤولين عنه، وتقديم كل من فرط بمصالح العراقيين وسيادتهم للمحاكم العراقية لينال حسابه العادل.

تَعسّفَ قومٌ بالعراقِ وساومُوا….. على وطنٍ ما سِيم يوماً بأثمانِ

الشيخ محمد رضا الشبيبي



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انشقاقات لأغراض انتخابية !
- إيران بين خيارين - الحرب الطاحنة أو الإذعان المهين !
- حرب كريهة مدمرة, لا نتمناها لأحد !
- بالربيع التركي خسروا مرتين !!!
- عقوبات ترامب ولا حساب الشعب !!!
- التغيير القادم… شكوك ومخاوف !
- - تعديل قانون يراعي الشريعة ويجافي الإنسان - !
- زيارة مسعود البارزاني لبغداد - غموض… تعتيم… جحود !
- إيتمار بن غفير - فاشي من هذا الزمان !
- بقي بايدن… عاد ترامب - يك* حساب !
- العالم على كف عفريت !
- من يضع بيضه في سلّة أمريكا.. خسران !
- هل أمسك نتنياهو بخيط الضوء الذي في آخر النفق ؟
- العراق - بلد نفطي بنزينه غالٍ وغازه مُبدد !!!
- بولونيا - انتخابات ليست على مرام اليمين !
- ساميّة… لا ساميّة !!!
- إتيكيت انتخابي !
- هستيريا الصغار من أفعال الكبار !
- عشيقات الميليشياوي ميليشيا !
- ما السر الكامن وراء حرق القرآن !


المزيد.....




- بلو آيفي كارتر تتألق في جولة والدتها بيونسيه -Cowboy Carter- ...
- سوريا: ما حصيلة المواجهات في صحنايا والسويداء وما الاتفاق ال ...
- غارات إسرائيلية في اليمن بعد يوم من سقوط صاروخ باليستي على م ...
- إسرائيل تستعد لتوسيع عملياتها في غزة.. وعائلات الرهائن: يعرض ...
- مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز تدين الاعتداءات الإسرائيلية ...
- المبادرة المصرية تطالب نيابة أمن الدولة بإسقاط اتهامتها الجد ...
- عقيلة صالح: تشكيل حكومة موحدة في ليبيا يحظى بترحيب دولي ويعد ...
- الجيش الإسرائيلي يشن غارات تستهدف مناطق على الحدود السورية ا ...
- شولتس يوجه رسالته الأخيرة لزيلينسكي
- تسريبات عبرية عن اتفاق إسرائيلي مع حماس في الدقيقة الـ 90 بو ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - عبد المحسن السعدون… محمد شياع السوداني - تناقض المواقف !