أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - ساميّة… لا ساميّة !!!














المزيد.....

ساميّة… لا ساميّة !!!


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 7854 - 2024 / 1 / 12 - 07:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أشنع سُبة يمكن أن توجه في وقتنا الحالي هي الوصم بمعاداة الساميّة, حتى انها أصبحت, سمة العصر, تُلصق بكل متضامن مع الفلسطينيين وكل عربي له موقف مناهض لسياسات المحتل الإسرائيلي, مع انه ساميّ الانتماء حاله حال ابن عمه اليهودي, حيث ينحدران من نسل سام بن نوح حسب ما تناقلته الأساطير الدينية. ولكن معاداة الساميّة اليوم تعمل باتجاه واحد.

الغريب أن أكثر الدول التي تعاقب بهذه التهمة هي دول ممعنة في العلمانية وبعيدة عن التوجهات الدينية في قوانينها, و كوسموبوليتية التوجه ولا تميّز على أساس العرق والدين وتعتمد المعايير الإنسانية في التعامل مع مواطنيها والقاطنين فيها بالمجموع.
المثير للسخرية أن مجرد ترديد هتافات أو نشر كلمات مثل فلسطين واحتلال وصهيونية و حماس واسرائيل وغزة وغيرها, يمكن أن تعتبر عداء للساميّة وتعبير عن الكراهية, مما يستدعي ملاحقة مطلقيها, بينما قصف مدنيين عزل في غزة دليل حب !!! لا بل حتى رفع علم فلسطيني أو إعتمار كوفية فلسطينية كافية لتصنف نشر للكراهية.
أي غير مسموح لك القول أن الاحتلال احتلالا وان جرائمه ضد المدنيين جينوسايد قتل جماعي وان عزل الناس وراء جدار, أبارتهايد عزل عنصري وان القصف الهمجي للمدن بدون تمييز جريمة تطهير عرقي…

وحسب هذا المنطق وهذه المعايير والضوابط أصبح لزاماً علينا وصم وليم شكسبير بمعاداة الساميّة بسبب مسرحيته " تاجر البندقية " وصورة المرابي اليهودي الجشع شيلوك الذي يخلو سلوكه من أية مشاعر إنسانية. بل وإدانة الفيلسوف باروخ سبينوزا قبل شكسبير بنفس التهمة, لولا أن المفهوم لم يكن مبتكراً حينها, وهو المطرود من الملّة بسبب آراءه و استهجانه فكرة " شعب الله المختار "... وأن أسفار التوراة لم يكتبها موسى وإنما كتبت بيد مؤرخ واحد وأن فيها أخطاء تاريخية..

التاريخ الأوربي حافل بقصص الاضطهاد لليهود وتهجيرهم ومصادرة اموالهم واملاكهم لأسباب سياسية أو دينية حتى.. لذا لم يكن اليهود مرغوباً بهم رغم اجتهادهم وحيويتهم في مجالات الحياة المختلفة. وكان آخر تعبير عن البغض لهم معسكرات الاعتقال النازية الفظيعة بحقهم.

يذهب البعض إلى أن رئيس الوزراء البريطاني آرثر جيمس بلفور ذاته يمكن تصنيفه معادياً للساميّة لأنه بوعده لليهود بإنشاء وطن قومي لهم في فلسطين كان يود تنظيف أوروبا والتخلص منهم, وتجميعهم في منطقة محددة يمكن التحكم بهم.

ربما لم يكن الفلسطينيون يمانعون في وجود مهاجرين يهود إلى جانبهم. لولا أنهم استفحلوا وارتكبوا المذابح بحق أبناء البلاد الأصليين امام أنظار المحتل البريطاني وأعلنوا دولتهم.
ومن الجدير بالذكر ان غولدا مائير رئيسة وزراء اسرائيل الاسبق كانت قد حصلت على الجنسية الفلسطينية بمجرد وصولها إلى فلسطين بدعم من قوات الاحتلال البريطاني.

لا يمكن الجزم بوجود كره لليهود بين مواطني الدول العربية, بالمعنى الذي يجري تسويقه الآن, فقد كانوا متعايشين, ومشاكلهم بالعموم هي مشاكل عادية كأي مواطن…
وقد أوردت كتابات متنوعة لكتاب يهود عراقيين عن ذكرياتهم وحياتهم الطبيعية في العراق, ونذكر في هذا الخصوص: ابحاث الاستاذ سمير نقّاش, رسائل فيوليت شمّاس عن ذكرياتها في بغداد, كذلك ذكريات شموئيل ( سامي ) موريه, و ( ذكريات وطن مفقود ) لنسيم رجوان وغيرهم, إضافة إلى أبحاث مؤرخي تاريخ يهود العراق ( مثلاً وليس حصراً ) من العرب مثل الأستاذ المغيّب مازن لطيف والاستاذ نبيل الربيعي…
لابد أيضاً من الاشارة كذلك إلى رواية الشهيد الذي اغتيل بالكاتم علاء مشذوب الأدبية " حمّام اليهودي ".

وقد تبوأ اليهود مناصب ادارية رفيعة وكان لهم تأثيرهم في المجال الثقافي والفني والاقتصادي وبرز من بينهم قادة سياسيين في أوساط اليسار العراقي بالخصوص. وأول شهيد سقط في تظاهرة ضد الاحتلال البريطاني في بغداد في أربعينيات القرن الماضي كان الشهيد الشيوعي شاؤول طويّق عضو " عصبة مكافحة الصهيونية في العراق ".
ونشاهد بين فترة واخرى على اليوتيوب احاديث يهود عراقيين من الجنسين يعبرون عن حنينهم الغامر وتوقهم لزيارة العراق والمناطق التي ترعرعوا فيها, وثنائهم على معارفهم وأصدقائهم وجيرانهم من العراقيين الآخرين, وتمسكهم بالتراث الغنائي العراقي.

حتى هجمات الفرهود ( النهب ) عام ١٩٥٢ لبيوت اليهود في بغداد كانت بتأثير من البروباغاندا النازية التي كانت سائدة بتشجيع من حكومة رشيد عالي الكيلاني ذات النزعة القومية التي كانت تميل إلى ألمانيا النازية, لاسيما وان الاحداث اقترنت مع بدايات قيام دولة إسرائيل وحث الانكليز , لاحقاً,للحكومة الملكية على تهجير يهود العراق قسراً إلى اسرائيل ومصادرة كل أوراقهم الثبوتية.

أن فشل مشروع الدولة اليهودية وهشاشة كيانه يكمن في عدم وجود ارتباط روحي للإسرائيليين بالأرض, لوجود شعور داخلي بعدم انتمائهم لها ووجودهم طاريء.

يبدو أن الإخفاق الأكبر للغرب, الكامن في زرع ( الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط ) انتج دولة عنصرية عدوانية, غير قابلة للحياة ولا يمكن أن تكون مصدر إشعاع ومثال يُحتذي لشعوب وبلدان المنطقة, أساءت إلى قيمهم الديمقراطية والانسانية.



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إتيكيت انتخابي !
- هستيريا الصغار من أفعال الكبار !
- عشيقات الميليشياوي ميليشيا !
- ما السر الكامن وراء حرق القرآن !
- مصداقية غائبة… ثقة معدومة
- براغماتية الثعالب !
- هدية - الإطار التنسيقي الشيعي - للعراقيين والمعجزة الاقتصادي ...
- كوميديا دانتي والكوميديا العراقية
- ورود انتظرت من يُهديها !
- ظل البيت لمطيرة وطارت بيه فرد طيره *!
- المانيا - الهجمات على الديمقراطية - أمس واليوم !
- هل من معادٍ للحرب منادٍ للسلام ؟!!
- هل استعاد ثغر العراق - البصرة - ابتسامته ؟
- الحرامي, كذلك, - مفتح باللبن -* !
- ساكو وفانزيتي - جريمة قتل قضائية بدوافع سياسية
- التعويل على حكومة السوداني كمن يطلب من الحنظل عسلاً !
- توثيق فوتوغرافي للحرامي !
- انبطاح من أجل تأمين المستقبل !
- - السياسة الخارجية النسوية - ومأزق الألمانية آنالينا بيربوك
- التجسيد المحاصصي لمفهوم - العقد الاجتماعي -


المزيد.....




- بعد تقرير عن رد حزب الله.. مصادر لـRT: فرنسا تسلم لبنان مقتر ...
- شاهد: حريق هائل يلتهم مبنى على الطراز القوطي إثر ضربة روسية ...
- واشنطن والرياض تؤكدان قرب التوصل لاتفاق يمهد للتطبيع مع إسرا ...
- هل تنجح مساعي واشنطن للتطبيع بين السعودية وإسرائيل؟
- لماذا يتقارب حلفاء واشنطن الخليجيين مع موسكو؟
- ألمانيا ترسل 10 مركبات قتالية وقذائف لدبابات -ليوبارد 2- إلى ...
- ليبيا.. حكومة الدبيبة تطالب السلطات اللبنانية بإطلاق سراح ها ...
- -المجلس-: محكمة التمييز تقضي بإدانة شيخة -سرقت مستنداً موقع ...
- الناشطة الفلسطينية ريما حسن: أوروبا متواطئة مع إسرائيل ومسؤو ...
- مشاهد حصرية للجزيرة من تفجير القسام نفقا في قوة إسرائيلية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - ساميّة… لا ساميّة !!!