أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - احسان جواد كاظم - ورود انتظرت من يُهديها !














المزيد.....

ورود انتظرت من يُهديها !


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 7548 - 2023 / 3 / 12 - 07:00
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


بقيت ورود 8 آذار يوم المرأة العالمي يتيمة في مزهرياتها تنتظر من يهديها لحبيبة, لأم او لأخت…
ولا من أحد سأل : " عمي يا بياع الورد… كلي الورد بيش..".
ولا من سمع مناجاة الأخطل الصغير بشارة الخوري ومعه الموسيقار محمد عبد الوهاب للورد : " يا ورد مين يشتريك وللحبيب يهديك… "؟

مرّ عيد المرأة العالمي دون احتفاء يليق به على المستوى الرسمي والشعبي, إلا من مجاميع العشاق والمتنورين والشيوعيين.

في حقيقة الأمر لا توجد عندنا تقاليد تقديم الورد في المناسبات, فرغم أن العراق بلد زراعي ( كان ), تنتشر في أنحاءه الازاهير والشجر والمياه الا أن استيطان الطبع البدوي بعد غزوة الحملات الايمانية, هوى بالذائقة العراقية إلى أدنى مستوياتها, جفف كل منابع الطراوة والرقة في النفس العراقية, لولا عناد شعراء العراق في صياغة أجمل صور الحب والجمال والرقة.
قد يقدم عاشق مغرم وردة ندية لحبيبته في ثمة لقاء, ولكن الأمر ينتهي عندما ينال مراده ويتزوجها, الا القليل !

العوالم المتحضرة تطبعت بعادة إهداء باقات الورود بالمناسبات المختلفة كالأعراس واعياد الميلاد وعند عيادة مريض أو حتى وضع إكليل من الزهر على قبر عزيز وإيقاد شمعة.

عندنا… يحاصرون, من الأساس, الاحتفال بهكذا مناسبة تذكّر نسائنا بأسباب اعتماد هذا اليوم كعيد عالمي, ودور قريناتهن من نسوة نيويورك العاملات واضرابهن البطولي ضد مستغليهن, وإعطائه القيمة… فهي اذاً مناسبة كفر.

ذكرتني المناسبة لحادثة, من الايام الخوالي, حدثت لصديق عاشق كان في موعد مع صديقته في حديقة الزوراء ببغداد, ولأنه طالب ومن عائلة كادحة, انتهز فرصة تأخر حبيبته ليقطع بعض الورود المترامية حوله, ليهديها لها. لسوء حظهما, كانت شرطة آداب سيء الذكر خير الله طلفاح خال الحزب والثورة وصدام حسين, بشدة واحدة, متربصة بهما.

بعد أن ساقوهما إلى الأمن العامة للاستجواب, ركزوا طبعاً على ظروف لقائها بشخص غريب ( حبيبها ), لكنهم انتبهوا إلى انها تضم باقة ورد مسروقة… لا وبمناسبة عيد المرأة الذي يحتفل به الشيوعيون… فتحول الاستجواب من منحاه الاجتماعي إلى السياسي.

السائد اليوم هو الفكر الظلامي الرجعي, فكر الدواعش, فكر خير الله طلفاح الذي يكره كل مظهر من مظاهر الجمال.. رقة الورد وشذاه. ولا يرى في المرأة سوى شيطاناً للإغواء..
جميل ولكن ملعون.
يتوق لها ويجاهد ليمتلكها وعندما يظفر باحداهن بلحظة متعة عابرة, فالف عفارم على غزوته المظفرة وفتوحاته الذكورية… فهي أولاً وأخيراً خلقت لذلك. تبقى عورة وناقصة عقل ودين, تتلاعب بها العواطف والنوازع المتناقضة التي جُبلت عليها. وهي مجرد ضلع رجل مكسور. يجب الحجر عليها, وتعويدها على الضرب وإعطائها العين الحمرا - عين التنين, لكي لا ترفع صوتها امام معيلها ومستتها والقوّام عليها. ومبطلة صلاة المؤمن لو مرت أمامه, حالها حال المبطلات الاخرى من الكلاب والحمير.

اضافة الى ما ظهر من داعيات تقيّات, عدوّات بنات جنسهن.. دعوَنَ إلى تعدد الزوجات واحتضان الضرائر, وجعلن من حجابهن رديفاً لغشاء البكارة, ودافعن عن قانون الاحوال الشخصية الجعفري رغم مصادرته للكثير من حقوقهن ككائنات بشرية مثل حضانة طفلها بعد الطلاق وحق الميراث بعد موت زوجها او أبيها… منهن من تواطأن في تقنين نكاح القاصرات… ونائبة برلمانية منهن نادت بمبدأ القتل الطائفي على أساس 7 × 7… وتوزيع الكعكة ( الوطن وثرواته ) بين المنتصرين.
رغم انه لن يدخلن منهن الجنة الا معدودات !

لكل ما سبق أصبح الاحتفال بمناسبة تخلد كفاحات المرأة ضد الامتهان والاستغلال وتؤكد على قيمة العمل, رجسٌ من عمل الشيطان, وتقليد أعمى للغرب.

ربما هناك في العراق من يفضل استيراد منتوجاً آخر من هولندا, أكثر مردوداً من ورودها الملونة !!!



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظل البيت لمطيرة وطارت بيه فرد طيره *!
- المانيا - الهجمات على الديمقراطية - أمس واليوم !
- هل من معادٍ للحرب منادٍ للسلام ؟!!
- هل استعاد ثغر العراق - البصرة - ابتسامته ؟
- الحرامي, كذلك, - مفتح باللبن -* !
- ساكو وفانزيتي - جريمة قتل قضائية بدوافع سياسية
- التعويل على حكومة السوداني كمن يطلب من الحنظل عسلاً !
- توثيق فوتوغرافي للحرامي !
- انبطاح من أجل تأمين المستقبل !
- - السياسة الخارجية النسوية - ومأزق الألمانية آنالينا بيربوك
- التجسيد المحاصصي لمفهوم - العقد الاجتماعي -
- مباحثات... محادثات وما من مخرجات !
- باستقالة من تبقى من الأعضاء يتحقق حل البرلمان !
- أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي... وأسمعت كلماتي من به صمم !
- بيوتر إيكونوفيتش*: قبل أن نكرههم
- - إذا أعيت مكافأةُ الجميلِ -*, مظفر النواب
- إنسداد سياسي… تسليك ملتبس !
- برلمانيون ليسوا كغيرهم !
- أوكرانيا - اللاعبون على أوتار الحرب وتقاليد التنصل !
- - مَكر التاريخ -


المزيد.....




- إسرائيل.. إصابة امرأة بجروح في إطلاق صواريخ من غزة
- -تم إسكاتي-... جدل يغلف مسابقة ملكة جمال أميركا
- تقارير تكشف عن تفاصيل جديدة في قضية عصابة -التيك توك- المتهم ...
- لبنان: ارتفاع جرائم قتل النساء بـ300 % عام 2023!
- وانتم، لقيتوا متعتكم ازاي؟ اعملوا subscribe عشان تشوفوا الفي ...
- “ابسط العيال طول الاجازة!!”.. استقبل تردد قنوات الاطفال الجد ...
- “سجل عبر spf.gov.om”.. خطوات التسجيل في منحة منفعة الأسرة 20 ...
- السودان.. قوات الدعم السريع ترتكب جرائم تطهير عرقي في دارفور ...
- جامعة أريزونا تطرد أستاذا اعتدى على امرأة محجبة مؤيدة لفلسطي ...
- فيديو مروّع لاغتصاب ملثم امرأة وخنقها بين السيارات في أحد شو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - احسان جواد كاظم - ورود انتظرت من يُهديها !