أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - تفرّج على المحرقة من على شرفته !!!














المزيد.....

تفرّج على المحرقة من على شرفته !!!


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 8414 - 2025 / 7 / 25 - 04:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أغاض مقطع فيديو لمحافظ الكوت السيد محمد جميل المياحي الذي كان يتابع احتراق " الهايبر ماركت الكورنيش " في محافظة الكوت بمن فيه من على شرفة مطلة مباشرة على مسرح المحرقة التي ذهب ضحيتها كما قيل أكثر من 60 شخصاً من مواطنيه رواد المول، الذين التجأوا اليه للترويح عن أنفسهم وقضاء وقتاً ممتعاً مع أحبتهم وأصدقائهم هرباً من الانقطاعات الكهربائية وطلباً للتكييف المنعش، فإذا به يتحول إلى جحيم قاتل ومأساة.

واكثر ما اثار المواطنين هو جلوس السيد المحافظ وهو يضع رجل على رجل، باسترخاء وراحة تامة، متابعاً المحرقة، ويتحدث إلى مرافقيه بشكل هاديء وغير مبالٍ.
هذه الوضعية في لغة الجسد، حسب التفسير الاجتماعي العراقي، تعبر عن عدم الاحترام و الاستخفاف بالآخرين وعدم المبالاة، لما يحدث أمامه، حد التعالي.
لاسيما وان طريقة توجيه كلامه لمن يحيطون به، ومن نبرات صوته الواثقة، اتسمت بعدم اكتراث كبير، ودليل ثقة وشعور عالٍ بالسيطرة وزهو السلطة.

المقطع القصير من هذا الفيديو جسّد عدم شعور عالٍ بالمسؤولية. وقد فندت الحقائق اللاحقة، الكثير مما صرح به السيد المحافظ، بجهله بالترتيبات الخاصة بالبناء، وحمّل الآخرين مسؤولية الفاجعة، ابتداءاً من صاحب المول الذي ادعى عدم حصوله على الموافقات الرسمية المطلوبة لبناء صرح بخمسة طوابق، مروراً بمرؤوسيه من مسؤولي دوائر المحافظة، عما حدث وعن التقصير في التعامل المهني مع الحريق ، بينما تدل الوثائق التي بحوزة صاحب المول، حسب ادعائه،، غير ذلك.

وبغض النظر عن طريقة حصول صاحب المول على الموافقات بالرشاوي او بالضغط السياسي وبما تمليه اعراف المحاصصة التي سنّوها، الا أن صاحب المول يؤكد انه وفّر، من جانبه، كل ما مطلوب رسمياً من هذا الجانب.

ما يدعو للاستغراب، أن السيد المحافظ لم يعرف بأمر أكبر صرح استثماري في المحافظة كان يرتفع ويكبر أمام ناظريه… وهو يتجول بجكساراته وحمايته في طرق المدينة، كل يوم خلال سنتين، ولم يخطر بباله، سؤال مرؤوسيه عنه ؟!

يجري الحديث، اليوم، بعد أن " وقع الفاس بالراس " عن سحب يد بعض رؤساء الدوائر ونقل بعضهم إلى أماكن عمل أخرى، ولم نسمع عن تقديم أي من المسؤولين عن هذه الكارثة إلى المحاكم،

المواطن بدوره لم يعد يثق بلجان التحقيق الحكومية، وتوصلها إلى الجاني وإدانته. فقد سبق للتحقيقات في حرائق مستشفيات وغرق عبارة الموصل وقاعة عرس في الحمدانية إن قيدت ضد مجهول، حتى أصبحت التحقيقات في أمور خطيرة مثل المسؤولية عن اكتساح داعش لثلث أراضي العراق وعن مجزرة سبايكر و الإعدام الميداني لشباب انتفاضة تشرين، والتفريط بالسيادة وبيع خور عبد الله، وقصف الرادارات العراقية وآبار النفط، للتحقيقات، نهاياتها سائبة.

استهانة الحكومات المتعاقبة بحيوات المواطنين والتفريط بمياه وسماء وأراضي العراق وسيادته لصالح دول إقليمية، ضالعة في مخططات اضعاف العراق وإخضاعه، هي سمة نهج الأحزاب الإسلامية الشيعية ومن يتحاصص معها.

تفيد الأخبار عن الأوضاع في مركز محافظة الكوت، أن مواطني المدينة الغاضبين وذوي الضحايا، نصبوا خيام اعتصامات أمام مبنى المحافظة مطالبين باستقالة المحافظ وحاشيته ومسؤولي الدوائر المقصرة لتقديمهم إلى العدالة.
وبغض النظر عن السجالات السياسية بين ميليشيا شبل الزيدي ومجموعة رئيس مجلس الوزراء الأسبق نوري المالكي، حول مآسي سابقة ارتكبها نوري المالكي خلال فترة تسنمه السلطة، والتي سكتوا عنها دهراً، فإن ذلك لن يغيب عن وعي المواطن، بأنها لحرف الأنظار عن مأساة الحريق إلى الصراع الانتخابي على الكعكة.

جلسة السيد محافظ الكوت في شرفته وهو يتابع احتراق المول ذكرني بقصة الامبراطور الروماني نيرون و حفلات الباربكيو والاركيلة التي نظمها الإسرائيليون، وهم يستمتعون بدوي القصف المكثف على رؤوس سكان غزة وبالنيران التي أضاءت الأطلال.

ننصح من يعنيه الأمر: " لا يزال بإمكانك القفز قبل أن يغلي الماء ". ( مثل ).
لأن " يوم المظلوم على الظالم أشدّ من يوم الظالم على المظلوم ".



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش فاجعة حريق الكوت - استغلال سياسي دنيْ !
- رواتب موظفي الاقليم، رواتب الحشد الشعبي… حلول
- الألزهايمر المجتمعي وصفة للتخلف !!!
- نور زهير قادم !
- التأرجح بين ماما إيران وبابا أمريكا… والبقية تأتي !
- سمو شباب تشرين… مهانة أعدائهم !
- الصفحات المطوية من وقائع الحرب العالمية الثانية - انتفاضات ب ...
- عبد المحسن السعدون… محمد شياع السوداني - تناقض المواقف !
- انشقاقات لأغراض انتخابية !
- إيران بين خيارين - الحرب الطاحنة أو الإذعان المهين !
- حرب كريهة مدمرة, لا نتمناها لأحد !
- بالربيع التركي خسروا مرتين !!!
- عقوبات ترامب ولا حساب الشعب !!!
- التغيير القادم… شكوك ومخاوف !
- - تعديل قانون يراعي الشريعة ويجافي الإنسان - !
- زيارة مسعود البارزاني لبغداد - غموض… تعتيم… جحود !
- إيتمار بن غفير - فاشي من هذا الزمان !
- بقي بايدن… عاد ترامب - يك* حساب !
- العالم على كف عفريت !
- من يضع بيضه في سلّة أمريكا.. خسران !


المزيد.....




- -على إسرائيل إنهاء المهمة-.. هل تصريح ترامب يغلق باب التفاوض ...
- برنامج الأغذية يقول إن ثلث أسر قطاع غزة لا يأكلون لأيام، ومص ...
- وزير فرنسي: مشكلات الأمن بغرب أفريقيا لم تعد تخصنا
- غوتيريش: الكلمات لا تطعم أطفال غزة الجياع
- 1.3 مليون نازح سوداني يعودون إلى ديارهم وسط دمار شامل ونداءا ...
- اشتعال الحدود بين تايلاند وكمبوديا.. أحكام عرفية وقصف متبادل ...
- تصدعات خطيرة في الدولة وإسرائيل أمام سؤال البقاء
- الاعتراف الأوروبي بفلسطين.. شيك بلا رصيد في مواجهة الفيتو ال ...
- عاجل | الحرس الثوري الإيراني: مقتل عنصر وإصابة آخر باستهداف ...
- مصدر لـCNN: مراجعة حكومية أمريكية لم تجد دليلا على سرقة -حما ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - تفرّج على المحرقة من على شرفته !!!