أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - العراق - بلد نفطي بنزينه غالٍ وغازه مُبدد !!!














المزيد.....

العراق - بلد نفطي بنزينه غالٍ وغازه مُبدد !!!


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 7937 - 2024 / 4 / 4 - 05:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مفارقة غريبة تغلق على الفهم, بلد منتج ومصدر للنفط, ترفع حكومته أسعار منتوجاته من وقود السيارات على شعبه.
المعلومة البديهية التي يعرفها كل إنسان, ولا تحتاج لخبير اقتصادي, أن ارتفاع أسعار المحروقات, ببساطة, معناه ارتفاع أسعار كل السلع والخدمات وكذلك التضخم.. لذا فإن أسباب الاستياء الشعبي من هذا القرار تستند على أولاً : أن العراق بلد منتج للنفط ومشتقاته ومن أبرز المصدرين لها, لذا فلا وجود مبرر لرفع الأسعار. ثانياً : أن الشعار الرئيسي التي طرحته الحكومة عند تشكيلها انها " حكومة خدمات ".. وانها جاءت للتخفيف عن كاهل المواطن, فما بالها تمعن في إفقاره وهو يرزح تحت مستويات فقر غير معهودة في بلد نفطي ؟ لذا كان إعلان القرار غير مدروس العواقب ويناقض ويجافي كل البروباغاندا الحكومية.

لابد هنا عدم إغفال أمر بالغ التأثير على ميزانية المواطن بعد ارتفاع الأسعار والتضخم المصاحب لها والمنعكسة على أسعار المواد الغذائية واللوازم والخدمات, إنها سوف لن تتراجع إلى حدودها السابقة حتى لو تراجعت الحكومة عن قرارها لأي سبب من الأسباب, وهذا يعني بالضرورة بأن المواطن اليوم كما الحكومة أصبحا تحت رحمة قانون السوق الذي لا يرحم.
وللعلم, يُشير خبراء أن التضخم السنوي من يناير عام 2023 إلى يناير عام 2024، شهد ارتفاعا بنفس النسبة التي بلغت 0.4%، وكان معدل التضخم السنوي قد سجل 4.5%.

أشار البيان الحكومي لأسباب رفع اسعار البنزين هي لتمويل الخدمات والمشاريع, وتشجيع المواطن على استعمال الغاز بدلاً من البنزين كوقود لمركبته وكأن هذه النوعية من الوقود متوفرة في محطات التعبئة هذا غير ضرورات تحوير فني في السيارات لتصبح قادرة على استخدام الغاز. وبعيداً عن التكاليف الإضافية على المواطن, فهل وفرت الدولة ورش كافية لتحوير المركبات ؟
وأشار القرار الحكومي أنه جاء أيضاً لدفع المواطن للتنقل بواسطة وسائل النقل العام, فهل من حافلات كافية لتغطية الحاجة لها ؟ لا سيما ان الحديث يجري عن وجود ثمانية ملايين سيارة تجوب طرق العاصمة مما يسبب الاختناقات المرورية, فهل يعني قبول نصفهم النصيحة الحكومية والتخلي عن مركباتهم سيحل المشكلة ؟ هناك شك في ذلك.

عملياً, كل مواطن كان سيتفق مع النوايا الحكومية المعلنة بتشجيع التنقل بالسيارات العمومية وتقليل الاختناقات المرورية وتحسين البيئة بتقليل الانبعاثات الكربونية وتسميم الأجواء, على أن لا تكون على حسابه فقط…
أن الإجراء الأنجع الذي كان ينبغي على الحكومة القيام به هو تقنين حركة سيارات المسؤولين ونواب البرلمان وتضرب بذلك عصفورين بحجر, بتوفير عبء تكاليف تعبئة مركباتهم وخدمتها الباهضة برفع الدعم الحكومي المجاني, لحصر استعمالها العشوائي وحسب الأهواء, لاسيما وان السيارات المصفحة ثقيلة وكذلك غيرها من جكسارات.. تستعمل البنزين المحسن عالي الجودة ومخازن وقودها أشبه ببالوعة تصرف الكثير من الوقود, وتلويثها للبيئة تكون بالغة. وكذلك تحجيم حركتها حل للكثير من العقد المرورية.

قيل أن القرار الحكومي جاء استجابة لشروط البنك الدولي على الحكومة العراقية برفع دعمها للمحروقات مقابل الموافقة على قرض تعزم الحكومة اقتراضه منه, ولكن الإعلان, بوقت متزامن, عن توقيع عقد مع الجمهورية الاسلامية لتزويدنا بالغاز, بأسعار عالية وبشروط أقل ما يمكن أن يقال عنها مجحفة, ولا تطمن مصالح العراق, تبدو متناقضة وشي ما يشبه شي. فمن جانب فرض ضريبة والتقتير على المواطن وتحميله تكاليف إصلاح لم تظهر ملامحه بعد, ومن جانب آخر كرم حاتمي مبالغ به وتسهيلات في الاتفاقيات مع دول مستفيدة من ثرواتنا النفطية أو أموالنا لشراء مشتقات, لفائدتها. وهي تتعارض, بالنتيجة, مع ما تسعى إليه الحملات الإعلامية الواسعة المروجة لحكومة السوداني وتلميع انجازاتها, وهي كذلك تتناقض مع الأهداف العامة للاصلاح.
أن غياب الشفافية المزمن لدى السلطات الحاكمة على مر أكثر من عشرين سنة فتح باب التكهنات مشرعاً امام كل من يريد أن يدلو بدلوه سواء من الخبراء او المواطن البسيط وهو حق له لأنه أول من يدفع فاتورة هذه القرارات.

لذا تجدنا امام ظنون مشروعة: إما أن السيد محمد شياع السوداني كرئيس للوزراء يتعرض لضغوط من حلفائه بعدم التمادي والاندفاع على طريق البناء والإصلاح واستنفاذ مصادر ثرائهم او أن القرار الحكومي أعلن لجس نبض الشعب أو ربما للتغطية على حدث أو إجراء مبيت قادم أكثر إيلاماً…أو الرغبة في تسجيل نجاح سياسي لحكومة السوداني بعد تراجعها, بعد حين, وإلغاء رفع الأسعار بدعوى الانصياع للسخط الشعبي, لزيادة أسهم حكومته والائتلاف الذي يقف وراءه, وتسويقها كقاطرة حقيقية للإصلاح.

وبينما بدد الدكتاتور البائد أموال وثروات العراقيين في حروبه العبثية ونزعاته التوسعية, فإن أحزاب المحاصصة البغيضة التي قامت بعد سقوطه, قد جعلت ثروات ومقدرات البلاد مغنماً لها وحكراً عليها وعلى أبنائها دون غيرهم من المواطنين…وما علينا كعراقيين سوى القبول بالمقسوم واكمال حياتنا من دون دراما ومن دون قرع طبول.

تساءل إرنست همنغواي في روايته الشهيرة " لمن تقرع الأجراس ؟". نجيب :
في الحقيقة تقرع أولاً للمواطن المتضرر للتحسب من القادمات ووعي حقوقه.
تقرع ثانياً للحكومة التي قد تتجاهل الغضب الشعبي عندما تصل الأمور إلى سلب قوتها !!!



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بولونيا - انتخابات ليست على مرام اليمين !
- ساميّة… لا ساميّة !!!
- إتيكيت انتخابي !
- هستيريا الصغار من أفعال الكبار !
- عشيقات الميليشياوي ميليشيا !
- ما السر الكامن وراء حرق القرآن !
- مصداقية غائبة… ثقة معدومة
- براغماتية الثعالب !
- هدية - الإطار التنسيقي الشيعي - للعراقيين والمعجزة الاقتصادي ...
- كوميديا دانتي والكوميديا العراقية
- ورود انتظرت من يُهديها !
- ظل البيت لمطيرة وطارت بيه فرد طيره *!
- المانيا - الهجمات على الديمقراطية - أمس واليوم !
- هل من معادٍ للحرب منادٍ للسلام ؟!!
- هل استعاد ثغر العراق - البصرة - ابتسامته ؟
- الحرامي, كذلك, - مفتح باللبن -* !
- ساكو وفانزيتي - جريمة قتل قضائية بدوافع سياسية
- التعويل على حكومة السوداني كمن يطلب من الحنظل عسلاً !
- توثيق فوتوغرافي للحرامي !
- انبطاح من أجل تأمين المستقبل !


المزيد.....




- بعد تقرير عن رد حزب الله.. مصادر لـRT: فرنسا تسلم لبنان مقتر ...
- شاهد: حريق هائل يلتهم مبنى على الطراز القوطي إثر ضربة روسية ...
- واشنطن والرياض تؤكدان قرب التوصل لاتفاق يمهد للتطبيع مع إسرا ...
- هل تنجح مساعي واشنطن للتطبيع بين السعودية وإسرائيل؟
- لماذا يتقارب حلفاء واشنطن الخليجيين مع موسكو؟
- ألمانيا ترسل 10 مركبات قتالية وقذائف لدبابات -ليوبارد 2- إلى ...
- ليبيا.. حكومة الدبيبة تطالب السلطات اللبنانية بإطلاق سراح ها ...
- -المجلس-: محكمة التمييز تقضي بإدانة شيخة -سرقت مستنداً موقع ...
- الناشطة الفلسطينية ريما حسن: أوروبا متواطئة مع إسرائيل ومسؤو ...
- مشاهد حصرية للجزيرة من تفجير القسام نفقا في قوة إسرائيلية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - العراق - بلد نفطي بنزينه غالٍ وغازه مُبدد !!!