أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - هل استعاد ثغر العراق - البصرة - ابتسامته ؟














المزيد.....

هل استعاد ثغر العراق - البصرة - ابتسامته ؟


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 7499 - 2023 / 1 / 22 - 22:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لطالما وصفت البصرة ب " ثغر العراق الباسم " ولكنها قُهرت وغُيبت بسبب حروب الدكتاتور البائد وتلقف وحوش الظلام ومافيا المخدرات والتبعية والتهريب, للسلطة بعده بارادة المحتل..
السلوك العفوي الراقي لأهالي البصرة في ترحيبهم بضيوف اولمبياد كرة القدم خليجي 25 في البصرة والاحتفاء بهم بشكل كرنفالي بنكهة فرح بصراوية, كان مفاجأة للكثيرين من العراقيين وضيوفهم الخليجيين, وصادم للأطراف التي لا تود إلتئام وحدتهم وتآلفهم التاريخي… وهو يضمر روح إحتجاج ايجابي ناعم, لا يمكن تفسيره إلا بسعي مواطني البصرة الفيحاء للتغيير ونزوعهم للارتقاء وحبهم الصادق لجيرانهم الخليجيين بعد قطيعة مفتعلة, فكانت تظاهرة رفض مدني بهية, لما هو سائد في المحافظة من انفلات السلاح والعنف. تظاهرة ذات طابع مجتمعي بملمح رياضي, تتواصل مع انتفاضة تشرين المجيدة بالمبادئ رغم اختلاف منطلقاتهما وظروفهما, غير أنهما تغرفان من نفس النبع الصافي : " اريد وطن " !
كان الكرنفال البصراوي بمثابة إستفتاء شعبي, بمشاركة واسعة ومتنوعة من ألوان المجتمع العراقي وأطيافه لإنجاح الدورة, وحسم الأمور نحو خيار الدولة المدنية المنفتحة ورفض خيار الدولة الدينية المتزمتة المستورد, الغريب عن طبيعة العراقيين…
وكانت التفاتة رائعة وذات مغزى من منظمي حفل افتتاح بطولة الخليج لكرة القدم 25, تقديم العقيد الكفيف علاء العيداني الذي فقد بصره في معارك تحرير الموصل, حاملاً العلم العراقي في اشارة إلى الدور البطولي لقواتنا المسلحة في دحر ارهابيي داعش.
اندهاش الأشقاء الخليجيين وانبهارهم بظروف البطولة, جعلهم يصفون الحدث, أثناء لقاءاتهم بوسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي, بأنه " كان عرساً بصراوياً رائعاً !".
وعدّوا شعب البصرة, منتخباً تاسعاً, أُضيف إلى منتخبات الدورة الثمان والفائز الأول بامتياز.
الظاهرة التي أثارت إعجاب وتقدير وتثمين ممثلي الفرق المشاركة في الأولمبياد, اندفاع العراقيين لاشغال مقاعد الملاعب التي لا يتنافس فيها المنتخب العراقي, قبل ساعات طويلة من بدئها… عزاه البعض إلى عطش عراقي مزمن للفعاليات الرياضية الكبيرة, ولكن إلى م تعزو تواجد كبار السن من عجائز وشيوخ وذوي احتياجات خاصة وفاقدي بصر وكذلك أمهات مع أطفالهن, على المدرجات ؟ !
معلق خليجي آخر وصف هذا الحضور المتميز من الجمهور العراقي,
قائلاً : " هذا مش جمهور رياضي, هذا جمهور وطن "!
وأضاف : " كانت بطولة استثنائية بفضل العراقيين ".
لقد كان تنادي أهل البصرة لإنجاح المونديال الخليجي وإرسال رسالة بليغة للخليجيين, بأنهم محضر ترحيب وتبجيل مع توق شعبي عراقي لترميم علاقات الأخوة التاريخية التي قوضتها حروب الدكتاتور المقبور والخطاب الطائفي التخريبي اللاحق.
لابد وان الاطراف الغير محبة للعراق والعراقيين ما كانت تتمنى نجاح الدورة بعد أن تفاجأت بهذا الاستقبال الحميمي العراقي الكبير لاشقائهم الخليجيين, ومبادلتهم العراقيين مشاعر الود والعرفان الحقيقي, لذا فإن دعاة سياسة المجافاة لدول الخليج والانعزال عنها وحتى معاداتها يعيشون اليوم أسوأ أيامهم ويعانون هضيمة الفشل !
احتفاء البصاروة المبالغ فيه بضيوفهم وكرمهم, تمثل بمبادرات فردية وجماعية ومجتمعية من منظمات وفرق فنية شعبية تمثل بانوراما التنوع الثقافي العراقي وثرائه من خشابّة البصرة وراقصي الهيوة إلى دبكات
الجوبي من المناطق الغربية و الرقصات الكلدانية والآشورية والكردية, ولم تغب عنها المقامات العراقية وأطوار الاغاني المختلفة, ومنها الموصلية وغنائيات المربعات البغدادية والأغاني الوطنية والطقطوقات الشعرية وأغاني البادية...

ولم يستبعد البعض أن يكون هذا الاحتفاء المبالغ به بضيوفهم الخليجيين ومظاهر الكرم المابعد الحاتمي, من الصغير قبل الكبير والفقير قبل الغني, كان نكاية بإيران ومن يتبعها من تنظيمات ظلامية داخلية اعترضت على مظاهر التحضر والبهجة. لاسيما بعد إحتجاج الإيرانيين المستهجن على تسمية الخليج بالعربي, لتعكير صفو الاحتفالية والمهرجان الرياضي وسلب العراقيين لحظات سرورهم…
كانت الجماهير العراقية تحتاج فرحة, فكان الإنجاز الكروي الذي حققه " اسود الرافدين " بالفوز بالبطولة, الذي أثلج قلوبنا. بالرغم من جرعة الإثارة والانفعالات العالية المتباينة, صعوداً ونزولاً, التي وضعونا فيها, بحب, خلال المباراة النهائية امام الفريق العماني.
ومما يستحق الاشادة, الإنجاز العمراني المتحقق بالبصرة بجهود منتسبي دوائرها الفنية والهندسية والخدمية وجماهيرها وبإشراف من الحكومة المحلية ودعم الحكومة المركزية, على ان تستمر عملية البناء لخدمة أهالي البصرة, لاسيما ساكني العشوائيات الذين وُضعوا خلف جدار العزل ( قيل إنه كلف ملياري دينار, كان يمكن بهما بناء عمارات سكنية تأويهم وتحل مشاكلهم ), وذلك لعدم خدش عيون زوار الدورة. وان لا تتوقف عمليات تطوير البصرة عند بناء ملاعب رياضية وطرق موصلة لها ومولات وكورنيش…؟
سندباد ألف ليلة وليلة كان مغامراً يخترق عباب البحار بحثاً عن الجديد والمفيد والغريب, هل هناك من يمتلك روحيته, ويرسم البسمة الدائمة على " ثغر العراق " ؟



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرامي, كذلك, - مفتح باللبن -* !
- ساكو وفانزيتي - جريمة قتل قضائية بدوافع سياسية
- التعويل على حكومة السوداني كمن يطلب من الحنظل عسلاً !
- توثيق فوتوغرافي للحرامي !
- انبطاح من أجل تأمين المستقبل !
- - السياسة الخارجية النسوية - ومأزق الألمانية آنالينا بيربوك
- التجسيد المحاصصي لمفهوم - العقد الاجتماعي -
- مباحثات... محادثات وما من مخرجات !
- باستقالة من تبقى من الأعضاء يتحقق حل البرلمان !
- أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي... وأسمعت كلماتي من به صمم !
- بيوتر إيكونوفيتش*: قبل أن نكرههم
- - إذا أعيت مكافأةُ الجميلِ -*, مظفر النواب
- إنسداد سياسي… تسليك ملتبس !
- برلمانيون ليسوا كغيرهم !
- أوكرانيا - اللاعبون على أوتار الحرب وتقاليد التنصل !
- - مَكر التاريخ -
- مظلومية العراقيين… من لها ؟
- مشهد كاريكاتوري للفجيعة !
- مكيافيلي والعرافة البلغارية فانغا, معاً بلسان واحد !
- المالثوسية*- معادلة الديموغرافيا والحرب, عراقياً !


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - هل استعاد ثغر العراق - البصرة - ابتسامته ؟