أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - كوميديا دانتي والكوميديا العراقية














المزيد.....

كوميديا دانتي والكوميديا العراقية


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 7576 - 2023 / 4 / 9 - 04:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" الكوميديا الإلهية " لدانتي أليغييري ليس فيها من الكوميديا شيئاً, خصوصاً قسمها الأول والأهم " الجحيم ". فهذه الملحمة الشعرية الايطالية, سميت بالكوميديا لأنها " ببساطة " أول ملحمة شعرية كتبت باللهجة المحلية, لكنها أصبحت أهم منتج أدبي في عصره بايطاليا واوروبا.
لانها تعرض زيارة دانتي بمعية صديقه " فيرجيلو " الذي قاده في أرجاء الجحيم. فهي بالتالي تعرض بالأحرى كل ما يجعل المرء مكتئباً خائفاً. ومعراجه هذا تواصل إلى " المطهر والجنة ".

كذلك العراق يحفل بكوميديا وما هي بكوميديا… كوميديا سوداء, تجعل المواطن مهموماً مسلوب الحقوق والحريات والثروات ويحيا جحيمه الخاص دونما معين ولا مرافق.
لذا فلا تستغرب, عزيزي المتابع, وأنت ترى العراقي يقع في نوبة ضحك هستيري عند سماعه جواب سياسي, متباهي بورعه ويمّن به على الناس, عن سبب غياب الخدمات, بكونه مستهدف من الشيطان الأكبر الولايات المتحدة الامريكية والصهيونية العالمية بسبب حبه للحسين بن علي !
ملاعين! تبين أنهما علّة معاناتنا وتخلفنا.
ولكن نفس هذا المواطن يتساءل : عجبي, لماذا اذاً لم يعرقلا سكنكم القصور وتمتعكم بالامتيازات وتهريبكم النفط والمخدرات ؟!!

ويقال, بأن من " الكوميديا " ما قتل !

فان سرقة أربع مليارات دولار تافهة من أموال العراقيين سموها " سرقة القرن " للتمويه عن سرقات اكبر.
وكانت قمة الكوميديا التي أضحكت العراقيين عندما وقف " حرامي القرن " امام الجميع وهدد متنفذي السلطة, عينك عينك, بكشف الأسرار او اطلاق سراحه.. ليُسرح بمعروف. وأرجلهم فوق رقابهم و ممنونين !

وقرارات محكمة دستورية عليا, باتة وقاطعة, يجري القفز عليها لصالح اتفاقات سياسية غير شرعية, باستخفاف, كأنها لعبة حواجز ألعاب قوى.

وغيرها من مظاهر الكوميديا التي يطلقها شفندحية السلطة, كأن يعلن أحد رموز فشل المشروع الإسلامي في العراق, نجاحه. رغم أنف الحقيقة والواقع, وأنف المواطن الذي دفع ضريبة حروبهم الطائفية.. وهو الذي أضحك علينا وجوه قميئة جهمة من الدواعش, باحتلال محافظات كاملة على وقع الهورنات, لينظموا فيها حفلات دم بربرية… احتفاءاً بدولتهم الإسلامية التي زرعت الخراب وكلفت البلاد آلاف الشهداء وسبي همجي للعراقيات و " لم تهتز لهم قصبة " , ثم مغدوري سبايكر… حتى الاعدام الميداني والقمع الفاشي لأنبل شباب العراق من منتفضي تشرين المجيدة, بدم بارد.
أما عن الفقر والبطالة والعوز العام وغياب الخدمات والولاء للأجنبي, فحدّث ولا حرج.

إذا كان كل ذلك يسمى نجاحاً فكيف يكون شكل الفشل ؟!!
لقد جعلوا العراق بلداً فاشلاً بكل المعايير وعلى مختلف الأصعدة.
ربما ما قصده بنجاح مشروعهم الإسلامي, هو أنه جعلهم مليونيرية دولار وأفقر العراقيين.

كتب عالم الاجتماع العراقي الراحل فالح عبد الجبار : " خرج العراق من الحرب مع ايران كعملاق عسكري, لكن
كقزم اقتصادي ".
اليوم العراق قزم عسكري كما قزم اقتصادي.
قواه العسكرية الرسمية وخلافها, رغم أعدادها المليونية, ضعيفة, ينخرها الفساد, غير قادرة على حماية سيادة البلاد… بلا عقيدة عسكرية موحدة.. موزعة على تشكيلات نظامية وميليشيات متنوعة الولاءات.

أما اقتصادياً, فإن الفائض النفطي مصدر الدخل الوحيد للبلاد, مسروق منهوب ولم يستفد منه المواطنين طوال العشرين عاماً من تجربتهم في الحكم.

وأكثر الأمور التي تجعل المواطن ينفجر ضاحكاً حد الغضب, هو استفحال الرشوة والفساد في أركان الدولة, وتربع الفاسدين على سدة الحكم وسرقاتهم الوقحة المكشوفة.
ولأن كل حملات مكافحة الفساد تطال صغار السراق وتتعدى كبارهم, كأن سرقاتهم قد أخفاها ربيبهم الشيطان تحت ذيله, ليتحملها صنائعهم مؤقتاً حتى يجري إطلاق سراحهم بكفالات هزيلة, تُضحك الثكالى والايتام وكل إنسان, أو بعفو عام مفصل على مقاسهم ولأجلهم.
مبدؤهم يستند إلى بديهة أن الرشوة " تشحّم وتزيّت النظام " وتجعله سلساً وفعالاً, والسرقة فهلوة وشطارة !!!

وأكثر ما يُضحك العراقي, حديثهم عن " الديمقراطية التوافقية " وتقسيم الحصص حسب الأوزان المكوناتية. وهو مجرد هراء لم يعد يقنع أحداً…
فالديمقراطية تتعارض مع المعاملة التفضيلية لفئات صغيرة متنفذة على حساب حقوق الملايين من المواطنين… فهي كأحزاب فئوية وطائفية ليست بالضرورة تمثل مصالح كل مكون أو شريحة اجتماعية في المجتمع, بسبب التنوع الفكري والثقافي في كلٍ منها.
وقد أثبتت الممارسة السياسية أنهم لايمثلون إلا ذواتهم ويلهثون وراء أطماعهم.

وبسبب فائض الكوميديا ومستوياتها الصاعدة للهامة عندنا, آثر سعادة سفيرنا في البحرين إلى تهريبها معه عندما قام بدغدغة ملك البحرين, لرسم الضحكة على محياه, على رؤوس الأشهاد, " قيل بحكم الميانه التي بينهما " متجاوزاً بذلك السلوك العام وحدود اللياقة والأصول والأعراف الدبلوماسية…

دانتي في إلهيته الكوميدية زار حلقة الجحيم السابعة حيث يتم عقاب من انغمس في خطيئة العنف والاعتداء.. حيث يجبر الآثمين على الانغماس في نهر الدم حسب درجة الخطيئة… كما شاهد كيف يعذب المرتشين في بحر مغلي من النار..

ولكن من منهم يؤمن بمبادئ الثواب والعقاب حتى بصيغتها الإسلامية ؟!!



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ورود انتظرت من يُهديها !
- ظل البيت لمطيرة وطارت بيه فرد طيره *!
- المانيا - الهجمات على الديمقراطية - أمس واليوم !
- هل من معادٍ للحرب منادٍ للسلام ؟!!
- هل استعاد ثغر العراق - البصرة - ابتسامته ؟
- الحرامي, كذلك, - مفتح باللبن -* !
- ساكو وفانزيتي - جريمة قتل قضائية بدوافع سياسية
- التعويل على حكومة السوداني كمن يطلب من الحنظل عسلاً !
- توثيق فوتوغرافي للحرامي !
- انبطاح من أجل تأمين المستقبل !
- - السياسة الخارجية النسوية - ومأزق الألمانية آنالينا بيربوك
- التجسيد المحاصصي لمفهوم - العقد الاجتماعي -
- مباحثات... محادثات وما من مخرجات !
- باستقالة من تبقى من الأعضاء يتحقق حل البرلمان !
- أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي... وأسمعت كلماتي من به صمم !
- بيوتر إيكونوفيتش*: قبل أن نكرههم
- - إذا أعيت مكافأةُ الجميلِ -*, مظفر النواب
- إنسداد سياسي… تسليك ملتبس !
- برلمانيون ليسوا كغيرهم !
- أوكرانيا - اللاعبون على أوتار الحرب وتقاليد التنصل !


المزيد.....




- الأردن.. عيد ميلاد الأميرة رجوة وكم بلغت من العمر يثير تفاعل ...
- ضجة كاريكاتور -أردوغان على السرير- نشره وزير خارجية إسرائيل ...
- مصر.. فيديو طفل -عاد من الموت- في شبرا يشعل تفاعلا والداخلية ...
- الهولنديون يحتفلون بعيد ميلاد ملكهم عبر الإبحار في قنوات أمس ...
- البابا فرنسيس يزور البندقية بعد 7 أشهر من تجنب السفر
- قادة حماس.. بين بذل المهج وحملات التشهير!
- لواء فاطميون بأفغانستان.. مقاتلون ولاؤهم لإيران ويثيرون حفيظ ...
- -يعلم ما يقوله-.. إيلون ماسك يعلق على -تصريح قوي- لوزير خارج ...
- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - كوميديا دانتي والكوميديا العراقية