أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - النص القرآني بين أسباب النزول وبين التأويل















المزيد.....

النص القرآني بين أسباب النزول وبين التأويل


يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8358 - 2025 / 5 / 30 - 22:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الموضوع :
يوجب علينا ، أن نقدم أولا ، شرحا مقتضبا للمفردتين أعلاه : " أسباب النزول " { هو : الواقعة ، أو السؤال الذي نزلت الآية ، أو السورة عقبه بيانًا له ، قال الجعبري ، كما في الإتقان ، نزول القرآن على قسمين : قسم نزل ابتداء ، وقسم نزل عقب واقعة ، أو سؤال . أي : إثر سبب خاص . وأما فوائد معرفة أسباب النزول ، فهي كثيرة ، منها – كما قال السيوطي في الإتقان-: معرفة وجه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم .. / نقل بأختصار من موقع أسلام ويب } . أما مفردة " التأويل " فيمكن أن نبين بصددها ما يلي { إن أكثر نصوص القرآن والسنة تحتمل أكثر من وجهٍ واحدٍ من وجوه التأويل ؛ أي : هي ( ظنّية الدّلالة ) ، والبشر متفاوتون في عقولهم ، وعلومهم ، وقوة فهمهم واستنباطهم ، لذلك كان الاختلاف بينهم في فهم تلك النصوص أمراً طبيعياً اقتضته حكمة الله . وشتان بين من يقول : إن هذه الآية خطأ ، ومن يقول : إنّ فهم فلانٍ للآية خطأ .. / نقل بأختصار من موقع شبكة الألوكة } . وسأقدم قراءتي للموضوع على شكل أضاءات.

القراءة :
* أولا ، لو تركنا مفهوم سبب النزول ، المتعلق ب " حدث معين أو واقعة محددة .. " ، فأن كل النصوص / أو معظمها ، هي : " ظنية الدلالة " ، ممكن أن تؤول وفق قارئها - من قبل المفسرين والمحدثين والفقهاء .
* وأرى أن هذا المفهوم " ظنية الدلالة " ، قد عبر عنه الأمام علي بن أبي طالب ، بأن القرآن لا ينطق ، وأنما ينطق عنه الرجال " من كلام له في التحكيم إنا لم نحكم الرجال وإنما حكمنا القرآن. وهذا القرآن إنما هو خط مستور بين الدفتين ، لا ينطق بلسان ، ولا بد له من ترجمان . وإنما ينطق عنه الرجال . ولما دعانا القوم إلى أن نحكم بيننا القرآن لم نكن الفريق المتولي عن كتاب الله تعالى / نقل من موقع المكتبة الشيعية " .. والتساؤل : ولكن الرجال سينطقون حتما ، بما يأمر به الحاكم ، وليس لما يتوجب مفهومه من النص ! . وهذا هو التأويل بعينه ، كما أن الفقهاء والمفسرين .. سيقدمون الحجج التي تثبت ما يقولونه وفقا لرأي الحاكم / حتى وأن كانت الحجج تدليسا ! . وهنا ندخل تفسير النص في دهاليز السياسة .
* وهذا الأمر الذي تكلم به الخليفة علي بن أبي طالب ، جدا خطير ، لأنه أوضح بشكل غير مباشر ، بأن القرآن ككتاب " صامت " ، الرجال هي التي تنطقه ، وهذا الواقع يدلل ، أن الرجال تنطق القرآن / وبعيدا عن ما ذكرنا في أعلاه - أي تنطيقه وفق رأي الحكم ، هناك تنطيقه وفق ما يفهمونه الفقهاء والمحدثين .. وهنا يصبح عندنا مسارين : الأول - تنطيقه بما يريده الحاكم ، والثاني - تنطيقه على هوى فهم القارئ .
* فمثلا في موضوع الحاكمية لله ، تم تأويل بعض النصوص القرآنية لأقرار الحاكمية ، منها " قُلْ إِنِّي عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ ۚ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ ۚ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۖ يَقُصُّ الْحَقَّ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ / 57 سورة الأنعام " . ومن موقع / الموسوعة القرآنية ، أسرد التفسير التالي للآية ( قل أيها الرسول - لهؤلاء المشركين : إني على برهان واضح من ربي ، لا على هوى ، وأنتم كذبتم بهذا البرهان ، ليس عندي ما تستعجلون به من العذاب والآيات الخارقة التي طلبتموها ، إنما ذلك بيد الله ، فليس الحكم - ومن جملته ما طلبتم - إلا لله وحده ، يقول الحق ويحكم به ، وهو سبحانه خير من بيّن وميّز المُحِقَّ من المُبطِل ) . ومن موقع / المسبار ، أنقل فقرة لمقال رشيد إيهُـوم - باحث مغربي في الفلسفة والفكر الإسلامي ، يبين أضاءة عن هذا المبدأ ( وخلال القرن الثامن عشر الميلادي ، وتحت حكم الإمبراطورية العثمانية ، يظهر محمد بن عبدالوهاب كرمز من رموز الفكر السلفي .. بعد ذلك سيكون لفكر المودودي وسيد قطب بالغ الأثر على الحركات الإسلامية في المنطقة ، وكان لمفهوم الحاكمية الإلهية الذي جاء به المودودي وتبناه قطب فيما بعد تأثير كبير في رسم معالم أيديولوجية دينية تسعى إلى تغيير الواقع ، لكن من خلال استجداء الحلول من"السلف الصالح وعقيدة السنة والجماعة" ). هنا نتبين من أن الفقهاء يعتمدون على تأويلهم في أثبات ما يؤمنون به ، أو يرومون البلوغ أليه - وفق هوى تفسيرهم .
* أود أن أبين نموذجا للحاكمية لله ، وهو الذي حصل بالأتحاد منذ سنة 1744 م – بين حقبة نشوء الدولة السعودية الأولى / بقيادة محمد بن سعود ، وبين فكر مؤسس المذهب الوهابي / محمد بن عبد الوهاب ، انه كزواج " متعة بين السياسة والدين " . وهو الاتفاق الذي أفضى الى انشاء دوله تقيم شرع الله على الدستور المتعارف عند المسلمين كتاب الله و سنة نبيه اثر التعاليم النبويه و سلك للنهج التابعين و الخلفا الراشدين .. كل هذا الوضع تم بتأويلات النص القرآني . وهذا الهرم الذي تأسس منذ القرن 18 ، يقوم ولي العهد السعودي / الحالي ، الأمير محمد بن سلمان - منذ تسلمه ولاية العهد في سنة 2017 ، بهدم أسسه ، ليبني مملكة جديدة حداثوية منفتحة ، يمكن أن تدعى المملكة السعودية الرابعة ! .
* من موقع / فيصل نور ، أورد الواقعة التالية ، عندما جاء الرسول لدار زيد - أبنه بالتبني ، يسأل عنه ، وهو ليس بالدار ، ودخلها ! { .. ربما فقده الساعة فيقول : أين زيد ؟ فجاء منزله يطلبه ، فلم يجده ، و تقوم إليه زينب بنت جحش زوجته فُضُلاً أي وهي لابسة ثياب نومها ، فأعرض رسول الله عنها ، فقالت : ليس هو هاهنا يا رسول الله فادخل بأبي أنت وأمي ، فأبى رسول الله أن يدخل ، و إنما عجلت أن تلبس لما قيل لها : رسول الله على الباب فوثبت عجلى ، فأعجبت الرسول ، فولى و هو يهمهم بشيء لا يكاد يفهم منه إلا : " سبحان مصرّف القلوب " } . بعد ذلك طلق زيد زينب ، لكي يتزوجها محمد ، ونزلت الآية ( فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا / الأحزاب/ 37 .) و نزلت آية تحريم التبني ، لكي تأخذ الزيجة وضعا مقبولا ( ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ 5 سورة الأحزاب ) .. هنا آيات نزلت لسبب : وهو رغبة وأعجاب محمد في زينب ، فطلقت زينب من زيد ليتزوجها محمد .

الخاتمة :
أن النصوص القرآنية غير واضحة المعالم ، والكثير منها لا يمكن فهمها و تفسيرها ، فكيف بتأويلها ! ، وهذا أبو بكر الصديق رفيق محمد ، وأحد العشرة المبشرين بالجنة ، يجهل تفسير الآية التالية ( في ارشاد المفيد ، وروى أن أبا بكر سئل عن قول الله تعالى: " وفاكهة وأبا " فلم يعرف معنى الأب من القرآن ، وقال : أي سماء تظلني أم أي أرض تقلني أم كيف أصنع ان قلت في كتاب الله بما لا أعلم، اما الفاكهة فنعرفها ، واما الأب فالله أعلم .. / نقل من موقع منتدى الكفيل ) .
خلاصة القول : من الواجب تجديد النص القرآني / الذي وجد قبل 14 قرنا - بظروف زمكانية وظروف مجتمعية تلائم تلك الحقبة القبلية ، والعمل على خلق تأويلات حداثوية تتناسب والقرن 21 . فأرى أن كل حكم أو شرع أو سنة أو حديث .. ( كمفاهيم : دفع الجزية و أهل الذمة و أن الدين عند الله الأسلام و السبي و حور العين و ملك اليمين وتكفير الأخر وغزو البلدان وخرافات الأسراء والمعراج .. ) أن تحجم .. وأن تلبس لبوس الوضع المجتمعي الحضاري للقرن الحالي .



#يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسلام والعلم والحضارة .. تساؤلات
- شك عمر بنبوة محمد في صلح الحديبية
- أضاءة .. حول أشكالية الأحاديث النبوية
- أضاءة ل - سيرة صحابة محمد ورسل المسيح -
- حكم تارك الصلاة في الاسلام .. اضاءة
- أضاءة حول .. فكر - أبو الأعلى المودودي -
- قراءة لحديث الرسول - من قال لا الله الا الله يدخل الجنة وأن ...
- سلوك محمد بن عبدالله .. من الرعي الى النبوة
- طوفان أم خذلان الأقصى
- أضاءة بين واقعين - الحداثوي و الماضوي -
- إشكالية كتابة التاريخ
- قراءة لآية - فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ ...
- قراءة لحديث الرسول - أطاعة الأمير وان ضرب ظهرك .. -
- تساؤلات .. الصحابة بين طاعة أو رفض خطبة الغدير
- تساؤلات للآية { يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك .. / 1 ...
- حول تحريف الأنجيل .. أضاءة ثانية
- أضاءة .. في التشيع
- أضاءة في أسس العقائد الدينية
- سوريا من الأسد الى الشرع .. ومضات
- الدين بين المعجزات وبين الهلوسات


المزيد.....




- “أغاني طوال اليوم” ثبت تردد قناة طيور الجنة 2025 على الأقمار ...
- “موعد عيد الأضحى المبارك 2025 يقترب.. أيام معدودة تفصلنا عن ...
- أول تعليق من نتنياهو بعد الهجوم على الجالية اليهودية في كولو ...
- -محمد صبري سليمان-.. كشف هوية منفذ الهجوم على مسيرة لليهود ب ...
- السعودية تطلق مبادرة لتصحيح تلاوة زائرات المسجد النبوي
- مئات المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى
- العشرات من المستعمرين يقتحمون المسجد الأقصى
- -هتف دعما للفلسطينيين-.. مشتبه به يلقي زجاجات حارقة على يهود ...
- أغاني وهيصه لعيالك طول اليوم “تردد قناة طيور الجنة”.. أغاني ...
- كل عام والأمة الإسلامية بخير.. تعرف على موعد عطلة عيد الاضحى ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - النص القرآني بين أسباب النزول وبين التأويل