أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - مصداقية غائبة… ثقة معدومة














المزيد.....

مصداقية غائبة… ثقة معدومة


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 7664 - 2023 / 7 / 6 - 07:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما تفقد السلطة, أية سلطة ثقة الشعب, يصبح إنحدارها نحو الهاوية محققاً.. هذا ما أكدته تجارب الشعوب.
تحاول أحزاب الإسلام السياسي الحاكمة انقاذ مايمكن انقاذه بترشيحها للسيد محمد شياع السوداني لأشغال موقع رئاسة مجلس الوزراء بسبب سجاياه الشخصية وتجربته… لكن الهاجس الشعبي من الأطراف التي رشحته ودعمته يضعه في موقف حرج أمام الشعب, يستدعي تبرؤه من التبعية لهذه الجهات, لينزع عنه الاتهام بأن مهمته تجميل الصورة الكالحة لها وتحسين سمعتها.

يرى الكثيرون أن الإطار التنسيقي الشيعي الذي رشحه وصل إلى نتيجة أن استمرار تسيير أمور الحكم بنفس الأساليب السابقة بالقسر المسلح, أصبحت عقيمة, لا سيما بعد انتفاضة تشرين الشعبية المجيدة ضد نهجهم, التي أغرقوها بالدم, وهو ما فاقم من فرص استمرارهم في السلطة, لذا كان لابد من البحث عن مخرج, بعد تنامي الغضب الشعبي من أساليبهم الدكتاتورية في الحكم والاستئثار بثروات البلاد.. المخرج الذي وقعوا عليه لمقاومة رياح التغيير القادمة لا محالة, هو ليس بناء مصدات رياح بترشيح نوري المالكي القوي صاحب الأصوات الانتخابية الأكثر من بينهم, الممقوت شعبياً, بل ببناء طواحين هواء, تسرب هذه الرياح فكان ترشيح محمد شياع السوداني كرئيس لمجلس الوزراء الغير معروف شعبياً.
ولا ينبغي اغفال ظهور عامل مؤثر جديد في الواقع السياسي العراقي وهو دور السفيرة الامريكية في بغداد السيدة ألينا رومانسكي في إملاء قراراتها على المنظومة الحاكمة.

أكثر ما يُثاب ويُمتدح عليه السيد رئيس مجلس الوزراء هو الاستقرار الأمني وتوقف استهداف السفارات الأجنبية واغتيال المواطنين وغيرها من مظاهر الانفلات الأمني والعنف التي كانت سائدة أيام سابقه السيد مصطفى الكاظمي. وفي حقيقة الأمر فإن القوى التي جاءت به ورشحته هي نفسها التي كانت تعبث بالأمن, وهي بذلك تحرص اليوم على تسليك أمور حكومته أي حكومتها لعكس صورة إيجابية للمواطن الذي أصبح يبغض شخوصها ومسمياتها الحزبية وقبلهما نهج المحاصصة النهبوي الذي اعتمدوه كأساس نظام فشل طوال عشرين سنة بادراتهم من دفع العراق نحو التعافي والنهوض في دوره.

ينظر المواطن العراقي بعدم الثقة في حقيقة الاستقرار الأمني, ويعتبره شكلياً وهو يشهد الإجراء الحكومي بزيادة أعداد منتسبي الحشد الشعبي وزيادة تخصيصاته في الميزانية المقترحة, رغم أن الحاجة إلى وجود هذه الحشود قد انتفت أغراضها بعد القضاء على داعش, وأصبحت عالة على الأقتصاد الوطني, كما أن فتوى السيد السيستاني كانت مشروطة بقتال داعش وليس التمدد في الجغرافية العراقية.
حتى السيد نوري المالكي رئيس مجلس الوزراء الأسبق طالب بحلها.

كما أن الزوبعة المُثارة حول تمسك السيد السوداني بشروطه للاطار التنسيقي وصلاحية إقالته الوزراء الفاشلين في أداء مهامهم خلال ستة أشهر, وتقديم أسمائهم لمجلس النواب لاستبدالهم, الذي لاقى معارضة من السيد نوري المالكي الذي يُتوقع إقالة وزرائه…لا تنطلي على العراقيين… الأكثرية البرلمانية ستجهض مساعي السوداني وسيكون مجبراً على التعايش مع وزراء فاشلين… وذاك الطاس وذاك الحمّام, كما يقول المثل العراقي.
ولأن عشرين سنة من الغش والخداع, كانت كافية لينظر العراقيون إلى ما يحدث بعين الشك والريبة, وأن ما يدور هو مجرد محاولة للقفز على نباهتهم, واستغفال الوعي الشعبي, بدعوى نتائج التصويت الحر لنواب الشعب !!!

نواب شعب الذين يهرعون كالقطط نحو وليمة من السمك حين تطأ قدم سيدهم أرض البرلمان, ليسوا ممثلين للشعب بل اتباع لأسيادهم.
التعويل على مثل هؤلاء غباء !

المعروف أن المعارضات السياسية في النظم الديمقراطية والاستبدادية هي التي تناكف الحكومات وتحاول إسقاطها, بينما عندنا فإن الإطار الشيعي التنسيقي الحاكم هو الذي يضع العصي في عجلة حكومته ويعرقل خطوات رئيس مجلس الوزراء الذي جاء به, عندما يستشعر بوجود مساس بمصالحه, ولهذا لم يرَ المواطن تحقيقاً لوعوده ولا انجازاً يسجل له.

حتى الاستجابة إلى مطالب الخريجين العاطلين, التي برغم ظاهرها الإيجابي فإنها في ظل ترهل جهاز الدولة واستيعابهم القسري بدون تخطيط, فسره البعض بكونه محاولة لتوظيف ذلك لأهداف انتخابية لصالح الجهات المهيمنة او على الأقل اسكات الأصوات المنادية بحقوقها ولو مؤقتاً, بسبب مستوى العجز في الميزانية العامة والديون الداخلية والخارجية وتذبذب أسعار النفط التي تهدد بعدم قدرة الحكومة, لاحقاً, الوفاء بالتزاماتها إزاء من عينتهم !

إشارة أخيرة للسيد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني :

" السياسة فن الممكن.. السياسة فن المستحيل " !!!



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- براغماتية الثعالب !
- هدية - الإطار التنسيقي الشيعي - للعراقيين والمعجزة الاقتصادي ...
- كوميديا دانتي والكوميديا العراقية
- ورود انتظرت من يُهديها !
- ظل البيت لمطيرة وطارت بيه فرد طيره *!
- المانيا - الهجمات على الديمقراطية - أمس واليوم !
- هل من معادٍ للحرب منادٍ للسلام ؟!!
- هل استعاد ثغر العراق - البصرة - ابتسامته ؟
- الحرامي, كذلك, - مفتح باللبن -* !
- ساكو وفانزيتي - جريمة قتل قضائية بدوافع سياسية
- التعويل على حكومة السوداني كمن يطلب من الحنظل عسلاً !
- توثيق فوتوغرافي للحرامي !
- انبطاح من أجل تأمين المستقبل !
- - السياسة الخارجية النسوية - ومأزق الألمانية آنالينا بيربوك
- التجسيد المحاصصي لمفهوم - العقد الاجتماعي -
- مباحثات... محادثات وما من مخرجات !
- باستقالة من تبقى من الأعضاء يتحقق حل البرلمان !
- أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي... وأسمعت كلماتي من به صمم !
- بيوتر إيكونوفيتش*: قبل أن نكرههم
- - إذا أعيت مكافأةُ الجميلِ -*, مظفر النواب


المزيد.....




- بعد تقرير عن رد حزب الله.. مصادر لـRT: فرنسا تسلم لبنان مقتر ...
- شاهد: حريق هائل يلتهم مبنى على الطراز القوطي إثر ضربة روسية ...
- واشنطن والرياض تؤكدان قرب التوصل لاتفاق يمهد للتطبيع مع إسرا ...
- هل تنجح مساعي واشنطن للتطبيع بين السعودية وإسرائيل؟
- لماذا يتقارب حلفاء واشنطن الخليجيين مع موسكو؟
- ألمانيا ترسل 10 مركبات قتالية وقذائف لدبابات -ليوبارد 2- إلى ...
- ليبيا.. حكومة الدبيبة تطالب السلطات اللبنانية بإطلاق سراح ها ...
- -المجلس-: محكمة التمييز تقضي بإدانة شيخة -سرقت مستنداً موقع ...
- الناشطة الفلسطينية ريما حسن: أوروبا متواطئة مع إسرائيل ومسؤو ...
- مشاهد حصرية للجزيرة من تفجير القسام نفقا في قوة إسرائيلية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - مصداقية غائبة… ثقة معدومة