أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - إضاءة حول الثابت والمتغير .. الإسلام كحالة















المزيد.....

إضاءة حول الثابت والمتغير .. الإسلام كحالة


يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8459 - 2025 / 9 / 8 - 10:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إضاءات :
* لو تكلمنا بصدد الأفكار والأراء والنظريات العلمية والعقائد والقواعد والقوانين .. فإنه ليس من أمر ثابت ، فكل ما ذكرنا من مصطلحات ، من الممكن جدا أن تتغير ، تبعا للظروف الزمكانية ، وقس على ذلك الكثير من الأمور الأخرى ..
* كما أن أغلب المفكرين والفلاسفة والباحثين والعلماء .. لا بد لهم من أن يعملوا على تطوير ما توصلوا إليه من نظريات وقوانين وقواعد ، وإذا لم يعملوا على تطوير ما توصلوا إليه ، فسوف يغمرهم الزمن ! .
* إذن القوانين والقواعد والأفكار .. إذا بقيت على ماضويتها ، فسوف تسحقها عجلة الزمن ، وحراك التطور العلمي ، سوف يقذفها بعيدا عن حداثوية المجتمع .

الموضوع :-
سأتناول الموضوع / وفق ماذكرت في المقدمة ، من خلال المحور العقائدي - الديني :
فلو أخذنا على سبيل المثال الآية التالية ، بالبحث - من حيث هل تقبل الثبات أم تستوجب التغيير ! في حراك القرن الواحد والعشرين .. " إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ / 19 سورة آل عمران " ، وتفسيرها وفق أبن كثير ، هو التالي وبإختصار { وقوله : " إن الدين عند الله الإسلام " إخبار من الله تعالى بأنه لا دين عنده يقبله من أحد سوى الإسلام ، وهو اتباع الرسل فيما بعثهم الله به في كل حين ، حتى ختموا بمحمد ، الذي سد جميع الطرق إليه إلا من جهة محمد ، فمن لقي الله بعد بعثته محمدا بدين على غير شريعته ، فليس بمتقبل . كما قال تعالى ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين / سورة آل عمران : 85 ) ، وقال في هذه الآية مخبرا بإنحصار الدين المتقبل عنده في الإسلام : " إن الدين عند الله الإسلام " .. } .

القراءة الأولية :
الآية أعلاه لا يمكن أن تكون إلهية المصدر ، لأسباب رئيسية منها :-
* الرب أوجد أديان منها الصابئة واليهودية والمسيحية .. ، فكيف له أن يناقض الإسلام ، بما أنزل من معتقدات دينية ، بل أن يلغيها ، تماما ، من ثم يبين قرآنيا : " إن الدين عند الله الإسلام " .
* الله القدير أرسل رسلا وأنبياءا قبل محمد ، فكيف له أن يبين بأن الرسل " ختموا بمحمد ، الذي سد جميع الطرق إليه إلا من جهة محمد .. " ، وهنا لابد لنا أن نتساءل ، لم الله أرسل " .. موسى ويوحنا والمسيح .. " ، مادام أن محمدا بمجيئه سيلغي ما تقدم من رسل ، ويسد كل الطرق لله .. وهل لدى الله قاعدة أو قانون ، أنه " من يأتي مؤخرا يلغي ما سبق " ! . * وكيف للإسلام كعقيدة ورسول وكتاب ، أن يعترف بكل من سبقه من أنبياء وكتب / وفق الآيات الواردة في القرآن : " نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ* مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ / سورة آل عمران:3،4 " & " قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ / 136 سورة البقرة " .. ، كل هذا من جانب ، ومن جانب أخر ، ينقلب عليهم ، ويبين : إن الدين عند الله هو الإسلام ..
* إن النصوص القرآنية الواردة في أعلاه ، تدلل على الإعتراف القرآني التام ، بكل ما سبق من كتب ورسل وأنبياء .. فكيف ذات القرآن يقول " إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ " .. فإذن : أما القرآن كان موجب عليه أن يلغي الآية 19 من سورة آل عمران ، أو أن يلغي آيتي 3 ، 4 من سورة آل عمران & 136 من سورة البقرة ! .. لأن هذه الآيات متناقضة ! .

القراءة الخاصة :
القرآن ، حاله كباقي الموروث الإسلامي ، مترهل بالمتناقضات والتقاطعات ، و وجب عليه ، أن يخلع ثوب الماضوية ، ويرتدي ثوب الحداثة ، وأن يبتعد عن إلغاء الأخر ، وأن يحجر على كل نص يمس من مكانة المعتقدات الأخرى .. وأن يكون الإسلام رسولا وقرآنا وموروثا ، معترفا بكل الأديان الأخرى حقيقة ، وليس كلاما معسولا يستهلك في المناسبات والمنتديات واللقاءات ، كحديث الإمام الأكبـرأحمَد الطَّـيِّب - شيخ الأزهر الشَّريف ، حَـوْلَ " حوار الأديان والحضارات " بإنــدونيسـيـا :( جاء القرآنُ ليؤكِّدَ أن محمدًا شقيقُ موسى وعيسى ومَن قَبْلَهما مِن الأنبياءِ والمرسلين ، وأنَّ القرآنَ مصدِّقٌ للإنجيلِ ، وأنَّ الإنجيلَ مصدقٌ للتوراةِ ، وأنَّ دعواتِ الرُّسُلِ جميعًا اجتمعتْ كلمتُها على أصولٍ عامَّةٍ مشتركةٍ لا يختلفُ فيها نبيٌّ عن نبيٍّ ، ولا رسالةٌ عن رسالةٍ ، وفي مقدِّمةِ هذه الأصولِ : الدعوةُ إلى توحيدِ اللهِ ، وفضائلِ الأخلاقِ ، وتحريمُ الإثمِ والظُّلمِ والبغيِ والعدوان على الناس / نقل من منصة الأزهر ) .. من جانب أخر في مصر / بلد شيخ الأزهر ، تحرق كنائس الأقباط ، ويتم الإعتداء على الأقباط ، ولا يسمح لهم بصيانة أو بناء الكنائس ، وتختطف فتيات الأقباط ، ويدعى على المسيحيين في المساجد . أما وظيفيا فالأقباط : ليس لديهم محافظفين أوعمداء جامعات أو قضاة أو ضباط ، بل حتى لاعبي كرة قدم ! .

خاتمة :
يجب أن نقر أولا ، من أنه ليس من ثابت في الأفكار والمعتقدات ، " وليس من معتقد بكل موروثه ونصوصه صالح لكل زمان ومكان " .. خاصة التي تتقاطع أو تتناقض مع الحداثة ، أو التي تختلف مع منطق حياة القرن 21 ! ، أو التي تلغي من واقع أو وجود الأخرين . وإن كل فكر أو معتقد ، إذا لم يغير من أسماله البالية السوداوية ، التي لا تتوافق مع التطور المجتعي والعلمي والحضاري بالعموم .. ، سيبقى حجر عثرة ، في عجلة التقدم ، وسترفضه الحداثة ، بعيدا عن ركب الحياة ! .



#يوسف_يوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة ل حديث عبدالله بن عمر - قل أخذت من القرآن ما ظهر منه . ...
- الشرع / الجولاني .. الرجل اللغز
- زوجات الرسول .. واقع إشكالي
- إضاءة في رحاب ثبات أو إنهزامية الفكر - من ذاكرة الحزب الشيوع ...
- قراءة لحديث - أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين -
- إضاءة .. حول خلق السماوات والأرض قرآنيا
- قراءة للآية 52 من سورة آل عمران
- قراءة لحديث - قيل يا رسول الله من تؤمر بعدك ؟ -
- قراءة لحديث الرسول لعمر : حتى أكون أحب إليك من نفسك
- إضاءة في .. الجهل المقدس
- إضاءة حول إسلام - النُبُوَّة - وإسلام الخلافة
- إضاءة عن إفرازات التدين
- خير الأمم !! .. أمة لا تقرأ
- بين المحبة والسيف .. أضاءة
- النص القرآني بين أسباب النزول وبين التأويل
- الأسلام والعلم والحضارة .. تساؤلات
- شك عمر بنبوة محمد في صلح الحديبية
- أضاءة .. حول أشكالية الأحاديث النبوية
- أضاءة ل - سيرة صحابة محمد ورسل المسيح -
- حكم تارك الصلاة في الاسلام .. اضاءة


المزيد.....




- مرشح عمدة نيويورك يثير مخاوف بشأن ديانة منافسه ممداني الإسلا ...
- دعوى ضد فرنسا بسبب مبنى لسفارتها في بغداد يعود ليهود
- لاري إليسون.. يهودي أميركي رسم ملامح الاقتصاد الرقمي العالمي ...
- عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى رغم القيود
- دعوى ضد فرنسا بسبب مبنى لسفارتها في بغداد يعود ليهود
- لاري إليسون.. يهودي أميركي رسم ملامح الاقتصاد الرقمي العالمي ...
- TOYOUR EL-JANAH KIDES TV .. تردد قناة طيور الجنة الجديد للأط ...
- سلفيت: الاحتلال يعتقل ستة مواطنين من ديراستيا أثناء قطف ثمار ...
- كاتب إسرائيلي: حرب غزة صنعت فجوة أخلاقية بين يهود أميركيين و ...
- جدل في سوق الصكوك الإسلامية بشأن تقاسم المخاطر


المزيد.....

- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - إضاءة حول الثابت والمتغير .. الإسلام كحالة