أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احسان جواد كاظم - أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي... وأسمعت كلماتي من به صمم !














المزيد.....

أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي... وأسمعت كلماتي من به صمم !


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 7294 - 2022 / 6 / 29 - 03:08
المحور: الادب والفن
    


بيت الشعر المشهور للمتنبي أبي محسب أحمد بن الحسين الجعفي هذا, يمكن ببساطة تذييله بأسم مظفر النواب, دون تردد !

باعتباري متذوق ومتابع مزمن للشعر بأنواعه.. أحس, فطرياً, بالشاعر الذي يرقّص الكلمة ويداعب شغاف القلب.
كلاهما كان عظيماً ومتميزاً في شعره, نالا إعجاب الأجيال, ووصلت أشعارهما أطراف الأرض ونواحيها, سمعها المحب والمبغض, ولا يمكن لأحدٍ أن ينكر شعريتهما الآسرة.

ظروف حياة الشاعرين تكاد تكون متشابهة رغم اختلاف الحقب الزمنية التي عاشا فيها, حيث الاحتدام الحضاري و الاضطراب والتوتر الاجتماعي وصراع القوى الحاد.
فبينما عاصر المتنبي زمن انحسار الدولة العباسية وتناثرها إلى إمارات ودول متخاصمة في الشام ومصر.. وظهور الحركات الاجتماعية النازعة نحو التغيير والعدل الاجتماعي, كالقرامطة.. إضافة إلى تهديدات الروم المتكررة لثغور الدولة.
فإن مظفر النواب عايش فترة الاحتدام الداخلي وتجبّر الاقطاع المدعوم من المحتل البريطاني, وانقلابات العسكر الاولى ومؤامرات القصر, ونقيض كل ذلك, تنامي الفكر الثوري والوعي الاجتماعي الذي ترجم إلى انتفاضات شعبية وهبّات جماهيرية, شارك فيها باندفاع, وما كابده أثرها من مطاردة وعسف وإبعاد وسجن, حتى قيام ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨, حيث عاش العراقيون في سنواتها الأولى شيء من الهدوء, ولكن انتكاستها بعد انقلاب ٨ شباط الفاشي ١٩٦٣, رسم ملامح تحدي جديد, استمر طوال القرن العشرين, وعلى ذات المنوال عاش حياته رافضاً للظلم وساعياً لحرية شعبه.
لا أريد الإسهاب في سرد تاريخه وأكرر ما كُتب وقيل, خصوصاً واننا لازلنا في أجواء تشييعه ورثاءه.

وإذا كان المتنبي قد اتهم بممالأة الحكام من خلال قصائد المدح لبني حمدان وبعدهم كافور الإخشيدي حاكم مصر, مجبراً.. دفعه عدم رضا الأمراء والسلاطين عليه إلى الهروب من عسفهم, وكذلك مضت حياة مظفر النواب بين الملاحقة والهروب, لكنه غادرنا نقياً من اعطيات او مدح ملك او رئيس دولة.

أصبح استلهام نص أي قصيدة او جزء منها في عمل فني موازٍ - تمثيلي, نحتي او تشكيلي… ممكناً في عصر تنوع أشكال الإبداع والمواهب وتقنيات تنفيذها.

لم تتحول قصائد المتنبي إلى لوحات تشكيلية معاصرة, ربما فقط في فن الكاليغرافي, لوحات الخط العربي.
ولكني وقعت, سبعينيات القرن الماضي, على لوحتين مستلهمتين من إحدى أجمل قصائد مظفر النواب. لم تُزين اللوحتان جدار كاليري فن تشكيلي ولا باحة فندق فخم, بل جدار غرفة صغيرة في بيت كادحين بغدادي في منطقة الرحمانية, مجاورة لصورة " فهد ", بريشة طالب
علوم سياسية حينها الصديق العزيز عارف ( لا اريد ذكر اسمه الكامل دون تخويل منه ) مستوحياً لوحته من قصيدة النواب " عشاير سعود " :

" تتجادح عيون الخيل
وعيون الزلم بارود
وياخذنا الرسن للشمس
من زود الفرح ونزود "...

كنت ابحلق في عيون الفارس وحصانه المحمّرة, وحركة رأس الحصان المشرئبة نحو الشمس وجسد الفارس المنحنية, قابضاً برسن فرسه الجامحة.

اللوحة التالية ابدعها نفس الفنان ومن مقطع آخر من نفس القصيدة :

" سعد يسعود يمصنگر
عله الحومة غضب أرگط "...

جسّد فيها سعود, متأهباً كصقر على قمة مرتفعٍ من الأرض, مترقباً مجيء " الحوشية والشرطة, كما قال النواب في قصيدة أخرى له " مسدداً بندقيته نحوهم, ومعالم الغضب بادية على عينيه بشرايينها الحمراء الظاهرة.
ابهرتني اللوحة بتجسيدها لمفردة النواب المتفردة " غضب أرگط " على كلاب السلطة, كما غضب أفعى رقطاء.

وإذا كان أبو الطيب المتنبي " ماليء الدنيا وشاغل الناس " بحق, فكذلك هو صنوه المعاصر مظفر النواب.



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيوتر إيكونوفيتش*: قبل أن نكرههم
- - إذا أعيت مكافأةُ الجميلِ -*, مظفر النواب
- إنسداد سياسي… تسليك ملتبس !
- برلمانيون ليسوا كغيرهم !
- أوكرانيا - اللاعبون على أوتار الحرب وتقاليد التنصل !
- - مَكر التاريخ -
- مظلومية العراقيين… من لها ؟
- مشهد كاريكاتوري للفجيعة !
- مكيافيلي والعرافة البلغارية فانغا, معاً بلسان واحد !
- المالثوسية*- معادلة الديموغرافيا والحرب, عراقياً !
- رئيس وزراء - حوك -* وليس - قح - !
- حل الميليشيات والمهدي المنتظر !
- مصطفى الكاظمي ليس - الأم تيريزا -* !
- فاتورة حرب وفاتورة فساد !
- فرضوا مدخلاتها وتمردوا على مخرجاتها !
- محنة مفوضية الانتخابات أم محنة شعب ؟!
- محنة اللاجئين على حدود بيلاروسيا وبولونيا… استغلال جائر !
- عرس انتخابي أم مأتم الانتخابي ؟
- هل من سبب مقنع لتغيير اسم - الحزب الشيوعي العراقي - ؟
- الأنتخابات العراقية المبكرة - حرية انتخاب قامعيكم !


المزيد.....




- ضجة في إسرائيل بعد فوز فيلم عن طفل فلسطيني بجائزة كبيرة.. و ...
- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...
- سوريا.. فوز -أنثى فرس النبي- بجائزة خالد خليفة للرواية في دو ...
- المغرب: الحفاظ على التراث الحرفي وتعزيز الهوية الثقافية المغ ...


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احسان جواد كاظم - أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي... وأسمعت كلماتي من به صمم !