أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - إمكانية الثورة على ماضوية الموروث الإسلامي














المزيد.....

إمكانية الثورة على ماضوية الموروث الإسلامي


يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8570 - 2025 / 12 / 28 - 00:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


* اليوم رجال الإسلام - من فقهاء وأئمة ومفكرين سلفيين وشيوخ ودعاة ، يعتبرون الموروث كوظيفة يؤدونها ، أو مهمة يعملون من أجلها . كل ذلك من أجل الإرتزاق من هذا العمل ، وأراهم كحراس" لهيكل أمني " معبودهم "الموروثالإسلامي" وهم رؤساء أقسام وشعب - داخل هذا الهيكل ، فهم يخدمون هذا المعبود ، ويحافظون بكل جهدهم ، على وجوده ودوام إستمراره في الريادة والبقاء .. وذلك أيضا ، من أجل وجودهم هم ، في مراكزهم والحفاظ على مميزاتهم ومكاسبهم .
* رجال الإسلام ، قد وضعوا سدا منيعا وحواجز أما الباب أو المدخل الرئيسي لهذه " الهيكل " ، معتبرين أي مس أو تلميح أو مجرد أشارة على نصوصه وسردياته ، هو تجاوزا على أقدس المقدسات ، وتكفير من يحاول ذلك ، ومن أمثلة ذلك ما حدث للمفكرين : ( محمود محمد طه - مفكر ومؤلف وسياسي سوداني 1909 - 1985م / أعدم لإتهامه بالردة ، وقررت المحكمة السودانية ، أن المادة 247 من قانون الإجراءات الجنائية التي توقف تنفيذ عقوبة الإعدام على " المسن " الذي جاوز السبعين من عمره ، لا تنطبق على الحدود & د . فرج فودة / الذي كفر وإغتيل سنة 1992 & نصر حامد أبو زيد / الذي أتهم بالكفر والإلحاد وفرق عن زوجته إبتهال يونس ، من ثم ترك مصر - ورجع جثة ليدفن بأرض مصر & د . سيد القمني / الذي كفر ، وهوجم بالفضائيات الإسلامية & إسلام بحيري / مفكر مصري متهم بإزدراء الأديان ، حكمت عليه المحكمة المصرية بالسجن لخمس سنوات ، من ثم خفف الحكم الى سنة ) .. وغيرهم الكثير .
* أما أتباع رجال الإسلام ، فمعظمهم مجهلون ، يتبعون الراعي / الموروث ، كالقطيع ، دون وعي أو إدراك الى أين يقودهم هذا الراعي ! . فقسم كبير منهم يقرأ ولكنه لم يطلع على ما كتب وما المستور منه ، ورهط متيقن تمام اليقين ، من الإشكاليات بهذا الموروث ، ولكنه يفضل الصمت ! . والقسم الأخر أمي ، لا يقرأ ولا يكتب .. والحالة الأخيرة ترجعنا الى حادثة إغتيال د . فرج فودة ( بالتحقيق مع عبد الشافي رمضان ، أعلن أنه قتل فرج فودة بسبب فتوى الدكتور عمر عبد الرحمن  - مفتي الجماعة الإسلامية بقتل المرتد في عام 1986. فلما سؤل من أي كتبه عرفت أنه مرتد ، أجاب بأنه : " لا يقرأ ولا يكتب " ) .
* رجال الإسلام مسيرون ، وغير مخيرون - بما كتب بالقرآن والسنة والأحاديث .. وذلك لأن ثقافتهم إسلامية ، ومرجعيتهم إسلامية ، وتوجههم إسلامي .. وهم يؤمنون من أن كلام محمد هو أخر الأنبياء ، والحقيقة القرآنية وأحاديث محمد وسننه هي أخر الحقائق .. لذا فإن الفكر والعقل وكل الحقائق ، إنتهت بموت محمد ، بل بطل كل أمر ، عدا ما نص به الموروث الإسلامي الماضوي . أي أن التاريخ توقف كحقائق لأكثر من 14 قرنا ، وهذه إشكالية فكرية ومنطقية ومجتمعية معا .

إضاءة :
1 . التساؤل المراد منه من هذا البحث المختصر ، هو : هل نحن أحرار في التفكير ! ، أم نحن أسرى لتاريخ ظلامي ، وهل من الممكن الثورة على هذا الموروث الماضوي ، من المؤكد أن إجابة رجال الإسلام ستكون : " لا " ، وذلك على إعتبار أن المقدس لا يمكن الثورة عليه ، بل لا يمكن حتى نقده أو تطويره أو حتى تحديثه ، بل حتى نفض غبار السنين عنه .
2 . وهناك أقوال لفلاسفة كبار / يمكن أن نعتبر مقولتهم تمت بالصلة بصدد الموضوع .. فالفيلسوف البريطاني برتراند راسل 1872 – 1970 م ، فيلسوف وعالم منطق ورياضي ومؤرخ وناقد اجتماعي ، قاد راسل الثورة البريطانية ضد " المثالية " في أوائل القرن العشرين .. " سُئل راسل ذات مرّةً ، عن مدى استعداده للموت أو القتل دفاعاً عن أفكاره ، فقال : أنا غير مستعد للموت أو القتل في سبيل أفكاري ومبادئي ! لأني ببساطة غير واثق من صحتها " ..
إذن تصويب أو غربلة الموروث الإسلامي ، عمل وفعل منطقي ، أفضل من خروج الموروث عن الواقع الزمكاني ! .
3 . خلاصة القول : إن الحل الأنجع - بما أن الثورة على الموروث الإسلامي من الصعوبة بمكان ، هو الثورة على رجال الإسلام بذاتهم / حراس الهيكل ، من أجل أن يقوموا هم ، على أقل تقدير بتمدين هذا الموروث ، وفق حضارة وأفكار ومدنية القرن الواحد والعشرين ، وهذا أضعف الإيمان .



#يوسف_يوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ممكن الثورة على الموروث الإسلامي ! .. إضاءة
- إضاءة إعتبار الإخوان المسلمين و (كير) «منظمتين إرهابيتين أجن ...
- من عصر النبوة الى الأن صنع الحضارة ؟
- اللحن في القرآن .. إضاءة
- تساؤلات حول الردة في الإسلام
- طوفان 7 أكتوبر .. أم إنتحار غزة - بعد وقف إطلاق النار
- المظلومية في التاريخ الإسلامي - إضاءة / الشيعة كحالة
- ملامح .. بين المسيحية والنصرانية في القرآن
- قراءة لحديث .. الولد للفراش وللعاهر الحجر
- إضاءة تاريخية بين القرآن والمصحف ..
- حدود الإسلام .. إضاءة
- محمد .. بين القرآن وبين الأحاديث
- رجال الدين - الدعاة .. تجارة العصر
- إضاءة حول الثابت والمتغير .. الإسلام كحالة
- قراءة ل حديث عبدالله بن عمر - قل أخذت من القرآن ما ظهر منه . ...
- الشرع / الجولاني .. الرجل اللغز
- زوجات الرسول .. واقع إشكالي
- إضاءة في رحاب ثبات أو إنهزامية الفكر - من ذاكرة الحزب الشيوع ...
- قراءة لحديث - أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين -
- إضاءة .. حول خلق السماوات والأرض قرآنيا


المزيد.....




- عاجل | بيان لـ21 دولة عربية وإسلامية: نرفض بشكل قاطع إعلان إ ...
- تاكر كارلسون: تصوير -الإسلام الراديكالي- كتهديد لأمريكا -دعا ...
- عراقجي: لدينا مبدأين غير قابلين للتنازل: سلمية البرنامج الن ...
- حمص تشيّع ضحايا تفجير المسجد وغوتيريش يندد بالهجوم
- المالكي: المسيحيون ملتزمون برفض التطبيع وأي تصريح فردي لا يم ...
- ترامب يرفض اعتراف إسرائيل بـ-أرض الصومال- وسط إدانة عربية وإ ...
- قائد الثورة الإسلامية في إيران :الحاجة الملحّة اليوم هي إلى ...
- مصر.. البرادعي يرد على مناشدة شيخ الأزهر -ضمير الإنسانية-: ق ...
- المسيحية الصهيونية: تناقض لاهوتي ومفارقة تاريخية
- واشنطن تشن ضربات جوية -تصفها بالقاتلة- ضد تنظيم الدولة الإسل ...


المزيد.....

- رسالة السلوان لمواطن سعودي مجهول (من وحي رسالة الغفران لأبي ... / سامي الذيب
- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - إمكانية الثورة على ماضوية الموروث الإسلامي