أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - العرس الانتخابي - فرحة لم تكتمل !














المزيد.....

العرس الانتخابي - فرحة لم تكتمل !


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 8565 - 2025 / 12 / 23 - 16:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عروسة شمطاء، عرسانها ملفقين !
عرس صباحيته بدأت بفضائح خداع وغش وتدليس، كبح مشاعر الفرح والبِشر التي حاول الفائزون إشاعتها بعد الاعلان عن نتائج الانتخابات، حيث بدأت تتكشف يوماً بعد يوم وقائع تزوير مبيتة وممنهجة تسيء إلى النظام الديمقراطي وتطعن بنزاهة العملية الانتخابية، لجأت إليها قوى تدعي انتماءها إلى العترة النبوية لتصدّر الانتخابات من كل ولا بد، وتمرير انتخابات برلمانية بهذه الطريقة الفجة، والفوز بأكثر ما يمكن من مقاعد البرلمان الجديد لتأمين استمرار وجودها.، بدون برامج بناء وتنمية.

ولكن " تأتي الرياح بما لا تشتهي السُفنُ " لا بل حتى بما لا تشتهي السَفنُ.

الظروف الإقليمية المعقدة وتفكك محور المقاومة وانحسار دور الحليف الإيراني في المنطقة وتراجع التأييد الشعبي للفصائل المسلحة ثم شبح مارك سافايا ممثل الرئيس الأميركي ترامب الذي يحوم فوق الرؤوس، كلها ظروف غير مواتية للبهجة، اضافة إن حالة الانقسام والتوتر السائدة في البيئة السياسية والأمنية وأزمة الحكم المستفحلة، لم تسمح باستمرار صيغة اللادولة السابقة.

ثم توالت الخطوات المحبطة لأحزاب الإسلام السياسي، بإعلان فصائل وميليشيات اساسية استعدادها لنزع سلاحها وحصره بيد الدولة في موقف دراماتيكي، لم يخطر على بال أحد، لاسيما وانها كانت قبل أيام تطلق تصريحات نارية وتهديدات بجر البلاد إلى أتون حرب، ليس لها فيها ناقة ولا جمل… والتي تجاهلت لسنين طويلة المطالب الشعبية بتسليم سلاحها للدولة.

أن قرارات القوى المتنفذة في البلاد في المهادنة والرضوخ للضغوط و الإملاءات الأمريكية لنزع سلاح الفصائل والميليشيات، أصبحت السبيل الوحيد للبقاء في السلطة، وإعلانها، من ثمة، تبني العمل السياسي خصوصاً بعد النجاحات التي أحرزتها في الانتخابات الأخيرة، لعل وعسى تنطلي هذه الخطوة على الامريكان.

معوّلة أيضاً، على خبرتها التي اكتسبتها خلال فترة هيمنتها المديدة على الدولة وما تملكه من علاقات ومال ونفوذ سياسيين وسلاح مستتر وسطوة إعلامية تغذي عوامل قوتها، فضلاً عن التناقضات الطائفية والعشائرية والمناطقية التي زرعتها في قلب المجتمع… وإمكانية استثمار كل ذلك اضافة الى اساليب المكر والخداع السياسي والشحن الطائفي لاستعادة نفوذها الفكري والوجودي.

وقد صرح أحد المتحدثين المقربين من المسلحين : أن الموافقة على نزع السلاح ما هو الا مجرد موقف تكتيكي، فسلاح المسلحين سيبقى وراء الباب لحين سنوح الفرصة لاستعماله !!! أو تحويل السلاح من اليد اليمنى إلى اليسرى مؤقتاً، كما قال آخر.

استذكاء ميليشياوي واستغباء امريكي !!!

ولكن جاء رد مارك سافايا ممثل الرئيس الأميركي ترامب في العراق، ماحقاً محبطاً عندما اشترط " تفكيكاً شاملاً للفصائل المسلحة… بلا رجعة ! ".

المواقف الأميركية لم تكتف بمظاهر الخضوع والإذعان في نزع السلاح التي أبدوها، بل انها أمعنت في ابتزاز هذه القوى المتهمة بالمقاومة، بمنع تبوء ممثلي مسلحيها مراكز وظيفية مهمة في الدولة وخاصة في المؤسسات والوزارات السيادية مثل رئاسة مجلس الوزراء والدفاع والداخلية والأمن الوطني والاستخبارات والخارجية والمالية وغيرها من مراكز القرار في الدولة العراقية.

ومن هنا نلاحظ ورطة قادة الإطار التنسيقي الشيعي في العثور على رئيس مجلس وزراء يرضي الامريكان ولا يفرط بمكاسبهم وامتيازاتهم.

إزاء كل هذه الوقائع والأحداث نجد أن أي حديث عن عرس انتخابي كفل هيمنتهم على مجلس النواب قد أصبح هباء منثورا… وتبددت ملياراتهم التي صرفوها في شراء الذمم والدعايات الانتخابية الباهظة مثل فص ملح وذاب… لا سيما وان الامريكان وحلفائهم الأوروبيين لا يريدون مرشحاً ضعيفاً لرئيس مجلس الوزراء مقرباً من الإطار الحاكم وإيران، ويضغطون لصالح مرشح قوي قد يشكل أداة عرقلة لعمل مجلس النواب وبالتالي تفريغ مصدر قوتهم العددية من تأثيره.

وفرحتها الما تمت، قد تتحول إلى كارثة فيما لو نُشر كل غسيلها الوسخ على طاولة الحساب تحت بند الخداع الانتخابي واستغلال المال العام، ابتداء من المليوني مراقب ملفق للانتخابات صوتوا لمرشحيها و" بلتيقة " ما يسمى ب " الركائز الانتخابية " لشراء الذمم، ثم وعود التوظيف الكاذبة في دوائر الدولة وصفوف الحشد الشعبي، والتي شكلت صدمة معنوية كبيرة للكثيرين من مريديهم ومن آمنوا بهم، وتبين حقيقة تتبجحهم بالاحتكار الحصري لقيم الفضيلة والورع والقدسية وامتلاك التفويض السماوي بالحكم.

المفارقة الصادمة أنهم بعدما أملّوا بعض المواطنين بالتوظيف في مرافق الدولة والحشد الشعبي، مقابل التصويت لهم في الانتخابات، تخلوا عنهم، لا بل باتوا يتحدثون اليوم، في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة التي جرّوا البلاد إليها، عن ترهل الجهاز الحكومي وضرورة تخفيض رواتب موظفي الدولة المضحكة أصلاً.

ثم تحول استبعاد المفوضية العليا ( المستقلة ) للانتخابات " كل الناس اللي ما عدها ميليشيات وبقّت بس اللي عدها ميليشيات " على حد قول أحد المحللين السياسيين، فعلاً ديمقراطياً، رغم أنف الدستور وقانون الأحزاب معاً.

ثم يأتي من يقول أن الانتخابات البرلمانية الأخيرة كانت أنزه انتخابات !!!



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الوضع التغريبي في النهج التشتيتي !
- بعبع البعث… المُدجن !
- تحسباً للقدر الشمشوني المندلق من السماء أو المنبثق من الأرض ...
- يالبؤس مروجي دعايتهم الانتخابية !!!
- المختَطفة تسوركوف وسلق الانتصارات الوهمية على قفاها !
- حجر في مستنقع راكد !
- ( أنا ) المحافظ المتضخمة !
- تفرّج على المحرقة من على شرفته !!!
- على هامش فاجعة حريق الكوت - استغلال سياسي دنيْ !
- رواتب موظفي الاقليم، رواتب الحشد الشعبي… حلول
- الألزهايمر المجتمعي وصفة للتخلف !!!
- نور زهير قادم !
- التأرجح بين ماما إيران وبابا أمريكا… والبقية تأتي !
- سمو شباب تشرين… مهانة أعدائهم !
- الصفحات المطوية من وقائع الحرب العالمية الثانية - انتفاضات ب ...
- عبد المحسن السعدون… محمد شياع السوداني - تناقض المواقف !
- انشقاقات لأغراض انتخابية !
- إيران بين خيارين - الحرب الطاحنة أو الإذعان المهين !
- حرب كريهة مدمرة, لا نتمناها لأحد !
- بالربيع التركي خسروا مرتين !!!


المزيد.....




- حادث غريب.. حفرة ضخمة تبتلع زورقين قرب قناة مائية في بريطاني ...
- الإفراج عن 30 ألف وثيقة جديدة من ملفات إبستين.. هذا ما توصلن ...
- الرويشد ويسرا والفخراني وماريا كاري.. تكريمات مؤثرة لمبدعين ...
- وزارة العدل الأمريكية تنشر آلاف الوثائق المرتبطة بقضية جيفري ...
- من -فور سيزنز- في موسكو إلى يخوت دبي.. كيف يعيش آل الأسد في ...
- السودان في كأس إفريقيا.. هوية وروح واحدة في زمن الانقسام
- إطلاق الناشطة تونبرغ في لندن بعد توقيفها في مظاهرة مؤيدة للف ...
- تواجه حكما بالإعدام... 400 شخصية نسائية عالمية تطالب طهران ب ...
- فرنسا : الجمعية الوطنية تصادق على -قانون خاص- يتيح مواصلة تم ...
- زيلينسكي يكشف عن مسودة جديدة للتسوية وروسيا تتقدم شرق أوكران ...


المزيد.....

- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - العرس الانتخابي - فرحة لم تكتمل !