أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - بولونيا - انتخابات ليست على مرام اليمين !














المزيد.....

بولونيا - انتخابات ليست على مرام اليمين !


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 7865 - 2024 / 1 / 23 - 07:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جاءت نتائج الانتخابات البولونية للسيم Sjem/ البرلمان, والسينات Senat / مجلس الشيوخ التي أجريت في أكتوبر من العام الماضي, بما لا تشتهي سفن اليمين القومي البولوني وخسارة أبرز أحزابه (القانون والعدالة - PiS ) الوثيق الصلة بالكنيسة الكاثوليكية أمام تحالف ليبرالي ( Platforma Obywatelska - المنبر المدني, Inicjatyiwa Polska - المبادرة من أجل بولونيا ( يسار الوسط ), Zielonych الخضر )… ولا زالت تداعياتها متواصلة وتثير جدلاً, رغم انقضاء فترة على الانتخابات وتشكيل الحكومة بحلتها الجديدة برئيس الوزراء الليبرالي دونالد توسك Donald Tusk الذي تعرض لحملة تشويه قبل الانتخابات وخلالها وبعدها من قبل أحزاب اليمين ووسائل الإعلام من تلفزيون وصحف ومواقع التواصل الاجتماعي ومنابر الكنيسة الكاثوليكية التي أغدقت عليها حكومة اليمين بالامتيازات والسلطات الواسعة في التحكم بالبرامج المدرسية وتنظيم الاحتفالات الدينية في مؤسسات الدولة والجيش كذلك.
لقد دأبت حكومات اليمين منذ استلامها للسلطة عام 2005 إلى تبني خطة من واقع توجهاتها الدينية لرفع العوائق امام الانجاب الواسع وتشديد العقاب على حرية قرار المرأة في الإنجاب بموجب ظروفها الشخصية ومنع الإجهاض, حتى لو امرأة حملت نتيجة اغتصاب.
لكسب الشرائح الاجتماعية المحرومة من المواطنين أقرّت مساعدات مالية مغرية للأزواج لزيادة الإنجاب وحسب عدد الولادات, ورفع رواتب التقاعد لكبار السن, الذين هم, على الأغلب, متأثرين بالخطاب الكنيسي.

ولا تخفى لهجة عداء أحزاب اليمين بكافة الوانها تجاه الاتحاد الأوروبي والتي اعتبرت انتماء بولونيا إليه انتقاصاً للسيادة بقوانينها وأنظمتها الجامعة وتقويضاً للعقيدة الكاثوليكية وقيمها, قبل تسلمها للسلطة.
وقد تصاعدت الخلافات بينهما بعد استلامها الحكم , بعد سلسلة إجراءات السيطرة على وسائل الإعلام وعمليات التطهير فيها, والتي شملت الجهاز القضائي بمستوياته المختلفة بتعيين قضاة موالين. مما دعا الاتحاد الأوروبي الى فرض عقوبات على الحكومة البولونية.
كما دأبت أحزاب اليمين وحكوماته على دغدغة المشاعر القومية وبعث الأحقاد التاريخية بخطاب معادٍ للروس, لاسيما بعد اندلاع الحرب الروسية - الأوكرانية, وللالمان حد المطالبة بتعويضات حرب رغم أن ترتيبات ما بعد الحرب بين القوى المنتصرة على النازية قد حسمتها.
ولابد من التذكير من الموقف المتشدد من اللاجئين, بمنع مرورهم وبناء جدار معدني عازل وتسيير دوريات مسلحة على طول الحدود مع بيلاروسيا, رغم انهم لا يريدون البقاء في بولونيا بل المرور من خلالها إلى دول الرفاه الأوروبي.
وكان قد صرح أحد المروجين للتوجهات اليمينية أن : " للمهاجرين لدينا قاعات جاهزة لايوائهم في ( Auschwitz, Majdanek & Treblinka ) " أوشفيتز - قالها بالألمانية واسمها بالبولونية Oświęcim. وهي معسكرات النازية السيئة الصيت. علقت محررة في صحيفة نيه Nie - كلا اليسارية البولونية : " يبدو ان هذا التصريح بمثابة اعتراف بعائدية معسكرات الاعتقال هذه لبولونيا !".
وللتوضيح فقد كانت هناك انتقادات حادة من قبل البولون لصحف أوروبية أشارت إلى " معسكرات اعتقال بولونية " مما أثار حفيظة الأوساط الشعبية والرسمية لهذه التسمية واعتبرتها افتراءاً وان هذا التعبير غير دقيق, وإنما هي " معسكرات اعتقال المانية نازية في بولونيا ".

وفي عودة لموضوع اللاجئين فإن التعامل التفضيلي للاجئين الأوكرانيين يستند إضافة إلى الموقف الجماعي لحلف الناتو الذي تنتمي إليه بولونيا واندفاعها في مساعدة الجيش الأوكراني, الذي يستند إلى العداء التاريخي لروسيا. ولكون بولونيا كانت القوة الأضعف بين الإمبراطوريتين الروسية والبروسية ثم الالمانية على مر التاريخ, لذا فإنها كانت ضحية لحروبهما سواءاً بتقسيمها فيما بينهما أو بخوض الحروب على أراضيها.
السلوكية الاحتفائية بالمهاجرين الأوكرانيين بدأت تتراجع بعد امتعاض المواطنين البولونيين من الامتيازات والمنافع والمساعدات السخية التي حصلوا عليها على حسابهم. وكان توريد القمح الأوكراني الرخيص إلى الاسواق البولونية قد أثار حفيظة المزارعين البولون مما حدا بهم لتنظيم وقفات احتجاجية على الحدود لمنع بيعه في الاسواق البولونية.
كل هذه المؤشرات والسلوكيات لحكومات أحزاب اليمين دفعت الكثير من المواطنين لاعادة النظر بمواقفهم, لاسيما بعد أن الكشف بأن حكومات اليمين قد كبلت الميزانية بقروض كبيرة لتغطية برامجها في المساعدات الاقتصادية لأغراض الكسب الحزبي.

وكأن اليمين كان ناقصاً , لتندلع فضيحة جديدة, ما بعد انتخابية, لتزيد الطين بلّة, تتعلق بسمعة وأهلية أهم ممثليها الباقين على رأس السلطة وهو رئيس الدولة أنجي دودا - Andrzej Duda , حيث التجأ نائبين برلمانيين سابقين من حزب PiS القانون والعدالة اليميني, سبق وان حكموا بقضايا فساد, و استفادا من عفو رئاسي, مطلوبيّن في قضية جديدة, إلى القصر الرئاسي, مما استدعى اقتحام الشرطة للقصر والقبض عليهما.

تشيع في أوساط اليمين والسلطات الكنسية مخاوف من إجراءات الحكومة الليبرالية الجديدة ذات التوجهات الأوروبية بالتراجع عن التشريعات والقوانين التي أقرتها سابقاً.

هل ينجح الليبراليون في جعل بولونيا, دولة أوروبية بحق وحقيق ؟



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساميّة… لا ساميّة !!!
- إتيكيت انتخابي !
- هستيريا الصغار من أفعال الكبار !
- عشيقات الميليشياوي ميليشيا !
- ما السر الكامن وراء حرق القرآن !
- مصداقية غائبة… ثقة معدومة
- براغماتية الثعالب !
- هدية - الإطار التنسيقي الشيعي - للعراقيين والمعجزة الاقتصادي ...
- كوميديا دانتي والكوميديا العراقية
- ورود انتظرت من يُهديها !
- ظل البيت لمطيرة وطارت بيه فرد طيره *!
- المانيا - الهجمات على الديمقراطية - أمس واليوم !
- هل من معادٍ للحرب منادٍ للسلام ؟!!
- هل استعاد ثغر العراق - البصرة - ابتسامته ؟
- الحرامي, كذلك, - مفتح باللبن -* !
- ساكو وفانزيتي - جريمة قتل قضائية بدوافع سياسية
- التعويل على حكومة السوداني كمن يطلب من الحنظل عسلاً !
- توثيق فوتوغرافي للحرامي !
- انبطاح من أجل تأمين المستقبل !
- - السياسة الخارجية النسوية - ومأزق الألمانية آنالينا بيربوك


المزيد.....




- فيصل بن فرحان يعلن اقتراب السعودية وأمريكا من إبرام اتفاق أم ...
- إيرانيون يدعمون مظاهرات الجامعات الأمريكية: لم نتوقع حدوثها. ...
- المساندون لفلسطين في جامعة كولومبيا يدعون الطلاب إلى حماية ا ...
- بعد تقرير عن رد حزب الله.. مصادر لـRT: فرنسا تسلم لبنان مقتر ...
- كييف تعلن كشف 450 مجموعة لمساعدة الفارين من الخدمة العسكرية ...
- تغريدة أنور قرقاش عن -رؤية السعودية 2030- تثير تفاعلا كبيرا ...
- الحوثيون يوسعون دائرة هجماتهم ويستهدفون بالصواريخ سفينة شحن ...
- ستولتنبرغ: -الناتو لم يف بوعوده لأوكرانيا في الوقت المناسب.. ...
- مصر.. مقطع فيديو يوثق لحظة ضبط شاب لاتهامه بانتحال صفة طبيب ...
- استهداف سفينة قرب المخا والجيش الأميركي يشتبك مع 5 مسيرات فو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - بولونيا - انتخابات ليست على مرام اليمين !