أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - احسان جواد كاظم - - تعديل قانون يراعي الشريعة ويجافي الإنسان - !














المزيد.....

- تعديل قانون يراعي الشريعة ويجافي الإنسان - !


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 8108 - 2024 / 9 / 22 - 04:47
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الرفض لما يُراد فرضه على الاسرة العراقية من تعديل طائفي شيعي على قانون الأحوال الشخصية النافذ 188 لعام 1959 وتفريغه من جوهره المدني والذي أبلى بلاءً حسناً منذ تاريخ إصداره لحد الآن رغم بعض الهنات التي شابته والتي ينبغي معالجتها والسعي إلى تطويره بما يناسب مستجدات عصرنا الراهن.

قوى الإسلام السياسي وبعض رجال الدين تريد من خلال طرح مقترح التعديل الذي يرتكن إلى أحكام فقهية, فرض هيمنة ثيوقراطية من خلال جعل سلطة مشايخ الدين أعلى من سلطة القاضي، وهو أمر ترفضه أوساط شعبية واسعة وممثلي التوجه الوطني والديمقراطي والمنظمات النسوية والمدافعة عن حقوق الإنسان والطفل وحقوقيون كُثر.
وقد كان الفيلسوف الانكليزي جون لوك على حق عندما قال : " حين ينتهي القانون يبدأ الطغيان "!

الغريب في كل هذا الجدل أن دعاة التعديل الذي يُشرعن الشذوذ من قبيل مفاخذة الرضيعة ونكاح القاصرات واجبار النساء المطلقات على ممارسة المتعة مع طليقها كشرط لتسلمها نفقتها الشهرية منه، ثم تسهيل إجراءات الطلاق المنفلت لأي سبب واه، إضافة إلى تمزيق المجتمع طائفياً بغلق باب الزواج بين شخصين لمجرد اختلاف انتمائهما الطائفي. يرمون المعارضين للتعديل من القوى المدنية والمنظمات النسوية في شرفهم والعداء للدين, والعلاقة بالسفارات الاجنبية، وأنهم يسعون إلى تخريب المجتمع وبث قيم فاسدة فيه.

رهط الذئاب ينتهزون فرصة امساكهم بسلطة الحكم لينهشوا جسد العراقي المسجى على طاولة مشرحتهم بعد سرقة ثرواته والاستئثار بها والتفريط بسيادة البلاد وفتح حدودها لكل من هب ودب، بينما تنتهك حقوق المواطن وتصادر حريته.

التعديل المقترح فوق ما يتضمنه من إبهام وصياغات أكد قانونيون على ركاكته، حافل بالخروقات الدستورية. يستدعي قيم ونظم وأحكام لم تستطع حل المشاكل الاجتماعية طوال 14 قرناً، والدليل هشاشة مجتمعاتنا وأميّتها وغياب بوصلتها وشللها عن مواكبة عصر تحدي وانجازات تحققها شعوب حيّة متنورة.

التعديل إياه يفترض تقديمه للتصويت في مجلس النواب دون مناقشة مدونتي الوقفين الشيعي والسني التي سترفق بهما بعد تقديمها بعد ستة أشهر من التصويت، يكتبها مجموعة من مشايخ الوقفين ( متهمة بتلاعب مالي )...
تمرير ذلك سيكون أشبه بتوقيع شيك على بياض، وهم بذلك كمن "يبيعنا سمكاً بالشط " في محاولة لخداع المواطنين بما يعرف عن حيلّهم الشرعية، لما سيكون لهم الكلمة الطولى في شؤون الأحوال الشخصية للمجتمع بكل جوانبها من زواج وطلاق وإرث وحضانة وزواج القاصرات وتفخيذ لأنلأرضيعات…

اصرارهم على فرض هذا التعديل المجحف بحق المرأة والأطفال والصغيرات منهم بالخصوص, يعني إننا " على شفا جُرفٍ هار ". وهو عنوان انحطاط أخلاقي وتخلف عقلي أكثر منه فكري, بحجة واهية انها جزء من شرعهم وتدوينات فقهائهم دون النظر إلى خلوّ هذه التعديلات من انسانية وعدالة.

هذه الأحكام والشرائع هي أدعى لأن تُجمد وتُعطل فهي لا تشتمل على قدسية لأنها اجتهاد بشري وليست من القرآن بشيء، لأنها لا تتناسب مع روح العصر ومدى تقبل الإنسان السوي لها، فقد عبر مؤيدوها بأنهم غير مستعدين لتزويج بناتهم القاصرات، وهذا يعني، حكماً, تشريع ميت، فلماذا الإصرار على فرضه واين المنطق في ذلك ؟ لاسيما وان هناك أمور مثل العبودية وسبي النساء وردت في القرآن عُطلت لتعذر إنفاذها في عصرنا الراهن.

مريديهم الذين هرّجوا على مواقع التواصل الاجتماعي منتظرين منهم منحة ستجيئهم محنة !
سيكونون أشبه بملابس منشورة على حبل غسيل، الريح تتلاعب بهم ومشاعر الندم تأكلهم !

ولأن الأمثال هي عبارة موجزة تُصاغ نتيجة تجربة أو حادثة معينة لنستخلص خبرة او قيمة إنسانية منها ثم تتكرس كحكمة شعبية متداولة بين أبناء المجتمع… فكان هذا المثل العراقي الممعن في راهنيته !
عادة الأمثال، تُضرب ولا تُقاس!

“ من الملا دير بالك… من المعمم إحفظ عيالك " !



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارة مسعود البارزاني لبغداد - غموض… تعتيم… جحود !
- إيتمار بن غفير - فاشي من هذا الزمان !
- بقي بايدن… عاد ترامب - يك* حساب !
- العالم على كف عفريت !
- من يضع بيضه في سلّة أمريكا.. خسران !
- هل أمسك نتنياهو بخيط الضوء الذي في آخر النفق ؟
- العراق - بلد نفطي بنزينه غالٍ وغازه مُبدد !!!
- بولونيا - انتخابات ليست على مرام اليمين !
- ساميّة… لا ساميّة !!!
- إتيكيت انتخابي !
- هستيريا الصغار من أفعال الكبار !
- عشيقات الميليشياوي ميليشيا !
- ما السر الكامن وراء حرق القرآن !
- مصداقية غائبة… ثقة معدومة
- براغماتية الثعالب !
- هدية - الإطار التنسيقي الشيعي - للعراقيين والمعجزة الاقتصادي ...
- كوميديا دانتي والكوميديا العراقية
- ورود انتظرت من يُهديها !
- ظل البيت لمطيرة وطارت بيه فرد طيره *!
- المانيا - الهجمات على الديمقراطية - أمس واليوم !


المزيد.....




- لأول مرة في التاريخ.. امرأة تتولى منصب رئيس جهاز MI6 في بريط ...
- الاعتذار وحده لا يكفي .. ورقة رصد حول وتحليل لخطابات الاعتذا ...
- نتنياهو يتوعد إيران بسبب -قتل النساء والأطفال-
- مصر.. جريمة اغتصاب سيدة معاقة تهز البلاد
- استقبل الآن تردد قناة كراميش 2025 الجديد على النايل سات لمتا ...
- فوق السلطة: طقوس اغتصاب أطفال تهز إسرائيل ونتنياهو متهم برعا ...
- أيهما أقوى ذاكرة: النساء أم الرجال؟ ولماذا؟
- ” سجلي فورًا متترديش” خطوات التسجيل في دعم ساند للنساء 1446 ...
- دور المرأة المقدسية في إدارة الجمعيات الخيرية -حين يصبح الع ...
- ليبيا..أمر بالقبض على -أحمد الدباشي – العمو- في صبراتة بعد ت ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - احسان جواد كاظم - - تعديل قانون يراعي الشريعة ويجافي الإنسان - !