أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - هستيريا الصغار من أفعال الكبار !














المزيد.....

هستيريا الصغار من أفعال الكبار !


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 7704 - 2023 / 8 / 15 - 04:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تنتاب القوى المتنفذة بكل ما تمثله من أحزاب دينية ومليشيات ودولة عميقة.. حالة هلع من احتمالات اندلاع احتجاجات شعبية بعد تفاقم أزمة الكهرباء وانقطاعها عن أجزاء واسعة في البلاد, في ظروف قيض خانق, بعد عشرين عاماً من حكمها العضوض, وبات الشعب يُدرك تعمدها وإصرارها على عدم حلها رغم المليارات التي أنفقت ومازالت تنفق, حتى باتت هواجسها المريضة تتضايق حتى من أبسط المبادرات الفردية او من فعل إيجابي عابر, يظنون انها تتعرض لهم وتعرّض بهم وتسيء إليهم.
فقد حصلت فعاليات فردية بريئة وباندفاع ذاتي, ليس لها علاقة بالسياسة لا من قريب ولا من بعيد, لكنها جوبهت بردود فعل هستيرية غير مبررة.

وكان قد اعتقل شاب في مدينة الناصرية بادر إلى تنظيف مناطق في مدينته وزيّن جدرانها بلوحات تمثل مشاهير عراقيين… شعروا في فعله إشارة إلى تقصيرهم تنبيه للمواطن إلى الجهات التي لا تؤدي واجباتها كما يجب… وكأن مواطنو مدينة الناصرية ومحافظة ذي قار غائبة عنهم صور فشل حكومتهم المحلية ويحتاجون من ينبههم !
وكذا الحال كان مع أحد المدرسين والكادر التدريسي المكلف بمراقبة الممتحنين في الامتحانات الوزارية العامة.. فقد فُرضت إجراءات عقابية ضدهم, باستبعادهم عن التواجد في القاعات الامتحانية, لأن أحد المدرسين استعان بكرتونه للتهوية والتخفيف عن التلاميذ من شدة الحر بسبب انقطاعات الكهرباء…
انتشار اللقطات المصورة على مواقع التواصل الاجتماعي.. أثارت حفيظة السلطات الإدارية التربوية التي قرأت في مبادرة الأستاذ, إيماءة إلى إهمالها في توفير ظروف امتحانية مناسبة للتلاميذ. في ظل صمت مطبق من نقابة المعلمين وذوي الطلبة.

السلطات المعنية اعتبرت ما حدث من كليهما تحدياً لفشلها وتحريضاً على النظام العام لمجرد احساسها الخاطئ بوجود ملمح احتجاجي في فعليهما… انها عقدة سوء الظن الآدلرية * التي تمسك بتلابيبها !

أحد المطبلين لأحزاب السلطة أشار في لقاءٍ تليفزيوني : " أن الإطار التنسيقي الشيعي الحاكم يقوم بترميم وإصلاح العلاقة مع الشعب ونجح بذلك ! ", بيد أننا لا نشهد جديداً, فلا في الشؤون الفردية الصغيرة, كما في أعلاه, ولا في الشؤون العامة… فنهب المال العام ماضٍ على قدمٍ وساق, والتهديد المسلح لكل صاحب رأي مستقل او منظومة إعلامية لا تلتقي مع توجهاتهم الولائية والشرعية قائم.. وتطمين مطالب المواطنين مسألة ليست ذات نظر.

أصبحت مسألة تقدير خرق القانون خاضعة لأهواء المسؤول الأمني أو الإداري ومتروكة لاستنتاجاته وليس على أساس ثوابت القانون والقضاء والتعريفات الحقوقية, وهذا الأمر بحد ذاته يُعد خرقاً للقانون.. ولهذا كان اعتقال الشاب بدون أمر قبض قضائي وتعرضه, على الأقل, للضغط النفسي وإجباره على توقيع عدم عودته إلى تنظيف مدينته او تزيين جدرانها..
كما كان طرد الأستاذ الحاني على تلامذته, وزملائه اجراءً فضاً, ولا يمكن أن يكون له وجود في سياقات العقوبات الإدارية, وإنما تركت لتقديرات المتنفذين في الدوائر التربوية لإدانة فعله واعتباره تجاوزاً وعُوقب على أساسها.

كل ما يحدث يستند لسيكولوجية التسلط المرتبطة بعقدة نقص كامنة في إيديولوجيات متبنيها وممارسيها, أساسها التشدد والفكر الواحد والاستبداد السياسي والهيمنة والعنصرية التي اتخذت اليوم طابعاً طائفياً.

مازالت انتفاضة تشرين المجيدة واحتمالات اندلاع احتجاجات واسعة بسبب الأزمات السائدة وبالخصوص ازمة الكهرباء, يشكل هاجساً مقلقاً بل بالاحرى كابوساً رهيباً يؤرق أعداء الشعب الفاسدين مائلً أمامهم, لهذا يسعون لخنق أي نأمة أو تململ شعبي في المهد.

لكن للشاعر رياض الركابي رأي آخر :

" ضوه الشمعة شما صغر..
يخنگـ ظلام الليل " !


عقدة آدلرية - متعلقة بالشخصية سيئة الظن, يغلب عليها الشك بالآخرين والريبة الزائدة والحذر من الناس.



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشيقات الميليشياوي ميليشيا !
- ما السر الكامن وراء حرق القرآن !
- مصداقية غائبة… ثقة معدومة
- براغماتية الثعالب !
- هدية - الإطار التنسيقي الشيعي - للعراقيين والمعجزة الاقتصادي ...
- كوميديا دانتي والكوميديا العراقية
- ورود انتظرت من يُهديها !
- ظل البيت لمطيرة وطارت بيه فرد طيره *!
- المانيا - الهجمات على الديمقراطية - أمس واليوم !
- هل من معادٍ للحرب منادٍ للسلام ؟!!
- هل استعاد ثغر العراق - البصرة - ابتسامته ؟
- الحرامي, كذلك, - مفتح باللبن -* !
- ساكو وفانزيتي - جريمة قتل قضائية بدوافع سياسية
- التعويل على حكومة السوداني كمن يطلب من الحنظل عسلاً !
- توثيق فوتوغرافي للحرامي !
- انبطاح من أجل تأمين المستقبل !
- - السياسة الخارجية النسوية - ومأزق الألمانية آنالينا بيربوك
- التجسيد المحاصصي لمفهوم - العقد الاجتماعي -
- مباحثات... محادثات وما من مخرجات !
- باستقالة من تبقى من الأعضاء يتحقق حل البرلمان !


المزيد.....




- 60 قتيلًا في فيضانات مدمّرة شمال الصين.. ودار للمسنين تتحول ...
- استقالة رئيس وزراء ليتوانيا في إطار تحقيق بشأن مخالفات مالية ...
- ملف حصر السلاح يضع حزب الله والدولة اللبنانية على مفترق طرق ...
- السجن مدى الحياة لسويدي لدوره بقتل طيار أردني
- روبيو: الاعتراف بدولة فلسطينية يقوض المفاوضات ويزيد تعنت حما ...
- كاتب تركي: ما أهمية ميثاق التعاون الدفاعي بين تركيا وسوريا؟ ...
- العلاقات الروسية السورية.. اتفاقيات للمراجعة وملفات للمستقبل ...
- استهدفتها بأسلحة جديدة في مواقع مختلفة.. ما رسائل موسكو لكيي ...
- 15 قتيلا في هجوم روسي على كييف وزيلينسكي يدعو إلى -تغيير الن ...
- شاهد.. لحظة انقسام لعبة -البندول- في مدينة ملاهي بالسعودية إ ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - هستيريا الصغار من أفعال الكبار !