أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - هدية - الإطار التنسيقي الشيعي - للعراقيين والمعجزة الاقتصادية الألمانية














المزيد.....

هدية - الإطار التنسيقي الشيعي - للعراقيين والمعجزة الاقتصادية الألمانية


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 7614 - 2023 / 5 / 17 - 22:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تمهل الميليشيات إعلاميي الإطار التنسيقي الشيعي والإطار نفسه, طويلاً, وهم في غمرة فرحتهم بشخص السيد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني وانجازاته وفضل الإطار على العراقيين في تقديمه على رأس السلطة التنفيذية مستغلين سجاياه الشخصية حتى اشتبكت ميليشيات اطارية مع القوات الرسمية بسبب أرض استولت عليها عنوة من مواطن في منطقة البو عيثة القريبة من العاصمة بغداد.

فقد ذكر أحد المحاورين الذي ادعى خروجه من الإطار الشيعي في برنامج " الحق يُقال " الذي يقدمه الاعلامي القدير عدنان حمادي ان : " أكبر هدية قدمها الإطار للعراقيين هو محمد شياع السوداني ! ".

وفي حلقة لاحقة من نفس البرنامج الحواري ذاته مع الاستاذ عدنان حمادي, أعلن الوجه الاطاري مازن الزيدي - " أن الإطار يستحق جائزة نوبل على تقديمه محمد شياع السوداني
" !!!
هل يا ترى أن ما قالاه كان تلميعاً للاطار أم تشويهاً وتسقيطاً لرئيس مجلس الوزراء السوداني أمام العراقيين ؟!!

الأمر الذي دفعهم لهذا الهذيان البلاغي الجريء, كما إدعوا, حالة الاستقرار الأمني التي بات يرفل بها العراقيين الذين " لا يعجبهم العجب ولا الصوم في رجب " كما يقال, ويصعب إقناعهم بصدق هذه الادعاءات بعد زيادة أعداد منتسبي الميليشيات, ضعفين, وميزانيتها عشرة أضعاف, وتوسع نفوذهم من خلال تعيين مستشارين من بين صفوفهم لرئيس الوزراء وتدوير المنضوين تحت الويتهم من وزراء ومديرين عامين وهلم جرا.

ما من مراقب رصين للواقع العراقي وما يعانيه من انهيار اقتصادي واجتماعي وتراجع دور الدولة الا ويشير بأصابع الاتهام إلى القوى والاحزاب المتنفذة في السلطة ونهجها نهج المحاصصة الطائفية - العرقية اللاوطني المستفيدة من هذا الواقع المرير, الذي قضى على كل ملامح سيادة دولة القانون ووجود أبسط مظاهر العدالة الاجتماعية لصالح استئثار طبقة طفيلية من مافيات تهريب العملة والمخدرات وتجار الدين والسلاح وثرائهم الفاحش مقابل زيادة معدلات الفقر في المجتمع..

لاشك بأن اضمحلال الوازع والانتماء الوطني للقوى المتنفذة وتجندهم لخدمة اجندات خارجية وخاصة إيرانية, كان السبب الأساسي لهذا التخلف. وهم يجدون في استمرار هذا الوضع بيئتهم المثالية في الوجود والهيمنة لذا لا يمكن التعويل عليهم في النهوض بالوطن العراقي.

عملياً, حالة الاستقرار الأمني أصبحت في خبر كان, حتى لو جرى معالجة حادثة البو عيثة رضائياً وتبويس اللحى.. وأن تسلط المسلحين تبقى مشكلة قائمة قابلة للتفجير مرة اخرى اذا لم يتم وضع الحلول الناجعة لها...
مما حدا بالمواطنين التهكم على سياسة النعّامة الرسمية, كما لا يفعل ذلك الا شعب مظلوم.

وفي ظل تسويف الأحزاب الحاكمة وكتلها البرلمانية في الخروج بموازنة لخدمة المواطن العراقي تؤمن له حياة كريمة, فإن شعارات التغيير التي رفعها السيد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني تبقى مجرد بالونات جميلة ملونة ستفجرها إبر احزاب الفساد ذاتها, التي تُعد, تحت الطاولة, موازنتها الاقتصادية التحاصصية الخاصة بها, كما اعتادت في إدارتها لكل شؤون ومناحي البلاد.

وتأسياً على العشرين عاماً الضائعة من آمال العراقيين, ومن باب الاستئناس والاطلاع والمقارنة, نستدعي التجربة الألمانية ومعجزتها في النهوض في فترة قياسية من ظروف ما بعد الحرب العالمية الثانية ومآسيها والتدمير الساحق لبنية البلاد الاقتصادية والانكسار المعنوي والنفسي الذي لحق بشخصية المواطن الألماني.
رغم اختلاف الظروف والأولويات التي يتجسد أولها بعدم توفر أفق لعملية بناء استناداً على عقلية إدارة الدولة العراقية على أساس مكوناتي لا وطني واستبعاد وتهميش الكفاءات والكوادر والارادت الحرة القادرة على النهوض بالاقتصاد وتدعيم اللحمة الاجتماعية.

يذكر ماريون كريفن دونهوف Marion Gräfin Dönhoff أنه في عام 1947 عندما جن جنون التضخم وانتشر الجوع في المانيا, أعلن أحد الحاضرين في لقاء صداقة, أن ستة أشهر كافية لارجاع الأوضاع النقدية وحالة السوق إلى وضعها الطبيعي... عدْ الحاضرون ما قاله نوعاً من الفنتازيا.. كان هذا لودفيك إيرهارد Ludwig Erhard أب المعجزة الاقتصادية الألمانية.

المعجزة الأخرى التي يمكن تسجيلها كانت التصالح المجتمعي الاجتماعي مع الذات وليس فقط في حدود النخبة السياسية بل شعبياً, وتقبل واقع ما أفرزته الحرب من خسارة كبيرة من التراب الوطني.
أكثر المتفائلين قدّروا الحاجة إلى اربع او خمس اجيال لتقبل هذا الواقع المهين, ولكن هذا الأمر حققه كونراد اديناور Konrad Adenauer في جيلين فقط. وكان هذا النجاح الألماني يكمن في عدم امتلاك ألمانيا لجيش لمدة 10 سنوات مما سمح لتوجيه كل طاقة الشعب الألماني وموارده نحو البناء الاقتصادي.

! لقد جعلوا من الهزيمة انتصاراً
.ولولا الانتماء والحب الحقيقي للوطن ومواطنيه لما حققوا النجاح والتقدم



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوميديا دانتي والكوميديا العراقية
- ورود انتظرت من يُهديها !
- ظل البيت لمطيرة وطارت بيه فرد طيره *!
- المانيا - الهجمات على الديمقراطية - أمس واليوم !
- هل من معادٍ للحرب منادٍ للسلام ؟!!
- هل استعاد ثغر العراق - البصرة - ابتسامته ؟
- الحرامي, كذلك, - مفتح باللبن -* !
- ساكو وفانزيتي - جريمة قتل قضائية بدوافع سياسية
- التعويل على حكومة السوداني كمن يطلب من الحنظل عسلاً !
- توثيق فوتوغرافي للحرامي !
- انبطاح من أجل تأمين المستقبل !
- - السياسة الخارجية النسوية - ومأزق الألمانية آنالينا بيربوك
- التجسيد المحاصصي لمفهوم - العقد الاجتماعي -
- مباحثات... محادثات وما من مخرجات !
- باستقالة من تبقى من الأعضاء يتحقق حل البرلمان !
- أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي... وأسمعت كلماتي من به صمم !
- بيوتر إيكونوفيتش*: قبل أن نكرههم
- - إذا أعيت مكافأةُ الجميلِ -*, مظفر النواب
- إنسداد سياسي… تسليك ملتبس !
- برلمانيون ليسوا كغيرهم !


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي لـCNN: إسرائيل لم تقبل مقترح مصر بشأن صفقة ال ...
- رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -المعتقل الأم ...
- وزير الخارجية الأردني: لو كان إلغاء اتفاقية السلام مع إسرائي ...
- بلينكن يزور السعودية وحماس تبث فيديو لرهينتين
- بعد بن غفير.. تحطم سيارة وزير إسرائيلي في حادث سير بالقدس (ف ...
- روبرت كينيدي يدعو ترامب للمناظرة
- لماذا يخشى الغرب تمدد احتجاجات الجامعات الأمريكية لأوروبا؟
- كمبوديا تعلن مقتل 20 جنديا وجرح آخرين في انفجار بقاعدة عسكري ...
- إلقاء القبض على شخصين كانا يخططان لشن هجمات إرهابية في مدينة ...
- شرطي تركي يطلق النار على رئيس مركز الشرطة ورئيس مديرية الأمن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - هدية - الإطار التنسيقي الشيعي - للعراقيين والمعجزة الاقتصادية الألمانية